تقصير المسلمات
جمعتني الظروف مرة مع بعض فتيات من بنات الاسلام وهن لا يحملن من الاسلام إلا اسمه ، ولا يعرفن منه شيئاً اللهم إلا اسم نبيهن صلى الله عليه وآله لا أكثر ولا أقل ! ولذلك فلم يسترعين انتباهي من قريب او بعيد فما علي منهن ، وكيف لمثلي أن تتسلل إلى حيث قد تسلل قبلها الشيطان ولكن بعض كلماتهن استرعت انتباهي بصورة خاصة جعلتني أحس بمرارة ما فوقها مرارة فقد كن يذكرن في حديثهن الراهبات المسيحيات ، ويشدن بتمسكهن بتقاليد الدينية عندهن ، ويذكرن لباسهن ومسوحهي بكل إكبار واجلال واعجاب في الوقت الذي ينظرن فيه إلى المتمسكات بالاسلام على انهن شبح رجعي مخيف ! فلماذا ؟ وهل هذا يرجع لشيء سوى لتقصيرنا نحن المسلمات ولتقاعسنا عن التبشير لانطوائنا على أنفسنا كل يعمل على شاكلته ؟ ناسين ان من ورائنا نشء يجب ان نغذيه بمعتقداتنا ، ونفهمه معالم ديننا الواضح المستقيم ، ولكن الراهبات المسيحيات لا يفتأن يبشرن
( 141 ) ويدعون ومن ورائهن قوى تبشيرية هائلة تجند لدعوتها القوة ، والمال ، والجاه وكل شيء ! والراهبة لها نظام خاص ولها مسؤولية معينة تعرف منها مواهبها ، وتدل على واقع شخصيتها ! على العكس تماماً مما نحن فيه ! فنحن اما خائفات جبانات ، وإما جاهلات عاجزات ، واما مسالمات خجولات ، وأما مقيدات محكومات هذا عدى من خالفت الطريق وانحرفت عن ركب الدعوة . فنحن لو لم نكن على هذا الحال من الفرقة ، والتشتت والغفلة ، والجهالة واختلاف الآراء والأهواء ، وتضارب الأفكار والميول ، لو لم نكن هكذا لاستطعنا أن نحفظ مكاننا وكياننا كمثل أعلى للمرأة المسلمة المتمسكة بالاسلام ، ولتمكنا من فرض شخصيتنا على بنات جنسنا جميعهن ولما تركنا بنات الأسلام ينجذبن إلى قوة شخصية الراهبات ويعجبن بصمودهن وثباتهن فنحن فينا من تستطيع ان تقهر العالم بصمودها ! وفينا من تتمكن ان تقف امام كل تيار رافعة الرأس راسخة القدمين ، واثقة من الفوز الاخير ، ولكن من اين لأمثال أولاء الفتيات ان يتعرفن على هذه وأشباهها ؟ وهن كثيرات والحمد لله ! نعم من أين لهن ان يعرفن ونحن على ما عليه من فرقة وعدم تنظيم ولهذا فلن نتمكن ان نصل من دعوتنا المستوى الذي نريده لها وتستحقه وكيف لنا ان نرفع صوتنا عالياً على كل صوت إسلامي وغير اسلامي ما دمن بنات الاسلام جاهلات بنا غافلات عنا ؟! فإلى متى نظل على ما نحن عليه من غفلة وسبات ، أما آن لنا ان نفيق ؟!
|