2- إلى هنا تنتهي إحدى النسخ المعتمدة التي بأيدينا.
( 570 )خبر «الحميري».
![](http://www.imamsadeq.org/book/sub8/al-homeyria/blank.gif)
المصراع الأخير: إن كان اعتراضاً لم يقدّر إلاّ جواب الشرط أي «يقطع لمدحكم» إن كان «لم يزل » ناقصاً، أو «لم يزل عن مدحكم» إن كان تامّاً، وذلك لأنّه على الأوّل يكون قرينة الجواب «مادحكم»إن كان خبر «لم يزل» وإلاّفمادحكم المقدّر خبراً له.
![](http://www.imamsadeq.org/book/sub8/al-homeyria/blank.gif)
و على الثاني يكون قرينة «لم يزل» و «لو» هذه بمنزلة «لو» في نحو قوله:«لو لم يخف اللّه لم يعصه» بمعنى استمرار الجزاء على تقديري الشرط وجر نقيضه،بل على تقدير النقيض أولى، وإن كان حالاً قدّر مع ذلك مبتدأ تكون الجملة الشرطية بتمامها خبراً له، أي: وهو لو يقطع لمدحكم; وذو الحال إمّا الحميري أو الضمير في «لم يزل».
![](http://www.imamsadeq.org/book/sub8/al-homeyria/blank.gif)
و إن كان معطوفاً قدّر مع الجواب شرطية أُخرى: لو لم يُقَطَّع لمَدحكم ولو يُقَطَّع لمدحكم.
![](http://www.imamsadeq.org/book/sub8/al-homeyria/blank.gif)
وأمّا الجزم بـ«لو»، فقيل: إنّه لغة و قيل بجوازه في الشعر، كقوله:
لَوْ يَشَأ طارَ بِـهِ ذُو مَيْعَــة * لاحِق ُ الآطالِ نَهْدٌ ذُو خُصَـلْ(1)
![](http://www.imamsadeq.org/book/sub8/al-homeyria/blank.gif)
و قوله:
نامت فؤادك لم يحزنك ماصنعت * إحدى نساء بني ذهل بن شيبانا
![](http://www.imamsadeq.org/book/sub8/al-homeyria/blank.gif)
و قد خرج الأوّل على لغة من يقول شا يشا بألف ثمّ أُبدلت الألف همزة ساكنة كما قيل: العالم والحاتم، و كما وجّه به قراءة ابن ذكوان منسأته بهمزة ساكنة.
![](http://www.imamsadeq.org/book/sub8/al-homeyria/blank.gif)
و الثاني على أنّ ضمة الإعراب سلب تخفيفاً كقراءة أبي عمير، و ينصركم
ــــــــــــــــــــــــــــ
1- البيت عزاء في الحماسة لامرأة من بني الحارث، و قالالعيني: هو لعلقمة. شرح شواهدالمغني:2/664 الشاهد 422.
( 571 )ويأمركم ويشعركم.
![](http://www.imamsadeq.org/book/sub8/al-homeyria/blank.gif)
«اصبع»: فاعل «يقطع»أي مفعوله القائم مقام الفاعل، وفيه مجاز حذف، أي مثل اصبع، أي ما يكون بقدرها في الصغر، أو يجوز بالأصبع نفسه عن مثله فالمجاز في اللفظ.
![](http://www.imamsadeq.org/book/sub8/al-homeyria/blank.gif)
و «اصبع» الثاني معطوف على الأوّل بحذف حرف العطف، وهنا ظرف مقدّر، أي يقطع منه اصبع اصبع، أو يقطع اصبع اصبع منه، فالمحذوف على الأوّل متعلّق بالتقطيع، وعلى الثاني صفة الفاعل وفيه تقدير آخر في اللفظ، أو العناية، وهو قوله على المدح ولو لم يلزم الاصرار لكان الظاهر اصبعاً اصبعاً على التمييز أو الحال كما لا يخفى.
المعنى:
![](http://www.imamsadeq.org/book/sub8/al-homeyria/blank.gif)
إنّي مادحكم أهل البيت أو أيّتها الشيعة ولم أزل كذلك ، أو لم أزل و لاأزال كذلك، أو لم أزل عن مدحكم أو لم أزل ولا أزول، أو الحميري الذي هو مادحكم لم يزل الخ، ولو قطّع منّي مثل اصبع واصبع حتى قطّع كلّي كذلك لم أزل عن مدحكم أو لمدحتكم، أو و الحال أنّي لو قطع مني الخ. أو وأنا لو قطّع منّي. إلخ.
![](http://www.imamsadeq.org/book/sub8/al-homeyria/blank.gif)
والحاصل أنّه لو قطع اصبعاً اصبعاً على المدح لم يزل عنه.
المعاني:
![](http://www.imamsadeq.org/book/sub8/al-homeyria/blank.gif)
فيه مسائل:
![](http://www.imamsadeq.org/book/sub8/al-homeyria/blank.gif)
الأُولى: عدم التصريح باسمه للتحقير والوزن.
![](http://www.imamsadeq.org/book/sub8/al-homeyria/blank.gif)
الثانية: تقديم «مادحكم» على «لم يزل» إن كان خبراً له، للاهتمام والوزن
( 572 )والتوجيه والتأكيد، فإنّ لم يزل يتضمّن ذكره مرّة أُخرى تقديراً.
![](http://www.imamsadeq.org/book/sub8/al-homeyria/blank.gif)
الثالثة: الوصف بمادحكم إن كان صفة للافتخار والاستعطاف والاستشفاع والتنبيه على اشتهاره بأنّه مادحهم، حتى أنّه يوضّحه نفسه بهذاالوصف، لأنّ الغالب في وصف المعرفة التوضيح، وليكون قرينة على المحذوف، وللتأكيد المستفاد من التكرير الذي عرفته.
![](http://www.imamsadeq.org/book/sub8/al-homeyria/blank.gif)
الرابعة: حذف خبر «لم يزل» أو متعلّقه; للإيجاز والتوجيه من جهة نفسه ومن جهة «مادحكم».
![](http://www.imamsadeq.org/book/sub8/al-homeyria/blank.gif)
الخامسة: الإتيان بالمضارع بعد «لو» للتنصيص على إرادة الاستقبال، أو ليكون قرينة على إرادة الاستمرار، فإنّ المضارع أقرب إليه من الماضي والاستمرار، للاستمرار فيما علّق عليه وهو المدح، وإن أراد الزّمان الماضي فالإتيان به لاستحضار تلك الحالة وجعلها نصب عينه.
البيان:
![](http://www.imamsadeq.org/book/sub8/al-homeyria/blank.gif)
في «لم يزل» تجوز إن كان تامّاً فإنّ الزوال عن الشيء بمعنى الذهاب والمدح ليس ممّا يتحقّق عنه ذهاب حقيقي، ويجوز آخر إن أُريد به الاستمرار، وكذا لو يقطع إن أُريد به الاستمرار.
![](http://www.imamsadeq.org/book/sub8/al-homeyria/blank.gif)
وفي «اصبع» إمّا يجوز في اللفظ، أي استعارة مصرّحة، أو يجاز حذف كما عرفت.