متون الكتب :  
الفهارس :  
أسماء الكتب والمؤلفين :  
سادساً : مؤتمر القاهرة لبحث مستقبل العراق
الكتاب : من تاريخ العراق الحديث ج1    |    القسم : مكتبة السياسة و الإقتصاد

سادساً : مؤتمر القاهرة لبحث مستقبل العراق :

بعد أن تسنى للمحتلين البريطانيين إعادة تثبيت سيطرتهم على العراق، وقمع ثورة العشرين، دعى المستر [ تشرشل ] وزير المستعمرات البريطاني الحكومة العراقية الى حضور مؤتمر في القاهرة في 12 آذار 1921، لبحث المستقبل السياسي للعراق. وقد حضر وفد عن الحكومة العراقية التي شكلها المندوب السامي، ووفد عن الحكومة البريطانية، يضم المسؤولين الكبار في الإدارة البريطانية في  العراق ، والممثلون البريطانيون في بلدان الشرق الأوسط، لبحث مستقبل العراق وقد حضر عن  الحكومة

العراقية كل من :

1 ـ جعفر العسكري  ـ وزير الدفاع.

2 ـ ساسون حسقيل  ـ وزير المالية.

أما الوفد البريطاني فقد ضم كل من :

1 ـ بيرسي كوكس  ـ المندوب السامي البريطاني في العراق.

2 ـ الجنرال  هالدن  ـ القائد العام للقوات البريطانية في العراق.

3 ـ المستر سليستر  ـ مستشار وزير المالية العراقي.

4ـ المستر انكنس ـ مستشار وزير الأشغال والمواصلات العراقي.

5 ـ المستر ايدي ـ مستشار وزير الدفاع العراقي.

6 ـ المس بـيل  ـ السكرتيرة الشرقية لدار الانتداب البريطاني في العراق.

وقد جرى في هذا المؤتمر بحث مستقبل العراق السياسي ، تحت ظل الانتداب البريطاني وكانت أهم المسائل التي جرى بحثها :

1 ـ اختيار شكل نظام الحكم في العراق ، وقد تم خلال البحث الاتفاق على جعل العراق دولة ملكية دستورية ، وترشيح الأمير فيصل ابن الحسين ليكون ملكاً على العراق.

2 ـ جرى بحث كيفية تخفيض النفقات البريطانية اللازمة لإدامة السيطرة البريطانية على العراق، حيث سببت ثورة العشرين خسائر مادية جسيمة لبريطانيا، بالإضافة إلى الخسائر الكبيرة في الأرواح والتي جاوزت 20 آلفاً من الجنود والضباط البريطانيين.

3 ـ جرى بحث موضوع تشكيل جيش عراقي قوامه 15 ألف جندي ، وإناطة الأمن الداخلي به ، وتقرر أن تساهم الحكومة العراقية بنسبة 15% من ميزانية الجيش في بادئ الأمر ، على أن تزداد هذه النسبة مع نمو الجيش في المستقبل لتصل إلى 25%. وقد صادق المؤتمر على جميع القرارات ، وكانت الحكومة البريطانية قد بدأت فعلاً بتأليف نواة لجيش عراقي في 6كانون الثاني 1921، للقيام بمهمة حفظ الأمن الداخلي مؤلفاً من 24 فوجاً ، إلا أن ذلك الجيش بقي ضعيفاً ، وتعوزه الأسلحة الحديثة ، فقد كانت بريطانيا هي التي تقرر كمية ونوعية السلاح لهذا الجيش ، لضمان بقاء سيطرتها على البلاد .

 4 ـ جرى بحث وضع قوات الليفي البريطانية في العراق ، وتقرر زيادة عددها من 4000الى 7500 فرداً ، على أن تقوم الحكومة البريطانية بنفقاتها ، وجرى الاتفاق على مرابطة 6 أسراب من الطائرات الحربية في القواعد البريطانية بالعراق ، ثم تبادر الحكومة البريطانية بسحب قواتها تدريجياً من العراق ، وعلى اثر انفضاض المؤتمر ، تمت دعوة الأمير فيصل لتولي الملك في العراق .

ومن الجدير بالذكر أن طالب النقيب ، الذي عين وزيراً للداخلية كان يطمح بان يكون هو ملكاً على العراق ، وقد استشاط غضباً لعدم إشراكه في المؤتمر، ومعارضته لتنصيب الأمير فيصل ملكاً على البلاد ، واخذ يصرح تصريحات تنم عن النقد الحاد للمندوب السامي ، وللسياسة البريطانية في العراق ، وحاول تجميع عدد من رؤساء العشائر والشخصيات السياسية حوله لدعم موقفه ، فما كان من المندوب السامي إلا أن المندوب السامي أمر بإقالته ، واعتقاله في مساء يوم 16 نيسان1921، ونفيه الى الفاو  وتعيين المستر  [فلبي] مستثار وزارة الداخلية ، وزيراً للداخلية .وقد أدى أجراء المندوب السامي الى خلق موجة من الاستياء في البلاد ،والى استقالة وزير التجارة عبد اللطيف المنديل في 29 نيسان احتجاجاً على أجراء المندوب السامي البريطاني. (8)


 شبكة البتول عليها السلام  @ 11-2006  -  www.albatoul.net

إنتاج : الأنوار الخمسة للإستضافة والتصميم @ Anwar5.Net