الرصد والمراقبة والنوعية
وعلى كل حال لا بد من نشر الوعي السياسي والثقافة السياسية في أوساط الأمة، ولابد من رصد حركة هؤلاء الحكام وأخطاءهم وخياناتهم ومراقبتهم مراقبة دقيقة، ولابد من تعرية وفضح هذه الأنظمة وأخطاءها وخياناتها.
ولابد من عمل واسع في التوعية السياسية لإحباط مفعول الإعلام السياسي الكاذب الذي يستخدمه هؤلاء الحكام بشكل واسع لتغطية أخطائهم، واضطراراتهم السياسية، وخياناتهم. ولابد من تعميق حالة المعارضة الشعبية وتوسعتها وتنشيط المعارضة.
كسر حاجز الخوف
ولابد من إحباط مشروع الإرهاب والعنف الذي تستخدمه هذه الأنظمة لإسكات الناس، وخنق الحريات، وإرعاب الناس، وذلك بكسر حاجز الخوف، فإن حاجز الخوف يضاعف قوة الأجهزة الأمنية، التي تملكها الأنظمة، لإرعاب الناس وتخويفهم.
وعندما ينكسر حاجز الخوف عند الناس، وينزلون جميعاً إلى الشارع بالهتاف وإعلان المعارضة، تضعف الأجهزة الأمنية لهذه الحكومات من ملاحقة الجمهور الواسع الذي ينزل إلى الشارع ويعلن معارضته وسخطه من النظام.
المعارضة الايجابية
ولابد من الاهتمام بتوجيه المعارضة بالاتجاه الايجابي، وليس بالاتجاه السلبي، فان الأنظمة الاستبدادية تسعدها المعارضة السلبية السياسية، فان المعارضة السلبية القائمة على (الرفض) فقط، تؤدي إلى تهميش دور المعارضة، وبالضرورة إلى بسط نفوذ الأنظمة.
وقد علمتنا التجارب الكثيرة في ساحة المعارضة أنّ المعارضة يجب الا تعتزل الساحة السياسية والمواقع الإدارية، ولا تقف خارج الحلبة لإعلان النقد والرفض والاعتراض فقط.
والمنهج الذي كنا نسلكه في عملنا السياسي أحياناً من مقاطعة الانتخابات والمواقع منهج يحتاج إلى تعديل كثير، اللهم الا ان تكون هناك مبررات واقعية لمشروع المقاطعة المطلقة، لها حكمها، ولسنا بصدد مناقشة هذه النقطة الآن.
وبعد، فإن منهج التعامل مع الأنظمة في العالم الإسلامي والعربي يحتاج إلى دراسة وتأمل وحوار كثير لنخرج في هذه المسألة الحسّاسة الخطيرة بمشروع سياسي متكامل رائد إن شاء الله. ولا يزيد هذا الحديث على ان يكون إثارة لهذه المسألة فقط.
|