الإمام المربي الأخلاقي للحوزة
القسم الأول
دروسه في الأخلاق وآثار مواعظه على سامعيها
العلم الذي به بقاء كل العلوم
كان الإمام يكرر القول بأن (علم الأخلاق هو مبدأ جميع العلوم، حتى علم معرفة الله المعبّر عنه بتعبير )آية محكمة( [1]يصبح ظلمة وحجاباً إذا لم يقترن بعلم الأخلاق)، وكان يقول:( ما الذي جرى لكي تخصص ساعة معينة لتدريس كل علم من العلوم، ولكن العلم الذي به بقاء كل علم غيره لا تخصص فرص لدراسته ؟!).
وقد بادر الإمام بنفسه لتصحيح هذا الوضع، فجسد عملياً ما آمن به وهو يبدأ التدريس في الحوزة، فأخذ بتدريس الأخلاق في المدرسة الفيضية متعرضاً بكل وجوده العزيز لخدمة عباد الله، فالتفت حوله الفئات المختلفة للاستفادة من شمع وجوده الجمعي[2].
العمل أولاً بما يعلمه للآخرين
عندما كان الإمام يقوم بتدريس الأخلاق للطلبة في أيام شبابه، كان ملتزماً بالعمل أولاً بالدروس الأخلاقية ويزكي نفسه ثم يلقيها على تلاميذه[3].
درسه الأخلاقي يحصن من المعاصي
كان الإمام يلقي درساً أسبوعاً عاماً في الأخلاق، عصر يوم الجمعة أو الخميس، وكان يحضره الكسبة أيضاً، وكان درسه الأخلاقي الأسبوعي هذا يكفي في حفظ الذي يتلقاه من الوقوع في المعاصي لمدة أسبوع كامل[4].
مواعظه تنفر إلى القلوب
كان الإمام يلقي عصر يوم الجمعة من كل أسبوع درسه الأخلاقي في المدرسة الفيضية، وكان درسه هذا يحصن الانسان حقاً من ارتكاب المعاصي ويترك آثاره في نفوس الطلبة وإلى درجة أننا كنا نغير مسيرنا إذا رأينا إمرأة تسير بالقرب منا لكي لا تقع أبصارنا عليها. وكان الإمام يتناول بالتفسير في هذا الدرس الآيات المحذرة من النار ونظائرها[5].
درسه الأخلاقي يتسامى بالإنسان
كان الإمام في تلك الأيام يقوم بمهمة المعلم والمرشد الروحي في حوزة قم العلمية، أنا لم أدرك درسه الأخلاقي لكنني سمعت من تلامذته أنه كان يلقي درساً أسبوعياً في الأخلاق عاد على الحوزة بالكثير من الثمار المباركة، فقد أدى إلى ترسيخ الحالة المعنوية الروحانية فيها. وقد سمعت المرحوم الشهيد المطهري يقول في لقاءات خاصة كانت لنا معه: لا أبالغ أبداً عندما أقول أننا عندما كنا نتلقى ـ اليوم مثلاً ـ درسه الأخلاقي فإن تأثيره فينا يبقى مستمراً طوال الأسبوع، ولم يكن تدريسه للأخلاق على وفق الأسلوب التقليدي الجاف المألوف في الحوزات، كان يبين أولاً الموضوع مورد البحث ثم يتعمق في علله وجذوره ويوضح مظاهره الخلاقية العملية، ويمزج بين العرفان والأخلاق فيحلق بأرواح الحاضرين في درسه إلى الآفاق العالية فيرون أنفسهم وكأنهم في عالم آخر.
هذه هي خصوصيات دروسه الأخلاقية كما جاءت في أحاديث تلاميذه، وكان الشهيد المطهري يقول: هكذا كان حال دروسه بالضبط، كنا نحلق عالياً في درسه ونحفظ في نفوسنا هذه الحالة من التسامي إلى الأسبوع القادم فإذا تأخر مثلاُ موعد درسه الأخلاقي يوماً أصابتنا حالة من الاضطراب شبيهه بحالة المدمن إذا لم يحصل على ما أدمن على تناوله!! لقد كنّا نحسّ عندها بنقص حقيقي إذا حدث حادث لم نستطع معه حضور درسه الأخلاقي، كنا نشعر معنوياً وروحياً وكأننا قد فقدنا شيئاً عزيزاً [6].
إنه حقاً ((روح القدس الإلهي))
......رغم أنني لم أكن قد أنهيت دروس المقدمات عندما هاجرت إلى قم، أي أنني لم أكن مؤهلاً يومذاك لحضور الدروس العقلية إلاّ أنني كنت أتأثر بعمق بالدرس الأخلاقي الذي كانت تلقيه تلك الشخصية التي كنت أحبها بعمق في كل يوم خميس وكل يوم جمعة، كانت في الواقع دروساً في معرفة الله والسير والسلوك إلى الله تعإلى وليست دروساً في الاخلاق بالأسلوب العلمي الجاف.
أقول دون أدنى مبالغة أن كل درس من هذه الدروس كان يبعث في حالة من الابتهاج الروحي تبقى نافذة إلى أعماق قلبي بكل عنفوانها إلى يومي الأثنين والثلاثاء من الأسبوع اللاحق؛ لقد تشكلت وتبلورت مقومات شخصيتي الفكرية والروحية في هذه الدروس التربوية ثم في الدروس الاخرى التي تلقيتها على مدى إثنى عشر عاماً من هذا الأستاذ الإلهي، ولذلك كنت ولا زلت أرى نفسي مديناً له فهو حقا( روح القدس الإلهي )[7].
دروسه تشعر الانسان بالحضور الإلهي
يقول مهدي الحائري ـ وهو من قدماء تلامذة الإمام الخميني ـ: كان من عادة الإمام أن يعقد في اليومين الاخيرين من الأسبوع اللذين لا تعقد فيهما الدروس الحوزوية المعتادة، درساً مفتوحاً يحضره كل من رغب في حضوره، وكان يتحدث فيه عن القضايا الأخلاقية والمعنوية ويبين المفاهيم المعقدة ببيان واضح سهل، وكان يجعل الحاضر في هذا الدرس يستشعر حضور الله والسر في ذلك هو أن الذي كان يستمع لكلامه كان يحس في الوقت نفسه بانه ما يقوله يصدر من أعماق قلبه[8].
هكذا تفعل المواعظ الإلهية
من خصوصيات الإمام في منهجه التدريسي والتي تزيد دروسه جاذبية وتأثيراً هي النصائح والمواعظ الأخلاقي التي كان يفتتح بها الدرس أو يخصص لها الدرس بالكامل في الأيام التي تسبق العطل الحوزوية، وكانت هذه المواعظ تنفذ إلى القلوب بعمق وتؤثر في الحاضرين إلى درجة تجعل أحياناً بعض الحاضرين يجهشون في البكاء بل وكان بعضهم يغمى عليه من شدة التأثير[9].
روحه تؤثر بعمق
تميز الإمام بروح مؤثرة بعمق في الآخرين: كان إذا تطرق إلى القضايا الأخلاقية ظهر التأثر العمق على أغلب التلاميذ وجرت الدموع من أعينهم بل وكان بعضهم يجهش بالبكاء بصوت عالٍ[10].
مواعظه متميزة عن مواعظ الآخرين
كان الإمام يخصص الدرسين الأول والأخير من دروسه في كل موسم للمواعظ، وكانت مواعظه متميزة عن المواعظ الاخرى، فحتى إذا كان يتحدث فيها بصورة عادية بللت الدموع الجارية صدور الفضلاء، حتى مواعظه العادية كانت مؤثرة تؤدي أحياناً إلى إصابة البعض بالإغماء[11].
دروسه الأخلاقية تشحننا بطاقات معنوية
...من الذكريات العزيزة لتلك الأيام، هي ذكريات الدروس الأخلاقية التي كان يلقيها الإمام أيام الجمعة في المدرسة الفيضية ويحضرها طلبة الحوزة والكسبة، كانت دروساً قيمة ونقية للغاية، كان يشحننا في ساعة واحدة روحية تبقى آثارها فاعلة فينا طوال الأسبوع، وأتذكر أنه تناول يوماً قوله تعإلى (( لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعاً متصدعاً من خشية الله))[12] فتحدث عنها بعمق وانطلق منها لتوجيه مواعظ صادرة من أعماق قلبه أبكت كل الحاضرين، ولا زالت ـ بعد كل هذه السنين ـ أتذكرها وأتذكر حلاوتها إلى اليوم[13].
إستمرارية تأثير مواعظه
كان الإمام يلقي دروساً في الأخلاق عصر أيام الجمعة في المدرسة الفيضية يحضرها حدود (200ـ 300) من الفضلاء، وكنت أنا أيضاً ملتزماً بحضورها لأن حضور كل درس منها كان يجهزني بشحنة معنوية تبقى فاعلة إلى الأسبوع القادم، لقد كانت كلماته الإلهية تؤثر بعمق فينا نحن طلبة الحوزة يومذاك[14].
لا زالت آثارها باقية إلى اليوم
لا أنسى أن الإمام كان يلقي دروساً في الأخلاق عصر أيام الجمعة، وقد تزامن ذلك مع بدايات دراستي الحوزوية، لم تكن دروسه هذه خاصة بطلبة الحوزة وفضلائها، فقد كان يحضرها عدد من كسبة سوق قم المؤمنين المتعبدين، وكانوا يأتون اليها باندفاع وحب عميق، وكانت هذه الدروس تؤثر في الذين كانوا يحضرونها بدرجة عميق للغاية بل إننا لا زلنا نرى آثارها فيه إلى اليوم رغم مرور أكثر من أربعين سنة على زمان إلقائها:إذ نجدهم على مراتب عالية من الإيمان والإخلاص والالتزام بالقضايا الإنسانية[15].
يعظ بتأثر بالغ
كان الإمام يشرح ـ في دروسه الأخلاقية التي كنّا نحضرها ـ هذه العبارة من الدعاء: (فلا تفضحني يوم القيامة على رؤوس الأشهاد)[16]، ويتحدث عنها بتأثر بالغ فتنفذ كلماته إلى أعماق قلوبنا[17].
القسم الثاني
نماذج من مواعظه ووصاياه لطلبة العلم
اللهم إجعلنا ننقطع إليه ونقطع عما سواك
أحمل ذكرى عزيزة عن أول درس ألقاه الإمام في النجف الأِشرف. بعد مدة من العيش منفياً في تركيا جاء الإمام إلى النجف الأشرف وبعد انتهاء الزيارات المتبادلة (بينه وبين علماء النجف وطلبتها التي جرت بمناسبة وصوله إلى هذه المدينة المقدسة) ألقى درسه الأول في مسجد الشيخ الأنصاري الذي كان مكتظاً بالحاضرين، كان الجميع يترقبون بشوق ما سيقوله بعد الحوادث التي شهدتها إيران وبعد أيام السجن والنفي، لقد قال يومها بعد البسملة: (اللهم اجعلنا ننقطع اليك اللهم اجلعنا ننقطع عن كل ما سواك).
وقد خطر في ذهني يومذاك أن هذا الدعاء قد أستجيب فيما يرتبط بشخص الإمام [18].
فكروا في عاقبتكم الآن وهذبوا أخلاقكم
قال الإمام في أول خطاب وجهه لطلبة الحوزة بعد وصوله للنجف الأشرف:( عليكم أن تتفكروا بعاقبتكم منذ الآن وأنتم شباب، تفكروا في حقيقة أنكم تقتربون من القبر بكل خطوة تخطونها وبكل دقيقة تنقضي من أعماركم الشريفة، تقتربون بذلك من يوم الحساب والأسئلة التي ستوجه لكم، فكروا في قضية اقترابكم المستمر من القبر، وفي حقيقة أنه لم يعطكم أحد موثقاً بأنكم ستعيشون (120) عاماً، من المحتمل أن يموت الإنسان وهو إبن (25) عاماً، من المحتمل أن يأتيكم الموت الآن ـ لا سمح الله ـ، لم يعطكم أحد موثقاً، فانتبهوا لأنفسكم وأصلحوا أخلاقكم وهذبوها)[19].
بلوغ مرتبة الإنسانية غير التبحر في علم الأصول
قال الإمام ـ في أحد مواعظه التي كان يلقيها في النجف ـ:( إعلموا أنه مهما بلغتم من التبحر في علم الأصول فإنكم تبقون عمالاً فنيين جيدين لا أكثر، وليس معلوماً أن تبلغوا مرتبة الإنسان الحقيقي، فبلوغ هذه المرتبة يحتاج إلى مقدمات اخرى غير تعلم علم الأصول)[20].
علومنا لم تنفد إلى قلوبنا
قال الإمام في احد أيام إقامته في النجف:(لا يقدر أي منا على المبيت لوحده ليلة مع جسد ميت في غرفة مضيئة بالمصابيح، فالخوف والاضطراب سيسلباننا القدرة على النوم، ام الدفان أو مكفن الموتى، فهو يبيت مع مائة ميت في الليلة المظلمة وفي المقبرة الموحشة وينام بهناء ويرى أحلاماً جميلة أيضاً! العلة في هذه المفارقة أننا جميعاً نعلم بانفصال الروح عن الجسد بالموت، لكن اعتقادنا بذلك لم ينفذ إلى قلوبنا بعد في حين أنه نفذ إلى قلب ذلك الدفان أو المكفن وصدق به إثر كثرة ممارسته لعمله مع أجساد الموتى)[21].
إعرفوا ما تقومون به من أعمال
كان الإمام يجلس على الأرض وهو يلقي دروسه في مسجد السلماسي في قم، وبعد مدة طلب منه عدد من تلاميذه وبإلحاح أن يرتقي المنبر ويجلس عليه أثناء التدريس لأن عدد الحاضرين قد إزداد ومن الضروري أن يجلس على المنبر لكي يستطيعوا سماع صوته ورؤيته وهو يلقي دروسه، وأظن أنه وافق على هذا الطلب بعد وفاة آية الله العظمى السيد البروجردي، فأتذكر أنه لم يجلس على المنبر للتدريس أيام حياة السيد البروجردي.
وكنت حاضراً درسه في اليوم الذي جلس على المنبر، وقد انتهى درسه في ذلك اليوم بالمواعظة التي خاطب بها تلاميذه ولم يتطرق إلى بحثه العلمي الموعود، وكان أول ما قاله بعد البسملة هو: لقد بكى الشيخ النائيني في اليوم الأول الذي جلس على المنبر والتدريس وقال هذا هو المنبر نفسه الذي كان الشيخ الأنصاري يجلس عليه، فكيف يمكن أن أجلس عليه أنا اليوم؟!.
ومن هنا بدأ الإمام بموعظه تلاميذه وتنبيههم إلى ضرورة معرفة ما يقومون به[22].
حذار من الاغترار بالشفاعة
قال الإمام يوماً في أحد مواعظه:( جاء شخص إلى الإمام الصادق عليه السلام ) وطلب منه أن يشفع له يوم القيامة لكي يدخل الجنة؛ فأجابه الإمام الصادق عليه السلام؛ أنا ضامن لذلك شريطة أن تحشر على صورة إنسان([23].وقد علق الإمام على هذه الرواية بقوله:( أن قول الإمام الصادق عليه السلام يقصم الظهر حقا، فهل نحن واثقون من أننا سنحشر على صورة إنسان أم لا ؟)[24].
لا تنفع الزعامة الإنسان إذا رقد تحت التراب
إنتقل الإمام ـ بعد وفاة المرحوم آية الله البروجردي ـ إلى المسجد الأعظم في قم للتدريس فيه لأن مسجد السلماسي القريب من منزله والذي كان يدرس فيه لم يعد يتسع لطلبة الذين كان يحضرون درسه، وقد ألقى في اليوم الأول للتدريس في المسجد مواعظ تربوية بدلاً من الدرس العلمي، وأتذكر أنه كان يوجد عند قبر آية الله البروجردي صورتان معلقتان على الجدار الأولى لمراسم تشييع جثمانه وفيها يظهر تابوته يحمله الناس عارياً من قطعة القماش التي تغطيه لأن المشبعين كانوا قد تقاسموها للتبرك بها، وفوق هذه الصورة علقت صورة للسيد البروجردي وهو يقرأ كتاباً وفي حالة خاصة من التوجه، وإثناء مواعظه في ذلك اليوم قال الإمام:(إنظروا إلى صورة السيد البروجردي وهو يقرأ وانظروا أسفلها إلى صورة جثمانه محمول على أيدي المشيعين وأسفل هاتين الصورتين يرقد السيد البروجردي تحت التراب لا ينفعه شيء سوى حالة سلامة النفس التي كان يتحلى بها، أما هذه الزعامات والضجيج الملازم لها فلا نفع فيها للإنسان إذا رقد تحت التراب)[25].
وصيته بمعرفة مقامات أولياء الله وعدم إنكارها
أوصى الإمام يوماً في موعظة ألقاها في كلمة له في النجف الأشرف الحاضرين بقراءة الزيارة الرجبية لأنها تذكر مقامات الله تعإلى ثم تقول على أئمة أهل البيت عليهم السلام بشأن هذه المقامات:(لا فرق بينك وبينهم إلاّ أنهم عبادك)[26]. وكان يؤكد كثيراً على الانتباه لدلالات هذه العبارة ويقول:(أن كون الأئمة عباداً لله هو ما يميزهم عنه تعإلى، أما باقي القوى الإلهية فهي موضوعة تحت تصرفه )، ثم أضاف:( إقرأوا هذه الزيارة، لكي لا تنكروا شيئاً ينقل لكم عن مقامات أولياء الله وتضعونه في دائرة الإمكان على الأقل)[27].
موعظة الله خير موعظة
عندما كنت في النجف كتبت رسالة للإمام رجوته فيها أن يعظني ولو بموعظة عامة وإجمالية، فكتب في جواب رسالتي:( إن خير موعظة هي موعظة الله في القرآن، قال الله تعإلى ((قل إنما أعظم بواحدة أن تقوموا لله)) [28] )[29].
الإخلاص لله في العمل
طلبت من الإمام يوماً أن يهديني إلى سبيل التكامل المعنوي وتهذيب الروح، فهداني إلى ما ينبغي العمل به في جملة قصيرة بين بها القضية المحورية:( اجتهدوا في أن تكون أعمالكم خالصة لله)[30].
الرياء والسمعة والعجب تبطل الأعمال
طلبوا من الإمام النصيحة يوماً فقال: (الآفة التي يبتلي بكل مسلم والتي تؤذي كل مؤمن صالح يقظ هي مشكلة اجتناب الرياء والسمعة والعجب لأن الابتلاء بها يبطل الأعمال)[31].
أديموا ذكر الله
أتذكر أن الإمام قال في درس أخلاقي ألقاه في قم: ( تظهر أحياناً للسالكين في طريق تهذيب النفس، قبسات نورانية فإذا حافظوا عليها ازدادت).وقد سألته بعد انتهاء الدرس عن سبل حفظ هذه الحالة النورانية فقال:( يجب حفظها بالارتباط بالله تعإلى وذكره، يجب أن يديم الإنسان ذكر الله قدر المستطاع)[32].
واجتنبوا عبدة الأهواء
سألت الإمام يوماً: تظهر للإنسان أحياناً حالة التذكر لكنها سرعان ما تزول فما الذي يجب فعله لحفظها ؟ فقال: ( يجب حفظها أيضاً بذكر الله واجتناب ) مجالسة ( عبدة الهوى)[33].
أي شقاء أشد من أن تأنس قلوبنا بمثل هذه الأشياء
كان الإمام يقضي أيام الصيف في بعض الأعوام في مدينتنا محلات، وقد جاء اليها في صيف سنة 1325هـ.ش، (1956م) فطلب منه علماؤها ـ وهم من محبيه ـ أن يضعوا تحت تصرفه أحد مساجد المدينة لكي يستفيد الناس من بركة وجوده، فقال:( دعوني وشأني وتابعوا أنتم مهامكم).وبعد مضي أيام من دخول شهر رمضان المبارك راجعه عدد منهم ثانية وقالوا: أن كنتم ترفضون إمامه صلاة الجماعة فوافقوا ـ على الأقل ـ على إلقاء دروس يستفيد منها أهل المدينة.وتكررت هذه الطلبات حتى وافق الإمام وتقرر إلقاء هذه الدروس في الساعة الخامسة عصراً من كل يوم من أيام شهر رمضان في المسجد الواقع في وسط المدينة، فكان يجلس عند أحد أعمدة المسجد على الأرض ويلتف المستمعون حوله.
وكان من المتعارف أن يرفع الحاضرين أصواتهم بالصلوات على محمد وآله عليهم السلام إستجابة لدعوة أحدهم إكراماً لعالم الدين عند دخوله المسجد، وقد فعلوا ذلك عند دخول الإمام في اليوم الأول إستجابة لدعوة، وقد أستدعاه الإمام بعد انتهاء الدرس وقال له:( أن كنت قد دعوت لرفع هذه الصلوات من أجل الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم، فأدعو لذلك في وقت آخر غير وقت دخولي المسجد اما إذا كنت دعوت لذلك من أجلي فإني غير راضٍ بذلك).
وأتذكر الآن موعظة بينها في تلك الدروس بلغة بسيطة حيث قال: (إخوتي المسلمين الأعزاء، يا من تجدون في أنفسكم تغيراً وإعجاباً إذا ارتديتم بدلة من سروال ومعطف حصلتم عليها، هل فكرتم في مصدر الصوف الذي نسج منه قماشها؟ أليس هو من الصوف نفسه الذي كان قبلاً لباساً للخروف؟! لقد كان للخروف هذا الصوف ولم يصبه غرور بسببه فلماذ يصبكم الغرور ويغير حالكم إذا غزل ونسج وتحول إلى قماش وبدلة؟! أي شقاء أشد من أن تأنس قلوبنا بمثل هذه الأشياء؟!)[34].
لماذا يقتصر احتياطك على استخدام الماء المجاني
قال الإمام يوماً وهو يذم الوساوس في أحد دروسه الأخلاقية التي كان يلقيها في مدينة محلات:( أيها السيد أنت تسرف ـ بدافع الوساوس ـ في استخدام الماء دونما مسوغ وتتوهم أنك من أهل الاحتياط، هل عملت بهذا الاحتياط ولو مرة واحدة فيما يرتبط بأمر أموالك وأعطيت الخمس مرتين في العام احتياطاً، أو أعطيت الزكاة من مالك مرتين احتياطاً ؟! لماذ يقتصر احتياطك هذا على استخدام الماء المجاني )[35].
إسحقوا أهواء حب المال والنفس والدنيا
كان الإمام يقوم بوعظ تلامذته ونصيحتهم قبل بدء العطل الدراسية في الحوزة، وكانت هذه النصائح مفعمة بالتوحيد، كان يقول:( عليكم أن تقوموا بواجباتكم الدينية، عندما ترجعوا إلى بلدانكم إدعوا إلى دين الله.إحذروا تبادل الاتهامات فيما بينكم، إسحقوا أهواء حب المال والنفس والدنيا، وفي هذه الحالة ستكونون أعزة عند الله تبارك وتعإلى، ستكونون كذلك إذا نفذتم إلى قلوب الناس.إحذروا المواقف التي تدفع اليها الأهواء، بينوا دين الله على وفق ما تعرفونه، واجتهدوا في بيان الأمور كما هي).
وكان واضحا لنا جميعاً أن هذه الوصايا تنطلق من قلب الإمام وهو بنفسه عامل بها[36].
تهذيب النفس أولاً
كان الإمام يعظ تلاميذه عند بدء الدراسة ويقول لهم: ( اجتهدوا في تهذيب النفس، فتهذيب الأخلاق ضروري قبل تهذيب العلم وتنقيحه، وإذا أراد الانسان أن يستفيد من علمه فعليه أن يهذب نفسه أولاً )[37].
جميع زعماء المذاهب الباطلبة كانوا علماء غير أزكياء
لم يكتف الإمام بأنه هو نفسه كان زكياً مهذباً، بل كان يسعى من أجل تربية تلاميذه على الاجتهاد في العمل على طريق تهذيب نفوسهم، ولذلك كان يعظهم بين الحين والاخر ببيانه الخاص وإسلوبه المتميز المفعم بالإخلاص (لله) والرأفة ( بعباده), ولا زلنا نذكر مواعظه بعد كل هذه السنين وبعباراته نفسها، كان يقول:( على السادة أن يخطوا خطوة أن لم نقل خطوتين في سبيل تهذيب النفس مع كل خطوة يخطونها في اكتساب العلوم، أن جميع زعماء المذاهب كانوا علماء لكنهم لم يكونوا قد هذبوا نفوسهم )[38].
خطوتا تهذيب وخطوة تعلم
كان الإمام يقول مراراً لطلبته:(إذا خطوتم خطوة في اكتساب العلم فعليكم أن تخطوا معها خطوتين في تهذيب النفس)[39].
تحلوا بهمة عالية
تعطلت الدراسة في حوزة قم العلمية أربعين يوماً إثر وفاة المرحوم آية الله البروجردي، وفي اليوم الأول لإستئناف السادة العلماء لإلقاء دروسهم وجه الإمام موعظة في المسجد الأعظم لطلبة الحوزة قال فيها: ( لا تحملوا أبداً همّ أرزاقكم).وكانت حالة من القلق قد سيطرت عليهم فيما يرتبط بهذا الجانب بعد وفاة السيد البروجردي فلم يكونوا يعرفون ما يعملون، فكان خطاب الإمام لهم هو ( ينبغي أن تكون هممكم عالية إلى درجة تجعل قيمة الدنيا في أعينكم لا تساوي قيمة قشة)[40].
كثرة تأكيده على التحرر من حب الدنيا
كان الإمام يكثر من ذم حب الدنيا وعبوديتها في الدروس الأخلاقية التي كان يلقيها، الأمر الذي كان يجعل الانسان يشعر بحالة خاصة من الزهد في الدنيا بعد انتهاء الدرس إذ تصبح الدنيا في عينه مثل قطعة الخزف والمهشمة التي لا يلتفت اليها أحد[41].
كيف يرتكب الإنسان المعاصي بواسطة نعم الله وفي حضوره؟
كان الإمام يوجه لتلاميذه أثناء دروسه نصائح ومواعظ ـ في مناسبات شتىـ كان لها أبلغ التأثير في نفوسهم بحيث كانت موعظة واحدة منها تكفي لحفظ حالة المراقبة حية في نفوسهم لمدة طويلة، ومن هذه المواعظ قوله:( أن كل معصية يقع فيها الإنسان إنما يرتكبها بأداة أنعم الله بها عليه، وحيثما يرتكبها إنما يكون قد ارتكبها في حضور الله تعإلى، فكم يكون الانسان وقحاً وهو يرتكب المعصية في حضور الله؟).
وقال في درس آخر:(أن الإنسان لا يقوم ـ عادة ـ بعمل يخجل منه أو فيه هتك لعرضه إذا رأى صبياً مميزاً يراه فكيف يقوم بمثل ذلك في حضور الله تعإلى دون أن يستحي منه؟!).
وقد نقل عن بعض أساتذته: ( أن الدنيا ذميمة إلى درجة لم تذكر باسمها بل يشار اليها بصفة ) الدنيا( أي الوضيعة، فحالها حال الأماكن السيئة التي لا يصرح باسمها بل يشار اليها بالكناية )[42].
لتكن دعواتكم خالصة لله
ضمن موعظة ألقاها في مسجد الشيخ الأنصاري في النجف أكد الإمام على لزوم أن يكون طلب العلم والتبليغ والإرشاد يجب أن يكون خالصاً لله تعإلى وأشار إلى عظمة آثاره في هذه الحالة وقال:(لتكن دعواتكم خالصة لله وعندها ستجدون من يستجيب لكم ويضحي من أجلها)[43].
إنتبهوا لمسؤولية الهداية
نقل الإمام يوماً وهو يعظ طلبة العلم حديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : شيبتني سورة هود لمكان(فاستقم كما أمرت ومن تاب معك)[44]؛ وقد شرح ـ مستفيداً من كلام لأستاذه المرحوم الشاه آبادي ـ هذا الحديث الشريف قائلاً: (مطلع هذه الآية موجود في سور أخرى غير سورة هود، فلماذا خصصها صلى الله عليه وآله وسلم بالذكر وقال: شيبتني سورة هود؟! أن السبب هو وجود عبارة في آية سورة هود لا توجد في غيرها وهي عبارة (ومن تاب معك)، أي أن الأمر بالاستقامة يشمله هو صلى الله عليه وآله وسلم والذين معه أيضاً، أي أنه صلى الله عليه وآله وسلم سيسأل يوم القيامة عن أعمال وأعمال أمته، أي لن يكون مسؤولاً عن أعماله وحده. وهذا يعني المسؤولية عن عمل من يرتكب المعصية وهو قادر على هدايته إذا لم يقم بهدايته)[45].
إجتناب أسباب الحرمان من الموفقية
لم يكن الإمام أستاذاً ومعلماً لا يفكر سوى بالتقدم الفكري لتلامذته، بل كان يولي أهمية خاصة بتربيتهم وتزكيتهم إلى جانب تعليمهم، وكان يذكرهم أن يوفروا أسباب الموفقية باحترام الأكابر ويقول:( ينبغي للسادة أن يحذروا ويتورعوا عن الصغائر ويراقبوا ألسنتهم لكي لا يحرموا التوفيق ـ لا سمح الله ـ بسبب كلمة تصدر منهم، أو يخرجوا بسببها من صف طلبة العلم الحقيقيين أو ينحرفوا عن الصراط الإلهي المستقيم )[46].
الترويح على النفس مع اجتناب المعاصي
كان الإمام يقول لتلاميذه:(إذا أكثر الشباب في البداية من أداء المستحبات تخلفوا عن القيام بواجباتهم)، بل وكان يقول:( أن الذين كانوا يفرطون في التقديس والأعمال المعبرة عنه قد تركوا الحوزة العلمية بسبب هذا الإفراط، أن الإفراط في هذا التقدس متعب للأحداث من أبناء) 15ـ 16( عاماً، ينبغي أن تكون لهم ترويحات سالمة عن النفس شريطة أن يجتنبوا المعاصي)[47].
لا تبيعوا دينكم من أجل ديناي
في بدايات انتصار النهضة الإسلامية المقدسة أي في الأيام التي شهدت بلوغ مرجعيته وزعامته لأوسع نطاق، قال الإمام لأعضاء مكتبه وهو يعظهم:( إذا كان ثمة رئاسة ودنيا فهي ليست لكم، فإذا كنتم عقلاء فلا تبيعوا شيئاً من دينكم من أجل دنياي أنا، كونوا أقوياء في دينكم مستقيمين في العمل به)[48].
لا تسمحوا لعواطفكم بالتغلب على دينكم
عندما كان الإمام مقيماً في النجف، جمع يوماً حاشيته وأعضاء بيته وقال لهم:( أن أهم ما أطلبه منكم برجاء هو أن تنتهجوا ولا تسمحوا ـ في أي وقت ـ لعواطفكم بأن تتغلب على دينكم، على الذين يحيطون بي ويترددون على بيتي أن ينتبهوا لذلك، أطلب منكم أن تجعلوا دينكم دائماً ـ وفي جميع شؤون الحياة ـ مقدماً على عواطفكم).
وكانت هذه الموعظة من كلماته التاريخية الكبرى[49].
أحسنوا إستثمار الفرص
أكد الإمام مراراً ـ ولعله لعشرات المرات ـ النصيحة لتلاميذه أثناء تدريسه موضوع المكاسب قائلاً: ( اجتهدوا في اكتساب الكمالات المعنوية وغيرها من التأليف والتحقيق والعبادة ونظائر ذلك، إجتهدوا في إنجاز ذلك أيام الشباب وأحسنوا استثمار الفرص)[50].
بادروا للإصلاح وأنتم شباب
قال الإمام لتلاميذه يوماً:( إجتهدوا ـ ما دمتم شباباً ـ في عدم السماح للأخلاق المذمومة بالتجذر والتأصّل في وجودكم، لأن هذه الأخلاق تتأصل في قلب الإنسان بمرور الأيام الى أن يمسي عاجزاً عن التخلص منه، روضوا نفوسكم على العبادة وعلى الأخلاق الفاضلة وأنتم شباب)[51].
وصية دائمية
كان الإمام يقول لنا ـ نحن الطلبة ـ وباستمرار:( إحذروا من أن يصاب الإسلام بضربات تأتيه من قبلكم )[52].
مصادر الذكريات
وجميعها بالفارسية
أولاً: الكتب
1ـ ( إمام خميني درآينه خاطره ها = الإمام الخميني في مرآة الذكريات)، الشيخ علي الدواني، دار ( مطهر )، طهران، 1372هـ.ش.
2ـ ( باب باي آفتاب = خطوات في أثر الشمس )ج 1ـ 4، السيد أمير رضا ستوده، دار (بنجره)، طهران، 1374هـ.ش.
3ـ ( تحرير تاريخ شفاهي انقلاب إسلامي إيران= تدوين التأريخ الشفوي للثورة الإسلامية الإيرانية)، السيد عماد الدين الباقي، دار (تفكر)، طهران 1373.
4ـ ( تحليلي از نهضت إمام خميني = دراسة تحليلية لنهضة الإمام الخميني )، السيد حميد الروحاني، دار الفكرـ دار العلم، قم 1358هـ.ش.
5ـ ( درساية آفتاب = في ظل الشمس )الشيخ محمد حسن رحيميان، منشورات، مكتب الإعلام الإسلامي، قم، 1370هـ. ش.
6ـ (زندكينامه سياسي إمام خميني = الحياة السياسية للإمام الخميني)، السيد محمد حسن الراجي المكتبة الوطنية في الجمهورية الإسلامية الإيرانية، طهران 1371هـ.ش.
7ـ (سركذ شتاهي ويزه از زندكي إمام خميني = حوادث خاصة من حياة الإمام الخميني )، السيد مصطفى الوجداني، دار (بيام آزادي)، رقم 1362هـ.ش.
8 ـ ( سيماي فرزانكان= سيماء الصالحين)، الشيخ رضا المختاري.
9ـ موسوعة صحيفة نور، ج1، ج18.
10ـ ( علل كرايش به ماديكري = الدوافع نحو المادية )، الشيخ مرتضى المطهري، دار (صدرا)، قم.
11ـ (فرازهاي أز أبعاد روحي، أخلاقي وعرفاني إمام خميني = قبسات من الأبعاد المعنوية والأخلاقية والعرفانية للإمام الخميني).
12ـ موسوعة (كوثر ) مؤسسة نشر وتنظيم آثار الإمام الخميني، دار (عروج)، طهران، 1371هـ.ش.
13ـ.(كلهاي باغ خاطره= أزهار من بساتين الذكريات )، مركز التنمية الفكرية للإطفال والأحداث، طهران 1371هـ.ش.
14ـ.(ناكفته ها = أمور لم تقال ) مذكرات الشهيد مهدي العراقي، مؤسسة (رسا) للخدمات الثقافية.
ثانياً: الصحف والمجلات
1ـ المجلات (أينده سازان= صناع المستقبل، اعتصام، أميد انقلاب= أمل الثورة، اطلاعات هفتكي = اطلاعات الأسبوعية، بيام انقلاب = رسالة الثورة، باسدار أسلام =حارس الإسلام، 15خرداد، جهاد، حضور، حوزة، راه نور= طريق النور، شاهد، شاهد بانوان = شاهد للسيدات، كيهان فرهنكي = كيهان الثقافية، ندا، نور علم، ياد = الذكر).
2ـ الصحف اليومية:(( إطلاعات، كيهان، رسالت، جمهوري إسلامي، همشري= المواطن).
ثالثاً:مصادر اخرى
تضاف إلى ذلك مقابلات مسجلة على أشرطة مسموعة ومرئية بثت عبر مؤسسة الإذاعة والتلفزيون في الجمهورية الإسلامية ومقابلات خاصة محفوظة في مؤسسة تنظيم ونشر آثار الإمام الخميني أو عند مؤلف الكتاب.
[1] إشارة إلى الحديث الشريف المروي في إصول الكافي مسنداً عن الإمام الكاظم عليه السلام أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال ضمن حديث (إنما العلم ثلاثة:آية محكمة أو فريضة عادلة أو سنة قائمة، وما خلاهن فهو فضل).أصول الكافي، ج:1، ص:32، كتاب فضل العلم، باب صفة العلم وفضله، الحديث الأول.وقد فسر العلماء قوله(آية محكمة)بان المقصود منه هو علم العقائد الحقة والتوحيد، والفريضة العادلة هو علم الأحكام والسنة القائمة علم الاخلاق، راجع كتاب الأربعين حديثاً للإمام الخميني شرح الحديث 24(.المترجم.
[2] حجة الإسلام والمسلمين الشيخ عبد الكريم حق شناس مجلة (نداء ) العدد الأول.
[3] حجة الإسلام والمسلمين الشيخ صادق إحسان بخش، مجلة ( بيام انقلاب )، العدد:96.
[4] آية الله الشيخ مسلم الملكوتي، كتاب ( حوادث خاصة من حياة الإمام الخميني )، ج:3، ص:44.
[5] آية الله الشيخ الشهيد فضل الله المحلاتي، مجلة ( 15خرداد)، العدد: 10.
[6] حجة الإسلام والمسلمين الشيخ علي أكبر الهاشمي الرفسنجاني، صحيفة اطلاعات بتاريخ 14/2/1362هـ. ش.
[7] آية الله الشيخ مرتضى المطهري، كتاب ( الدوافع المادية )، ص:10من الطبعة الفارسية.
[8] مراسل مجلة(التايم) الأميركية، صحيفة إطلاعات، 1/5/1358هـ.ش.
[9] آية الله الشيخ عباس علي عميد الزنجاني، كتاب ( حوادث خاصة من حياة الإمام الخميني )، ج:5، ص:136.
[10] آية الله الشيخ محمد مهدي الرباني الأملشي، مجلة (بيام انقلاب)، العدد:78.
[11] آية الله الشيخ محي الدين الحائري الشيرازي89.
[12] سورة:الحشر، آية: 21.
[13] آية الله الشيخ ابراهيم الأميني، مجلة( بيام انقلاب)، العدد:104.
[14] آية الله السيد عبد الكريم الموسوي الأردبيلي، مجلة ( بيام انقلاب)، العدد:79.
[15] آية الله الشيخ محمد الفاضل اللنكراني، مقابلة تلفزيونية.
[16] مقطع من مناجات الإمام علي عليه السلام والأئمة من ولده عليهم السلام في شهر شعبان المروية في كتاب الإقبال للسيد أن طاووس (راجع مفاتيح الجنان: 157، الأعمال العامة لشهر شعبان)، وكان الإمام الخميني ـ رحمه الله ـ شديد الاهتمام بهذه المناجاة الجليلة والحث على تلاوتها، وهي تشتمل على الكثير من الحقائق المهمة بشأن معرفة الله وتوحيده الخالص والسير والسلوك إليه تبارك وتعإلى.المترجم.
[17] آية الله الشيخ محمد الإمامي الكاشاني.
[18] آية الله الشيخ حسن القديري، صحيفة جمهوري إسلامي، العدد الخاص بالذكرى السنوية الثانية لوفاة الإمام.
[19] حجة الإسلام والمسلمين السيد حميد الروحاني.
[20] حجة الإسلام والمسلمين السيد مجتبى الرودباري، مجلة ( 15خرداد) العدد:7.
[21] حجة الإسلام والمسلمين السيد مجتبى الرودباري، مجلة ( 15خرداد )، العدد: 7.
[22] آية الله السيد علي الخامئني، مجلة ( شاهد)، العدد:195.
[23] الحديث ترجمناه عن اللغة الفارسية بالمضمون، ولم نجد نصه العربي في المصادر التي بين أيدينا.المترجم.
[24] مجلة (جهاد)، العدد: 597.
[25] آية الله السيد حسن الطاهري الخرم أبادي، كتاب ( حوادث خاصة من حياة الإمام الخميني )، ج:5، ص:11.
[26] لاحظ مفاتيح الجنان (المعرب ):134، أعمال شهر رجب العامة، وهذا المقطع ورد في الدعاء المروي عن الإمام صاحب الزمان ـ عجل الله فرجه ـ لتلاوته في كل يوم من أيام رجب والذي يبدأ:( اللهم إني أسئلك بمعاني جميع ما يدعوك به ولاة أمرك المأمونون على سرك..أسئلك بما نطق فيهم من مشيئتك وجعلتهم معادن لكلماتك وأركان لتوحيدك وأياتك ومقاماتك التي لا تعطيل لها في كل مكان يعرفك بها من عرفك لا فرق بينك وبينهم إلاّ أنهم عبادك وخلقك فتقها ورتقها بيدك، بدؤها منك وعودها اليك أعضاء وأشهاد.).
ويبدو أن الراوي خلط بين هذا الدعاء وبين الزيارة الرجبية اللاحقة التي ليس فيها هذه العبارة وأن كانت تشتمل على بعض مضمونها.المترجم.
[27] آية الله الشيخ محمد المؤمن، مجلة ( باسدار إسلام )، العدد: 102.
[29] آية الله الشيخ محمد المؤمن، مجلة ( باسدار إسلام)، العدد:102.
[30] آية الله الشيخ أحمد الجنتي، كتاب ( حوادث خاصة من حياة الإمام الخميني )، ج:3، ص:42.
[31] حجة الإسلام والمسلمين السيد محمد جواد علم الهدى، كتاب( خطوات في أثر الشمس)، ج:4، ص:19.
[32] آية الله السيد حسين بدلا، المصدر السابق، ج:2، ص:295.
[33] آية الله السيد حسين بدلا، المصدر السابق، ، ج:2، ص:295.
[34] حجة الإسلام والمسلمين الشيخ محمد سروش المحلاتي، صحيفة جمهوري إسلامي المحلق الخاص بمناسبة مرور أربعين على وفاة الإمام.
[35] آية الله الشيخ محمد رضا التوسلي، مجلة ( باسدار إسلام)، العدد: 13.
[36] آية الله الشيخ محمد الإمامي، الكاشاني، مجلة ( ندا) العدد الأول.
[37] آية الله الشيخ محمد رضا التوسلي، كتاب ( خطوات في أثر الشمس)، ج:1، ص:272.
[38] آية الله الشيخ حسن القديري، صحيفة جمهوري إسلامي، العدد الخاص بمناسبة الذكرى السنوية الثانية لوفاة الإمام.
[39] حجة الإسلام و المسلمين الشيخ محمد حسن رحيميان.
[40] حجة الإسلام والمسلمين الشيخ زين العابدين الباكوئي.
[41] آية الله الشيخ جعفر السبحاني، كتاب( خطوات في اثر الشمس)، ج:3، ص:213.
[42] آية الله الشيخ حسن القديري، صحيفة جمهوري إسلامي، العدد الخاص بمناسبة الذكرى السنوية الثانية لوفاة الإمام.
[43] حجة الإسلام والمسلمين السيد مجتبى الرودباري، مجلة (5خرداد)، العدد:7.
|