[ إبك لبكاء الشمس والقمر ]
فهلـ بعد هذا كلّه ـ تقول : إنّ البكاء على مصائب أهل البيت بدعة ؟! وهب أنّك لا ترجوا شفاعة الزهراء ، ولا تبكي
(83)
لبكاء الانبياء والاوصياء ، فابك لبكاء الشمس والقمر ، ولا يكن قلبك أقسى من الحجر ، إبك لبكاء عمر بن سعد أو عمرو بن الحجاج والاخنس بن يزيد ويزيد بن معاوية أو خولي والسالب لحليّ فاطمة بنت الحسين ( عليه السلام ) ، إبك لبكاء العسكر بأجمعه ، فقد شهدت كتب السير بكاءهم مع خبث أمهاتهم وآبائهم. أيحسن منك ـ وأنت مسلم ـ أن يصاب رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) بهذه الفجائع ، وتحل بساحته تلك القوارع ، ثم تتخذها ظهرياً ، وتكون عندك نسياً منسياً ؟! ما هذا شأن أهل الوفاء ، ولا بهذا تكون المواساة لسيد الانبياء ( صلى الله عليه وآله وسلم ). ثم إن الانقلاب الهائل ، وتلك الاحوال المدهشة ـ من الخسوف ، والكسوف ، ورجف الارض ، وظلمة الافق ، وتهافت النجوم ، وحمرة السماء ، وبكاء الصخر الاصم دماً ـ لم تكن إلاّ إظهاراً لغضب الله عز وجل ، وتنبيهاً على فظاعة الخطب ، وتسجيلاً لتلك النازلة في صفحات الافق ، لئلاّ تنسى على مرّ الليالي والايام ، وفيها من بعث الناس على استشعار الحزن وادثار الكآبة ما لا يخفى على أولي
(84)
الالباب.
(85)
|