متون الكتب :  
الفهارس :  
أسماء الكتب والمؤلفين :  
المعاني
الكتاب : اللآلي العبقرية في شرح العينيّة الحميرية    |    القسم : مكتبة الأدب و الشعر
 

المعاني:

فيه مسائل:

الأُولى: حذف ما بنى عليه حوض، للاختصار وللوزن ولشدّة الاهتمام بذكر الحوض ووصفه.

الثانية: تنكير «حوض» للتعظيم والدلالة على أنّه ليس من جنس ما يمكن أن يعرف، والأمر كذلك لأنّه ليس من جنس حياض الدنيا.

الثالثة: العدول عن «في» إلى «اللاّم» إن كانت بمعنى «في»; للدلالة على مزيد الاختصاص أو الاستحقاق والتوجيه والوزن.

الرابعة: تقديم الظرف إن كان ما بعده مبتدأ للوزن وتقريب الضمير من مرجعه، والعائد الّذي هو وصلة إلى الوصف من الموصوف وأهميّته، لأنّ الكلام في ذكر ما للعرض والدلالة على الاختصاص من بين الحياض.

الخامسة: حذف المضاف من ما بين صنعاء، للإيجاز والوزن والاحتراز عن


( 471 )
صورة التمثيل المؤذن بانحطاط مرتبة المشبه عن مرتبة المشبه به.

السادسة: حذف المبتدأ إن كان ما خبراً لمبتدأ محذوف لجميع ما ذكر في مبتدأ حوض مع التوجيه.

السّابعة: أبهم أوّلاً أنّ ما هو مثل ما بين صنعاء وأيلة من ذلك الحوض أي امتداد له طوله أو عرضه، ثمّ بيّن أنّه العرض بقوله: «والعرض به أوسع» على طريق الكناية لا التصريح فقد أتى بطريقين في بيان المطلوب بليغين في الغاية.

الثامنة: في إبهام ما بين الموضوعين للتعبير عنه بها دلالة على التفخيم والتعميم وتوجيه لاحتمال «ما» الموصولة والموصوفة.

التاسعة: العدول عن «الواو» في أيلة إلى «إلى» للتبنيه على شرافة صنعاء بالنسبة إلى أيلة، فينبغي أن يبتدى الماسح منها، لما روي في الأخبار من فضل اليمن، وقد روي أنّ الكعبة يمانية والإيمان يماني.

وروى الشيخ الجليل أبو الفتح محمد بن علي بن عثمان الكراجكي في كتاب «كنز الفوائد» عن الشريف أبي محمد الحسن بن محمد الحسيني، عن علي بن عثمان المعمر الأشبح قال: حدثني أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ـ عليه السَّلام ـ قال: قال رسول اللّه ـ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ـ : من أحبّ أهل اليمن فقد أحبّني ومن أبغضهم فقد أبغضني(1). والتنبيه على أنّها أقرب إلى الناظم رحمه اللّه وذلك لأنّه يماني واليمن أقرب إلى ذهنه وإن كان في غيره.

والوجهان جاريان فيما إذا كان إلى ايلة حالاً وكان معادل صنعاء محذوفاً، وحينئذ ففي حذف المعادل مع الإيجاز توجيه.

العاشرة: في التعبير عن عرضه بقوله: «العرض به أوسع» مالا يخفى من

ــــــــــــــــــــــــــــ
1- كنزالفوائد: 266.


( 472 )
الإيضاح بعد الإبهام للتفخيم .

الحادية عشرة: العدول عن «له» إلى «به» مع أنّه الظاهر، فإنّ عرضه بمعنى عرض له، فإذا فكت الإضافة صار العرض له للمبالغة في الوصف بالسعة، فإنّه إذا قيل: إنّ عرضه أو العرض له أوسع، دلّ على أنّ تمام عرضه أوسع، وأمّا الآن فيدلّ على أنّ فيه أو معه من العرض ما هو أوسع، وفيه دلالة على أنّ تمام عرضه أوسع ممّا حكم عليه بأنّه أوسع.

الثانية عشرة: تقديم الظرف، أعني: فيهم، على الفاعل لتقريب الضمير من مرجعه والوزن، ولأنّه لو أُخّر عنه لتوهّم أنّه من صفاته وأنّ ذلك العلم من جملتهم وليس كذلك.

الثالثة عشرة: تنكير «علَم» للتفخيم والإيضاح بعد الإبهام و التوجيه.

الرابعة عشرة: حذف المضاف إلى الهدى إن كان مضافاً إليه لمقدّر، للوزن والاختصار والتوجيه، وإن لم يكن له مضاف محذوف و أُريد به أهل الهدى مجازاً كان لجميع ما ذكر مع المبالغة المتضمّنة للمبالغة في وصف العلَم.

الخامسة عشرة: تقديم «من ماء» على «مترع»، للوزن والقافية.

السادسة عشرة: تنكير «ماء» للتعظيم والتوجيه والإبهام ثمّ التفسير إن كان «له» صفة له وهو أيضاً للتعظيم.

السابعة عشرة: تقديم «من ماء» على «له» إن كان «له» ظرفاً لـ«مترع» والضمير عائداً على «علَم» للوزن والتوجيه.

الثامنة عشرة: تقديم «له» على «مترع» إن كان متعلّقاً به، للتوجيه والوزن والقافية وإفادة الحصر.

التاسعة عشرة: تقديم «من رحمته» على «كوثر» إن كان فاعلاً لـ«يفيض»، أمّا


( 473 )
إن كان حالاً منه فلزيادة التخصيص لذي الحال والتوجيه والوزن وزيادة الاهتمام بذكر الرحمة، وإن تعلّق بـ «يفيض» فلجميع ذلك عدا الأوّل، ولتقريب العائد إلى المعود عليه إن كان رحمته اسماً ظاهراً قائماً مقام المضمر المكمل.

العشرون: لا يخفى ما في إقامته المظهر مقام المضمر في قوله «من رحمته» إن كان، وكذا في «كوثر» إن كان ،من الدلالة على صفة أو اسم له بأخصر وجه والتوجيه.

الحادية والعشرون: تنكير كوثر إن كان منكراً للتفخيم إمّا تفخيم ذاته، أو من جهة كثرته، أو للتكثير، أو لهما معاً، كما قيل في قوله تعالى :(وَإِنْ يُكَذِّبُوكَ فَقَدْكُذِّبَتْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ)(1)، أو لنكارته عنده لأنّه ليس من قبيل مياه الدنيا.

الثانية والعشرون: التعبير عن «بل» بـ«أو» إن كانت بمعناه للتوجيه.

الثالثة والعشرون: تنكير «ياقوت» للتعظيم أو التكثير أو لهما معاً، أو لنكارته عنده لأنّ من المعلوم أنّه ليس من جنس يواقيت الدنيا، وكذا الكلام في لؤلؤ ومسك وأباريق وريح.

الرّابعة والعشرون: إضافة «المرجان » إليه لأنّه لمّا كان المرجان عبارة عن صغار الدرّ، دلّ على أنّ المراد به صغار الدرر التي فيه، وإن كان أكثر بكثير من كبار درر الدنيا، وكذا إن كان المرجان عبارة عن كبار الدرر، فقد دلّ على أنّ المراد كبار الدرر التي فيه لا الكبار من نحو درر الدنيا، وإن كان عبارة عن السند فقد دلّ على أنّه ليس بهذا الماء والصّفاء الذي عليه بسند الدنيا، إذ ليس له كثير ماء ودواء.

ــــــــــــــــــــــــــــ
1- فاطر:4.


( 474 )
وللإضافة وجهان آخران يعمّان جميع الاحتمالات في المرجان:

أحدهما: الدلالة على أنّه ممّا يكون فيه.

والآخر: الدلالة على أنّه جنس مخصوص به ليس في غيره مثله وليس من جنس ما في الدنيا.

الخامسة والعشرون: العدول عن كله ونحوه بقوله :«ما دون الورى» لأنّ المبالغة فيه أكثر وللدلالة على سعة المكان جدّاً.

السادسةوالعشرون: توسيط التأكيد بين «أخضر» و «ناضر» لزيادة الاهتمام به .

السابعة والعشرون: إنّ إضافة «القدحان» إلى ضمير «الحوض»، أو «الكوثر» لمثل ماله أُضيف المرجان إلى ضميره من الدلالة على أنّها ليست من قبيل قدحان الدنيا لا ذاتاً ولا صفة ولا عدداً فإنّها كما عرفت من الأخبار بعدد نجوم السماء أو أكثر.

الثامنة والعشرون: تقديم «عنها» على فاعل يذبّ ، للوزن والقافية وتقريب الضمير من مرجعه، ولطول الفاعل بالصفة.

التاسعة والعشرون: تعريف الرّجل باللام العهدية للدلالة على أنّه معروف عند كلّ أحد المتمم(1).

الثلاثون: وصفه بالأصلع لزيادة التعريف والإيضاح وللمدح، لما عرفت من الخبر ولما أنّه صلوات اللّه عليه قد أُثبت في كتب الأوّلين بأصلع قريش كما يظهر من الأخبار والآثار، ففيه إيماء إلى هذا الفضل أيضاً.

ــــــــــــــــــــــــــــ
1- كذا في الأصل.


( 475 )
الحادية والثلاثون: لا يخفى ما أثره من الإبهام ثمّ التفسير ثمّ ما أثره في التفسير من تفسير جملة يذبّ عنها الرّجل الأصلع ليتكرر ذكر «الذبّ» فيفيد التأكيد.

الثانية والثلاثون: عدم التصريح باسمه صلوات اللّه عليه للتعظيم والدلالة على معلوميّته من غير حاجة إلى الذكر.

الثالثة والثلاثون: نسبة ذبّه صلوات اللّه عليه إلى الأباريق والقدحان للمبالغة فإنّه إذا ذبّ عنها فهو بالطريق الأولى يذبّ عن أصل الحوض والكوثر.

الرابعة والثلاثون: تذكير «ذاك» إن كان اسم فاعل من «ذكا» للإشارة إلى أنّ كلّ فرد من أفراده ذاكي وإن لم ينضم إليه غيره، فإنّه لو قيل : ذاكية لربّما احتمل أن يكون ذكا الرائحة من اجتماع الكل.

الخامسة والثلاثون: التعبير عن هبوب الزعزع بلفظ الماضي، للدلالة على تحقّق وقوعه.

السادسة والثلاثون: لا يذهب عليك ما فعله من إبهام الزعزع ثمّ تفسيره.

السابعة والثلاثون: تقديم النعت الأوّل، أعني «من الجنة» على الثاني أعني «مأمورة» للاهتمام والوزن ولأنّه لو أُخر لتوهّم تعلّقه بالأمر ولطول الثانية، لأنّ المصراع الأخير بمنزلة التأكيد لها.

البيان:

إن أُريد بـ«اللاّم» في «له» معنى «في» كانت استعارة تبعية وكذا إن كانت لشبه الملكية، وإن أُريد بما بين الموضعين مثله كان استعارة النصب يحتمل أن يراد به معناه الحقيقي، وأن يراد رفع الرتبة أو الجعل فيما بأُمورهم تشبيهاً لارتفاع الرتبة


( 476 )
بالارتفاع الوضعي الذي للقائم على القعود، أو لحال القيّم بأُمور الناس من التسلّط عليهم والقدرة على الأفعال بحال القائم، ولحالهم من العجز والضعف عن التصرّف بحال القعود، فيكون على التقديرين استعارة تبعية.

التحقيق:

إنّ «العَلَم» حقيقة العلامة، والمعاني الأُخر كلّها مجازيات، وإطلاقه عليها إطلاق لاسم اللازم على الملزوم فإنّها لزمها عادة أن تكون علامات وإطلاقه على السيّد استعارة، تشبيهاً بالجبل في العظم والاشتهار، أو بالراية، أو الذي يعقد على الرمح في الظهور، أو في اتّباع النّاس له.

إن أُريد بالهدى أهل الهدى كان مجازاً من إطلاق اسم ملابس الشيء على الشيء.

«من» في «من رحمته» إن لم يرد بها معناها الأصلي كانت استعارة، وكذا التي في منها.

إطلاق الرّحمة على النّعمة مجاز، من قبيل إطلاق الهدى على أهله.

إن كان «يهتزّ» مسنداً إلى الحافّات أو كان المراد بـ«المونق» المكان المونق; كان الإسناد مجازياً على أحد الوجهين كما عرفت.

الياقوت والمرجان واللؤلؤ و المسك، استعارات على وجه كما عرفت.

استعمال الحصى في استخراج اللؤلؤ من الصدف، استعارة.

إطلاق الأمر على إرادة اللّه تعالى وقضائه على شيء أن يخلقه، استعارة.

إطلاق الذهاب على الامتثال والرجوع على تركه، استعارتان تشبيهاً للمأمور به، بمكان يمكن فيه الذهاب وعنه الرجوع ولامتثاله بالذّهاب فيه ولتركه بالرجوع عنه.

 شبكة البتول عليها السلام  @ 11-2006  -  www.albatoul.net

إنتاج : الأنوار الخمسة للإستضافة والتصميم @ Anwar5.Net