متون الكتب :  
الفهارس :  
أسماء الكتب والمؤلفين :  
اطردوا علماء البلاط
الكتاب : الحكومة الإسلامية    |    القسم : مكتبة السياسة و الإقتصاد

اطردوا علماء البلاط

إنّ هؤلاء ليسوا فقهاء الإسلام، والكثير منهم قد عمّمهم السافاك (جهاز الأمن عند الشاه) ليدعوا وليسبحوا بحمد الشاه وجلاله، ويكون عندهم البديل فيما لو لم يتمكّنوا من اجبار أئمة الجماعة عن الحضور في الأعياد وسائر المراسم، ولقد منحوه لقب "جل جلاله" مؤخراً! هؤلاء ليسوا بفقهاء، وباتوا معروفين والناس صارت تعرفهم. يقول الإمام (ع) في ذلك الحديث: خافوا (من هؤلاء) على دينكم، انهم يقضون على دينكم. هؤلاء يجب أن يُفضحوا ويُسقّطوا عند الناس لو كان عندهم وجاهة ـ فهؤلاء ما لم يسقطوا في المجتمع؛ فانهم يلحقون الاهانة بإمام الزمان، ويسقطون الإسلام.

على شبابنا أن ينزعوا عمائم هؤلاء المعممين الذين يقومون بفساد كهذا في مجتمعنا باسم فقهاء الإسلام وعلمائه. لست أدري هل مات شبابنا في إيران؟ أين هم؟ عندما كنا هناك لم يكن الأمر كذلك. لِمَ لا ينزعون عمائم هؤلاء؟ لم أقل اقتلوهم، فإنهم لا يُقْتَلون. لكن انزعوا عمائمهم. إن شعبنا مكلف، وشبابنا الغيور في إيران مكلف بعدم السماح لهؤلاء المعممين (الناطقين بجلاله) بالظهور كمعممين في أماكن تجمعنا، وبالتحرك كمعممين بين الناس. ليس من الضروري الإكثار من ضربهم وتأديبهم، لكن لينزعوا عمائمهم، وليمنعوهم من الظهور بالعمائم. هذا اللباس شريف، فلا يجب أن يرتديه أي كان.

لقد ذكرت أنّ علماء الإسلام منزَّهون عن هذه الأمور، ولم يكونوا ـ ولا هم حالياً كذلك ـ ضمن هذه الأجهزة. وأولئك التابعون لهذه الأجهزة إنما هم من الفارغين، الذين ألصقوا أنفسهم بالمذهب وبالعلماء، ووضعهم مختلف، والناس يعرفونهم.

نحن أيضاً عندنا مسؤوليات وتكاليف صعبة. يجب أن نكمِّل أنفسنا أكثر من الناحية الروحية، ومن ناحية نمط المعيشة. يجب أن نترقى في الصلاح والتقى أكثر فأكثر، وأن نعرض عن حطام الدنيا. أنتم أيّها السادة[21] عليكم أن تجهزوا أنفسكم لحفظ الأمانة الإلهية. أن تكونوا اُمناء، وأن تحقِّروا الدنيا. صحيح أنكم لا تستطيعون أن تكونوا كأمير المؤمنين (ع) الذي يقول إنّ الدنيا عند "كعفطة عنز" لكن أعرضوا عن حطام الدنيا، وزكّوا أنفسكم، وتوجهوا إلى الله تعالى، وكونوا أتقياء. إذا كنتم ـ لا سمح الله ـ تدرسون لأجل نيل الوجاهة فلن تصبحوا فقهاء ولا اُمناء للإسلام. جهِّزوا أنفسكم لتكونوا مفيدين للإسلام. كونوا جنود إمام الزمان (ع) لتتمكنوا من تأدية الخدمات ونشر العدالة. الأشخاص الصالحون هم الذين يكون وجودهم في المجتمع كمصلحين.

لقد رأينا مثل هؤلاء الأشخاص الذين ينال الإنسان النزاهة بمجرد معاشرتهم ومرافقتهم. اعملوا لتصلحوا الناس، ويقتدوا بكم من خلال تصرفاتكم وأعمالكم وسلوككم وأخلاقكم وإعراضكم عن الدنيا. كونوا قدوة للأنام. كونوا جند الله، لتعرفوا الناس الإسلام وحكومته. أنا لا اقول لكم اتركوا التحصيل، يجب أن تدرسوا وتصبحوا فقهاء، جدّوا في الفقاهة، لا تدعوا هذه الحوزات تخلو من الفقاهة، فما لم تصبحوا فقهاء لن تتمكنوا من خدمة الإسلام. الإسلام في هذه الأيام غريب، ولا أحد يعرفه، وعليكم أن توصلوا الإسلام وأحكامه إلى الناس ليفهموا ما هو الإسلام، وكيف تكون حكومته، وماذا تعني الرسالة والإمامة، وما الهدف الذي جاء لأجله الإسلام، وما الذي يريده. وعندما يُعرف الإسلام شيئاً فشيئاً، ستقام الحكومة الإسلامية في يوم من الأيام إن شاء الله.


 شبكة البتول عليها السلام  @ 11-2006  -  www.albatoul.net

إنتاج : الأنوار الخمسة للإستضافة والتصميم @ Anwar5.Net