النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) يعرض نفسه على القبائل
وكان النبي صلى الله عليه وآله وسلم يعرض نفسه في المواسم على قبائل العرب . فأتى كندة في منازلهم وفيهم سيّدٌ لهم يقال له : مليح ، فدعاهم إلى الله وعرض نفسه عليهم ، فأبوا عليه ! ثم أتى قبيلة ( كلب ) إلى بطن منهم يقال لهم ، بنو عبد الله ، فدعاهم إلى الله وعرض نفسه عليهم ، فأبوا عليه ، ولم يقبلوا ما عرضه عليهم . ثم أتى ( بني عامر ) فدعاهم إلى الله ، وعرض عليهم نفسه ! فقال له رجل منهم أرأيت إن نحن تابعناك فأظهرك الله على من خالفك ؛ أيكون لنا الأمر على من بعدك ؟ ! فقال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : الأمر إلى الله ، يضعه حيث يشاء ! قال له : أفنهدف نحورنا للعرب دونك ، فإذا ظهرت كان الأمر لغيرنا ! ؟ لا حاجة لنا بأمرك . فلما صدر الناس عن الموسم ، رجع بنو عامر إلى شيخ لهم مسن كانوا يحدثونه بما يجري معهم في الموسم ، فسألهم عما جرى لهم ، فقالوا : جاءنا رجل من قريش ، ثم أحد بني عبد المطلب يزعم أنه نبي ! يدعونا
(33)
إلى أن نمنعه ، ونقوم معه ، ونخرج به الى بلادنا ! حين سمع الشيخ ذلك ، وضع يديه على رأسه ، ثم قال : يا بني عامر ؛ هل لها من تلافٍ ، هل لذناباها من مطّلِب ؟ والذي نفس فلانٍ بيده ما تقوّلها إسماعيلي قط ، وإنها لحق ! فأين كان رأيكم عنكم ؟ ثم أتى ( صلى الله عليه وآله وسلم ) بني حنيفة وعرض عليهم نفسه ، فلم يكن أحد من العرب أقبح رداً عليه منهم . وفي هذه الفترة كان عمه أبو لهب يسير خلفه ويصد الناس عنه (1) . ____________ 1 ـ مقتضب من السيرة النبوية لإبن هشام 2 / 50 إلى 52 .
(34)
|