أ ـ السيطرة على منابع القوة الاجتماعية :
لاشك ان القاعدة الاقتصادية لجماعة ما تلعب دوراً مهماً في التركيبة الاجتماعية والثقافية للمجتمع ككل . بمعنى ان الجامعة التي لها قوة اقتصادية عظيمة ، تستطيع ان تترجم هذه القوة الاقتصادية الى قوة سياسية ، وتتمكن من خلالها السيطرة على المؤسسات الاجتماعية الاساسية ، كمؤسسات الحكومة ، والقضاء ، والتعليم ، والطب ، ونحوها . وقد اشار القرآن الكريم بشكل اجمالي الى اهمية المال في القوة الاجتماعية كما جاء على
( 45 ) لسان موسى (ع) : ( انك اتيت فرعون وملأه زينة واموالاً في الحياة الدنيا ) (1) ، وفي موضع آخر : ( وامددناكم باموال وبنين وجعلناكم أكثر نفيرا ) (2) ، ( كانوا أشد منكم قوة وأكثر اموالًا واولاداً ) (3) ، و( وآتيناه من الكنوز ما ان مفاتحه لتنوء بالعصبة أولي القوة ) (4) . والمال في النظام السياسي الظالم ، هو المحرك الاساس لكل المؤسسات الاجتماعية ؛ فالقانون في ذلك المجتمع يدافع عن الثري ولا يحمي الفقير . والمؤسسات المتلبسة بالدين في المجتمعات الرأسمالية تدعم النظام الاجتماعي الظالم ولا تنادي بالاطاحة به . وحتى المؤسسات التعلمية تمجد حسنات النظام السياسي ولا تنتقد أخطاءه وسلبياته . وبالتالي فان الطبقة الغنية الحاكمة تصبح هي الوطن والعرض والدين ؛ ومن يهاجمها فانما يهاجم كل المقدسات التي يؤمن بها الافراد في الطبقات الاجتماعية . وشخص كهذا ـ بعرفها ـ خارج عن الاجماع العام الذي أقره العرف الاجتماعي وأمضاه القانون.
|