متون الكتب :  
الفهارس :  
أسماء الكتب والمؤلفين :  
التضليل الإعلامي
الكتاب : الوعد الصادق دلالات ودروس عن أنتصار حزب الله    |    القسم : مكتبة السياسة و الإقتصاد

للإعلام الدور الأول في تضليل الرأي العام في قضايانا السياسية وتستخدم أنظمة الاستكبار العالمي الإعلام أداة فعالة قوية في تضليل الرأي العام وتحريفه.

والإعلام اليوم علم، يدرس في الدراسات العليا، ومهمة هذا العلم في أنظمة الاستكبار العالمي: إبطال الحقوق وإحقاق الباطل، وتقريب البعيد وإبعاد القريب، وتشويه صورة الصديق حتى نراه عدواً، وتجميل صورة العدو حتى نراه صديقاً.

ويدخل الإعلام في معركتنا الحاضرة في العالم الإسلامي عنصراً أساسياً، لا غنى لنا عنه، وجزءاً أساسياً في المعركة.

ومن أعجب ما شاهدنا من التضليل الإعلامي من قبل أنظمة الاستكبار العالمي في حرب الأسابيع الخمسة التأكيد على الدور الإيراني والسوري في هذه المعركة.

وهو أمر غريب، فقد كانت الدّبابات الإسرائيلية المتطورّة تحترق، واحدة بعد أخرى، تحت وابل صواريخ حزب الله، وتسجّل إسرائيل هزيمة بعد هزيمةّ في جنوب لبنان، وفي الحدود الفلسطينية(المحتلة) – اللبنانية، وتسجل المقاومة الإسلامية أروع الأمثلة في البطولة والبسالة والشجاعة... أجل في وسط هذه الانتصارات والهزائم كان الإعلام الغربي الاستكباري، يشغل الرأي العام بالتمدد الإيراني في العالم العربي، ولبنان، وحزب الله.

وكان للإعلام الأمريكي الدور الأول في قيادة هذه الحملة الإعلامية ضد إيران والملف النووي الإيراني وضد سوريا... ومن وراء الإعلام الأمريكي والغربي حشد من الإعلاميين عندنا الذين كانوا يرددون الإعلام الأمريكي، على هيئة الببغاء... من غير تفكير في ماهية هذه الحملة.

وكانت غاية أمريكا من هذه الحملة الإعلامية ضد إيران أمرين اثنين: الأمر الأول تحريف الرأي العام العالمي والعربي عن هزائم إسرائيل، وإبراز بؤر استقطاب أخرى عديدة للرأي العام، تلهى الناس وتشغلهم عن هزائم إسرائيل في مقاتلة حزب الله، وحفظ ما يمكن حفظه من ماء وجه إسرائيل في هذه الهزائم المتكررة التي الحقها بها حزب الله.

ولست اعرف على التحقيق إن كان هذا الإعلام نفع إسرائيل في ستر عوراتها في هذه المعركة أم لا، ولكن أعلم أن أمريكا وإسرائيل كانتا مصرتين على إدخال الحالة الإيرانية في هذه المعركة بأي ثمن لتحقيق هذه الغاية.

والأمر الثاني الذي كان يطلبه الأمريكان في هذه الحملة الإعلامية، تسقيط إيران، وتشويه الوجه الإيراني في العالم العربي، وتأليب العرب والأنظمة العربية ضد إيران، وتحضير الحالة الإعلامية والنفسية في العالم وفي المنطقة لضرب المفاعل النووي الإيراني وضرب البنى التحتية الإيرانية، على يد إسرائيل، أو بالسلاح الأمريكي مباشرة.

ومن عجب أن الإعلام الغربي والعربي، في المنطقة كان يتغاضى عن التدخل العسكري المباشر لأمريكا في العالم الإسلامي – على هيئة الاحتلال العسكري، في أفغانستان والعراق، وعلى مرأى ومسمع من العالم، وهو أقبح أشكال التدخل وأشنعها.
... وكان يتغاضى عن المشروع الأمريكي الذي تصرح به أمريكا، على لسان وزيرة خارجيتها، في إعادة رسم (الشرق الأوسط) وتجديد هيكليته السياسية، تحت عنوان (الشرق الأوسط الجديد).
... وكان يتغاضى عن التدخل الأمريكي العسكري في ليبيا وفي السودان وفي الخليج.
... وكان يتغاضى عن التهديد الأمريكي السافر لإيران في مشروعه النووي السلمي، ولسورية... وأمثال ذلك، ثم يقوم هذا الإعلام في المنطقة وفي الغرب بإبراز الدور الإيراني في هذه المعركة.
وأكبر اتهام إيران في هذه القضية أنها تُسلح حزب الله وتموّله، وتمكنه من إسرائيل.

ولست ادري مدى صحة هذا الأتهّام، ولكن هذا الاتهام يُشرّف إيران، في المعركة القائمة بين الإسلام والصهيونية العالمية... وكان ينبغي أن يقوم بهذا الدور قبل إيران الأنظمة العربية، اللصيقة بهذه القضية، وأن يصطفوا مع (حزب الله) و (حماس) في مواقعهم الصعبة والصلبة.

ولست أدري أن كان رجال الإعلام الذين يبثون هذا الكلام يُقدّرون أن الجمهور الذي يتلقىّ هذا الإعلام يعجب من هذا الكلام (الفارغ) من كل قيمة وحقيقة أم لا؟

إن تصوير مثل هذا الإعلام إلى الناس نحو من إحتقار عقول الناس وامتهانهم... والناس يدركون هذا المعنى.
إن من اكبر أخطاء الإعلاميين إحتقار عقول الناس، بهذا الحد، واعتقادهم بأن الناس يصدّقون بكل ما يصلهم من الإعلام.
إن الجمهور يفهم ويدرك، وليس كما يعتقد رجال الإعلام موضعاً للاستهلاك الإعلامي فقط.

لقد كان الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله (حفظه الله) صريحاً تجاه الإعلاميين عندما طرحوا عليه ما يذكره الإعلام من أن هذه العملية كانت بتوجيه الجمهورية الإسلامية الإيرانية، ولتخفيف الوطء عن الملف النووي الإيراني... قال لهم السيد حسن نصر الله: مستنكراً نحن نُعرّض أعزائنا للقتل، ونعرض بيوت أهلنا في لبنان للتخريب، ونتسبّب في نزوح مآة الآلاف من الناس من بيوتهم من اجل أن نخفّف الوطء عن الملف النووي الإيراني!!!هذا كلام سخيف، وغير مسؤول وإحتقار لعقول الناس.

أن هذا السخف الذي وصف به السيد الإعلام المضلّل (الأمريكي والإسرائيلي) ومن يجري مجراهم من الإعلاميين، يدركه الناس جيداً، ولا يغيب عنهم.

ويبقى إننا لا نملك إعلاما قوياً بقوة الإعلام المضاد حتى نكشف للرأي العام ما يحمله هذا الإعلام من التضليل السياسي والاحتقار لعقول الناس.

ومهما يكن من أمر، فإن علينا أن نُفكّر بجدّ في المسالة الإعلامية، فأنها اليوم جزء لا يتجزأ من المعركة، وما لم نمتلك إعلاماً قوياً يُقدّم إضاءات كاشفة للأحداث السياسية التي تمر على العالم الإسلامي لا نستطيع أن نزيل الظلمات الإعلامية التي تزحف علينا من الغرب.


 شبكة البتول عليها السلام  @ 11-2006  -  www.albatoul.net

إنتاج : الأنوار الخمسة للإستضافة والتصميم @ Anwar5.Net