2- رجال الكشي:245، ط النجف الأشرف.
( 27 )الحنفية، لكنّه عدل عنه إلى الإمامية على يد الإمام الصادق
ـ عليه السَّلام ـ ، وعليه أكثر المؤرّخين.
![](http://www.imamsadeq.org/book/sub8/al-homeyria/blank.gif)
يقول السيد الحميري عن نفسه: كنت أقول بالغلو واعتقد غيبة محمد بن علي الملقب بابن الحنفية، قد ضللت في ذلك زماناً، فمنَّ اللّه عليَّ بالصادق جعفر ابن محمد عليمها السَّلام وأنقذني به من النار و هداني إلى سواء الصراط... وتبت إلى اللّه تعالى ذكره على يديه وقلت قصيدتي التي أوّلها:
ولمّا رأيت الناس في الدين قد غووا * تجعفرت باسم اللّه فيمن تجعفروا
وناديت باسم اللّه واللّه أكبر * وأيقنت ان اللّه يعفو ويغفر
ودنت بدين غير ما كنت دايناً * به ونهاني سيد الناس جعفر
فقلت: فهبني قد تهوَّدت برهة * وإلاّفديني دين من يتنصّر
وإنّي إلى الرحمن من ذاك تائب * وإنّي قد أسلمت واللّه أكبر
فلست بغال ما حييت وراجع * إلى ما عليه كنت أُخفي وأُضمر
ولا قائلاً حيٌّ برضوى محمّد * وإن عاب جُهال مقالي فأكثروا
ولكنّه ممّا مضى لسبيله * على أفضل الحالات يُقفى ويخبر
مع الطيبين الطاهرين الأُولى لهم * من المصطفى فرعٌ زكيٌّ وعنصر(1)
![](http://www.imamsadeq.org/book/sub8/al-homeyria/blank.gif)
وهانحن نذكر بعض الكلمات، التي أشارت إلى مذهبه:
![](http://www.imamsadeq.org/book/sub8/al-homeyria/blank.gif)
1. قال المرزباني: كان السيد بلا شكّ كيسانياً يذهب إلى أنّ محمد بن الحنفية هو القائم المهدي وانّه مقيم في جبال رضوى، وشعره في ذلك يدل على أنّه
ــــــــــــــــــــــــــــ
1- الغدير: 2/245ـ 246.
( 28 )كما ذكرنا كيسانياً فمن قوله:
يا شعب رضوى مالمن بك لا يرى * وبنا إليه من الصبابة ألوق
حتى متى وإلى متى وكم المدى * يا ابن الوصي وأنت حي ترزق
إنّي لآمل أن أراك وانّني * من أن أموت ولا أراك لأفرق
![](http://www.imamsadeq.org/book/sub8/al-homeyria/blank.gif)
غير انّه رحمه اللّه رجع عن ذلك وذهب إلى إمامة الصادق
ـ عليه السَّلام ـ وقال:
تجعفرت باسم اللّه واللّه أكبر * وأيقنت انّ اللّه يعفو ويغفر
ويثبت مهما شاء ربي بأمره * ويمحو ويقضي في الأُمور ويقدر(1)
![](http://www.imamsadeq.org/book/sub8/al-homeyria/blank.gif)
ومن زعم انّ السيد أقام على الكيسانية فهو بذلك كاذب عليه وطاعن فيه، ومن أوضح ما دل على بطلان ذلك، دعاء الصادق
ـ عليه السَّلام ـ وثناؤه عليه.(2)
![](http://www.imamsadeq.org/book/sub8/al-homeyria/blank.gif)
2. وقال المعتز في طبقات الشعراء: حدّثني محمد بن عبد اللّه، قال: قال السدري راوية السيّد: كان السيّد أوّل زمانه كيسانياً يقول برجعة محمد الحنفيّة، وأنشدني في ذلك:
![](http://www.imamsadeq.org/book/sub8/al-homeyria/blank.gif)
حتى متى؟ وإلى متى؟ ومتى المدى
![](http://www.imamsadeq.org/book/sub8/al-homeyria/blank.gif)
يابن الوصيِّ وأنت حيٌّ ترزق
![](http://www.imamsadeq.org/book/sub8/al-homeyria/blank.gif)
والقصيدة مشهورة، وحدّثني محمد بن عبد اللّه، قال: قال السدري: ما زال السيّد يقول بذلك حتى لقي الصّادق
ـ عليه السَّلام ـ بمكّة أيّام الحجّ فناظره وألزمه الحجّة، فرجع عن ذلك، فذلك قوله في تركه تلك المقالة ورجوعه عمّا كان عليه ويذكر الصادق :
تجعفرت باسم اللّه واللّه أكبر * وأيقنت انّ اللّه يعفو ويغفر
ويثبت مهما شاء ربي بأمره * ويمحو ويقضي في الأُمور ويقدر(3)
![](http://www.imamsadeq.org/book/sub8/al-homeyria/blank.gif)
ومن زعم ان السيد أقام على الكيسانية فهو بذلك كاذب عليه وطاعن فيه، ومن أوضح مادل على بطلان ذلك، دعاء الصادق عليه السلام وثناؤه عليه
(4).
![](http://www.imamsadeq.org/book/sub8/al-homeyria/blank.gif)
2. وقال المعتز في طبقات الشعراء: حدّثني محمد بن عبد الله قال: قال السدري راوية السيّد كان السيّد أوّل زمانه كيسانياً يقول برجعة محمد الحنفية، وأنشدني في ذلك:
حتى متى؟ وإلى متى؟ ومتى المدى * يابن الوصيِّوأنت حيٌّ ترزق
ــــــــــــــــــــــــــــ
1- هذا البيت ذكره المعتز في طبقاته كما سيوافيك.
2- أخبار شعراء الشيعة: 165.
3- طبقات الشعراء: 7.
4- أخبار شعراء الشيعة 165.
( 29 )![](http://www.imamsadeq.org/book/sub8/al-homeyria/blank.gif)
والقصيدة مشهورة، وحدّثني محمد بن عبد الله، قال: قال السدري: ما زال السيّد يقول بذلك حتى لقي الصّادق عليه السلام بمكّة أيّام الحجّ فناظره وألزمه الحجّة، فرجع عن ذلك، فذلك قوله في تركه تلك المقالة ورجوعه كان عليه ويذكر الصادق:
تجعفرت باسم الله والله أكبر * وأيقنت انّ الله يعفو ويغفر
ويثبت مهما شاء ربي بأمره * ويمحو ويقضي في الأُمور ويقدر(1).
![](http://www.imamsadeq.org/book/sub8/al-homeyria/blank.gif)
3. وقال الصدوق: فلم يزل السيد ضالاً في أمر الغيبة يعتقدها في محمد بن الحنفية، حتى لقي الصادق جعفر بن محمد عليمها السَّلام ورأى منه علامات الإمامة وشاهد منه دلالات الوصية، فسأله عن الغيبة، فذكر له انّها حقٌّ، ولكنّها تقع بالثاني عشر من الأئمة
ـ عليهم السَّلام ـ ، وأخبره بموت محمد بن الحنفية وانّ أباه محمد بن علي ابن الحسين بن علي ـ عليه السَّلام ـ شاهد دفنه، فرجع السيد عن مقالته، واستغفر من اعتقاده ورجع إلى الحقّ عند اتضاحه له ودان بالإمامة.(2)
![](http://www.imamsadeq.org/book/sub8/al-homeyria/blank.gif)
4. وقال المفيد: وكان من الكيسانية أبو هاشم إسماعيل بن محمد الحميري الشاعر رحمه اللّه ، وله في مذهبهم أشعار كثيرة، ثمّ رجع عن القول بالكيسانية وتبرّأ منه ودان بالحقّ، لأنّ أبا عبد اللّه جعفر بن محمد عليمها السَّلام دعاه إلى إمامته، وأبان له عن فرض طاعته، فاستجاب له فقال بنظام الإمامة وفارق ما كان عليه.
(3)
ــــــــــــــــــــــــــــ
1- طبقات الشعراء: 7.
2- كمال الدين: 20.
3- الفصول المختارة:93.
( 30 )![](http://www.imamsadeq.org/book/sub8/al-homeyria/blank.gif)
5. وقال الإربلي: السيد الحميري رحمه اللّه كان كيسانياً يقول برجعة أبي القاسم محمد بن الحنفية فلما عرّفه الإمام جعفر بن محمد الصادق
ـ عليه السَّلام ـ الحق والقول بمذهب الإمامية الاثني عشرية ترك ما كان عليه ورجع إلى الحقّ وقال به:
![](http://www.imamsadeq.org/book/sub8/al-homeyria/blank.gif)
وينبئك عن مذهب الحقّ الصحيح قوله:
على آل الرسول وأقربيه * سلامٌ كلّما سجع الحمام
أليسوا في السماء هم نجوم * وهم أعلام عزّلا يرام
فيا من قد تحيّر في ضلال * أمير المؤمنين هو الإمام
رسول اللّه يوم غدير خمّ * أناف به وقد حضر الأنام
وثاني أمره الحسن المرجّى * له بيت المشاعر والمقام
وثالثه الحسين فليس يخفى * سنا بدر إذا اختلط الظلام
ورابعهم علي ذو المساعي * به للدين والدنيا قوام
( 31 )
وخامسهم محمد ارتضاه * له في المأثرات إذن مقام
وجعفر سادس النجباء بدر * ببهجته زها البدر التمام
وموسى سابع وله مقام * تقاصر عن أدانيه الكرام
علي ثان والقبر منه * بأرض الطوس إن قحطوا رهام
وتاسعهم طريد بني البغايا * محمّد الزكيّ له حسام
وعاشرهم عليّ وهو حصن * يحنُّ لفقده البلد الحرام
وحادى العشر مصباح المعالي * منير الضوء الحسن الهمام
وثاني العشر حان له القيام * محمد الزكي به اعتصام
أُولئك في الجنان بهم مساعي * وجيرتي الخوامس والسلام(1)
ــــــــــــــــــــــــــــ
1- كشف الغمة:124، عنهالغدير: 2/251.
وفاته
أثار نبأ وفاة السيد ضجة كبيرة في المجتمع الكوفي، فقد توفّي السيد عام 173هـ، وقيل 178هـ(1).
روى المرزباني باسناده عن ابن أبي حودان، قال: حضرت السيد ببغداد عند موته، فقال لغلام له: إذا متُّ فأت مجمع البصريين وأعلمهم بموتي وما أظنه يجيء منهم إلاّرجل أو رجلان، ثمّ اذهب إلى مجمع الكوفيين فأعلمهم بموتي أنشدهم:
يا أهل كوفان إنّي وامق لكم * مذ كنت طفلاً إلى السبعين والكبر
أهواكم وأواليكم وأمدحكم * حتماً عليَّ كمحتوم من القدر
بحبّكم لوصي المصطفى وكفى * بالمصطفى وبه من سائر البشر
فاإلى أن قال:
وكفّنوني بياضاً لا يخالطه * شيء من الوشي أو من فاخر الحبر
ولا يشيعني النصّاب إنّهم * شرُّ البريّة من انثى و من ذكر
ــــــــــــــــــــــــــــ
1- لسان الميزان:1/438.
( 33 )
عسى الإله ينجِّيني برحمته * ومدحي الغرر الزاكين من سقر
![](http://www.imamsadeq.org/book/sub8/al-homeyria/blank.gif)
نّهم ليسارعون إليَّ ويكبرون ، فلما مات فعل الغلام ذلك، فما أتى من البصريين إلاّثلاثة معهم ثلاثة أكفان وعطر، وأتى من الكوفيين خلق عظيم ومعهم سبعون كفناً ووجّه الرشيد بأخيه علي وبأكفان وطيب، فردت أكفان العامة عليهم وكفن في أكفان الرشيد، وصلّى عليه علي بن المهدي وكبّر خمساً، و وقف على قبره إلى أن سطح ومضى كلّ ذلك بأمر الرشيد.
(1)
![](http://www.imamsadeq.org/book/sub8/al-homeyria/blank.gif)
ونقل أبو الفرج الاصبهاني، عن بشير بن عمّار، قال: حضرت وفاة السيد في الرُّميلة ببغداد، فوجه رسولاً إلى صفّّ الجزّارين الكوفيين يُعلمهم بحاله ووفاته، فغلط الرسول فذهب إلى صف السموسين فشتموه ولعنوه، فعلم أنّه قد غلط، فعاد إلى الكوفيين يُعلمهم بحاله ووفاته، فوافاه سبعون كفناً، قال: وحضرناه جميعاً، وانّه ليتحسّر تحسراً شديداً وإن وجهه لأسود كالقار وما يتكلم، إلى أن أفاق إفاقة، وفتح عينيه، فنظر إلى ناحية القبلة، ثمّ قال: يا أمير المؤمنين، أتفعل هذا بوليك! قالها ثلاث مرات ، مرة بعد أُخرى.
![](http://www.imamsadeq.org/book/sub8/al-homeyria/blank.gif)
قال: فتجلّى واللّه في جبهته عرق بياض، فما زال يتسع ويلبس وجهه حتى صار كلّه كالبدر، وتوفي فأخذناه في جهازه و دفناه في الجنينة ببغداد، وذلك في خلافة الرشيد.
(2)
![](http://www.imamsadeq.org/book/sub8/al-homeyria/blank.gif)
نعم ثمة أوهام حيكت حول وفاة السيد نشير إلى بعضها:
ــــــــــــــــــــــــــــ
1- أخبار شعراء الشيعة: 170.
2- الأغاني: 7/278.
( 34 )![](http://www.imamsadeq.org/book/sub8/al-homeyria/blank.gif)
قال أبو الفرج الاصبهاني : كنت عند جعفر بن محمد، فأتاه نعي السيد، فدعا له و ترحّم عليه، فقال رجل: يابن رسول اللّه، تدعو له وهو يشرب الخمر ويؤمن بالرَّجعة، فقال: حدثني أبي عن جدّي، انّ محبِّي آل محمّد لا يموتون إلاّ تائبين وقد تاب، ورفع مُصلّى كانت تحته، فأخرج كتاباً من السيد يعرِّفه فيه انّه قد تاب ويسأله الدعاء له.
(1)
![](http://www.imamsadeq.org/book/sub8/al-homeyria/blank.gif)
أقول: إنّ ما ذكره صاحب الأغاني لا يوافق التاريخ القطعي، فانّ الإمام توفي عام 148هـ، و توفّي السيد عام 173هـ وعلى قول178هـ، فكيف يصحّ ما ذكره ؟!
![](http://www.imamsadeq.org/book/sub8/al-homeyria/blank.gif)
ويقرب من ذلك ما ذكره الكشي بسنده عن محمد بن النعمان، قال: دخلت على السيد بن محمد، وهو لما به قد اسود وجهه وازرقت عيناه وعطش كبده وسل