متون الكتب :  
الفهارس :  
أسماء الكتب والمؤلفين :  
الآليات الأمريكية لإحباط مثلث العصيان
الكتاب : الوعد الصادق دلالات ودروس عن أنتصار حزب الله    |    القسم : مكتبة السياسة و الإقتصاد

الآليات الأمريكية لإحباط مثلث العصيان


فما هي الآليات الأمريكية الاستكبارية لإلغاء (مثلث العصيان) من الخارطة السياسية للشرق الأوسط.إن من يتتبع الأوضاع السياسية في المنطقة، والخطاب الأمريكي لا يشق عليه ان يعرف الآليات الأمريكية المفضلة لتذليل هذا المثلث وإلغائه في الشرق الأوسط.

لقد واجهت أمريكا وحلفاؤها إيران بالتهديد باستخدام القوة، واللجوء إلى مجلس الأمن لفرض حصار اقتصادي شديد على إيران، ان لم تستجب إيران، بتعطيل برنامجها النووي، وشفعت هذا التهديد بحزمة من المرّغبات الاقتصادية، كما يخدع الناس الأطفال بقطع الحلوى .. . وتلقّت أمريكا صلابة الموقف الإيراني في المضي قُدُماً في مشروعها النووي السلمي ... ولا يزال المشروع النووي الإيراني موضع صراع عنيف بين الجمهورية الإسلامية من جانب وأمريكا وحلفائها من جانب آخر.

ولا تزال أمريكا تهدد إيران باستخدام القوة العسكرية من ناحيتها أو من ناحية إسرائيل، بضرب المفاعل النووي الإيراني، وتحويل الملف الإيراني إلى مجلس الأمن لفرض الحصار الاقتصادي والجوي على إيران، إذا أصرت إيران على موقفها الصلب من تخصيب اليورانيوم ... وكان في حسبان أمريكا أن تذلل بهذا التهديد الموقف الإيراني، وتلجئها إلى تعطيل مشروعها النووي، ثم يتعقب هذا التنازل مراحل جديدة من التنازل، ويتم ترويض واحتواء الموقف الإيراني الصعب بهذه الصورة.

غير ان أحداً لا يستطيع ان يقدّر بصورة علمية نجاح الآلية الأمريكية في تذليل الموقف الإيراني الرافض لإيقاف مشروعه النووي ... هذه الآلية الأولى لتقرير الاستراتيجية الأمريكية في المنطقة.
والآلية الثانية لتعطيل (العملية السياسية في العراق) هي الإرهاب.

والإرهاب الذي يجري في العراق حالة مبرمجة ومخططة لتعطيل العملية السياسية، وإعادة الناس الذين خرجوا إلى الشارع لتقرير مصيرهم السياسي إلى بيوتهم من جديد. وقوام هذا الإرهاب (التطرف الديني) و(حزب البعث) و(الأمريكان) وهذه هي الأضلاع الثلاثة لمثلث الإرهاب، وهي وأمريكا المحركة الرئيسية لحزب البعث والتطرّف الديني في ممارسة الإرهاب في العراق.

ولسنا بصدد شرح هذه النقطة، فان الأدلة على تورط الأمريكان في مسألة الإرهاب في العراق كثيرة، والإرهاب سيؤدي بالضرورة إلى تعطيل الخدمات التي تقدمها الحكومة للناس. وبذلك فان الأمريكان يلعبون بورقتين خطيرتين في هذا القمار السياسي، وهما الإرهاب وتعطيل أو تقليص الخدمات ... والأمريكان يوسعون كل يوم دائرة الإرهاب وتعطيل الخدمات الضرورية للناس، أكثر من ذي قبل، وبذلك يضعون الحكومة المنتخبة من قبل الناس، والمؤيدة من قبل المرجعية في وضع حرج شديد الحراجة، يُنُُذر بالفوضى والشغب، وهذا هو الذي يطلبه الأمريكان بالذات من الإرهاب وتعطيل الخدمات.

والفوضى الشعبية والشغب الذي يراهن عليه الأمريكان في الشارع العراقي هو الفرصة الذهبية التي يطلبها الأمريكان لإقامة حكومة جديدة تحت عنوان (الإنقاذ الوطني)، يتولى فيها عملاء أمريكا الحكم في العراق، وعندئذ يمنع الأمريكان مشاهد الإرهاب وحوادث التفجير في العراق، ويوفّرون الخدمات للناس بشكل يرضي الناس، وتعود الحياة إلى حالتها الطبيعية.
هذا هو التخطيط الأمريكي لإلغاء الحكومة التي انتخبها الناس وأيدتها المرجعية.

ولكن في تقديرنا نحن، وهذه قراءة من الداخل، أن الشعب العراقي لن يدخل في المشروع الأمريكي، ولن ينفد صبره وسط أعمال الإرهاب وضعف الخدمات.

ولن تملك الطبقة التي تعتمدها أمريكا في أعمال الشغب والفوضى في العراق هذه القدرة التي تمكّن أمريكا من إسقاط الحكومة واستبدالها بـ (حكومة الإنقاذ الوطني).

والآلية الثالثة التي تستخدمها أمريكا لتعطيل مثلث العصيان في الشرق الأوسط تجريد حزب الله في لبنان من سلاحه، وتبديله إلى مجموعة سياسية عاطلة عن السلاح، فتفقد دورها في مقاومة إسرائيل، وهو كل شيء في قيمة حزب الله، واستصدرت أمريكا قراراً من مجلس الأمن بتجريد الميليشيات من سلاحها، الا ان هذا القرار لم يقو على تجريد المقاومة الإسلامية من سلاحها ... وكان المشروع الأمريكي الآخر لتجريد سلاح حزب الله ان يتم ذلك على يد القوات الإسرائيلية مباشرة.

وقد رأينا كيف أحبط الله المشروع الأمريكي، وهزم الله الجيش الإسرائيلي هزيمة منكرة، على يد حزب الله.

هذه هي الآليات الأمريكية الاستكبارية للقضاء على مثلث العصيان في الشرق الأوسط، وترويض إيران والعراق ولبنان للإرادة الأمريكية.

وأمريكا تفرغ من إعادة رسم خارطة الشرق الأوسط الجديد على الأرض، وليس على الورق، يوم تحتوي بشكل كامل الموقف الإيراني والعراقي واللبناني، فهل تقوى على ذلك؟

اننا نشك في سلامة وعقلانية الخطة الأمريكية في الشرق الأوسط شكاً كثيراً، ونعتقد إن ملك الأردن كان على حق، عندما خاطب إسرائيل، بعد أن اعلنت إسرائيل الحرب على حزب الله، قائلاً: إنها بتعنتها وغطرستها أعطت فرصة ذهبية لظهور ظاهرة (حزب الله) في كل مكان، في عمان، والقاهرة، وبغداد، والجزائر، والدار البيضاء، واليمن ...وأن أمر حزب الله لم يَعد بعدُ هذه الحرب تقتصر على جنوب لبنان فقط، وسوف نشهد ولادة حزب الله في كل مكان.


 شبكة البتول عليها السلام  @ 11-2006  -  www.albatoul.net

إنتاج : الأنوار الخمسة للإستضافة والتصميم @ Anwar5.Net