8- العُثكُول والعِثكال، والجمع عَثاكيل: الشِّمراخ، وهو في النخل بمنزلة العنقود في الكرم.
( 55 )الملاعين الأحقاء بألوان التلعين، دقّ اللّه منهم اللّغانين
(1)، وأخذ منهم باليمين، ثمّ قطع منهم
الوتين، من ضروب اللعن بما يملأ الموازين، ويسوّد صفحات المناجين، ويدوم بدوام الأحايين، ويفوق على عنانيات الأظانين، ويُعفّر خدود شيعتهم ويُرغم منهم العرانين، خصوصاً اللعنة العجين(2) والفظّ البظّ (3) الّلظّّ (4) اللغمظّ الثخين، والثقال العتلّ الطّمليل(5) الأفين(6)، نوّله اللّه من اللعن ما يملأ السماوات والأرضين.
![](http://www.imamsadeq.org/book/sub8/al-homeyria/blank.gif)
فيقول
(7) قنّ الأئمّة الأخيار الأبرار الأطهار، اللائذ بهم من سطوات الملك الجبار (محمد بن
الحسن بهاء الدين الأصفهاني) أذاقه اللّه حلاوة المعاني، وعرّفه حقائق المثاني، ورزقه القطوف الدّواني، وزوّجه في الجنّة الحور الغواني:
![](http://www.imamsadeq.org/book/sub8/al-homeyria/blank.gif)
قد انثالت عليَّ لُمّة من إخواني، وثبة من كمَّل أخداني، ممّن أرى إسعافهم من فروض العين، ولا أرى لبنات شفاههم مأنّة
(8) سوى العين، ملحّين بقثاثتهم
(9) عليّ، واضعين جعالتهم لنفاثتهم بين
يديَّ، مقترحين أن أشرح لهم
ــــــــــــــــــــــــــــ
1- اللُّغْنُون: لغة في اللغدود، والجمع لغانين: لحم بين النكْفَتين واللسان من باطن.
2- عَجَن الرجل، إذا نهض معتمداً بيديه على الأرض من الكِبَر.
3- الفظّ: الغليظ، والبظّ: اتباع للفَظّ.
4- العسر المتشدّد.
5- الطِّمْل من الرجال: الفاحش البذيء، والطِّمل والطّمليل: اللصّ، وقيل: اللصّ الفاسق.
6- ناقص العقل.
7- جوا ب(أمّا) التي صدّر بها كلامه.
8- كذا في النسخة، و لعلها ممأنة: المخلقة والمجدرة، يقال (هو ممأنة لكذا) اي انه جدير و خليق بكذا.
9- القثُّ: جمعك الشيء بكثرة، والقُثاث: المتاع ونحوه; وجاءُوا بقُثاثِهم وقثاثتهم، أي لم يَدَعُوا وراءهم شيئاً.(لسان العرب «قثّ)».
( 56 )القصيدة العينيّة الّتي لأمضغ العرب; للشيخ والقيصوم سيّد الشِّعر والأُدباء في التخوم، القرم الهمام الخُرشوم مدهدم أُطوم الخصوم، معفّر الخدود منهم ومُرغم الخرطوم
(1): «السيّد
«إسماعيل بن محمد الحميريّ» شفّع اللّه فيه نبيّه النبيه الأزهريّ، ووليّه صاحب الغري، وآلهما الأيتام من الدراري، وعترتهما الأنجاد الأمجاد من الحواري عليهم من السّلام ما هو أطيب من المسك الداري ما الدهر بالناس دواري، أعني الّتي مطلعها:
لأُمِّ عَمرو باللِّوى مَربَعُ * طامسةٌ أعلامُهُ بَلْقَعُ
![](http://www.imamsadeq.org/book/sub8/al-homeyria/blank.gif)
شرحاً يقرع الظنابيب
(2)، ويوسع العراقيب
(3)، ويبرز التعاجيب، ويرقص رؤوس
اليعاسيب(4)، ببثّ ما حوته ألفاظها من المعاني، ويهتك الخدور عمّا قَصُرَت فيها من الغَواني.
![](http://www.imamsadeq.org/book/sub8/al-homeyria/blank.gif)
وينثّ ما فيها من اللّغات العربية، وما أُودِعها من النكات الأدبيّة، وما يتوقف عليه الإحاطة بها من القواعد النحوية، وما يُعلَم به وجوه بلاغتها من
ــــــــــــــــــــــــــــ
1- القَرْمُ من الرجال: السيد المعظم.(لسان العرب:«قرم)».الخُرشُوم ـ بالضم ـ : الجَبلُ العظيم. (القاموس المحيط «الخُرشوم)».هَدَمَهُ وَدَهْدَمَهُ; بمعنى واحد.(لسان العرب:«دهمه)».الأُطُم: حصن مبني بحجارة، والجمع القليل: آطام ، والجمع الكثير: أُطُوم (لسان العرب:«أطم)».
2- «الظنانيب» جمع «ظُنْبُوب»: حَرْفُ عظم الساق اليابس من قُدُم. وقرع ظنابيب الأمر: ذلّله. و«العراقيب» جمع «عُرْقُوب»: الطريق الضيّق في متون الجبال أو في الوادي. «لسان العرب: ظنب و عرقب».
3- «الظنانيب» جمع «ظُنْبُوب»: حَرْفُ عظم الساق اليابس من قُدُم. وقرع ظنابيب الأمر: ذلّله. و«العراقيب» جمع «عُرْقُوب»: الطريق الضيّق في متون الجبال أو في الوادي. «لسان العرب: ظنب و عرقب».
4- «يعاسيب»، جمع «يعسوب»: أمير النحل وذَكَرُها، ثم كثر ذلك حتى سَمّوا كلّ رئيس يَعسوباً «لسان العرب: عسب)».
( 57 )القوانين البيانيّة.
![](http://www.imamsadeq.org/book/sub8/al-homeyria/blank.gif)
ويفثّ ما أمكن فيها من المحتملات وإن كانت بعيدة، وما يصحّ على رأي وإن كان من الآراء الشريدة. ويلثُّ على ما لابدّمنه في فهمها ولا يتعدّاه، ولا يملّ الناظر بما منه بدّمن الفضول ولا يتحدّاه، وقد ألَثُّوا في ذلك غاية الإلثاث، وأبثُّوا إليه ما لا يطاق من اللهاث لما ورد في شأنها، فمازت به عن أقرانها من الرواية عن قطب الأرض وثامن أركانها، إمام كافّة إنسها وجانّها ـ صلوات اللّه عليه وعلى أئمّة الأُمّة ، وتيجانها ما دامت الأفلاك في دورانها، وما كانت الأُمّهات تتقلّب في أكوانها.
![](http://www.imamsadeq.org/book/sub8/al-homeyria/blank.gif)
وستطّلع عن قريب على تبيانها، وكنت ما نشبت أتلعثم فيه وأُلَثْلِثُ
(1)، وعلى الإحجام عن الإقدام
عليه أُغثغث، وكنت ربّما أحثحثُ شفتي بمضّ وأُمثمث(2)، وربّما أُعثعث رأسي للإجابة، وعلى الامتناع أُعثعث السلام لما رأيته «أثْقَل من مُجْذَى ابن رُكانة»(3)، وأُولي النفائس والعرائس الضَّنانة، مع اشتغالي بما أُحصيه من الأشغال، وانحصاري فيها بحيث لم يبق لي مجال للتجوال، وأعظمها وأهمّها وأشغلها للأوقات وأعمّها، ما أُعلِّقه على «الروضة البهيّة في شرح اللمعة
ــــــــــــــــــــــــــــ
1- اللَّثْلَثَةُ: الضَّعْفُ والجيش والتردُّد في الأمر كالتَّلَثلث وعدم إبانة الكلام (مجد الدين الفيروز آبادي: القاموس المحيط«اللَّثُّ)».
2- الحثحثة: الحركة المُتداركة.و مثّ يده وأصابعه بالمنديل أو بالحشيش ونحو مَثّاً: مسحها. لغة في مَشَّ. وقيل: كلّ ما مسحته فقد مَثَثْتَهُ مَثّاً.(لسان العرب: «حثث»، «مثث)».
3- من الأمثال، جاء في «الفائق في غريب الحديث: للعلامة جار اللّه محمود بن عمر الزمخشري : ج2/23(باب ـ ربع) و قال بعده: والتجاذي تفاعُل من الإجذاء، أي يُجذي المهراس بعضهم مع بعض، هذا ثمّ هذا. ومنه حديث ابن عباس (رض): انّه مرّ بقوم يتجاذون حجراً ـ و روى يُجْذُون ـ ، فقال: عمّال اللّه أقوى من هؤلاء.
( 58 )الدمشقية في فقه الإمامية»
(1) الذي سمّيته بـ«المناهج السويّة، في شرح الروضة البهيّة»، وفّقني
اللّه لإتمامه وإحكامه وعصمني عن السهو والغفلة في أحكامه.
![](http://www.imamsadeq.org/book/sub8/al-homeyria/blank.gif)
ثمّ لما طال منهم الإلحاح واجتهدوا في إبانة الشحاح حتي سدّوا عليّ سبل الاعتذار، وحتموا عليّ الإجابة بختم الأقضية والأقدار، لم ألف عنها سبيلاً للفرار، وفرضت على نفسي أن أصرف فيه شطراً من الليل والنهار، فشرعت فيه مُبَسْمِلاً مُحَمْدِلاً مُحَوْقِلاً، على اللّه متوكّلاً إليه موسّلاً، بالنبيّوآله متوسّلاً، مسمّياً له بـ«اللآلئ العبقرية في شرح القصيدة الحميرية».
ــــــــــــــــــــــــــــ
1- للشيخ السعيد زين الدين علي بن أحمد بن تقي بن صالح بن مشرف العاملي الشهيد سنة 966هـ. و «اللمعة» في الفقه، للشيخ أبي عبد اللّه محمد بن مكي الشهيد سنة 786هـ (انظر الذريعة:6/90رقم 470و11/290 رقم 1757).