متون الكتب :  
الفهارس :  
أسماء الكتب والمؤلفين :  
ما تحدث به الإمام بعد انتصار الثورة الإسلامية
الكتاب : الإمام الخميني (قده) في مواجهة الصهيونية    |    القسم : مكتبة السياسة و الإقتصاد

ما تحدث به الإمام بعد انتصار الثورة الإسلامية

"إننا ومنذ خمسة عشر عاما، كنا قد قلنا كلمتنا حول فلسطين، وحذرنا بهذا الشأن. إن وجهة نظرنا تلك، بصدد قضية فلسطين، لازالت على قوتها السابقة، وسوف نولي هذه المسألة (وجود إسرائيل) أهمية أكثر في المستقبل، وبعد أن نرمم الخرائب التي ورثناها في بلدنا من عهد الشاه".

(من خطاب الإمام مع ياسر عرفات بعد ثمانية أيام فقط من انتصار

الثورة الإسلامية في إيران ـــ بتاريخ 19 /2 /1979 ميلادي)

 

 "لو كانت الأقطار العربية، التي تتميز بعدد سكانها الكبير وجموعها العظيمة، متحدة ومتفقة مع بعضها البعض، لما حلت هذه المصائب على فلسطين والقدس. ولكن وللأسف، فان الحكومات العربية لم تصغ لنصائحنا، ولم يلتفتوا إلى مضار الاختلاف الموجودة فيما بينهم، والتي أوجدتها الأيادي الأجنبية. هذا ولايزال الاختلاف موجودا، ويتعمق يوما بعد آخر.

ومن ضمنها، هذه الخلافات التي نشأت بين الأقطار العربية، بعد التوقيع على اتفاقية الصلح بين مصر واسرائيل، والتي سببت في، تغلغل الأيادي الأجنبية أكثر من قبل، وتعميق شقة الخلاقات بين المسلمين والدول الإسلامية. ونظرا لفقدان الوعي السياسي المطلوب، فإنهم لم يفلحوا في حل المسائل التي واجهتهم، بل استسلموا لمثل هذه الجريمة، التي أدت إلى زيادة الخلافات بين المسلمين، فضلا عن تعميق شقة الخلاف بين الدول الإسلامية نفسها، وهذا ما يدعونا إلى الأسف الشديد".

(من خطاب الإمام ـــ في لقائه مع السفير الصومالي في طهران بتاريخ 9/3/1979 ميلادي)

 

"نحن كافحنا القوى العظمى بقدرتنا الايمانية، وقطعنا أيديهم عن بلادنا، وإذا كنتم تريدون التخلص من مشاكلكم، وأردتم تحرير بيت المقدس وفلسطين، وإذا كنتم تريدون إنقاذ مصر، وسائر الدول العربية، عليكم أن تحرضوا الشعوب للنهوض.

يجب على الشعوب أن لا تكتفي بالجلوس، وأن لا تعتمد على حكوماتها، لان هذه الحكومات لا تعمل إلا بما يتوافق مع مصالحها الخاصة.

يجب أن تعرف الشعوب، أن رمز الانتصار هو طلب الشهادة، وأن يتيقنوا بأن لا قيمة لهذه الحياة الدنيوية، المادية والحيوانية التي يعيشونها".

(من خطاب الإمام مع القادة الفلسطينيين ـــ بتاريخ آذار 1979 ميلادي)

 

"إن الشعب الفلسطيني قادر على تحقيق الانتصار، فلو التزم بقدرة الايمان ووحدة كلمته. إننا ندين إسرائيل لأنها دولة غاصبة، وعلى الدول العربية أن تتحد، لكي تتمكن من قطع الأيدي الاسرائيلية من ترابهم المقدس".

(من خطاب الإمام مع المطران كابوجي ـــ بتاريخ 30/3/1979 ميلادي)

 

"إنني آسف جدا، للأعمال المعادية للإنسانية التي يرتكبها الصهاينة، و بدعم أمريكي، في بلاد المسلمين، وبالأخص ضد إخواننا وشعبنا في لبنان. وارجوا من الله سبحانه وتعالى، معين المستضعفين والمظلومين، أن يشملكم بامداداته المباركة، وأن يكون عونا وسندا لكم، ولجميع الأخوة في هذه الظروف العصيبة.

إننا نقف معكم ونشاطركم الكفاح ضد إسرائيل وأمريكا، وأملنا كبير في انتصار قوى الحق على القوى الطاغوتية والشيطانية.

إن المصائب والآلام التي حلت عليكم، ليست جديدة علينا ولا على المسلمين، حيث إن قوى الطاغوت كانت دوما تخالف الإسلام، وفي صراع مستمر مع المسلمين"

(من نداء الإمام إلى الشيعة في لبنان بتاريخ 9/6/1979 ميلادي)

 

"إن يوم القدس[1] يوم عالمي، لا يختص بالقدس، بل هو يوم مواجهة المستضعفين للمستكبرين. إنه يوم مواجهة الشعوب، التي رزحت طويلا تحت نير الظلم الأمريكي وغير الأمريكي، للقوى العظمى.

يوم يجب أن يستعد فيه المستضعفون لمواجهة المستكبرين، ولتمريغ أنوفهم في الوحل.

إنه يوم الفصل بين المنافقين والملتزمين... الملتزمون يتخذون هذا اليوم "يوما للقدس"، ويحرصون على تكريمه، أما المنافقون، الذين يرتبطون بالقوى العظمى من وراء الستار، ويعقدون أواصر الصداقة مع إسرائيل، سيتجاهلون هذا اليوم، بل وسيصدون الشعوب عن الاحتفاء به[2].

إن يوم القدس، يوم يجب أن يتقرر فيه مصير الشعوب المستضعفة، وأن تعلن فيه الشعوب المستضعفة عن وجودها أمام المستكبرين.

لابد للشعوب المستضعفة أن تعتبر من الشعب الإيراني، الذي نهض ومرغ أنوف المستكبرين في التراب. عليهم أن ينهضوا معا ويلقوا بجرثومة الفساد (إسرائيل) في مزابل التاريخ.

إن يوم القدس، يوم يجب فيه أن نشد العزم ونعمل بجدِ ونسعى جميعا لإنقاذ القدس. وإنقاذ إخوتنا في لبنان من الظلم الذي حل بهم.

إن يوم القدس، يوم ينبغي أن ننذر فيه القوى الكبرى برفع يدها عن المستضعفين وبالكف عن تدخلاتها، وأن ننذر فيه إسرائيل عدوة البشرية وعدوة الإنسان المستمرة في الاعتداء، وخاصة على إخوتنا في جنوب لبنان.

إن على إسرائيل أن تعلم أن أسيادها فقدوا مواقع أقدامهم في العالم، وعليها أن تنتظر الزوال.

إن يوم القدس هو يوم الإسلام، و يوم إحياء الإسلام وتطبيق قوانينه في البلاد الإسلامية، وهو اليوم الذي لابد فيه أن ترفرف راية الجمهورية الإسلامية في جميع البلدان.

يوم القدس، يوم يجب فيه على الشعوب أن تحشر حكوماتها التي ثبت خيانتها. إنه اليوم الذي نتعرف فيه على الأشخاص، والأنظمة التي تتوافق مع المتآمرين والمخربين الدوليين، والتي تخالف الإسلام.

فالذين لا يشاركون في تكريم هذا اليوم وإحيائه، هم مخالفون للإسلام و موافقون لاسرائيل. أما المشاركون في تكريم هذا اليوم وإحيائه، هم ملتزمون وموافقون للإسلام ومخالفون لأعدائه، وعلى رأسهم أمريكا واسرائيل.

في يوم القدس يمتاز الحق عن الباطل. إنه يوم الفصل بين الحق والباطل، يوم افتضاح المتآمرين الموالين لاسرائيل.

نسال الله تبارك وتعالى أن ينقذ إخواننا في فلسطين وجنوب لبنان وفي شتى بقاع العالم، من ظلم المستكبرين والقراصنة الدوليين".

(من نداء الإمام بمناسبة يوم القدس ــ بتاريخ 16/8/1979 ميلادي)

 

"لو كان المسلمون متحدين معا، لاستطاعوا اغراق إسرائيل، فيما لو تولى كل واحد منهم قذفها بسطل من الماء، ومع ذلك فإنهم عاجزين أمامها. المشكلة هي فرقتهم، وهم يعرفون هذه الحقيقة، فلماذا لا يلجأون إلى علاجها الحاسم، والذي يتمثل بالاتحاد والاتفاق فيما بينهم؟ ولماذا لا يحبطوا المؤامرات التي يحيكها الاستعمار بهدف تضعيفهم.

إننا نتساءل.. متى يحل هذا اللغز، وأين يكمن حله؟ ومن الذي يتولى إحباط هذه المؤامرات؟ هل هناك طرف آخر غير الحكومات الإسلامية والشعوب المسلمة؟!.

(من حديث الإمام مع وزير الخارجية السوري ــ بتاريخ 19/8/1979 ميلادي)

 

"إنني أتمنى أن يتشكل حزب، باسم حزب المستضعفين في جميع أنحاء الدنيا، وان ينضم إليه جميع المستضعفين في العالم، لتزول المشاكل والعقبات التي تقف في طريق تقدمهم، وينتفض عبره المستضعفون لمواجهة المستكبرين والغزاة الشرقيين والغربيين، وبذلك سوف لن يسمحوا باستمرار ظلم المستكبرين لهم، و ينطلقوا ليحققوا نداء الإسلام والوعد الذي قطعه لهم، بوراثتهم للأرض وتحكيمهم فيها.

لقد كان المستضعفون ولازالوا متفرقين، ولا يمكن تحقيق أي خطوة مع وجود الفرقة. اليوم وقد تحقق نموذج واحد من تلاحم المستضعفين، في احد أقاليم المسلمين، فينبغي أن يتحقق مثل هذا النموذج، في جميع القطاعات الإنسانية المختلفة، و بشكل أوسع وأشمل من الوقت الحاضر، والذي يمكن أن يتم ذلك، عبر تشكيل “حزب المستضعفين"، الذي يجسد مفهوم "حزب الله"[3]، وهو ما يتوافق مع ارادة الله سبحانه وتعالى، التي تتحدث عن وجوب وراثة المستضعفين للأرض.

وليعمل المستضعفون على رفع مكانتهم، عن طريق تلاحم الأيدي والارادة المتينة والشاملة، ولتحل المعضلات والمشاكل التي تواجه الشعوب في أي مكان من العالم، عن طريق حزب المستضعفين هذا.

لابد لي.. أن أقولها بمرارة، بأن الحكومات والشعوب الإسلامية، وبالأخص الحكومات والشعوب العربية، قد ارتكبت خطأ، مثلما ارتكبنا نحن أيضاً خطا في إيران.

إن الخطأ الذي ارتكبه جميع المسلمين، و بالأخص الحكومات والشعوب العربية، هو أنهم أتاحوا الفرصة منذ البداية لاسرائيل في الوجود، حيث إن المصالح والنوازع الفردية للحكومات، قد شكلت حائلا دون وأد إسرائيل في مراحل وجودها الأولى، و بالتالي سمحوا لها باكتساب القوة اللازمة للمواجهة. وللأسف الشديد، فان المصالح الشخصية للرؤساء العرب، قد وقفت دون الاستجابة الخالصة لنصائحنا، التي صرحنا بها منذ ما يقارب العشرين عاما، ودعوناهم فيها إلى الاتحاد والوحدة بوجه إسرائيل.

لقد أتاحوا الفرصة لاسرائيل في الوجود، إلى الحد الذي وصلت فيه الأمور إلى ما وصلت إليه الآن، حيث نراها اليوم، قد مدت يدها العدوانية الآثمة، لكي تحرق جنوب لبنان، بعد أن أضحت فلسطين في عداد المنتهيات. نحن قلنا وكررنا دوما، بان إسرائيل (جرثومة الفساد) سوف لن تكتفي بالقدس، ولا ببيت المقدس، ولو أتيحت لها الفرصة المناسبة فإنها ستهدد جميع الأقطار الإسلامية.

لابد من اصلاح وتلافي الأخطاء السابقة، وذلك باتحاد المسلمين وتشكيل حزب المستضعفين لمواجهة المستكبرين، وعلى رأسهم أمريكا الآثمة وصنيعتها الفاسدة إسرائيل.

لقد كان خطأ، ارتكبته الأقطار الإسلامية، و بالأخص العربية، ولابد من تلافي واصلاح هذا الخطأ".

(من توجيهات الإمام ــ بتاريخ 19/8/1979 ميلادي)

 

"إخواني الشجعان، الذين انتفضتم من أجل تحرير أوطانكم، حذروا شعوبكم وطهروا الأدمغة من رواسب الدعايات التي امتدت طوال مئات الأعوام. ابعدوا عن تفكيرها مسألة الرضوخ للغرب والمستكبرين. التحقوا بثورتنا، التي هي ثورة إسلامية وثورة المستضعفين، فإن الإسلام العزيز، يقف اليوم في مواجهة الكفر وأمام منطق الباطل والقوة.

إن ثورتنا إسلامية قبل أن تكون إيرانية.. إنها ثورة المستضعفين في جميع أنحاء العالم، قبل أن تكون خاصة بمنطقة دون أخرى.

أيها السلمون في العالم، وأيها المستضعفون الثائرون، وأيها البحر اللامتناهي من البشر: انهضوا ودافعوا عن كيانكم الإسلامي والوطني. إن إسرائيل اغتصبت القدس من المسلمين، وقد تساهلت تجاهها الحكومات. وكما يبدو من بعض العلامات الظاهرة في الوقت الحاضر، فان أمريكا تريد الاستيلاء على المسجد الحرام ومسجد النبي، و بواسطة صنيعتها الفاسدة إسرائيل، ورغم كل ذلك فلا زال المسلمون يلفهم الصمت، بل ويتفرجون على كل ما يجري دون أدنى اهتمام.

إننا ــ والتزاما منا بإسلامنا العظيم ــ نساند جميع المستضعفين في العالم، ونساندكم انتم، وندعم أية منظمة تنهض من أجل إنقاذ وطنها. كذلك نعلن دعمنا الكامل لكفاح إخواننا الفلسطينيين والشعب المسلم في جنوب لبنان، في مواجهة إسرائيل الغاصبة".

(من نداء الإمام إلى حركات التحرر العالمية ــ بتاريخ 25/11/1979 ميلادي)

 

"نحن ننظر إلى اليهود بمعزل عن الصهاينة، وفيما لو انتصر المسلمون على الصهاينة فإنهم لا شأن لهم مع اليهود، حيث سيعاملون كسائر الشعوب الأخرى، ويحق لهم التمتع بالحياة الطبيعية، ولا يتعرض لهم أي احد".

(من مقابلة الإمام مع مراسل الإذاعة والتلفزيون في ألمانيا الغربية بتاريخ 10/11/1979 ميلادي)

 

"إننا نصدر ثورتنا إلى جميع أنحاء العالم، لان ثورتنا إسلامية، وان الكفاح سيستمر مادام دوي صوت "لا اله إلا الله... محمد رسول الله".. لم يطبق كل أنحاء العالم. وإننا قائمون مادام الجهاد والكفاح قائم ضد المستكبرين، وفي أي بقعة من العالم.

إننا ندافع عن الشعبين اللبناني والفلسطيني المشردين، ونقف بوجه إسرائيل، وان (اسرائيل) تشكل دوما قاعدة لأمريكا، وقد حذرت من خطرها طوال العشرين عاما الماضية.

يجب علينا جميعا أن ننهض ونحطم إسرائيل، ونوطن على أنقاضها الشعب الفلسطيني البطل".

(من نداء الإمام بمناسبة الذكرى الأولى لانتصار الثورة الإسلامية في إيران ــ بتاريخ 11/2/1980 ميلادي)

 

"هل من اللائق، أن يستمر الصهاينة والحكومات الأخرى، في اخلالهم لقدسنا العزيزة، بالرغم من أن عدد المسلمين يصل إلى المليار مسلم في أنحاء العالم؟".

(من كلمة الإمام إلى اللجنة المكلفة بالتحقيق في الحرب العدوانية المفروضة ــ بتاريخ 5/3/1981 ميلادي)

 

"إننا نكرر ما قلناه من قبل، إذا لم تفكر الشعوب المسلمة والمستضعفة في العالم، بالنهوض بوجه مستكبري العالم وأذنابهم، بالأخص إسرائيل الغاصبة، فإن أيدي الجناة الآثمة سوف تبقى تعبث بمقدرات البلاد الإسلامية وسوف لن تستأصل هذه الغدة السرطانية من بيت المقدس ولبنان. وسوف يستمر المجرمون، من أمثال صدام والسادات في ارتكاب جرائمهمِ وسيجرون العراق ومصر بأعمالهم إلى الهاوية.

إن الطريق الوحيد للتخلص من هؤلاء الظالمينِ هو اللجوء إلى الإسلام، والتوجه الصادق نحو القرآن الكريم، والخوض ــ بالوحدة والانسجام ــ تحت راية التوحيد".

(من نداء الإمام بمناسبة أسبوع الحرب ــ بتاريخ 17 /9 / 1981 ميلادي)

 

"يا مسلمي ومستضعفي العالمِ، انهضوا وكونوا سادة أنفسكم، إلى متى تستمر غفلتكم وتسمحوا لواشنطن وموسكو لتقرران مصائركم؟ إلى متى تظل قدسكم تدنسها أقدام إسرائيل الغاصبة، صنيعة أمريكا في المنطقة؟ إلى متى تخضع القدس وفلسطين ولبنانِ والمسلمون المظلومون فيها، لسلطة الجنات المجرمينِ وانتم تتفرجون بلامبالاة ويقوم بعض حكامكم الخونة باعانتهم على جرائمهم؟! إلى متى يلتزم ما يقارب المليار مسلم، بضمنهم المائة مليون عربيِ جانب الصمت، رغم كل ما يتمتعون به من ثروات وقدرات، وهم يشهدون قرصنة الشرق والغرب ومظالمهمِ والمجازر الجماعية اللاإنسانية التي يرتكبونها بمعاونة حثالاتهم في المنطقة؟ إلى متى تصبرون على الجرائم الوحشية التي يتعرض لهما إخواننا في أفغانستان ولبنان، ولا تستجيبون لاستغاثتهم؟ إلى متى تستمر هذه الغفلة، عن مواجهة أعداء الإسلام، والتخلي عن الاستفادة من الأسلحة الفتاكة والقوة العسكرية والإلهية لإنقاذ القدس؟ إلى متى نضيع الوقت في المناورات السياسية والمساومات الاستسلامية مع القوى الكبرى، لإعطاء الفرصة أمام جرائم إسرائيل المفجعة، ومشاهدة مجازرها الجماعية؟

ألا يعلم زعماء القومِ أن الحوار السياسي مع ساسة التاريخ الجبابرة الجناة لا ينقذ القدس وفلسطين ولبنان؟ بل تزداد الجرائم والمظالم علي مر الأيام.

لتحرير القدس، يجب الاستفادة من الأسلحة الرشاشة المستندة على الايمان وقدرة الإسلام، وترك الألاعيب السياسية ــ التي تفوح منها رائحة المساومة وارضاء القوى العظمى ــ جانبا.

يجب على الشعوب الإسلامية، و بالأخص الشعبين اللبناني والفلسطيني، تحذير أولئك الأشخاص الذين يضيعون الوقت بالمناورات السياسية وإنذارهم، وأن لا يستسلموا لهذه الألاعيب السياسية، التي لا يجني الشعب المظلوم منها، إلا الضرر والخسران.

إلى متى تبقى أساطير الشرق والغرب الكاذبة تسحر المسلمين الأقوياء، وتجعلهم يهابون أبواقهم الدعائية الجوفاء؟ إلى متى يظل المسلمون غافلون عن قدرة الإسلام العظيمة؟".

(من نداء الإمام بمناسبة يوم القدس العالمي ــ بتاريخ 1 /8/ 1981 ميلادي)

 

"ينبغي أن نفكر في جذور المشاكل التي تعم المسلمين ونجد لها الحلول اللازمة... لماذا ظل المسلمون في أنحاء العالم، يرزحون تحت سطوة الحكومات والقوى الكبرى؟ ما هو السبيل للحل الموضوعي لهذه المشكلة؟ أين يكمن سر قدرة المسلمين في التغلب على هذه المشاكل؟ لتتحرر بالتالي القدس وأفغانستان وسائر بلاد المسلمين.

إن مشكلة المسلمين الأساسية تكمن في الحكومات المسيطرة على مقدراتهمِ أنها الحكومات التي أدت بالمسلمين إلى هذا الوضع الذي هم عليه الآن. إن مشكلة المسلمين لا تكمن في الشعوب، إذ إنها قادرة على حل مشاكلها بفطرتها الذاتية.. وإنها تكمن في الحكومات المتسلطة على رقابهم.

لو تمعنتم النظر في أنحاء الأقطار الإسلامية، قلما تجدون بقعة لم تكن مشاكلهم بسبب حكوماتهم. إنها الحكومات التي اوجدت المشاكل لنا ولجميع المسلمين، وذلك بخضوعها وعمالتها لقوى الشرق أو الغرب. وليس بمقدور المسلمين أن يتخلصوا من مشاكلهم دون أن يزيلوا من امامهم هذه العقبة الكؤود.

إن الشعوب هي القادرة على حل مشاكلها، وقد رأيتم مشكلتنا، التي كانت أصعب بكثير من مشاكل الآخرين، وكانت قدرة الشاه الخلوع الشيطانية، أكثر من سائر القدرات، كما أن القوى العظمى وجميع الحكومات، في العالم الإسلامي وغير الإسلامي، كانت تقف إلى جانبه وتسانده.

وقد لاحظتم أيضاً، أن تغلبنا على مشكلتنا لم يكن في اللجوء إلى حكومة أو الاستعانة بقدرة أو قوة كبرى، بل إن شعبنا هو الذي حل المشكلة بنفسه، بعد أن غير ما في نفسه.

لقد غير شعبنا ما في نفسه، حين تحول من الخوف إلى الشجاعة، ومن اليأس إلى الاطمئنان، ومن الاهتمام بذاته إلى الاهتمام بالله، ومن الفرقة إلى الاتحاد، وكان هذا التحول الشبيه بالمعجزة، سببا في حل المشكلة الكبرى، التي اجمع العالم تقريبا على استحالة حلها.

فلا تظنوا أن الشعب الإيراني كان يمتلك السلاح..، نعم كان يمتلك سلاحا روحيا يتمثل بايمانه بالله تعالى، وايمانه برسالته، وتوكله على مصدر القوة، ووحدة كلمته.

أما ما ترونه من البنادق في أيدي أبناء الشعب، فإنها تمثل الغنائم التي حصلوا عليها من جلاوزة الشاه، وإلا فلم يكن للبندقية مكانة، بل كان الايمان وحده.

كان أبناء الشعب ــ وأينما تذهبون، من العاصمة وحتى الحدود ــ يرددون كلمة واحدة. كان الجميع يردد عاليا، وحتى الأطفال الصغار، بأننا نريد الإسلام.. نريد الجمهورية الإسلامية، كان هذا شعار طلبة الجامعات والمدارس والشباب والشيوخ والنساء والرجال. شاءت ارادة الله سبحانه وتعالى، أن تبعث في جسد هذه الأمة ومضة أيقظتنا من السبات العميق، الذي أدخلتنا فيه القوى العظمى ودفعتنا إلى الغفلة عن القضايا، التي كان من الواجب أن نهتم بها. لقد انحلت تلك المشكلة المستعصية، مشكلة الشاه و بطانته وجلاوزته، وكان الحل بيد أبناء الأمة أنفسهم، دون أن ترد من خارج الحدود بندقية واحدة، ودون أن تساعد الشعب حكومة أجنبية. بل بالعكس فقد اتخذت الحكومات موقف المعارض، فالعراق كان يخالفنا بشدة، والكويت كذلك، وتعرفون موقف مصر معنا جيدا، ومواقف سائر الحكومات معلوم ومكشوف. ومع كل هذا فالشعب اقتحم الميدان بأيد خالية، وحطم تلك السدود التي ظن أنها مستعصية.

يجب أن يكون عملنا منصبا في تعريف الشعوب ــ حيثما كانوا ــ بواجبهم المحدد، فإذا أردتم وأراد الآخرون، ورغب العلماء، جميع علماء البلاد الإسلامية، في ايجاد حل لمشكلة الإسلام والدول الإسلامية، فان عليهم أن يوقظوا أبناء الأمة، هذه الأمة التي ركزوا في ذهنها خلال سنوات طويلة، الاعتقاد بعدم امكان معارضة أمريكا أو الاتحاد السوفيتي، ولازالت هذه الدعاية راسخة في الأذهان.

يجب علينا أن نفهم الشعوب، بان هذا الأمر ممكن، وخير دليل على ذلك ما حدث في إيران. لقد ملأوا أدمغتهم بأنه لا يمكن خوض الحرب مع تلك القوى، ولا يخفى أن هذه الأمور هم الذين قاموا بإشاعتها عن طريق عملائهم، داخل صفوف شعوب البلدان الإسلامية.

يتوجب على الأشخاص الموجودين في البلاد الإسلامية ــ أولئك المعتقدين بالإسلام، والذين تنبض قلوبهم من أجل شعوبهم، و يريدون خدمة الإسلام ــ أن يقوم كل منهم ببعث شعبه من داخله، لكي تعثر شعوبهم بالتالي على ذواتها التي فقدوها، فان الشعوب التي فقدت ذواتها، فقدت بلادها.

وإن الأفكار التي رسخت في أذهانهم، والمتمثلة بعدم امكانية المقابلة مع القوى العظمى، وأنها سوف تعمل كذا وكذا، يجب أن تزال من أدمغتهم، أي يجب أن يزال من أدمغة الشعوب، هذا (اللاممكن) واحلال (الممكن) محله... كلا فبالامكان أن نعمل ذلك كاملا.

يجب أن لا يخطر على بال المسلمين، الذين يناهز عددهم المليار مسلم مع امتلاكهم للامكانيات العظيمة، والأراضي الشاسعة، وكل تلك الذخائر الجوفية المتنوعة فضلا عن الدعم والسند الإسلامي والإلهي، أنه لا يمكن الوقوف بوجه قوة الاتحاد السوفيتي الشيطانية العظمى، التي تريد خنق أفغانستان بكل قوتها ولم تستطع، لأن الشعب لا يمكن قهره إن أراد شيئا، ينبغي ايقاظ الشعوب كي ترفع صوتها بالمطالبة وتعلن عن ارادتها.

إن شعبنا كان أيضاً في سبات قبل عشرين عاما، ولم يكن يشعر بما مجري حوله، ولكن بدأ الخطباء بالتحدث والوعظ منذ عشرين عاما، وتحدث العلماء كذلك وأدى الجامعيون ما عليهم، وتطورت الأمور شيئا فشيئا، إلى أن بدأت المظاهرات، وتبعها النزول إلى الشوارع متحدين النظام هاتفين "الله اكبر" عندها لم تتمكن السلطة الشيطانية الخبيثة من الصمود أمام هتافات "الله اكبر"، بالرغم من رغبة الجميع في بقائها.

وكنت اعلم جيدا، أن جميع القوى العالمية كانت ترغب في بقاء هذا العبد الذليل الذي كان يخدمهم كلهم، وأن يستمر في منصبه لضمان سلامة مصالحهم في إيران، حتى يتمكنوا من نهب ما لدينا من ذخائر، ولكن عندما لا يريد الشعب أمرا فلا يمكن اجباره على قبول ذلك..

ينبغي ايقاظ الشعب ليتمكن من المطالبة بحقه، الذي كان يخيل له عدم أحقية المطالبة به. و بالمقابل عليه أن يعرف، بأن الأمر الذي كان يظن بعدم امكانية الحصول عليه، أنه ممكن وقادر على نيله.

وعلى الشعوب أن تطالب حكوماتها بالتسليم للأمر الواقع، وإلا فسوف ينفذون ما قام به الشعب الإيراني لكي تحل المشكلة. إن المشكلة لا يمكن حلها إلا بعد التخلص من هؤلاء الأشخاص، الذين يحولون دون حل مشاكل المسلمين.

فأينما تذهبون وفي أي بلد من البلدان الإسلامية، بل وفي جميع بلدان العالم، فإنكم تجدون أن زعماء البلدان، هم الذين يحولون دون تحقق النمو الفكري والمعنوي والمادي للشعوب. إن هؤلاء الزعماء، هم الذين ينصبون أعوانهم أساتذة في الجامعات، ليعملوا بدورهم على جر الشباب نحو الانحراف والضياع.

فالحكومات، هي التي تضع العراقيل في هذا الطريق، وهي التي وقفت بوجه نمو شبابنا الفكري، وبوجه تقدم المسلمين بشكل عام.

إن القوى الكبرى، درست وحققت خلال سنوات طويلة حول كل أوضاع المسلمين وقضاياهم. حيث حققت حول الجماعات والفئات المختلفة والأفراد، وحتى الأراضي والغابات في المنطقة، وقد خرجت بهذه النتيجة، وهي أن الإسلام وحده الذي بامكانه الوقوف بوجهها في هذه المجتمعات.

وعليه فان ما يهمهم هو الإسلام، لذا راحت هذه القوى تخطط لمجابهة الإسلام عن طريق الحكومات الفاسدة، وأوعزت إلى هذه الحكومات أن تثير وتشيع المبادئ العنصرية والقومية بين المسلمين، فجعلت العرب في مواجهة الفرس والأتراك، والفرس في مواجهة العرب والأتراك، والأتراك في مواجهة الآخرين، وهكذا أوقعت بين القوميات المختلفة.

لقد أكدت مرارا، بأن النعرات القومية هي أساس مصيبة المسلمين، إذ إن هذه النعرات تجعل الشعب الإيراني مقابل سائر الشعوب المسلمة، وتجعل الشعب العراقي مقابل بقية المسلمين، وهذه مخططات طرحها المستكبرون للتفريق بين المسلمين.

إن الإسلام جاء ليجعل جميع القوميات سواسية كأسنان المشط، لا فضل لأحد على آخر، فلا فضل للعربي على الأعجمي، ولا للأعجمي على العربي، ولا للأتراك على أي من هؤلاء. ولا فضل للأبيض على الأسود، ولا للأسود على الأبيض، ولا فضل لأي منهم على الآخر إلا بالتقوى، فالتفاضل يكون على أساس مدى الالتزام بالإسلام.

يجب علينا أن لا نجلس لننتظر أن تؤدي حكوماتنا ما نطمح إليه، فإن حكوماتنا لا تفكر إلا بنفسها، وإن الحكومات الموجودة في بلاد المسلمين لا علاقة لها بالإسلام، وفيما لو سمعتموهم يتحدثون مرة عن الإسلام، فانه بهدف التلاعب بعواطفكم.

إن مشاكلنا ستظل قائمة على حالها، حتى نعود إلى الإسلام، إسلام رسول الله، وسوف لن نتمكن من حل قضايانا، ومنها قضية أفغانستان، فيما لو لم نرجع إلى الإسلام.

يجب على الشعوب أن تعود إلى صدر الإسلام.. فإذا عادت الحكومات مع عودة الشعوب إلى الإسلام فيها، وإلا فإنه يتوجب على الشعوب أن تفصل مصيرها عن حكوماتها، وينتفضوا بوجهها مثلما انتفض الشعب الإيراني المسلم بوجه حكومته، حتى تتمكنوا من حل كل المشاكل.

وإلا، فإن الاكتفاء بالاحتفال بيوم القدس، عن طريق اطلاق الهتافات وعقد الاجتماعات، وخطابات السادة الأفاضل عن ذلك اليوم، لا يمكن أن يقف حائلا بوجه الحكومات؟ وقد تؤدي هذه الأعمال الغرض المطلوب، ولكن لا تكفي لوحدها.

فإذا كانت جميع الشعوب تنهض في يوم القدس، وتهتف معا بوجه الحكومات الجائرة، لما استطاعت تلك الحكومات الحمقاء أن تقف بوجه هتافاتهم المدوية، ولكن ما تعيشه الشعوب اليوم غير ذلك تماما، حيث نرى نهوض مجموعات صغيرة من الشعوب وبالتالي يكون القضاء عليها بسيطا جدا.

فلو أن جميع شعوب البلدان الإسلامية تنهض معا وتهتف، لا من أجل القدس فقط، بل لأجل جميع البلدان الإسلامية، فإنهم سوف ينتصرون حتما.

نحن طردنا عمد رضاخان (الشاه المقبور) بالهتاقات، فلا تظنوا أننا أخرجناه بالبندقية! إننا طردناه بالهتافات المدوية، طردناه بهتاف "الله اكبر"، لقد دكت أدمغتهم بهتافات "الله اكبر" إلى حد بحيث افقدهم توازنهم، واجبرهم على الهروب والخروج من هذا البلد المسلم.

يجب على المسلمين أن يصرخوا عاليا ويهتفوا، ولا يظنوا بعدم جدوى الهتاف والصراخ، بل إن الهتاف والصراخ مفيد جدا، ولكن على شرط أن يصرخ الجميع معا، حيث إن هتافي لوحدي لا شيء، وكذلك الحال بالنسبة لهتاف أبناء محلة واحدة أو مدينة واحدة لمفردها، فانظروا إلى الهتافات التي تتعالى الآن في إيران، إنها لا تقتصر على طهران وقم والأهواز. فعندما يطلب مثلا مدرسو الحوزة العلمية المحترمون في قم، من الشعب أن يتظاهروا في اليوم المحدد، فالشعب كله يتظاهر في ذلك اليوم، وتتكرر نفس الحالة عندما يطلب ذلك عدد من أهل العلم في قم.

يجب على الشعوب أن تكون كذلك، أي عندما تطلب جماعة من انجاز عمل ما، فإن عليهم أن يلتزموا جميعا بتنفيذ ذلك، واعتباره أمرا صادرا من الجهات العليا.. لقد أصبح شعبنا في الوقت الحاضر على هذه الحالة، وإننا نرغب أن تحذو باقي الشعوب حذوه.

إننا عندما نقول، بأننا نر يد تصدير ثورتنا، فهذا يعني أننا نريد تصدير هذه الروحية وهذه المعنويات، وجميع الأمور المستحدثة التي طفحت على السطح بعد انتصار الثورة الإسلامية في إيران.

إننا لا نريد أن نشهر سيوفنا ونهجم على الآخرين، نحن التزمنا جانب الدفاع عن النفس أمام العراق، الذي يهاجمنا منذ أمد طويل، فالدفاع واجب. إننا نريد أن نصدر ثورتنا، ثورتنا السياسية، الثقافية، إلى جميع الأقطار الإسلامية، ولو تم تصدير هذه الثورة المباركة، فإنها ستحل المشاكل في أية منطقة تصلها.

ابذلوا جهودكم من أجل ايقاظ شعوبكم وحثها على الثورة، كما ثارت إيران، وكما هي الآن مستعدة لكل طارئ، وعلى أولئك الأشخاص، الذين يتحرقون من أجل الإسلام، ويهمهم مصير بلدانهم، أن يعملوا من أجل ايقاظ وتوعية شعوبهم، وان يسعوا لتحقيق هذا التحول الإلهي الذي بدا في إيران، في أوطانهم، وحينذاك ستحل جميع مشاكلهم المستعصية. ولا تخشوا عند ذاك، من أن يأتي أربعة من الفاسقين ليحتلوا المسجد الأقصى، فالمسألة سهلة حينذاك ولا داعي للخوف.

وعندما ينقسم شعب واحد إلى طائفتين، ومن ثم إلى عشر طوائف، ومائة طائفة، وكل منها مخالفة للأخرى، و يتكرر نفس الأمر بالنسبة للحكومات، فلا تتوقعوا، ومع شيوع هذا الأسلوب في التفكير والحكم، أن تحققوا الانتصار.

يجب الالتزام بتعاليم الإسلام، والعمل بما أمر به ودعا إليه، والتي منها الدعوة إلى الإخاء بين المسلمين حيث قال سبحانه {إنما المؤمنون أخوة} والدعوة إلى الاعتصام {واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا}، والالتزام بأمره الداعي إلى عدم التنازع، فتفشلوا وتذهب ريحكم.

إن المسلمين يتمكنون من التخلص من أسر الدول العظمى والحكومات الفاسدة فيما لو استجابوا لذلك الأمر الإلهي. عليكم أن تستجيبوا لهذه الدعوة الإلهية، المعلنة منذ صدر الإسلام والخالدة مدى الدهر. وإذا لم تلبى تلك الدعوة، فلا تنتظروا منا القيام بأي عمل، إننا سنقوم بدورنا المطلوب عندما يكون تفكيرنا إسلاميا، ونتمسك بالقرآن الكريمِ ونعمل بتعاليم صدر الإسلام.

إنني أتمنى لكم أيها الأخوة الأعزاء، القادمين من أطراف العالم لإحياء يوم القدس العالمي، كل التوفيق، وأدعو أن يوفق المسلمون لكي يكونوا أخوة فيما بينهم إنشاء الله. وأتمنى لهم النجاح في اجتثاث جذور الفساد من البلدان الإسلامية، وأن تقتلع جذور جرثومة الفساد هذه (إسرائيل) من المسجد الأقصى، ومن بلدنا الإسلامي العزيز، لكي نتمكن بعون الله من التوجه معا إلى القدس ونصلي صلاة الوحدة هناك.. إنشاء الله".

(من خطاب الإمام مع المشاركين في مؤتمر القدس العالمي ــ بتاريخ 9/8/1980 ميلادي).

 

"إنهم يوجهون الاتهامات الباطلة، إلى البلد الذي كان مخالفا منذ البداية مع هذه الفئة الملعونة (الصهيونية)، ويتهمونا ــ نحن الذين خالفنا هذا النظام الفاسد حتى في الفترة التي سبقت انتصار الثورة الإسلامية، أي في عهد النظام البهلوي المقبورــ باستيراد الأسلحة من إسرائيل، إننا لا نعترف من الأساس بوجود إسرائيل، فكيف نقيم العلاقات معها؟.

نحن ومنذ بداية دخولنا في هذه الأمور، وفي هذه النهضة المباركة، كانت احدى قضايانا المهمة هي أن إسرائيل يجب أن تفنى من الوجود....

على الأخوة القادمين إلى هنا من خارج البلاد أن يحققوا في هذه الأمور، و ينظروا هل إننا نر يد أن ندخل الحرب بالاعتماد على الأسلحة الاسرائيلية ام على سلاح الايمان؟".

(من خطاب الإمام مع الطلبة الجامعيين الباكستانيين والاندونيسيين ــ بتاريخ 24/8/1980 ميلادي)

 

"من لا يعرف بأن الشعب المسلم في إيران ــ وطوال أحداث الثورة الإسلامية في أوج التظاهرات المليونية ــ كان ينظر الى إسرائيل، مثلما ينظر إلى أمريكا، كعدوة لدودة له، وأوقف شحن النفط اليهم، وصب عليهم غضبه وتنفره منهم.

وليس عجيبا أن تصدر هذه النغمة المشؤومة من جانب أمريكا، التي تعتبر الأم اللاشرعية لاسرائيل، وصدام الأخ الأصغر لبيغن (حيث اشاعت أخيرا الأبواق الاعلامية المأجورة تهمة وجود العلاقة بين إيران واسرائيل، ومسألة شراء الأسلحة منها)، وليس عجيبا أيضاً، أن تبذل الجهود الحثيثة لاشاعة هذه الاكذوبة بشكل واسع جدا، عن طريق أبواقهم الدعائية و بالأخص الأمريكية منها..

يجب أن يعرف المسلمون، و بالأخص إخواننا العرب، بأن المسألة لا تنحصر في العلاقة بين إسرائيل وإيران، بل إن المسألة الأساسية المستهدفة من قبل المستكبرين الشرقيين والغربيين، هي وجود الإسلام بالذات.

أليس من العار على مسلمي العالم، أن يخضعوا لسلطة القوى المستكبرة، ولصوص البحر والبر في هذا القرن، بالرغم من امتلاكهم لكل هذه الثروات، البشرية والمادية والمعنوية، فضلا عن استنادهم على مثل هذه الرسالة المتحضرة (الإسلام) ووجود الدعم الإلهي اللامتناهي لهم؟.

ألم تحن إلى الآن، المرحلة التي تستدعي التخلي عن الأهواء النفسية وتركيز مبادئ الأخوة والمودة الصادقة بين المسلمين، وطرد أعداء البشرية من مسرح الحياة، ووضع نهاية لحياتهم القبيحة المليئة بالظلم والعدوان؟.

ألم تحن إلى الآن، المرحلة التي تستدعي من الشعب الفلسطيني المناضل والغيور، ادانة الألاعيب السياسية التي يدعو إليها أدعياء الكفاح مع إسرائيل، ومن ثم توجيه أسلحتهم إلى صدر اسرائيل، العدوة اللدودة للإسلام والمسلمين، لتمزيقها كاملا؟ وبماذا سيجيب المسلمون الرب العظيم، الذي دعاهم مرارا إلى الاعتصام بحبل الله المتين، ونهاهم عن التفرقة والتنازع؟.

وهل إنهم لا يعتبرون، أن من واجبهم الشرعي، دعم واسناد الشعب والحكومة الإيرانية، الذين أسقطوا بجهادهم المقدس راية الكفر، ورفعوا عاليا راية الإسلام العظيمة؟.

إنني أحذر من خطر هذه المسألة، ومن الخطر المحدق بالإسلام جراء هذا المشروع (مشروع فهد)، فإن الذين قدموا هذا المشروع، وكذلك الذين يزعمون بوجود جانبا ايجابيا فيه، إما أنهم جهلة أو وقعوا تحت التأثير الأمريكي والصهيوني.

فلو لم تكن في هذا المشروع إلا مسألة الاعتراف الرسمي باسرائيل، ومنحها الضمان التام، أقول لو لم تكن في هذا المشروع إلا هذه المادة، وكانت باقي النقاط الأخرى ايجابية، لانهارت جميع تلك النقاط الايجابية أمام هذه النقطة التي أشرنا اليها.

فإن معنى منح الضمان التام للكيان الاسرائيلي، هو أن تمنح إسرائيل الأمان الكامل، والحق في الوجود والبقاء. وكلنا يعرف أن إسرائيل هي التي اغتصبت الأراضي الإسلامية منذ سنين طوال، وارتكبت المجازر الجماعية في فلسطين ولبنان وغيرهما من بلاد المسلمين، وشردت المسلمين من منازلهم، وعرضت أعراض وأرواح المسلمين للأخطار المحققة، من أجل الوصول إلى اهدافها الخبيثة، فبعد كل ذلك.. كيف يأتي المسلمون اليوم ليعترفوا بها رسميا؟!.

وإن ذلك يعني، أنه في حالة تعرض هذا العدو الغاصب، وهذه الحكومة الغاصبة، لأي أذى ومن أي طرف كان، فإنه يتوجب على جميع المسلمين، وجميع دول المنطقة، معارضة تلك الدولة والوقوف بوجهها، من أجل الحفاظ على إسرائيل.

إن إسرائيل التي امتصت دماء المسلمين، وارتكبت ما يحلوا لها بفلسطين والقدس وعملت في لبنان ما تشاء، وقتلت المسلمين وأغارت عليهم هناك، هل نحن اليوم مكلفون بالمحافظة عليها اكراما لها على ما جنت في بلاد المسلمين؟!.

وهل من اللائق الآن، أن نعترف وتعترف الدول العربية رسميا، بهذا النظام الفاسد والفاسق والكافر، مع معرفة الجميع بهذه الحقيقة، وهي أن جميع الأعمال التي قاموا بها، منذ دخولهم إلى القدس وفلسطين، كانت ترسخ الاحتلال والاغتصاب، و أكثر من ذلك، أن تدفع الدول لعربية أجرا لاسرائيل، مباركة لها على أعمالها الاجرامية؟!

إنني أحذر الشعوب الإسلامية، والجيوش الإسلامية، و بالأخص العربية من مغبة المصادقة على هذا المشروع في القاعات المغلقة، و بدون تحكيم ارادة الشعوب، وإن الموافقة على المشروع، لن تودي إلا إلى جركم نحو الوقوع تحت الأسر الاسرائيلي وتكونوا تابعين وعبيدا لاسرائيل إلى الأبد، و بالتالي تتحكم فيكم إسرائيل وأمريكا، وأنتم مكتوفي الأيدي ومكفوفي الأبصار.

ليس هناك شيء آخرــ غير الذي أشرنا إليه ــ يؤمل من هذا المشروع الخياني، ولا عار أقبح على الشعوب الإسلامية والعربية، من الاستسلام لهذا المشروع الخياني المفسد، والمتعارض تماما مع الإسلام. عار على العرب أن يقبلوا سيادة إسرائيل عليهم.

إنني أحذر الجميع من مغبة الموافقة على هذا المشروع، فإن إسرائيل ستسيطر غدا على مكة والمدينة، إذا وفق هذا المشروع اليوم وتمت المصادقة عليه.

أيها الشعوب.. انتبهوا جيدا، وأيقظوا حكوماتكم، وعارضوا هذا المشروع الكافر الفاجر. أن نباد ونفنى جميعا، خير لنا من أن نحيا أذلاء، ونرزح تحت هيمنة الصهاينة أو أمريكا.

إن كل من لا يخالف هذا المشروع الفاسد، فهو خائن للإسلام، واعلموا أن الشعوب، إذا عارضت أمرا فإن الحكومات لن تتمكن من تنفيذه اطلاقا".

(من خطاب الإمام مع مجموعة من المعوقين والمجروحين ــ بتاريخ 17/1/1981 ميلادي)

 

"لولا وجود هذا المشروع الأمريكي (مشروع كامب ديفيد)، والمشروع الأمريكي الثاني الذي طرحه فهد، والمشاريع التي ستطرح في المستقبل، لما تجرأت إسرائيل في إعلان انضمام الجولان إلى أراضيها في هذا الوقت.

إن مسألة الحاق مرتفعات الجولان بالأراضي المغتصبة من قبل إسرائيل، هي بداية القضية، حيث إن إسرائيل وبمساندة أمريكا تعمل ما تريد".

(من خطاب الإمام مع خريحي كلية الضباط ــ 19/12/1981 ميلادي)

 

"لماذا لا تتخذوا (مخاطبا حكومات البلدان الإسلامية) إيران قدوة لكم، وتوحدوا كلمتكم وتهادنوا شعوبكم؟! لماذا تتخاذل حكومات البلدان الإسلامية، ليسمحوا لاسرائيل بالانتصار عليهم؟!

وقد رأيتم كيف ضمت إسرائيل الجولان اليها، ولم تهتم بأي منكم، واعلنت بعد ذلك عن عدم قدرة أية قوة في العالم، في الضغط عليها، لكي تدفعها إلى التراجع عن قرارها المتخذ.

ولماذا تسعون اليوم، في مثل هذه الظروف، و بدلا من دعوة الجميع إلى الوقوف بوجه إسرائيل المعادية للإسلام وللإنسانية، فضلا عن معاداتها لكم وللعرب جميعا، من أجل ايجاد التفرقة فيما بينكم، وخلق الاختلاف بين صفوف الشعب، وانشاء التكتلات المتقابلة فيما بين الفئات الحكومية المختلفة.

إن الدعوة الآن إلى انشاء التكتلات والجبهات المتقابلة يعتبر عملا ضد الإسلام والقرآن الكريم، حيث إن القرآن الكريم يدعوا إلى الوحدة، وانتم تدعون إلى الفرقة والتصادم فيما بينكم.

يجب عليكم أن تتخذوا من العقل دليلا مرشدا لكم، ومن الإسلام قدوة لكم، وأن يخضع الجميع أمام الإسلام، وأن تعملوا طبقا للأحكام العقلية، حيث إن الإسلام والعقل يدعوانكم إلى الاتحاد فيما بينكم. وإذا اتحدتم، فلا تستطيع أية دولة في هذا العالم أن تعتدي عليكم، وسوف لا تتجرأ إسرائيل في البقاء في وسط دولكم، والاستمرار في احتلال الأراضي المغتصبة، وذلك فيما لو اتحدتم وتكاتفتم.

إن إسرائيل تستفيد من اختلافكم، وتصرخ في الوقت الحاضر عاليا بأنها لا تخشى من أية قوة في العالم، وذلك لأنها تستند على أمريكا، والشعوب تستند على الله!.

ما الذي دهاكم لكي تنشئوا التكتلات والجبهات المتقابلة فيما بينكم؟

ألا تعلمون أن هذه التكتلات المتقابلة ليست في صالحكم، وأنها تسبب الضرر لكم؟".

(من خطاب الإمام مع أئمة جمعة محافظة اصفهان ــ بتاريخ 21/1/1982 ميلادي)

 

"لاحظوا هؤلاء الأطفال القادمين من لبنان، من جنوب لبنان، والذين يعتبرون ورثة لشهداء الإسلام.. ما هو جوابنا لهؤلاء الأطفال، وما هو الجواب الذي أعده الضمير الإنساني الحي والمسلمون لهؤلاء الأطفال، الذين جاءوا إلى هنا ليدعموا الإسلام بقلوبهم الرقيقة، وهم الذين يتعرضون دوما في مناطقهم إلى ظلم وتعدي إسرائيل الغاصبة.

فقد جاء في الحديث النبوي الشريف، أنه لو نادى أحد المسلمين بنداء "يا للمسلمين"، ولم يلبي نداءه أحد، فهؤلاء ليسوا بمسلمين.. إنهم يصرخون الآن، وأنا معهم، من هذا المكان: يا للمسلمين، يا مسلمي العالم، أيتها الحكومات التي تدعي الإسلام، أيتها الشعوب المسلمة في العالم، لبوا نداء الإسلام، لبوا نداء المظلومين الرازحين تحت ضغط القوى العظمى، أعينوا هؤلاء الأطفال الصغار الذين فقدوا آبائهم وأمهاتهم، ساعدوا هذه البلدان التي تعرضت لهجوم القوى العظمى، أعينوا انفسكم، أعينوا شعوبكم.

ما الذي دهى المسلمون، وما الذي حل بالمسلمين، لكي يضحوا بكرامتهم وشرفهم من أجل ارضاء أمريكا، ما الذي أصاب هؤلاء الذين يقدمون الثروات الإسلامية العظيمة ــ التي تعتبر ملكا للضعفاء والحفاة ــ هدية إلى أمريكا، وفي مقابل ذلك تعلن أمريكا عن حمايتها ودعمها اللامحدود لاسرائيل، وتقول بأنها لا يمكن أن تبيع إسرائيل لهم.

ما الذي أصاب المسلمين، ولماذا يجب أن يكون المسلمون على هذا الحال الذي هم فيه؟

ما الذي حدث، لكي يقوم بعض من وعاظ السلاطين بتكفير إيران، إن القرآن يصرح بأنه إذا ادعى شخص بالإسلام، فيتوجب عليكم اعتباره مسلما، ولا ترفضوا إسلامه، ما الذي يعرفه هؤلاء عن الإسلام؟ إننا نصرخ عاليا بأننا مسلمون، ونريد تطبيق القرآن الكريم، وتعاليم الرسول الأعظم، في هذا البلد. ونحن أعلنا عن معارضتنا لاسرائيل وأمريكا منذ أكثر من عشرين عاما. ومع كل ذلك، يتهمنا محررو المجلات والصحف الأجنبية، ومذيعو الإذاعات العالمية، بوجود علامات ودية تربطنا مع إسرائيل!!، هل إننا نرتبط وديا مع إسرائيل، ام أولئك الذين يشاهدون بأم أعينهم ما ترتكبه إسرائيل ضد المسلمين؟.

انظروا ماذا عملت إسرائيل في لبنان، وما تقوم به إسرائيل ضد سوريا، وكيف أنها ألحقت مرتفعات الجولان المحتلة بأراضيها، وارتكبت أكثر من ذلك.

ولكنكم أنتم الذين تريدون الاعتراف الرسمي باسرائيل، كيف تجيزوا لانفسكم أن تتهمونا بارتباطنا الودي معها، ونحن كنا أول من نادى، ومنذ أكثر من عشرين عاما، بضرورة الاتحاد بين المسلمين، لكي تجتث هذه الغدة السرطانية من بين صفوف المسلمين، وتنقذ القدس من أيديها الآثمة، وتحرر البلدان الإسلامية من قيود هذه الغدة الخبيثة.

إنكم أنتم الذين تريدون الاعتراف باسرائيل، المعادية للإسلام، عن طريق المكر والخداع. وتريدون أن تكونوا أصدقاء لمثل هذه الدولة، التي ثبت ظلمها لجميع أقطار العالم. وأنتم الذين تجرأتم ووقفتم بوجه الله، وتريدون أن تمنحوا عدو الله والمسلمين اللدود، السلطة والحكم والقدرة في الأرض، وتريدون أن تعطوها الاطمئنان والهدوء، وأن تعترفوا بها رسميا، ومهما فعلتم لها فإنها لا تعترف بكم اطلاقا، وتقفون الآن في مواقعكم ساكنين لافساح المجال لها لكي تتحكم بكم لا سمح الله.

أيتها الشعوب الإسلامية، أيتها الشعوب المظلومة في جميع البلاد الإسلامية، أيتها الشعوب العزيزة الرازحة تحت سلطة أفراد، يقدمون ذخائركم وثرواتكم إلى أمريكا بالمجان، و يا أيها الذين يعيشون حياة الذل! استيقظوا وانهضوا من سباتكم، يا مستضعفي العالم، انهضوا وقفوا صفا واحدا بوجه القوى العظمى، التي لا تستطيع أن تفعل شيئا فيما لو صمدتم أمامها.

لقد رأيتم كيف اتحد الشعب المسلم في إيران، وثار أبناوه معا ضد الطغاة، ووقفوا صفا واحدا بوجه القوى الشيطانية العظمى ــ التي تمثلت بحكم محمد رضا خان، وجميع القوى العالمية التي وقفت من ورائه ــ وكانت النتيجة أن افلح الشعب المسلم الثائر في إيران، في ازاحة كل أولئك الطواغيت، وأخرجوا هذه الحكومة الفاسدة والنظام اللا قانوني الخبيث، من مسرح الحياة، بقدرتهم الايمانية و بنداء "الله اكبر".

في الأحكام السياسية للإسلام، تعطى الأوامر لمحاربة الأشخاص الذين يحاربون المسلمين، واليوم تقف إسرائيل في وجه المسلمين وتحاربهم، وكذلك الحال بالنسبة للعميل الأمريكي صدام. إن الله أمر بمحاربة هؤلاء الأشخاص، الذين نهضوا بوجه المسلمين او ضد طائفة من المسلمين {فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم}.

إنني أدعوكم أيها السادة الأفاضل، الذين تشرفتم إلى بلدنا من أقطار العالم المختلفة، أن توصلوا صوت الشعب المظلوم إلى أرجاء العالم، وأن تفهموهم بان إيران ليست بالبلد المرعب والموحش، كما صورته وسائل الاعلام الأمريكية والصهيونية ".

(من حديث الإمام ــ بتاريخ 13/12/1982 ميلادي)

 

"عليكم (مخاطبا الأقطار العربية الرجعية) أن تتيقنوا، بأن أمثال حسني مبارك المصري وحسين الأردني، و باقي أعوانهم من الجناة، لا ينفعوكم، وأنهم يجرون دينكم ودنياكم نحو الضياع والفساد. وإذا كنتم تنوون، عن طريق الاجتماعات التي تعقدونها، احياء مشروع كامب ديفيد أو مشروع فهد، الذين عفى عليهما الدهر، ونعتبرهما خطرا كبيرا يواجه البلدان الإسلامية و بالأخص الحرمين الشريفين، فإن الإسلام لا يجيز لنا السكوت والصمت حيال ما يجري، وها أنذا أديت واجبي الشرعي أمام المحضر الإلهي المقدس".

(من نداء الإمام بمناسبة فتح خرمشهر ــ بتاريخ 25/5/1982 ميلادي)

 

"إنني اعتبر مساندة المشروع، الذي يمنح الاستقلال والاعتراف الرسمي لاسرائيل، فاجعة كبرى للمسلمين، وانتحار للحكومات الإسلامية، واعتبر معارضة ذلك فريضة إسلامية كبرى".

(من نداء الإمام بمناسبة ذكرى انتفاضة الخامس عشر من خرداد ــ بتاريخ 5/6/1982 ميلادي)

 

"إنا لله وإنا إليه راجعون.. إني لا أقول كلمة الاسترجاع المباركة، من أجل جرائم إسرائيل التي ارتكبتها في لبنان، والتي أدت إلى استشهاد الكثير من المسلمين المظلومين في جنوب لبنان، ولو أنها تستحق كلمة الاسترجاع...

ولا أقولها، من أجل المدن والقرى في ذلك البلد المسلم، التي احتلت وتهدمت، على أيدي مجرمي النظام الصهيوني الكافر في إسرائيل، ولو أنها تستحق كلمة الاسترجاع...

ولا أقولها، من أجل تشريد الآلاف من الأخوات والأخوة في ذلك الاقليم الإسلامي المظلوم، ولو أنها تستحق أيضاً كلمة الاسترجاع...

ولا أقولها من أجل الفلسطينيين المظلومين، الرازحين تحت الظلم الاسرائيلي، ولو أنها تستحق أيضاً كلمة الاسترجاع...

ولا أقولها، من أجل استشهاد أكثر من أربعين بريئا ــ من الرجال والنساء والأطفال الرضع، في مدينة ايلام، الذين كانوا يهتفون ضد إسرائيل وأمريكا الدموية ــ على الأيدي الصدامية الآثمة، وجرح أكثر من مائتين من المسلمين الأبرياء من أبناء العشائر هناك، فضلا عن تخريب المساجد والمستشفيات ومنازل المظلومين في ايلام[4]، ولو أنها أيضاً تستحق كلمة الاسترجاع...

وإنما أطلق كلمة الاسترجاع المباركة، لحالة اللامبالاة التي تسود البلدان الإسلامية، أي الحكومات المتسلطة هناك، حيال ما يجري في لبنان، وليتهم اكتفوا بهذا الموقف.

إنني أطلق كلمة الاسترجاع، من أجل الدعم الذي تلقاه إسرائيل وصدام (الوليد اللاشرعي لأمريكا في المنطقة) من قبل الكثير من الحكومات.

إنني وكل مسلم في أرجاء العالم، لابد أن نسترجع من أجل المساعدات المادية والمعنوية، التي تقدمها حكومات البلدان الإسلامية إلى أمريكا (زعيمة المجرمين في العالم)، وإلى إسرائيل ونظام البعث العفلقي في العراق، المنفذ لمطاليب أمريكا والصهيونية العالمية.

يجب على كل مسلم أن يطلق كلمة الاسترجاع، من أجل حكم الجهاد الذي أصدروه ضد البلد الذي يعارض إسرائيل، واتهامه زورا باستلام الأسلحة منها، ومن أجل المساعي التي يبذلونها، لتحقيق الاعتراف الرسمي باسرائيل، التي اعتدت على البلد الإسلامي لبنان، والتي سببت في استشهاد آلاف المسلمين الأبرياء في الجنوب اللبناني.

إنهم يعملون من أجل تأييد إسرائيل المعتدية الآثمة، وتقديم العون المادي، من ثروات البلاد الإسلامية المظلومة، لأمريكا زعيمة المعتدين، وتقديم العون السياسي والمعنوي لها، عن طريق ما تبثه وسائل الاعلام العامة العاملة في المنطقة الإسلامية، وفي المقابل يسعون من أجل ابقاء سوريا والفلسطينيين لوحدهما في المعركة.

صدام، هذا العدو اللدود للإسلام، يدعم اعلاميا، وتقدم إليه المساعدات المادية والعسكرية لدفعه على الاستمرار في عدوانه الغاشم ضد إيران واهلاك الحرث والنسل في المنطقة الإسلامية، التي يقطنها العرب في إيران. وفي المقابل تترك إيران التي نهضت من أجل احياء الإسلام والقرآن الكريم، لوحدها في مواجهة المضير.

إن هذه الأمور التي ذكرتها، والكثير من أمثالها، تعتبر مصائب اصابت المسلمين ولابد أن نسترجع وبشكل جماعي من أجلها.

إنني أعبر عن مواساتي وحزني البالغ، للمصائب العظيمة التي حلت على الأخوة المظلومين، الذين لا ناصر لهم في جنوب لبنان، وكذلك للمصائب التي حلت على مظلومي ايلام والمناطق الأخرى في إيران، التي تضررت بسبب الحرب الملعونة، وأدعو الله سبحانه وتعالى بالرحمة والمغفرةِ للشهداء الذين سقطوا من أجل الدفاع عن الإسلام في هذين البلدين المسلمين (لبنان وإيران)، وأدعو لذويهم بالصبر والاستقامة، وأدعو الله سبحانه وتعالى أن يوقظ هذه الحكومات غير المبالية بمصالح البلدان الإسلامية، وغير المهتمة بدولهم المسلمة وغير الملتزمة بأحكام القرآن الكريم، من سبات الغفلة، وأدعوه تعالى أن يمحق أعداء الإسلام والمسلمين".

(من نداء الإمام بمناسبة الهجوم الاسرائيلي الوحشي على جنوب لبنان بتاريخ 7/6/1982 ميلادي)

 

"إننا نكرر مرة أخرى، توجيه حديثنا للحكومات الإسلامية، و بالأخص حكومات المنطقة، ونطالبهم أن ينهضوا، من أجل حفظ شرف وكرامة وأرواح وأموال الشعوب المسلمة، وأن يتحدوا معنا ومع سوريا وفلسطينِ للدفاع عن عزة وشرف الإسلام والعرب، لقطع الأيادي الأثيمة، وإبعادها عن بلادهم الغنية وإلى الأبد، وأن لا تفوت الفرصة المتاحة الآن للقيام بذلك، فلن ينفع الندم غدا".

(من خطاب الإمام مع علماء الدين في طهران بتاريخ 28/6/1982 ميلادي)

 

"إننا نطوي، في ذكرى يوم القدس لعام 1402 هــ.ق، أكثر الأيام حزنا وألما، أياما مليئة بالمصائب والآلام والأحزان.

ليس الحزن والألم من أجل الشهداء الأبرياء، الذين لا معين لهم في لبنان المظلوم. وليس الأسف والمصاب، بسبب الهجوم الواسع، الذي شنته إسرائيل المجرمة، مستخدمة القنابل العنقودية الحارقة، ضد السكان العرب والمسلمين في بيروت والذي أدى إلى استشهاد وإصابة الآلاف من الكهول والشباب والرجال والنساء والأطفال الأبرياء العزل.

وإن أسفنا وحزننا، ليس بسبب المخططات الدنيئة، التي تحوكها أمريكا المجرمة، بهدف تحطيم اساس الإسلام في إيران و باقي البلدان، وليس بسبب المساعدات المادية والمعنوية، التي تقدمها كل من مصر والأردن وباقي الدول الحليفة لهما، إلى المجرمين الخبيثين بيغن وصدام، المتميزين بالطبيعة المفترسة والاجرامية اللئيمة، والذين ترتبط حياتهما المادية، بالاعتداء على حقوق الشعوب ومستضعفي العالم، ويفتخران دوما بظلمهم وقمعهم للشعوب المظلومة.

وإن أسفنا وحزننا، ليس بسبب العدوان الحاقد، الذي شنه صدام العفلقي وحزب البعث العراقي، ضد إيران الإسلام، وقتلهم لآلاف الأطفال والعجائز والشيوخ، وتحويلهم للمدن الإيرانية العامرة والنشطة، التي كان يقطنها العرب والفرس، إلى أطلال، حيث إن هذا الحزب الكافر لا يستطيع أن يتحمل وجود الإسلام، لأنه أُنشأ بالأساس من أجل الانقضاض على الإسلام والمسلمين.

إن المصاب والأسف والحزن والألم هو لابتلاء المسلمين بهذه الحكومات العميلة، التي باعت نفسها للأجنبي، وانبهرت بالقوى العظمى، وعشقت أمريكا، وأطاعت أعداء الإسلام والمسلمين.

اليوم وإذ تشن إسرائيل، هجومها الغادر على بلد مسلم وعربي (لبنان) وتقتل أبناء هذا البلد بلا رحمة، بأي شيء يعتذر هؤلاء (الحكام) عن سكوتهم القاتل؟.

أي عذر يقدمونه، بين يدي الله القهار، والشعوب المسلمة، عن مساعدتهم لاسرائيل وأسيادها المجرمين؟ وبأي عذر يبررون، مدى اهتمامهم بمشروع كامب ديفيد الخياني، ومشروع فهد؟ وما هو تبريرهم لأعمالهم التساومية، مع هؤلاء المجرمين والسفاكين المحترفين؟.

رباه، إن مسلمي المنطقة قد ابتلوا بمثل هؤلاء الحكام، مثلما كان مولاهم أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع) قد ابتلى من قبل، مع ثلة من المنافقين الذين يتظاهرون بالصلاح، والذي لبى نداءك وأسرع إلى لقائك في مثل هذه الأيام، وعلى يد هؤلاء الشراذم، وتخلص بالتالي من المشاكل التي أحيطت به في هذه الدنيا.

رباه، إن هؤلاء الحكام الجهلة، يتحملون ذل وجود إسرائيل، من أجل أن تطول سنوات حكهم وتسلطهم على الشعوب المسلمة أياما أكثر.

رباه، إن هذه الحكومات الجاهلة، و بالرغم من امتلاكها لكافة الامكانيات التي تعينها على الانتصار على القوى العظمى، فإنها تصادق على جرائم أمريكا واسرائيل في المنطقة ويسعون ليلا ونهارا من أجل تثبيت قواعد الكفر في بلدانهم.

لقد تناسوا عظمة الإسلام العزيز، ونبيهم الأعظم، وشهيد المحراب الذي أريق دمه في محراب الصلاة، في ليلة القدر المباركة، من أجل المحرومين (الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام)، ورضخوا لأقوال المتسلطين على البلاد الإسلامية، الذين يدعوهم إلى تحمل المصائب والآلام وعدم الشكوى من ذلك، و يطلبون منهم كذلك، أن يتهشموا تحت سياط تعذيب أمريكا واسرائيل الخبيثة وباقي القوى الاستكبارية، مع عدم التأوّه بذلك وعدم الافصاح عن ذلك اطلاقا.

إن الآلام والمصائب كثيرة، ولكن ما هو الدواء؟، إن الشعب الإيراني العظيم، كان قد عثر على الدواء، بعد أن سار على هدى القرآن الكريم والإسلام العظيم، حيث نجح في القضاء على النظام البهلوي الأمريكي في إيران، بعد أن استخدم أساليب الهتاف ضد النظام، والاضرابات العامة، ورفع القبضات الفولاذية بوجه النظام، وفي مقابل الدبابات والأسلحة المتطورة التي كان يملكها النظام المقبور، وأفلح شعبنا المسلم أيضاً، في جر صدام الطموح المتهور، الذي أشاع اضحوكة بطل القادسية، إلى الذل والاستجداء.

إن جميع أولئك الذين ألصقوا العظمة بالصهاينة، عن طريق دعاياتهم المضللة وأراجيفهم الهوجاء، وعملوا ــ بهدف تثبيت قواعد حكوماتهم، وحكومات عملائهم من أمثال صدام الذي يوشك على الموت الذليل ــ على عقد الاجتماعات المختلفة، واصدار القرارات الختامية كان جميعهم يتصورون زورا أن الحكومة المعتمدة على الله وعلى الشعب العظيم في إيران، شبيهة بالشجرة التي تهزها الرياح.

أما واجب الشعوب في ذكرى يوم القدس، وفي اطلالة ذكرى استشهاد أعظم إنسان في تاريخ البشرية بعد الرسول الأعظم (ص)، هو أن يطالبوا حكوماتهم بشكل جديِ في اجتماعاتهم وتظاهراتهم، بأن تتصدى لأمريكا واسرائيل، بامكاناتها العسكرية وبسلاح النفط. وإذا لم تصغ الحكومات لذلك، ولم تلب مطاليبهم، واستمرت في تأييد إسرائيل المجرمة، التي تهدد المنطقة بأكملها بما فيها الحرمين الشريفين، والتي كشفت عن أطماعها التوسعية، فإن على الشعوب أن يهددوا حكوماتهم ويضغطوا عليها، وأن يقوموا بالاضرابات ليجبروها على التصدي لاسرائيل. ولا يمكن لأي مسلم أن يتخذ موقف اللامبالاة في حالة تعرض الإسلام والأماكن المقدسة للتهديد.

إن ما تقوم به حكومات المنطقة، في هذه الظروف العصيبة التي تمر بها الأمة الإسلامية، حيث شنت إسرائيل عدوانها الواسع ضد بلاد المسلمين، وأراقت دماء المسلمين الأبرياء والمحرومين، لا يمكن النظر إليه إلا أنه كلام فارغ، و يفوح برائحة المهادنة والمساومة مع الأعداء.

والمصيبة الكبرى تكمن، في أنهم يستغيثون بالمجرم الأصلي (أمريكا) خشية من إسرائيل، وهم بذلك في الحقيقة يستغيثون بالثعابين الكبيرة خوفا من الأفاعي.

إنني أنصح القادة الفلسطينيين، أن يتخلوا عن تنقلاتهم المكوكية بين البلدان وأن يلجأوا بدلا عن ذلك إلى إعلان الحرب ضد إسرائيل، و بالاتكاء على الله القادر وعلى ارادة الشعب الفلسطيني المضحيِ وبالأسلحة التي لديهمِ وادامة ذلك الصراع حتى الموت، وذلك لأن هذه التنقلات غير ابدية، لا تؤدي إلا إلى دخول اليأس إلى قلوب الشعوب المناضلة.. وثقوا بأنه لا الشرق يريد مصلحتكم ولا الغرب، حاربوا إسرائيل بالايمان بالله والاتكاء على الأسلحة".

(من نداء الإمام بمناسبة يوم القدس العالمي ــ بتاريخ 16/7/1982 ميلادي)

 

"إننا نعتقد بوجوب اتحاد المسلمين معا، وأن يلطموا بقبضاتهم فم أمريكا، وأن يعلموا بأنهم يمتلكون قدرة انجاز ذلك، فضلا عن امتلاكهم للامكانيات الكبيرة الضرورية. إن شريان الحياة في أمريكا والغرب مرتبط بنفط هذه المنطقة".

(من خطاب الإمام مع فئات مختلفة من الشعب ــ بتاريخ 6/9/1982 ميلادي)



 شبكة البتول عليها السلام  @ 11-2006  -  www.albatoul.net

إنتاج : الأنوار الخمسة للإستضافة والتصميم @ Anwar5.Net