متون الكتب :  
الفهارس :  
أسماء الكتب والمؤلفين :  
فصل في معنى العينيّة
الكتاب : اللآلي العبقرية في شرح العينيّة الحميرية    |    القسم : مكتبة الأدب و الشعر
وقد عنيت بقولي: «القصيدة العينيّة» معانيَ ليست مُبيّنة ولا غيبيّة:

أحدها: أنّها على قافية العين.

وثانيها: أنّها لشرفها ممّا ينبغي أن تحمل على العين، لا على الرأس أو اليدين، أو تضمّ على الصدر بالساعدين أو الزندين، بل ينبغي أن تُكتب بالأجفان على بياض العين من الإنسان، لا على القراطيس من الأنقاس(1) بالقصبات والقضبان، ولا على ألواح اليواقيت بأقلام الزمرّد من العِقيان(2).

وثالثها: أنّها في شأن ما هو فرض العين على الأعيان، ليس فيه مجال للكفاية أو التخيير كما لا تُغتفَر فيه غفلة أو نسيان، وهو ولاية أمير الإنس والجان، قاسم النيران والجنان، عليه الصلاة والسلام الأتَمّان الأكملان، ما طلع النجم و العَيُّوق والدَّبَران(3)، وما ناخت الفواخت والقَماري على رؤوس الأغصان.

ــــــــــــــــــــــــــــ
1- النِّقْسُ: ـ بالكسر ـ الذي يكتب به. و: المِداد، والجمع أنْقاسٌ وأنقُس. (لسان العرب: «نقس)».
2- العِقْيان: الذهب الخالص. وفي خطبة للإمام عليّ ـ عليه السَّلام ـ (رقم 192): «ولو أراد اللّه سبحانه لأنبيائه أن يفتح لهم كنوزَ الذَّهبانِ، ومعادن العِقْيان». وانظر (لسان العرب: «عقا)».
3- العَيُّوق» و«الدَّبَران»: من الكواكب.


( 60 )
ورابعها: أنّها من منش آت عين الأعيان(1)، عليه الرحمة من اللّه والرضوان.

وخامسها: أنّها في شأن عين أعيان الثقلين(2); وعين ما وصّى به النبيّ ـ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ـ من أحد الثقلين; أو العين التي بها يهتدي الخلق إلى الصراط المستقيم، ويُفصلون بين سبل الجنة وطرائق الجحيم; أو العين التي منها تنبع الحِكَمُ والأحكام، ومنها يَرتوي الواردون من النفوس والأحلام.

وسادسها: أنّها فيما في الظهور بمنزلة المشهود بالأنظار، فلا يفتقر فيه إلى تدقيق النظر وإجالة الأفكار، وهو الولاية المعهودة لأُولي الأبصار، والخلافة التي لا شكّ فيها عند أهل الاعتبار.

ــــــــــــــــــــــــــــ
1- السيد الحميري.
2- الإمام عليّ ـ عليه السَّلام ـ .

 شبكة البتول عليها السلام  @ 11-2006  -  www.albatoul.net

إنتاج : الأنوار الخمسة للإستضافة والتصميم @ Anwar5.Net