أزواجـه وأولاده
الرجل كل الرجل ، ذلك الذي يعظم في أعين الناس ، فينسون كل شيء حوله ، ينسون محيطه وأبنائه ، وماله وما عليه إلا شخصيته ، وهذا أمر نلمسه وندركه ، فالأنظار عادةً تصوب نحو العظماء دون التفكير بمن حولهم حتى ولو كانوا أبنائهم . والذي يبدو أن سلمان من هذا النمط النادر ، فلا هو يهتم بالتحدث عن عائلته وبيته ، ولا الناس يتحدثون عن ذلك ، اللهم إلا ما يتصل منه بعالم المثل والأخلاق . عن عبد الرحمن بن السلمي قال : إن سلمان الفارسي تزوج إمرأة من كندة ، فلما كان ليلة البناء عليها ، جلس عندها فمسح بناصيتها ودعا لها بالبركة ، وقال لها : أتطيعيني فيما آمرك ؟ قالت : جلست مجلس من تطيع . قال : فان خليلي صلى الله عليه وآله وسلم أوصاني إذا اجتمعت إلى أهلي أن أجتمع على طاعة الله . فقام وقامت إلى المسجد فصليا ما بدا لهما ، ثم خرجا فقضى منها ما تقضي
(154)
الرجال من النساء ، فلما أصبح ، غدا عليه أصحابه وقالوا : كيف وجدت أهلك ؟ فأعرض عنهم ، ثم قال : إنما جعل الله الستور والخدور والأبواب لتواري ما فيها ؛ حسب امرىءٍ منكم أن يسأل عما ظهر له ، فأما ما غاب عنه فلا يسئلن عن ذلك . سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول : التحدث عن ذلك كالحمارين يتشامان في الطريق . وفي مهج الدعوات : انه كان له ولد إسمه عبد الله . وذكر صاحب « نفس الرحمن » أن من أحفاده ضياء الدين ، وهو من علماء خجند ، وله شرح على كتاب ( محصول الرازي ) . . وكان متكفلاً للأمور الشرعية في بخارى ، وتوفي بهرات سنة 633 . (1) ____________ 1 ـ نفس الرحمن / الباب الرابع عشر ، غير مرقم .
(155)
|