ثانياً :التركيبة السكانية للعراق :
تعتبر التركيبة السكانية للعراق فريدة من نوعها ، نظراً لتعددها واختلافها ، فالعراق يضم قوميات مختلفة أولاً ، واديان وطوائف متباينة ثانياً ،وبالرجوع إلى الإحصاء العام
للسكان ، عام 1957، والذي يعتبر أدق إحصاء جرى حتى ذلك التاريخ ، ظهر أن تعداد نفوس العراق كان آنذاك ستة ملايين ونصف نسمة موزعة كما يلي :
1ـ القومية العربية، وقد بلغ مجموع نفوسها 5,018,262 نسمة، أي ما يعادل 80 % من السكان .
2 ـ القومية الكردية ، وقد بلغ مجموع نفوسها 1,042,774 نسمة أي ما يعادل 16% من السكان .
3 ـ القومية التركمانية ، وقد بلغ مجموع نفوسها 136,806 نسمة ، أي ما يعادل 2%من السكان .
4 ـ القومية الآشورية ، وقد بلغ مجموع نفوسها 100,000 نسمة ، أي ما يعادل 1,5 %من السكان .
هذا ما يخص التوزيع القومي للسكان ، أما بالنسبة لتوزيع الأديان فهي كما يلي :
1 ـ المسلمون : وقد بلغ تعدادهم 6,057,493نسمة ( أي أغلبية السكان) .
2 ـ المسيحيون : وقد بلغ تعدادهم 202, 206 نسمة .
3 ـ أقلية يهودية : وكانت تقدر بعشرات الآلاف عام 1947، غير أن الدولة أسقطت عنهم الجنسية العراقية عام 1948 ، وتم تسفيرهم إلى إسرائيل ، ولم يبقَ منهم سوى 4906نسمة .
4 ـ أقلية يزيدية في منطقة الشيخان ، وسنجار وبعض القرى التابعة للواء [ محافظة] الموصل .
5 ـ أقلية صابئة يسكن أغلبها لوائي العمارة وبغداد .
أما التوزيع الطائفي في العراق فهو على الوجه التالي :
1 ـ المسلمون الشيعة : ويمثلون 50% من سكان العراق ، ويسكنون المناطق الوسطى ، والجنوبية.
2 ـ المسلمون السنة ، ويمثلون 35% من سكان العراق ، ويسكنون المنطقة الشمالية ، وبغداد ، والانبار .
3ـ المسيحيون ، واليزيدية ، والصابئة ، واليهود ، ويمثلون 15% من سكان العراق، علماً أن المسيحيين ينتمون إلى طوائف عدة منهم الكاثوليك ، والبروتستنت، والأرثدوكس ، والكلدان .
التقسيم الطبقي للسكان :
يتوزع التقسيم الطبقي للسكان كما يلي :
1 – طبقة الفلاحين الذين يمثلون أغلبية الشعب العراقي [حوالي 75% من السكان ]، وأغلبيتهم الساحقة كانوا يعملون أُجراء لدى الإقطاعيين ، ولا يحصلون إلا على القوت البسيط لإدامة الحياة .
2 ـ طبقة الإقطاعيين ، والملاكين الكبار ، الذين يملكون 75 % من الأراضي الزراعية ، ويشكلون أعمدة السلطة في النظام الملكي . (6)
3 ـ الطبقة الوسطى [ البرجوازية الصغيرة ] وتمثل هذه الطبقة الحرفيين والكسبة والموظفين ، والمثقفين ، وكانت هذه الطبقة تعاني من الاستغلال الرأسمالي ، وسوء معاملة الدولة ، وجهازها الإداري ، واتصفت مواقفها بالوطنية ، وكان لها دور كبير في الكفاح ضد الاستعمار ، وحليفته الرجعية ، ولعبت دوراً بارزاً في نشاط الأحزاب السياسية الوطنية ، وبرز منها فئات من المثقفين الثوريين الذين لعبوا دوراً هاماً في الدفاع عن حقوق الشعب السياسية ، والاجتماعية ، والاقتصادية ، وذلك من خلال انتمائها إلى الأحزاب السياسية المعارضة لسياسة السلطة ، وبذلت جهوداً كبيرة من أجل توعية الشعب ، ودفعه للمطالبة بحقوقه المشروعة . كما ضمت هذه الطبقة مجموعة كبيرة من الضباط الوطنيين الذين كان لهم دور فاعل في إسقاط النظام الملكي في ثورة الرابع عشر من تموز عام 1958 .
4 ـ الطبقة البرجوازية الوطنية ، وكانت هذه الطبقة ضعيفة نسبياً ، بسبب تخلف البلد في المجال الاقتصادي ، واقتصاره على الصناعات الخفيفة ، أو الحرفية ، إلا أن هذه الطبقة بدأت بالنمو بعد الحرب العالمية الثانية ، ولكنها لم تصل إلى مصاف الطبقات البرجوازية في الدول المتقدمة ، وقد لعب عدد من الشخصيات المنتمية لهذه الطبقة دوراً هاماً في نشاط الأحزاب السياسية الوطنية .
5 ـ طبقة العمال ، وقد كانت هذه الطبقة في بادئ الأمر ضعيفة نسبياً ، بسبب تخلف البلاد ، وافتقارها إلى المشاريع الصناعية ، ولكن هذه الطبقة بدأت تنمو بعد اكتشاف النفط ، واستخراجه، مما وفر المجال لاستخدام أعداد كبيرة من العمال . كما ساعد على توفير الأموال اللازمة لإقامة عدد من المشاريع الصناعية ، ومع مرور الأيام ، وتطور الصناعات الوطنية ، وإنشاء المشاريع الجديدة ، أصبحت الطبقة العاملة قوة لا يستهان بها ، حيث بلغت عام 1957 حوالي النصف مليون عامل ، وقد لعبت الطبقة العاملة دوراً بارزاً في الكفاح السياسي الذي خاضه الشعب ضد استغلال الشركات النفطية ، وضد السلطة العميلة للإمبريالية ، وقدمت تضحيات كبيرة خلال نضالها من أجل حرية الوطن ، ومن أجل الحقوق العامة للشعب ، والتي اغتصبتها السلطة الحاكمة .
|