متون الكتب :  
الفهارس :  
أسماء الكتب والمؤلفين :  
الغطرسة الإسرائيلية والمشروع الإسرائيلي ـ الخيبة الكبرى
الكتاب : الوعد الصادق دلالات ودروس عن أنتصار حزب الله    |    القسم : مكتبة السياسة و الإقتصاد

الغطرسة الإسرائيلية والمشروع الإسرائيلي:
ولكن إسرائيل إعتبرت هذا التحدي جرحاً لكبريائها وهيبتها العسكرية في المنطقة والعالم، وأخرجت القضية إلى الدائرة الدولية الواسعة، واعتبرتها عدواناً من حزب الله، واعتبرت لبنان مسؤولاً عن هذه العملية، فبدأت بعدوان شامل على لبنان- كله- وأعلنت الحرب على حزب الله وعلى لبنان، وحوّلت هذه العملية إلى قتال واسع وشرس ضد (حزب الله)، أدخلت فيه إسرائيل قواتها البرية والبحرية والجوية، لتحقيق النقاط التالية:
1- توجيه ضربة عسكرية قاصمة إلى حزب الله، لا تقوم بعدها لحزب الله قائمة في لبنان كله، وتكون درساً بعد ذلك للحركة الإسلامية، في كل أنحاء العالم الإسلامي!!

2- إحتلال لبنان عسكرياً، كما حدث أن احتلت لبنان مرة سابقة، لتملي على لبنان شروطاً قاسية للانسحاب العسكري، منها تجريد حزب الله من سلاحه واعتباره حالة إرهابية ومليشيا محظورة دولياً ولبنانياً.

3- إعلان ربط المقاومة الإسلامية (حزب الله) بـ (إيران)و(سوريا)، واعتبارهما مسؤولتين عن نشاط حزب الله وأعمالها العسكرية، واستحصال مبرر إعلامي من خلال ذلك لضرب إيران وسوريا وإجبار إيران على التخلي عن مشروعها النووي، وإجبار سوريا على الدخول في (بيت الطاعة) السياسية لـ(أمريكا)، كما طاوع من قبل نظام أخر، كان في صف الرفض للنفوذ الأمريكي في المنطقة ففدت قتلى الأمريكان في حادث الطائرة الأمريكية بالمليارات من بيت المسلمين الذي خصّه الله تعالى لجياع المسلمين في الهند وباكستان وأفغانستان وبنغلادش وأفريقيا، وهم أكثر من مائة مليون مسلم، لهم الحق في كل دولار من المليارات التي فدى بها هذا النظام قتلى أمريكا في حادث سقوط الطائرة الأمريكية.

4- إعادة رسم خارطة الشرق الأوسط من جديد يبتنى على الأسس التالية:
أ‌- قبول الاحتلال الإسرائيلي
ب- تطبيع العلاقات العربية الإسرائيلية وتبادل العلاقات السياسية
والعسكرية والتجارية مع إسرائيل، والإقرار بشرعية الاحتلال الإسرائيلي في المنطقة.
ج- استقرار الاحتلال والنفوذ الأمريكي في المنطقة.
د- إنهاء حالة المقاومة لإسرائيل.

وقد كان لأمريكا دور كبير في توسعة دائرة هذه الحرب وإطلاق العنان لإسرائيل لضرب البنية التحتية للبنان وتخريب بيوت الناس على رؤوس أصحابها، ورفض كل مشروع لوقف إطلاق النار في مجلس الأمن، ريثما تحقق إسرائيل إنتصاراً عسكرياً على حزب الله، لتنطلق من موقع القوة على طاولة المذكرات.
ومهما ينسى اللبنانيون من شيء فلا ينسون أن بلادهم كانت تحت وابل الصواريخ والقنابل والمتفجرات الإسرائيلية، وتتهدم بيوتهم على رؤوسهم، وانعقد مجلس الأمن لإصدار قرار وقف إطلاق النار، فعارضت أمريكا وإنكلترا إصدار مثل هذا القرار، واستخدمتا حق الرفض، وبلغ من سخط الحكومة اللبنانية على أمريكا أن رفضت استقبال(رايس) وزيرة خارجية أمريكا في بيروت، ولئن تنس الحكومة اللبنانية هذا الموقف الأمريكي- الإنكليزي اللاإنساني من الكارثة التي حلت بلبنان فهي سيئة الذاكرة حقاً.

لقد كانت أمريكا تصر على أن تحقق إسرائيل أي إنجاز عسكري على الأرض، يعطيها تفوقاً عسكريا على حزب الله، في المفاوضات، وإن كان ثمن ذلك تخريب لبنان الكامل.

الخيبة الكبرى:
ولكن شاء الله تعالى، ولأراد لمشيئة، أن تَخيبَ إسرائيل، وتدخل في اكبر حرج عسكري وسياسي وإعلامي، واجهته منذ ولادتها(غير الشرعية) إلى اليوم، ووافقت إسرائيل على قرار وقف إطلاق النار، رغما عليها، لئلا تتسع دائرة الهزائم العسكرية المنكرة التي تكبدتها، ولئلا تفتضح أكثر من ذلك في تصريحات جنودها وضباطها العسكريين المرعوبين من هجمات حزب الله الخاطفة، والقصص المرعبة التي يتحدثون بها إلى الصحفيين.


 شبكة البتول عليها السلام  @ 11-2006  -  www.albatoul.net

إنتاج : الأنوار الخمسة للإستضافة والتصميم @ Anwar5.Net