متون الكتب :  
الفهارس :  
أسماء الكتب والمؤلفين :  
سائر المؤيدات
الكتاب : الحكومة الإسلامية    |    القسم : مكتبة السياسة و الإقتصاد

سائر المؤيدات

ونقل رواية عن جامع الاخبار[5] أيضاً بأن رسول الله (ص) قال: "افتخر يوم القيامة بعلماء أمتي". "وعلماء أمتي كسائر الأنبياء قبلي"[6] وهذه الرواية أيضاً من مؤيدات مطلبنا. وينقل في المستدرك[7] بهذا المضمون: " العلماء حكام على الناس"[8] كما نقلت أيضاً بلفظ "حكماء" على الناس. لكن يبدو أنه غير صحيح. إذ قيل أنها موجودة في نفس الغرر بلفظ "حكام" على الناس. وهذه الروايات لو كان سندها معتبرا[9] فدلالتها واضحة، وهي إحدى المؤيدات. وهناك روايات أخرى يمكن أن تذكر للتأييد.

منها رواية تحف العقول[10] بعنوان "مجاري الأمور والأحكام على ايدي العلماء" وهذه الرواية تتألف من قسمين: القسم الأول: الرواية المروية عن سيد الشهداء وعن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع) حول "الامر بالمعروف والنهي عن المنكر"، والقسم الثاني هو من كلام الامام الحسين (ع) حول "ولاية الفقيه" ووظائف ومسؤولياته الإسلامية. وقد ذكر (ع) هذا الكلام في "منى" حيث بيَّن من خلاله أسباب جهاده وثورته الداخلية ضد الحكم الأموي الجائر. ويتحصل من هذه الرواية أمران مهمان: الأول: "ولاية الفقيه" والثاني: أنه يجب على الفقهاء أن يفضحوا الحكام الجائرين، ويوقظوا الناس من خلال جهادهم وامرهم بالمعروف ونهيهم عن المنكر، حتى تقوم الجماهير الواعية من خلال نهضتها الشاملة باسقاط الحكومة الجائرة، واقامة الحكومة الإسلامية. والرواية هي التالية:

 (اعتبروا ايها الناس بما وعظ الله به أولياءه من سوء ثنائه على الأحبار إذ يقول: {لولا ينهاهم الربانيون والأحبار عن قولهم الإِثم}[11] وقال: {لُعن الذين كفروا من بني اسرائيل} إلى قوله: {لبئس ما كانوا يفعلون}[12] وإنما عاب الله ذلك عليهم، لأنهم كانوا يرون من الظَّلمَةِ بين أظهرهم المنكر والفساد، فلا ينهونهم عن ذلك رغبة فيما كانوا ينالون منهم ورهبة مما يحذرون، والله يقول: {فلا تخشوا الناس واخشونِ}[13] وقال: {والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر}[14] فبدأ الله بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فريضة منه، لعلمه بأنها إذا أديت وأُقيمت استقامت الفرائض كلها، هينها وصعبها. وذلك أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر دعاء إلى الإسلام، مع رد المظالم، ومخالفة الظالم، وقسمة الفيء والغنائم، وأخذ الصدقات من مواضعها ووضعها في حقها.

ثم انتم ايتها العصابة، عصابة بالعلم مشهورة، وبالخير مذكورة، وبالنصيحة معروفة، وبالله في أنفس الناس مهابة، يهابكم الشريف، ويكرمكم الضعيف، ويؤثركم من لا فضل لكم عليه ولا يد لكم عنده، تشفعون في الحوائج اذا امتنعت من طلابها، وتمشون في الطريق بهيبة الملوك وكرامة الاكابر، اليس كل ذلك انما نلتموه بما يُرجى عندكم من القيام بحق الله، وإن كنتم عن اكثر حقه تقصرون، فاستخففتم بحق الامة: فأما حق الضعفاء فضيَّعتم، وامّا حقكم بزعمكم فطلبتم. فلا مالاً بذلتموه، ولا نفساً خاطرتم بها للذي خلقها، ولا عشيرة عاديتموها في ذات الله. انتم تتمنون على الله جنتهُ ومجأورة رسلِهِ واماناً من عذابه، لقد خشيت عليكم ايها المتمنون على الله أن تحل بكم نقمة من نقماته. لأنكم بلغتم من كرامة الله منزلة فُضِّلتم بها ومن يُعرَف بالله لا تكرِمون، وانتم بالله في عباده تكرمون. وقد ترون عهودَ الله منقوضة فلا تفزعون، وانتم لبعض ذمم آبائكم تفزعون، وذمة رسول الله (ص) محقورة، والعمي والبكمُ والزُمن في المدائن مهملة، ولا ترحمون، ولا في منزلتكم تعملون، ولا من عمل فيها تعينون، وبالإدهان والمصانعة عند الظلمة تأمنون. كل ذلك مما امركم الله به من النهي والتناهي، وانتم عنه غافلون. وانتم أعظم الناس مصيبة لما غلبتم عليه من منازل العلماء لو كنتم تسعون.

ذلك بأن مجاري الأمور والأحكام على أيدي العلماء بالله الأمناء على حلاله وحرامه. فأنتم المسلوبون تلك المنزلة. وما سلبتم ذلك، الا بتفرقكم عن الحق واختلافكم في السُّنة بعد البينة الواضحة. ولو صبرتم على الأذى، وتحملتم المؤونة في ذات الله، كانت أمور الله عليكم ترد، وعنكم تصدر، واليكم ترجع. ولكنكم مكَّنتم الظلمة من منزلتكم، واستسلمتم أمور الله في أيديهم، يعملون بالشبهات، ويسيرون في الشهوات. سلّطهم على ذلك فراركم

من الموت، واعجابكم بالحياة التي هي مفارقتكم. فأسلمتم الضعفاء في أيديهم؛ فمن بين مستعبد مقهور، وبين مستضعف على معيشته مغلوب. يتقلبون في الملك بآرائهم، ويستشعرون الخزي بأهوائهم، اقتداءً بالاشرار، وجرأة على الجبار. في كل بلد منهم على منبره خطيب يصقع، فالأرض له شاغرة، وأيديهم فيها مبسوطة، والناس لهم خول، لا يدفعون يد لامسٍ، فمن بين جبار عنيد، وذي سطوة على الضعفة شديد، مطاع لا يعرف المبدئ المعيد. فيا عجباً، ومالي لا أعجب، والارض من غاش غشوم، ومتصدق ظلوم، وعامل على المؤمنين بهم غير رحيم، فالله الحاكم فيما فيه تنازعنا، والقاضي بحكمه فيما شجر بيننا. اللهم انك تعلم انه لم يكن ما كان منا تنافساً في سلطان، ولا التماساً من فضول الحطام. ولكن لِنُري المعالم من دينك، ونظهر الاصلاح في بلادك، ويأمن المظلومون من عبادك، ويعمل بفرائضك وسننك وأحكامك فإن[15] لم تنصرونا وتنصفونا قوِيَ الظلمة عليكم، وعملوا في اطفاء نور نبيكم. وحسبنا الله، وعليه توكلنا، واليه انبنا، واليه المصير[16].

يقول (ع) : "اعتبروا ايها الناس بما وعظ الله به أولياءه من سوء ثنائه على الاحبار". هذا خطاب لجماعة خاصة، وللحاضرين في المجلس، ولأهل البلد، أو المدينة، أو أهل القطر والمملكة، أو لعامة أهل الدنيا في ذلك الوقت؟ بل إن هذا النداء يشمل كل من يسمعه في كل زمان. مثل الخطاب بـ"يا ايها الناس" الموجود في القرآن. لقد وعظ الله تعالى أولياءه من خلال ذمه للاحبار ـ أي علماء اليهود ـ وانكاره لنهجهم. والمراد من الأولياء هم الذين يعيشون مع الله، ولهم مسؤوليات في المجتمع لا الائمة (ع).

اذ يقول: {لولا ينهاهم الربانيون والاحبار عن قولهم الاثم وأكلهم السحت لبئس ماكانوا يصنعون} فالله تعالى يذم الربانيين والاحبار لعدم نهيهم الظالمين عن "قول الاثم" والذي هو اعم من الكذب والتهمة وتحريف الحقائق وأمثال ذلك، وعن أكل السحت، أي المال الحرام. ومن البديهي أن هذا الذم والتقبيح لا يختص بعلماء اليهود، ولا بعلماء النصارى، بل يشمل علماء المجتمع الإسلامي أيضاً، وجميع علماء الدين بشكل عام. وبناءاً عليه، فعلماء الدين الإسلامي مشمولون للذم والتقبيح الإلهي أيضاً فيما لو ظلوا ساكتين أمام سياسة الظلمة ونهجهم. وهذا الامر لا يخص السلف والاجيال الماضية، بل تتسأوى فيه الاجيال الماضية مع اجيال المستقبل. ولقد ذكر امير المؤمنين (ع) هذا الموضوع استنادا إلى القرآن، لكي يعتبر علماء المجتمع الإسلامي أيضاً، ويستيقظوا، ولا يتخلفوا عن القيام بوظيفة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر، ولا يسكتوا أمام أجهزة الحكام الظلمة والمنحرفين. فقد نبه (ع) باستشهاده بآية {لولا ينهاهم الربانيون...} إلى نقطتين:

1ـ ان تسأهل العلماء في وظائفهم ضرره أكثر من تقصير الآخرين في القيام بنفس تلك الوظائف المشتركة. إذ عندما يرتكب التاجر مخالفة ما، فإن ضررها يعود عليه، لكن إذا قصر العلماء في وظائفهم، فسكتوا مثلا أمام الظلمة، فإن الضرر يعود على الإسلام. وإذا عملوا بوظيفتهم، وتكلموا حيث يجب أن يتكلموا، فإن النفع سيعود على الإسلام أيضاً.

2ـ لقد ذكر "قول الاثم" "واكل السحت" مع انه يجب النهي عن جميع الأمور التي تخالف الشرع. وذلك من أجل بيان أن هذين المنكرين أخطر من جميع المنكرات، ويجب أن يعمل على إنكارهما ومحاربتهما بشكل أكثر جدية. إذ أنه أحيانا يكون لأقاويل الانظمة الظالمة ودعاياتهم ضرر على الإسلام والمسلمين اكثر من عملهم سياستهم، وغالبا ما يعرّضون كرامة (واعتبار) الإسلام والمسلمين للهتك. فالله تعالى يؤاخذهم على عدم التصدي لأقاويل الباطل، ودعايات السوء للظلمة، وعلى عدم تكذيبهم لمن يدعي انه خليفة الله، وآلة لمشيئته، وأن الأحكام الالهية هي تلك التي يطبقها هو، والعدالة الإسلامية هي ما يقوله وينفذه. (مع كونه لا يخضع للعدالة اصلا) فأقاويل كهذه "قول إثم" فلِمَ لَمْ ينهوا الظلمة ويمنعوهم عن هذه المنكرات عندما ينطقون بكلام غير مشروع، أو يرتكبون خيانة ما، أو يبتدعون البدع في الإسلام، ويوجهون له الضربات؟

لو قام شخص ما بتفسير الأحكام بنحو لا يرضي الله، أو بإحداث بدعة بذريعة أن العدل الإسلامي يقتضي ذلك، أو بتنفيذ أحكام مخالفة للإسلام، فيجب على العلماء أن يبدوا معارضتهم له. فإذا لم يفعلوا، فإنهم ملعونون من الله تعالى، وهذا واضح من خلال هذه الآية الشريفة. وفي الحديث كذلك انه: "اذا ظهرت البدع، فللعالم أن يظهر علمه، وإلا فعليه لعنة الله"[17] فابداء المعارضة، وبيان الأحكام والتعاليم الالهية المخالفة للبدع والظلم والمعاصي مفيد في حد ذاته، لأنه يؤدي إلى اطلاع الناس على الفساد الاجتماعي، ومظالم الحكام الخونة والفسقة، أو الذين لا دين لهم. ومن ثم إلى القيام بمحاربتهم، والامتناع عن التعأون معهم، وعدم اطاعتهم. فإبداء المعارضة من قبل علماء الدين في موارد كهذه هو نهي عن المنكر من قبل القادة الدينيين للمجتمع، ويستتبع موجة من النهي عن المنكر، ونهضة معارضة وناهية عن المنكر، يشارك فيها جميع ابناء الشعب المتدينين والغيورين. وهذه النهضة إذا لم يرضخ لها الحكام الظلمة والمترفين، ولم يرجعوا إلى الصراط الإسلامي المستقيم في اتباع الأحكام الالهية، وأرادوا استعمال القوة المسلحة لاسكاتها، فانهم يكونون في الحقيقة قد قاموا ببغي واضح ومسلّم، وصاروا "فئة باغية". ومن الواجب على المسلمين أن يقوموا بالجهاد ضد الفئة[18] لكي تكون سياسة المجتمع، ونهج الحكام مطابقة للاصول والأحكام الإسلامية.

إذا لم تكونوا قادرين حاليا على منع بدع الحكام، وإزالة هذه المفاسد، فعلى الاقل لا تبقوا ساكتين. إنهم يحاربونكم، فضجوا واصرخوا واعترضوا، ولا تستسلموا للظلم. فالاستسلام للظلم أسوأ من الظلم. استنكروا واعترضوا واصرخوا، وانفوا اكاذيبهم، يجب عليكم أن تؤسسوا اجهزة اعلامية مقابل اجهزتهم، لتفضح وتنفي جميع اكاذيبهم. وتظهر للملأ انهم يكذبون، وأن العدالة الإسلامية ليست ما يدّعون. يجب أن تُعلَن هذه الأمور لينتبه الناس، ولا تجعل الاجيال القادمة سكوت هذه الجماعة حجة، وتحسب أن أعمال ومناهج الظلمة كانت مطابقة للشرع، وأن الدين الإسلامي المبين قد اقتضى أن يقوم بأكل السحت وسرقة اموال الشعب.

بما أن محور تفكير البعض لا يتجأوز محيط المسجد، إذ انهم لا يمتلكون سعة الافق فتراهم ـ عند الحديث عن اكل السحت ـ لا يخطر ببالهم سوى البقال القريب من المسجد الذي يطفف في البيع مثلاً والعياذ بالله. فلا يلتفتون إلى التطبيقات الواسعة والكبيرة لأكل السحت والنهب التي تتمثل ببعض الرأسماليين الكبار، أو من يختلسون بيت المال، وينهبون نفطنا، ويحولون بلادنا إلى سوق لبيع المنتوجات الاجنبية غير الضرورية، والغالية الثمن، لكونهم يمتلكون وكالات الشركات الاجنبية، ويملأون جيوبهم وجيوب المتمولين الاجانب من اموال الشعب عبر هذا السبيل. تنهب نفطنا عدة دول أجنبية بعد استخراجه[19] والمقدار القليل الذي يعطونه للجهاز الحاكم المتعأون معهم، يعود إلى جيوبهم أيضاً من طرق اخرى. وأما الشيء البخس الذي يصل إلى خزينة الدولة فالله العالم على أي شيء يصرفونه. هذا اكل للسحت على مستوى واسع ودولي. انه "منكر" مخيف، وأخطر المنكرات. ادرسوا أوضاع المجتمع، واعمال الدولة والجهاز الحاكم بشكل دقيق لتروا أي "أكل للسحت" مرعب يجري عندنا، لو وقعت هزّة في ناحية من نواحي البلاد، فإنها تفتح طريقاً لجماعة الحكم المنتفعين لموارد السحت واكل الحرام، ليملأوا جيوبهم باسم المتضررين من الهزة الارضية. إن الملايين من أموال الشعب تعود إلى جيوب الحكام الظالمين أعداء الوطن من الاتفاقيات التي يعقدونها مع الدول والشركات الأجنبية، بينما ملايين أخرى أيضاً ينالها الاجانب وأتباعهم. هذه حالات بارزة من اكل السحت تحصل أمام أعيننا، ولا تزال مستمرة أيضاً، سواء في التجارة الخارجية، أو اتفاقيات استخراج المعادن، أو استثمار الغابات، وسائر المصادر الطبيعية، أو أعمال العمران وتعبيد الطرقات، أو شراء الاسلحة من المستعمرين الغربي والشرقي. يجب علينا أن نتصدى لمنع هذا النهب وأكل السحت. جميع أبناء الشعب مكلفون بذلك، لكن علماء الدين وظيفتهم أثقل وأهم. فنحن يجب أن نقدم قبل جميع المسلمين على هذا الجهاد المقدس، وهذه الوظيفة الخطيرة. فإننا بلحاظ موقعنا ودورنا يجب أن نكون في الأمام. وان لم نكن اليوم نمتلك القدرة على منع هذه الاعمال، ومجازاة اللصوص وخونة الشعب من اصحاب السلطة والحكم، فيجب أن نسعى لتحصيل هذه القدرة. وفي نفس الوقت ـ وكحد أدنى للقيام بالوظيفة ـ لا نقتصر في إظهار الحقائق، وفضح عمليات النهب والأكاذيب. وعندما نحصل على القدرة لن نقوم بترتيب سياسة البلاد واقتصادها فقط، بل سوف نجلد ونجازي الكذابين وآكلي السحت.

لقد أحرقوا المسجد الاقصى، ونحن نصرخ: دعوا المسجد الاقصى على حاله نصف المحترق هذا ولا تزيلوا آثار الجرم[20] بينما نظام الشاه يفتتح الحسابات ويجمع المال من الناس باسم بناء المسجد الاقصى، ليتمكن من جني الفوائد، وملأ جيوبه عبر هذا السبيل، ومن خلال ذلك يزيل آثار جرم اسرائيل.

ان هذه المصائب قد أخذت بتلابيب الأمة الإسلامية، وأوصلت الأمور إلى هذا الحد. ألا يجب على علماء الإسلام أن يتكلموا حول هذه الأمور؟ {لولا ينهاهم الربانيون والاحبار عن أكلهم السحت} فَلِمَ لا يصرخون؟ لِمَ لا يتكلم أحد عن عمليات النهب هذه؟

ثم استند (ع) إلى آية {لُعن الذين كفروا من بني اسرائيل} مما لا مجال له في بحثنا.

ثم يقول:

"وانما عاب الله ذلك عليهم لأنهم كانوا يرون من الظلمة الذين بين أظهرهم المنكر والفساد، فلا ينهونهم عن ذلك، رغبة فيما كانوا ينالون منهم، ورهبة مما يحذرون".

فسكوتهم حسب هذه الرواية كان لسببين: 1 ـ المنفعة 2ـ الضعف. فإما أنهم كانوا من أهل الطمع، ويستفيدون من الظلمة مادياً، وكما قال يأخذون منهم "ثمن السكوت" أو أنهم كانوا جبناء من أهل الخوف، فكانوا يخافونهم. ارجعوا إلى روايات الامر بالمعروف والنهي عن المنكر، حيث فيها ذم لأولئك الذين يختلقون الاعذار دوماً لأجل التهرب من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والرواية تلك تعدُّ سكوتهم عيباً[21].

والله يقول: {ولا تخشوا الناس واخشون} فمِمَ تخافون؟ سوى أن يسجنوكم أو ينفوكم أو يقتلوكم. فأولياؤنا قد أعطوا أرواحهم للإسلام، وعليكم أنتم أيضاً أن تستعدوا لمثل ذلك.

وقال: {والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ...}.

ويقول في ذيل الآية: {ويقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة ويطيعون الله ورسوله...}.

"فبدأ الله بالامر بالمعروف والنهي عن المنكر فريضة منه، لعلمه بأنها إذا أُديت وأقيمت استقامت الفرائض كلها هينها وصعبها، وذلك أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر دعاء إلى الإسلام، مع ردَّ المظالم، ومخالفة الظالم، وقسمة الفيء والغنائم، وأخذ الصدقات من مواضعها، ووضعها في حقها".

إن الاسباب الأساسية لوجوب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر هي هذه الأمور. بينما نحن قد جعلنا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ضمن دائرة صغيرة وحصرنا ذلك في الموارد التي يترتب فيها الضرر على الفاعل للمنكر، أو التارك للمعروف، وقد غرس في أذهاننا أن المنكرات هي تلك الأمور التي نراها ونسمع بها بشكل يومي في حياتنا الاعتيادية فحسب، كسماع الموسيقى في الباصات، أو ارتكاب بعض المخالفات في المقاهي، أو تجاهر بعض الناس بالافطار، وأن هذه الأمور هي التي يجب أن ننهي عنها فقط، ولا نلتفت إلى تلك المنكرات الكبيرة، إلى أولئك الذين يقومون بضرب الإسلام معنوياً، وسحق حقوق الضعفاء وما شابه من الموارد التي يجب أن ينهى فيها عن المنكر. لو صير إلى الاعتراض بشكل جماعي على الظلمة، وعلى المخالفات التي يقومون بها، أو الجرائم التي يرتكبونها، ولو أرسلت اليهم آلاف برقيات الاستنكار من جميع البلاد الإسلامية، فمن المتيقن أنهم سوف يتخلون عما يقومون به.

لو استنكر عليهم من جميع انحاء البلاد، ومن القرى والقصبات عندما يقومون بعمل مخالف لمصلحة الإسلام والمسلمين، أو عندما يتكلمون بشيء كذلك، فإنهم سوف يتراجعون بسرعة. أتتصورون أنهم يستيطعون ألاَّ يتراجعوا؟ إنهم لن يقدروا على ذلك أبداً. إني أعرفهم، وأعرف طريقتهم، فهم في منتهى الجبن، وسرعان ما يتراجعون. لكنهم عندما يرون بأننا أكثر تراخياً يصولون ويجولون.

في تلك القضية التي اتحد فيها العلماء واجتمعوا، وحصلوا على التأييد من مختلف المناطق، وتحركت الوفود، واشتعلت المنابر، تراجع الجهاز الحاكم، وألغى تلك اللائحة[22] بعد ذلك سعوا إلى إضعافنا وإسكاتنا بالتدريج، وفرقونا عن بعضنا، وأوجدوا لكل منا "تكليفاً شرعياً"، إلى أن حدثت في النتيجة هذه الاختلافات في الاقوال والمواقف، وصاروا الآن يتصرفون بالمسلمين والبلاد كما يشاؤون.

" (والنهي عن المنكر) دعاء إلى الإسلام مع رد المظالم ومخالفة الظالم" فالامر بالمعروف والنهي عن المنكر لأجل هذه الغايات المهمة. هذا العطَّار المسكين إذا قام بمخالفة ما، فإنه لا يلحق الضرر بالإسلام، وإنما يضر نفسه. وأولئك الذين يلحقون الضرر بالإسلام هم الذين يجب أن يصار إلى أمرهم بالمعروف ونهيهم عن المنكر اكثر. وأولئك الذين يغتالون وجود الشعب بعنأوين مختلفة، هم الذين يجب أن ينهوا.

وأحياناً تنشر الجرائد بعض هذه الأمور ـ نعم تارة على سبيل المزاح وأخرى على نحو الجد ـ من أن الكثير من الاشياء التي يجمعونها لأجل المتضررين بالسيول أو الزلازل يأكلونها أنفسهم. ينقل أحد علماء "ملاير"[23] أنه وجماعة معه جلبوا شاحنة لضحايا بعض الحوادث، لكن الشرطة لم يسمحوا لهم بايصالها، وأرادوا أن يسرقوها. فالامر بالمعروف والنهي عن المنكر لهؤلاء أكثر لزوماً.

إني أستوضحكم الآن: هل الأمور التي ذكرها الامام (ع) في هذا الحديث كانت خاصة بأصحابه المحيطين به، والذين يستمعون إلى كلامه؟ أليس خطاب "اعتبروا أيها الناس" موجَّهاً لنا؟ ألسنا مصداق الناس وجزءً منهم؟ ألا يجب أن نأخذ العبرة من هذا الخطاب؟ وكما ذكرت في أول البحث، فإن هذه المطالب ليست مختصة بجماعة معينة، وانما هي إعلان من الإمام (ع) إلى كل أمير ووزير وحاكم وفقيه، وإلى كل الدنيا، وجميع البشر. فوصاياه (ع) قرينة للقرآن ومثله، إذ وجوب اتباعها مستمرة إلى يوم القيامة. والآية التي استدل بها أيضاً {لولا ينهاهم الربانيون} وإن كانت خطاباً للربانيين والأحبار، لكن الخطاب موجَّه للجميع. ولقد ذمَّ الله تعالى الربانيين والأحبار، واستنكر عليهم لسكوتهم امام ظلم الظلمة خوفاً أو طمعاً، مع كونهم قادرين على القيام بما يمنع الظلم من خلال المعارضة ورفع الصوت والكلام، فعلماء الإسلام أيضاً إذا سكتوا، ولم يقوموا بوجه الظالمين؛ فإنهم سوف يقعون محلاً لاستنكار الله عز وجل.

"ثم أيتها العصابة..." بعد مخاطبة الناس، وجه الخطاب إلى فئة علماء الإسلام فقال: "عصابة بالعلم مشهورة، وبالخير مذكورة، وبالنصيحة معروفة، وبالله في أنفس الناس مهابة، يهابكم الشريف، ويكرمكم الضعيف، ويؤثركم من لا فضل لكم عليه، ولا يد لكم عنده. تشفعون في الحوائج إذا امتنعت من طلاَّبها، وتمشون في الطريق بهيبة الملوك وكرامة الاكابر. أليس كل ذلك إنما نلتموه بما يرجى عندكم من القيام بحق الله.

وإن كنتم عن أكثر حقه تقصَّرون، فاستخففتم بحق الامة. فأما حقُّ الضعفاء فضيعتم، وأما حقكم بزعمكم فطلبتم، فلا مالاً بذلتموه، ولا نفساً خاطرتم بها للذي خلقها، ولا عشيرة عاديتموها في ذات الله. أنتم تتمنون على الله جنتهُ، ومجأورة رسلِهِ، واماناً من عذابه، لقد خشيت عليكم ايها المتمنون على الله أن تحل بكم نقمة من نقماته، لأنكم بلغتم من كرامة الله منزلة فُضِّلتم بها، ومن يُعرَف بالله لا تكرِمون وانتم بالله في عباده تُكْرَمون. وقد ترون عهودَ الله منقوصة فلا تفزعون، وانتم لبعض ذمم آبائكم تفزعون، وذمة رسول الله (ص) محقورة (مخفورة) والعميُ والبكمُ والزُّمنُ في المدائن مهملة لا ترحمون". فلا أحد يفكر بهؤلاء الضعفاء ولا أحد يفكر بحفاة الشعب ومساكينه.

هل تظنون أن هذا الضجيج الذي يبثُّونه من الاذاعة صحيحاً؟ اذهبوا بأنفسكم لتروا عن قرب الحالة التي يعيشها الشعب. لا يوجد لكل مئة أو مئتي قرية مستوصف واحد. ليس هناك أي تفكير بالمساكين والجياع. ولا يسمحون للإسلام أيضاً أن يطبق ما لديه من أفكار لحل مشكلة الفقراء. ولقد حل الإسلام مشكلة الفقر وجعلها في رأس برامجة {انما الصدقات للفقراء…}[24].

كان الإسلام ملتفتاً إلى لزوم إصلاح وضع الفقراء والمساكين أولاً. ولكنهم لا يسمحون بالتطبيق.

الشعب المسكين في حالة من الفقر والجوع، بينما الجهاز الحاكم في إيران يقوم بتبذير كل تلك الضرائب التي يأخذها من الشعب في مصارفه اللامسؤولة. يشتري طائرات الفانتوم لكي يتدرب العسكريون الصهاينة وأتباعهم في بلادنا. اسرائيل التي هي الآن في حالة حرب مع المسلمين ـ ومن يؤيدها يكون في حالة حرب مع المسلمين أيضاً ـ فتحت لها أبواب بلادنا على المصراعين، وبنحو صار يأتي فيه العسكريون الاسرائيليون للتدرب في بلادنا وذلك بموافقة الجهاز الحاكم ودعمه! صارت بلادنا معسكراً لهم! وسوقنا أيضاً بأيديهم، واذا ظل الوضع بهذا النحو، واستمر المسلمون بهذا التراخي، فإنهم سوف يقضون على سوق المسلمين.

"ولا في منزلتكم تعملون، ولا من عمل فيها (تعينون) " فانتم لم تستفيدوا من مقامكم (مراكزكم) ولم تقوموا بأي عمل. كما أنكم لا تساعدون من يقوم بوظيفته.

"وبالإدهان والمصانعة عند الظلمة تأمنون. كل ذلك مما أمركم الله به من النهي والتناهي وأنتم عنه غافلون" فكل همكم ومطمعكم أن يدعمكم الظالم ويحترمكم، ولا شغل لكم بما يجري على الشعب، وبما ترتكبه الدولة من أعمال.

"وأنتم أعظم الناس مصيبة لما غلبتم عليه من منازل العلماء لو كنتم تسعون، ذلك بأن مجاري الأمور والأحكام على ايدي العلماء بالله، الأمناء على حرامه وحلاله، فأنتم المسلوبون تلك المنزلة".

يستطيع الامام (ع) أن يقول: انهم سلبوا حقنا، ولم تتحركوا، أو أنهم سلبوا حق الائمة (ع) وبقيتم ساكتين. لكنه قال: "العلماء بالله" الذين هم الربانيون والقادة، وليس المراد أهل الفلسفة والعرفان. "فالعالم بالله" هو العالم بأحكامه، والذي يعرف أحكام الله يطلق عليه "روحاني" أو "رباني" وهذا بالطبع عندما تكون الروحانية والتوجيه إلى الله غالبة عليه.

"فأنتم المسلوبون تلك المنزلة. وما سلبتم ذلك إلا بتفرُّقكم عن الحق، واختلافكم في السنة بعد البيَّنة الواضحة. ولو صبرتم على الأذى، وتحملتم المؤونة في ذات الله، كانت أمور الله عليكم ترد، وعنكم تصدر، واليكم ترجع".

فلو استقمتم وقمتم بالأمر، لرأيتم أن ورود الأمر وصدورها بأيديكم. فلو قامت تلك الحكومة التي يريدها الإسلام، لما تمكنت دول الدنيا من الوقوف بوجهها، ولخضعت لها.

لكن وللأسف لم تقم تلك الحكومة بسبب التقصير. كما لم يسمح المخالفون في صدر الإسلام بتأسيسها، وبأن يتسلمها من كان مرضيِّا لله ورسوله، حتى وصلت الأمور إلى ما هي عليه الآن.

"ولكنكم مكَّنتم الظلمة من منزلتكم" فعندما تخليتم عن القيام بوظيفتكم وتركتم أمر الحكومة، أفسح في المجال أمام الظلمة ليستولوا على ذلك الموقع.

"واستسلمتم أمور الله في ايديهم، يعملون بالشبهات، ويسيرون في الشهوات سلَّطهم على ذلك فراركم من الموت، وإعجابكم بالحياة التي هي مفارقتكم، فأسلمتم الضعفاء في أيديهم، فمن بين مستعبد مقهور، وبين مستضعف على معيشته مغلوب" كل هذه الأمور تنطبق على زماننا هذا. وهي تنطبق على عصرنا اكثر مما تنطبق على زمان صدور هذا الكلام من الامام (ع).

"يتقلبون في الملك بآرائهم، ويستشعرون الخزي بأهوائهم، اقتداءً بالاشرار، وجرأة علي الجبار. في كل بلد منهم على منبره خطيب يصقع".

لقد كان الخطباء يمتدحون الظلمة في ذلك الزمان، واليوم فإن الإذاعات تزعق كل يوم بمخالفة الإسلام، وبالدعوة لهم، وباظهار أحكام الإسلام بخلاف ما هي عليه.

"فالارض لهم شاغرة" فالبلاد في هذه الايام مهيأة للظلمة دون مانع أو رادع ينهض ضدهم "وايديهم فيها مبسوطة، والناس لهم خول لا يدفعون يد لامس. فمن بين جبار عنيد، وذي سطوة على الضعفة شديد، مطاع لا يعرف المُبديء والمُعيد. فيا عجباً، وما لي لا أعجب، والأرض من غاش غشوم، ومتصدق ظلوم، وعامل على المؤمنين لهم غير رحيم. فالله الحاكم فيما فيه تنازعنا، والقاضي بحكمه فيما شجر بيننا".

"اللهم إنك تعلم انه لم يكن ما كان منا تنافساً في سلطان، ولا التماساً من فضول الحطام، ولكن لِنُريَ المعالم من دينك، ونظهر الاصلاح في بلادك، ويأمن المظلومون من عبادك، ويعمل بفرائضك وسننك وأحكامك.

فإن لم تنصرونا وتنصفونا قَوِي الظلمة عليكم، وعملوا في إطفاء نور نبيِّكُمْ. وحسبنا الله، وعليه توكلنا، وإليه أنبنا، واليه المصير".

وكما تلاحظون فان الرواية من أولها إلى أخرها تخاطب العلماء، وليس هناك أية خصوصية تستدعي أن يكون المراد بالعلماء الائمة (ع). فعلماء الإسلام علماء بالله وربانيون، وانما يطلق "الرباني" على الانسان المعتقد بالله، المحافظ علي أحكامه، والعالم بها، والأمين على حلاله وحرامه.

عندما يقول (ع) : مجاري الأمور والأحكام بأيدي العلماء، فذلك ليس لمدة سنتين أو عشر سنوات مثلاً، وليس ناظراً إلى أهل المدينة فقط. فمن نفس الرواية والخطبة يعلم أن الامام (ع) يتكلم من خلال نظرة واسعة تلاحظ أمة كبيرة يجب أن تقوم بالحق.

إن العلماء الامناء على حلال الله وحرامه، والحائزين لخصلتي العلم والعدالة اللتين ذكرناهما فيما مضى، لو طبقوا الأحكام الالهية، وأقاموا الحدود، وكان مجرى أحكام الإسلام وأموره على أيديهم، لما بقي الشعب جائعاً وعاجزاً، ولما تعطلت أحكام الإسلام.

هذه الرواية الشريفة من مؤيدات بحثنا. ولو لم تكن ضعيفة السند[25] لأمكن القول أنها من الادلة. هذا ما لم نقل أن مضمونها شاهد على كونها صادرة من لسان المعصوم (ع)، وأن مضمونها صادق.

لقد انتهينا من البحث في موضوع "ولاية الفقيه" ولن نتكلم بعد في هذا المجال، ولا حاجة أيضاً للبحث في فروع المطلب، كالبحث عن كيفية الزكاة وإجراء الحدود مثلاً. لقد بحثنا في أسس الموضوع، أي ولاية الفقيه (الحكومة الإسلامية) وبيَّنا أن الولاية التي كانت للنبي الأكرم (ص) والأئمة (ع) هي ثابتة للفقيه، ولاشك في هذا المطلب أيضاً، إلا أن يقوم دليل على الخلاف في بعض الموارد، وبالطبع فاننا سنخرج ذلك المورد عندها أيضاً.

وكما ذكرت فيما سلف أيضاً، فان موضوع ولاية الفقيه ليس موضوعاً جديداً جئنا به نحن، بل إن هذه المسألة وقعت محلاً للبحث منذ البداية. فحكم المرحوم الشيرازي[26] في حرمة التنباك كان واجباً اتباعه، حتى من الفقهاء الآخرين أيضاً. وقد اتبع ذلك الحكم جميع علماء ايران الكبار ماعدا بضعة اشخاص[27] وهو لم يكن حكماً قضائياً في خلاف بين بعض الاشخاص، بل كان حكماً ولائياً (حكومياً) اصدره (رحمه الله) "بالعنوان الثانوي"[28] مراعاة لمصالح المسلمين. وكان الحكم مستمراً مادام العنوان موجوداً. وبزوال العنوان ارتفع الحكم. المرحوم الميرزا محمد تقي الشيرازي[29] الذي حكم بالجهاد ـ وكان ذلك بصفة دفاع بالطبع ـ فقد اتبعه بقية العلماء، لأنه كان حكماً ولائياً (حكومياً).

حسبما ينقل فإن المرحوم كاشف الغطاء[30] أيضاً قد تعرض للكثير من هذه الأمور. وقد ذكرت لكم أنه من المتأخرين المرحوم النراقي يرى ثبوت جميع شؤون رسول الله (ص) للفقهاء. والمرحوم النائيني أيضاً يقول أن هذا المطلب يستفاد من مقبولة "عمر بن حنظلة"[31]. وعلي أية حال هذا البحث ليس جديداً وإنما قمنا نحن بالبحث حوله أكثر فحسب، ووضعنا تشعبات المطلب المذكور في متنأول السادة لتتضح المسألة أكثر. كما قمنا تبعاً لأمر الله تعالى في كتابه، وبلسان نبيه (ص) ببيان بعض الأمور المبتلى بها هذه الايام. وإلاَّ فإن المطلب هو نفس ما فهمه الكثيرون وذكروه.

لقد قمنا بطرح اصل الموضوع. وعلى هذا الجيل والاجيال القادمة أن تبحث وتفكر في ذيوله وتشعباته، وأن تجد السبيل إلى تحقيقه. ليطردوا عن أنفسهم التراخي والضعف واليأس. وسوف يتوصلون إن شاء الله إلى كيفية التشكيل، وسائر الفروع من خلال التشأور وتبادل وجهات النظر، ويضعون مسؤوليات الحكومة الإسلامية بيد خبراء أمناء عقلاء من أهل الإيمان والعقيدة، ويقطعون أيدي الخونة عن الحكومة والوطن وبيت مال المسلمين. ليتيقنوا أن الله القدير معهم.


 شبكة البتول عليها السلام  @ 11-2006  -  www.albatoul.net

إنتاج : الأنوار الخمسة للإستضافة والتصميم @ Anwar5.Net