متون الكتب :  
الفهارس :  
أسماء الكتب والمؤلفين :  
التمثيل الخامس والعشرون
الكتاب : الأمثال في القرآن    |    القسم : مكتبة القرآن و الحديث
التمثيل الخامس والعشرون


(وَأَنذِرِ النّاسَ يَوم يَأْتِيهِمُ العَذَابُ فَيَقُولُ الّذينَ ظَلَمُوا رَبّنَا أَخّرْنَا إِلى أَجَلٍ قَرِيبٍ نُجِبْ دَعْوَتَكَ وَنَتَّبِعِ الرُّسُلَ أَوَ لَمْ تَكُونُوا أَقْسَمْتُمْ مِنْ قَبْلُ ما لَكُمْ مِنْ زَوالٍ *وَسَكَنْتُمْ فِي مَساكِنِ الّذِينَ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ وَتَبَيَّنَ لَكُمْ كَيْفَ فَعَلْنا بِهِمْ وَضَرَبْنا لَكُمُ الاََمْثالَ * وَقَدْ مَكَرُوا مَكْرَهُمْ وَعِنْدَ اللهِ مَكْرُهُمْ وَإِنْ كانَ مَكْرُهُمْ لتَزُولَ مِنْهُ الجِبال). (1)
تفسير الآيات
إنّ الآية تمثل حال قوم شاهدوا نزول جزء من العذاب والبلاء فعادوا يظهرون الندم على أعمالهم البغيضة ويطلبون الاِمهال حتى يتلافوا ما فاتهم من الاِيمان والعمل الصالح، كما يحكي عنه سبحانه، ويقول: (وأنذر الناس يوم يأتيهم العذاب ) أي مشاهدة نزول العذاب في الدنيا بشهادة استمهالهم، كما في قوله تعالى: (فَيَقول الذين ظلموا ربّنا أخّرنا إلى أجل قريب نجب دعوتك و نتبع الرسل ).
فيرد دعوتهم بأنّ هذا الطلب ليس طلباً صادقاًوإنّما ألجأهم إليه روَية
____________
1 ـ إبراهيم:44ـ 46.

( 171 )
العذاب.
فيخاطبهم سبحانه بقوله: (أو لم تكونوا أقسمتم من قبل ما لكم من زوال).
وعلى ما ذكرنا يكون مفاد الآية : حلفتم قبل نزول العذاب بأنّه ليس لكم زوال من الراحة إلى العذاب، وظننتم انّكم بما تمتلكون من القوة والسطوة أُمّة خالدة مالكة لزمام الاَُمور، فلماذا تستمهلون؟ ثمّ يخاطبهم بجواب آخر وهو قوله: (وَسكنتم في مساكن الذين ظلموا أنفسهم وتبيّن لكم كيف فعلنا بهم وضربنا لكم الاَمثال ) أي سكنتم ديار من كذب الرسل فأهلكهم الله وعرفتم ما نزل بهم من البلاء و الهلاك والعذاب كقوم عاد وثمود، وضربنا لكم الاَمثال وأخبرناكم بأحوال الماضين لتعتبروا فلم تتعظوا.
وعلى ذلك فالمشبه به هو حال الاَُمم الهالكة بأفعالهم الظالمة.
والمشبه هو الاَُمم اللاحقة لهم الذين رأوا العذاب فاستمهلوا الاَجل وندموا ولات حين مناص.
 

 شبكة البتول عليها السلام  @ 11-2006  -  www.albatoul.net

إنتاج : الأنوار الخمسة للإستضافة والتصميم @ Anwar5.Net