![](http://www.darolzahra.com/books/dar/qasasia-1/emratan/blank.gif)
إلى هنا أنهت رحاب رسالتها ولكن خطرت لها فكرة ، أن مصطفى كان قد طلب من حسنات صورة في رسالته الأولى ولم يعد إلى طلبه ثانية بعد أن زهد بها نتيجة استلامه للرسائل المزورة التي وصلت منها إليه ، ولكن أليس أن عليها أن تعمل شيئاً من أجل أختها المسكينة البريئة ؟ أنها تتمكن أن لا ترسل الصورة ولكنها في ذلك سوف تسيء إساءة جديدة إلى حسنات ، أنه سوف يشك بجمالها كما جعلته يشك بدينها ، فهي إذن جريمة جديدة وحسنات جميلة وجميلة جداً ، أنها جميلة كملاك فماذا عساها أن تصنع دون أن تجعله يشك بجمالها ؟ لو كانت قد أرسلت إليه صورة في البداية لأرسلت صورتها هي بدلاً عن حسنات تمشياً مع موقفها العدائي ذاك ولكنها الآن تختلف عما كانت عليه ، صحيح أنها جميلة أيضاً ولكنها لا تريد أن تتردى بخيانة جديدة ، كلا ان هذا ما لا يكون من جديد ، ولهذا فان عليها أن تحصل على صورة حسنات وترسلها له ، وهي ليس لديها صورة واضحة لها ولهذا فان عليها أن تطلب منها صورة...
![](http://www.darolzahra.com/books/dar/qasasia-1/emratan/blank.gif)
وعند الظهر حيث كانت حسنات في غرفتها ذهبت إليها
( 380 )رحاب وحاولت أن تبدو طبيعية وتمكنت من ذلك بعض الشيء فرحبت بها حسنات وأظهرت لها فرحتها بها فقالت رحاب : أن لي إليك حاجة يا حسنات !
![](http://www.darolzahra.com/books/dar/qasasia-1/emratan/blank.gif)
فاستبشرت حسنات أن تطلب رحاب منها حاجة وقالت بلهفة واندفاع : أن أي حاجة لك مقضية يا أختاه قولي ماذا تريدين ؟
![](http://www.darolzahra.com/books/dar/qasasia-1/emratan/blank.gif)
قالت رحاب وقد اصطبغ وجهها بحمرة الخجل : أريد صورة منك يا حسنات ، صورة من أجمل صورك يا عزيزتي.
![](http://www.darolzahra.com/books/dar/qasasia-1/emratan/blank.gif)
فاستغربت حسنات هذا الطلب ولكنها لم تشأ أن تخدش مشاعر أختها فقالت سوف أعطيك البوم الصور واختاري منها ما تشائين ، قالت هذا ثم تناولت البوم الصور من فوق المكتبة وقدمته إلى رحاب ، فتناولته رحاب بيد ترتجف وأخذت تصفحه وهي لا تكاد تعي ما فيه لشديد اضطرابها ، ثم اختارت صورة كانت أوضح الصور وأبرزها ثم أعادت الألبوم إلى حسنات مع الشكر وذهبت إلى غرفتها وكأنها تهرب من خطر عظيم ، ووضعت الصورة داخل الرسالة ولم تكتب خلفها إهداءاً لكي لا تلوث صفاء الصورة بكلماتها الدخيلة ، ثم أبردت الرسالة عصر ذلك اليوم.