ولابد من الاهتمام بتوجيه المعارضة بالاتجاه الايجابي، وليس بالاتجاه السلبي، فان الأنظمة الاستبدادية تسعدها المعارضة السلبية السياسية، فان المعارضة السلبية القائمة على (الرفض) فقط، تؤدي إلى تهميش دور المعارضة، وبالضرورة إلى بسط نفوذ الأنظمة.
وقد علمتنا التجارب الكثيرة في ساحة المعارضة أنّ المعارضة يجب الا تعتزل الساحة السياسية والمواقع الإدارية، ولا تقف خارج الحلبة لإعلان النقد والرفض والاعتراض فقط.
والمنهج الذي كنا نسلكه في عملنا السياسي أحياناً من مقاطعة الانتخابات والمواقع منهج يحتاج إلى تعديل كثير، اللهم الا ان تكون هناك مبررات واقعية لمشروع المقاطعة المطلقة، لها حكمها، ولسنا بصدد مناقشة هذه النقطة الآن.
وبعد، فإن منهج التعامل مع الأنظمة في العالم الإسلامي والعربي يحتاج إلى دراسة وتأمل وحوار كثير لنخرج في هذه المسألة الحسّاسة الخطيرة بمشروع سياسي متكامل رائد إن شاء الله. ولا يزيد هذا الحديث على ان يكون إثارة لهذه المسألة فقط.