الفَصْـل الـرّابِـع
* أبو ذَرّ عَلى لِسَان النّبي الكَريم ( صلى الله عليه وآله وسلم ) . * بَيـنَ النّبـي وَأبي ذَرّ . * أبـو ذَرّ العَـالِـم . * الـزّاهـِد الـمتعبّدِ . * مِـن فَضَـائِلـه . * مِـن كَـلاَمـه . * وَصـفه لآخر الزمَان .
(162)
(163)
أبو ذَرّ عَلى لِسان النّبي الكَريم ( صلى الله عليه وآله وسلم )
ونستعرض هنا ، ما جاء على لسان النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) بشأن هذا الصحابي الجليل من كلمات مضيئة هي بمثابة أوسمة منحها اياه النبي الكريم ( صلى الله عليه وآله وسلم ) باستحقاق وجدارة . ونقتصر هنا على ذكر الرواية بذلك ، دون ذكر السند . قال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : ما أظلَّتِ الخضراء ، ولا أقلَّتِ الغَبراء من ذي لهجة أصدق ، ولا أوفى من أبي ذر ، شِبهُ عيسى بن مريم . وفي لفظ آخر : ما أظلَّت الخضراء ، ولا أقلَّت الغبراء على ذي لهجة ، أصدق من أبي ذر ، من سرّه أن ينظر الى زُهدِ عيسى بن مريم ، فلينظر الى أبي ذر . من أحبّ أن ينظر الى المسيح عيسى بن مريم ، الى بره وصدقه ، وجدِّه ، فلينظر الى أبي ذر . إن أبا ذر ليباري عيسى بن مريم في عبادته . رحم الله أبا ذر ، يمشي وحده ، ويموت وحده ، ويبعث وحده . إن الله عز وجل أمرني بحُبِّ اربعة ، وأخبرني انه يحبُّهم : عليّ ، وأبو ذر ، والمقداد ، وسلمان .
(164)
عن أبي ذر قال ، قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : يا أبا ذر ! كيف أنت اذا كنت في حثالة ؟ وشبَّك بين أصابعه . قلت : يا رسول الله ! فما تأمرني ؟ قال : إصبر . إصبر . إصبر . خالقوا الناس بأخلاقهم ، وخالفوهم في أعمالهم . عن أبي ذر أيضا ، قال : بَينَا أنا واقف مع رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) فقال لي : يا أبا ذر ، أنت رجل صالح ، وسيُصِيبُك بلاء بعدي ! قلت : في الله ؟ قال : في الله . قلت مرحبا بأمر الله . عن أبي ذر قال : قال النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : يا أبا ذر ! كيف أنت اذا كانت عليك أمراء يستأثرون بالفيء ؟ قال : قلت : اذاً ، والذي بعثك بالحق ، أضربُ بسيفي حتى ألحقَ بك . فقال : أفلا أدلُّك على ماهو خير من ذلك . ؟ إصبر حتى تلقاني (1) . ____________ 1 ـ هذه الأحاديث اخذناها عن المستدرك ج 3 ص 342 و 343 / وعن الغدير ج 8 ص 312 الى 316 .
(165)
|