2- البقرة:173 والأنعام:145 والنحل:115.
( 481 )ضارب. والمراد هنا هو المعنى الأوّل أو الثاني.
![](http://www.imamsadeq.org/book/sub8/al-homeyria/blank.gif)
«تبعه» كعلمه تبعاً وتباعة: مشى خلفه واقتدى به في أعماله وامتثل أوامره، وانتهى عن مناهيه، وهذان المعنيان مأخوذان من الأوّل.
الإعراب:
![](http://www.imamsadeq.org/book/sub8/al-homeyria/blank.gif)
«إذا» إن كانت ظرفية كانت مضافة إلى الجملة بعدها وتعلّقت بـ«قيل»، وإن كانت شرطية ففيها الخلاف الذي عرفته.
![](http://www.imamsadeq.org/book/sub8/al-homeyria/blank.gif)
ضمير «دنوا» يرجع إلى القوم السابق ذكرهم، وهم الّذين لم يرضوا بالوصي وخالفوا ما أوصاهم به النبيّ
ـ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ـ ، والضمير في «منه» عائد إلى الحوض أو الكوثر.
![](http://www.imamsadeq.org/book/sub8/al-homeyria/blank.gif)
«لكي يشربوا» متعلّق بـ«دنوا» والشّرب متعلّق مقدّر، أي يشربوا منه.
![](http://www.imamsadeq.org/book/sub8/al-homeyria/blank.gif)
«تبّاً لكم» إلى آخر البيت الثالث، مرفوع المحل على أنّه قام مقام فاعل القول، وإعراب «تبّاً لكم» قد مضى فيما سبق.
![](http://www.imamsadeq.org/book/sub8/al-homeyria/blank.gif)
«فارجعوا» إمّا عطف على «ارجعوا» مقدّراً أو مستأنف وله متعلّق مقدّر، أي ارجعوا عنه.
![](http://www.imamsadeq.org/book/sub8/al-homeyria/blank.gif)
«دونكم» إن كان ظرفاً تعلّق بـ«التمسوا» المذكور أو المقدّر إن كان المذكور عطفاً على المقدّر، وإن كان اسم فعل فإن كان بمعنى خذوا كان له مفعول مقدّر، أي دونكم منهلاً، فحذف بقرينة المذكور أو تنازع «هو» و«التمسوا» في المذكور، وإن كان بمعنى تأخّروا، فلا مفعول له وأصل اسم الفعل هذا ظرف، فأصل«دونك زيداً»: دونك زيد فخذه، ثمّ حذف«فخذه» واستغنى بالباقي، ثمّ لما قام الباقي مقام المحذوف تضمّن معنى خذ فنصب «زيد» و قيل: دونك زيداً،
( 482 )بمعنى خذه، ثمّ الكاف التي فيه مجرور المحل كما كانت كذلك، وقيل إنّه لا محلّ لها بل إنّما هي حرف خطاب كالتي في جهلك، والكسائي على أنّها في موضع نصب، والفراء على أنّها في موضع رفع.
![](http://www.imamsadeq.org/book/sub8/al-homeyria/blank.gif)
ثمّ إنّهم اختلفوا في أسماء الأفعال، فالأخفش على أنّه لا محل لها من الإعراب، ونسب ذلك إلى الجمهور وسيبويه والمازني وأبو علي الدينوري على أنّها في موضع نصب فما كان منها منقولاً عن المصادر فعلى المصدرية، وما كان منها منقولاً عن الظروف فعلى الظرفية استصحاباً لحالتها السابقة.
![](http://www.imamsadeq.org/book/sub8/al-homeyria/blank.gif)
وقيل: إنّها مرفوعة المحال على الابتداء واستغنت بالضمير المستكن فيها عن الخبر كما استغنى نحو: «قائم» في :أقائم الزيدان؟ بالفاعل عن الخبر. ثمّ إنّها عند جماعة معارف; لكونها أعلام جناس. وفصل جماعة فقالوا: إنّ ما لزمه التنوين منها كونها نكرة ولم يدخله التنوين ألبتة كبله معرفة، وما يدخله تارة ولا يدخله أُخرى كمه، نكرة إذا نوّن ومعرفة إذا لم ينوّن.
![](http://www.imamsadeq.org/book/sub8/al-homeyria/blank.gif)
«فالتمسوا» إمّا مستأنف وهو إذا كان فاؤه الاستئناف وكان «دونكم» اسم فعل، أو كانت الفاء زائدة و«دونكم» ظرفاً متعلّقاً به أو عطف على «التمسوا» مقدّراً، أو على «دونكم» إذا كان بمعنى تأخّروا أو خذوا، فإنّه في قوّة أن يقال: تأخّروا فالتمسوا منهلاً أو خذوا منه منهلاً فالتمسوا منهلاً.
![](http://www.imamsadeq.org/book/sub8/al-homeyria/blank.gif)
«يرويكم» صفة لـ«منهلاً».
![](http://www.imamsadeq.org/book/sub8/al-homeyria/blank.gif)
«يشبع» صفة لـ«مطعماً» بمعنى يشبعكم،فحذف المفعول أو نزل منزلة اللازم، أي يحصل الشبع.
![](http://www.imamsadeq.org/book/sub8/al-homeyria/blank.gif)
جملة البيت الأخير استئناف، كأنّهم قالوا: لم تطردنا عنه، فقيل: لأنّ هذا . الخ.
( 483 )![](http://www.imamsadeq.org/book/sub8/al-homeyria/blank.gif)
«هذا» مبتدأ خبره ما بعده.
![](http://www.imamsadeq.org/book/sub8/al-homeyria/blank.gif)
«غيرهم» إمّا مفعول لـ«يتبع» من غير تفريع، أو مفعوله الذي فرع له الفعل، وهو إذا كان «غير» بمعنى «إلاّ» فانّ الاستثناء، حينئذ يكون مفرغاً ، أي يتبع النّاس أو أحداً أو نحو ذلك إلاّ إيّاهم.
المعنى:
![](http://www.imamsadeq.org/book/sub8/al-homeyria/blank.gif)
إنّ أُولئك القوم إذا قربوا من الحوض أو الكوثر لأن يشربوا منه قيل لهم: هلاكاً وخسراناً لكم ارجعوا عن هذا المنهل، اطلبوا عندكم مورداً يرويكم أو مطعماً يشبعكم أو يحصل به الشبع، أو تأخّروا فاطلبوا أو خذوا منهلاً آخر فاطلبوا أو اطلبوا فاطلبوا، أي اطلبوا مرّة بعد أُخرى.
![](http://www.imamsadeq.org/book/sub8/al-homeyria/blank.gif)
وفي قوله «مطعماً يشبع»: إشارة إلى أنّ الحوض أو الكوثر كما يروي يشبع أيضاً، والأمر كذلك كما عرفت من الأخبار، ثمّ يعلّل لهم ذلك ويجاب عن سؤالهم عن علة ذلك; بأنّ المنهل ـ أي الحوض أو الكوثر ـ ملك من أحبّ أو اتّبع بني أحمد المصطفى
ـ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ـ من الأئمّة الهداة صلوات اللّه عليهم و لم يكن يتبع من غايرهم، أو لم يكن يتبع أحداً إلاّإيّاهم. وهذا الحصر إضافي بالنسبة إلى من ضادّهم.
![](http://www.imamsadeq.org/book/sub8/al-homeyria/blank.gif)
أو يقال: إنّ اتّباع أتباعهم داخل في اتّباعهم وموافقهم أو مخصوص لهم أو حقّهم، وموالاة بنيه يستلزم موالاة أمير المؤمنين صلوات اللّه عليه، و لذا اكتفى بذلك عن الإفصاح به، وقد عرفت من الأخبار ما يفصح بهذا المضمون و به أخبار لا تحصى كثرة من طرق الخاصة والعامّة مذكورة في مواضعها.
( 484 )
المعاني:
![](http://www.imamsadeq.org/book/sub8/al-homeyria/blank.gif)
فيه مسائل:
![](http://www.imamsadeq.org/book/sub8/al-homeyria/blank.gif)
الأُولى: بُني القول للمجهول تعظيماً للقائل ولعدم تعيّنه، فإنّه كما يكون أمير المؤمنين صلوات اللّه عليه يجوز أن يكون الملائكة والمؤمنين أيضاً، ولأنّه لو نسبه إلى أمير المؤمنين صلوات اللّه عليه لتوهّم ربطه بما تقدّم من حديث الذبّ وليس كذلك، بل إنّما يتعلّق بما سبق من قوله«لا هم عليه يردوا حوضه» والأبيات العشرة معترضة في البين، لبيان الحوض وصفاته.
![](http://www.imamsadeq.org/book/sub8/al-homeyria/blank.gif)
الثانية : تقديم «دونكم» على «فالتمسوا» إن كان متعلّقاً به، أو على «التمسوا» المقدّر إن تعلّق به الحصر بالإضافة إلى الحوض، أو الكوثر والتوجيه.
![](http://www.imamsadeq.org/book/sub8/al-homeyria/blank.gif)
الثالثة: تقديم «غيرهم» على «يتبع» للوزن والقافية وتقريب الضمير من مرجعه ولشرافتهم المقتضية لتقديمهم وهذا على تقدير أن يكون «غير» بمعنى «إلاّ».