2- الرحمن:5.
( 234 )
المعاني:
![](http://www.imamsadeq.org/book/sub8/al-homeyria/blank.gif)
فيه مسائل:
![](http://www.imamsadeq.org/book/sub8/al-homeyria/blank.gif)
الأُولى: في إيضاح الخطبة بعد إبهامها، تعظيم لها وزيادة تعجيب من شأنها، وتأكيد لوقوعها.
![](http://www.imamsadeq.org/book/sub8/al-homeyria/blank.gif)
الثانية: في التصريح بالقول أيضاً نوع من الإيضاح بعد الإبهام فإنّ الإتيان بالخطبة يعمّ القول والكتابة والإشارة.
![](http://www.imamsadeq.org/book/sub8/al-homeyria/blank.gif)
الثالثة: التصريح بقوله له لأنّه لم يكن ما قبله صريحاً في أنّ تلك الخطبة معه أو منه
ـ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ـ .
![](http://www.imamsadeq.org/book/sub8/al-homeyria/blank.gif)
الرابعة: في التعبير بـ«لو» إن كان المراد بها «ان» إشارة إلى أنّهم خالفوا وصيته
ـ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ـ وادّعوا أنّه لم يوص إلى أحد بعينه وإنّه لم يعلمهم ذلك، وأنّهم لما كانوا حين السؤال أظمروا الإنكار في أنفسهم فكأنّهم حين السؤال رأوا الاعلام ممتنعاً، أو إشارة إلى غاية استحقارهم أنفسهم حتى أنّهم كانوا يستبعدون وقوع هذا الإعلام بالنسبة إليهم، لأنّهم لا يليقون به، أو إشارة إلى أنّ هذا الإعلام لعسره في الغاية ولذا كان يحجم عنه النبيّ ـ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ـ حتى أتته العزيمة من ربّه وجاءه الوعيد والتهديد كما ستعلم مفصّلاً إن شاء اللّه تعالى; ممّا يليق بأن يحرم بامتناعه، أو إلى أنّهم استبعدوا ذلك لأنّهم كانوا يطمعون في ذلك لأنفسهم وكانوا بمعزل عنه، وأيضاً كانوا شديدي الرغبة والطماعية فيه، ومن كان شديد الرغبة في أمر يستبعد ذلك الأمر لنفسه، وربما كان بعد حصوله له ينفيه ويستبعده، لأنّه عظيم لديه جدّاً فيستبعد وقوعه بنفسه أو بالنظر إليه بتخييل أنّه لا يليق به وقد أضمروا في أنفسهم الإنكار إن نصّ على غيرهم ، وحينئذ كان الإعلام وجوده كعدمه، فكأنّ الإعلام كان ممتنعاً عندهم سواء وصّى إليهم أو إلى غيرهم لكن كلاً باعتبار، هذا كلّه مع ما في التعبير بـ«لو» من التوجيه كما عرفت.
( 235 )![](http://www.imamsadeq.org/book/sub8/al-homeyria/blank.gif)
الخامسة: في العدول عن نحو«أعلمتنا»إلى هذه الجملة الشرطية تأدب، وعدول عن صورة الأمر إلى التفويض إلى مشيئته واختياره كما يقول العبد: إن أراد المولى فعل بي كذا و كذا.
![](http://www.imamsadeq.org/book/sub8/al-homeyria/blank.gif)
وإن كانت «لو» للتمنّي أو العرض كان توسيط المشيئة لبعد أصل المطلوب عن حرف التمنّي أو العرض تأدباً وتفويضاً إلى المشيئة.
![](http://www.imamsadeq.org/book/sub8/al-homeyria/blank.gif)
السّادسة: في الإتيان بالمشيئة، الإعلام بصيغة الماضي إن لم يكن المراد بـ «لو» معناها الحقيقي، لموافقة لفظه «لو»، وللدلالة على غاية حرصهم على الوقوع، حتى كأنّه قد وقع تنزيلاً للحضور الذهني منزلة الوقوع الخارجي و تفألاً.
![](http://www.imamsadeq.org/book/sub8/al-homeyria/blank.gif)
أو للتحريض على فعله بتخييل أنّ المخاطب قد استجاب لهم وأسعف بمطلوبهم.
![](http://www.imamsadeq.org/book/sub8/al-homeyria/blank.gif)
أو للمبالغة في إظهار امتناعه بإظهار أنّ الزمان اللاّئق به هو الماضي وقد انتفى فيه.
![](http://www.imamsadeq.org/book/sub8/al-homeyria/blank.gif)
السابعة: إبهام الغاية والمفزغ للوزن والقافية والتعميم فيهما.
البيان:
![](http://www.imamsadeq.org/book/sub8/al-homeyria/blank.gif)
«لو» استعارة تبعيّة إن كانت بمعنى «ان» فإنّه شبّه العلاقة التي بين شرطها وجزائها بالعلاقة بين الأمرين المنتفيين المقدّرين; لأحد الوجوه التي علمتها.
![](http://www.imamsadeq.org/book/sub8/al-homeyria/blank.gif)
وإن كان المراد بالغاية الراية وكان المراد بها الرئاسة كان مجازاً مرسلاً تسمية للشيء باسم علامته وتنزيلاً للدال على الشيء منزلته.
![](http://www.imamsadeq.org/book/sub8/al-homeyria/blank.gif)
وإن كان المراد بها المدى كان إثباتها لأنفسهم أو للرئاسة استعارة كاستعارة اليد الشمال تشبيهاً لهم، أو لها بما يكون له مدى وغاية.
![](http://www.imamsadeq.org/book/sub8/al-homeyria/blank.gif)
ثمّ جملة «قولهم» إمّا إخبار أرادوا به الإنشاء، أو إنشاء أرادوا به إنشاءً آخر، وهو إذا كانت «لو» للتمنّي فإنّه إنشاء تمنّي، و المراد إنشاء الطلب.