تعَـبُّـدهُ قبـلَ الإسـلاَم
قال عبد الله بن الصامت ، قال أبو ذر : « وقد صليت ـ يا ابن أخي ـ قبل أن ألقى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بثلاث سنين . قلت : لمن ؟ قال : لله . قلت : فأين توجَّه ؟ قال : أتوجه حيث يوجهني ربي ، أصلي عشاء ، حتى اذا كان من آخر الليل ، أُلقيت ، كأني خِفَاء * (1) حتى تعلوني الشمس (2) . وكان أكثر عبادته التفكر والاعتبار (3) . وفي الطبقات الكبرى لابن سعد : كان أبو ذر يتأله في الجاهلية ، ويقول لا إله إلا الله ، ولا يعبد الأصنام . فمرَّ عليه رجل من أهل مكة ـ بعدما أوحي الى النبي صلى الله عليه وآله وسلم ـ فقال : يا أبا ذر ! إن رجلا بمكة يقول مثل ما تقول لا إله إلا الله ، ويزعم انه نبي (4) . . ____________ 1 ـ * الخفاء ـ الكساء الذي يغطَّى به السَّقاء . 2 ـ صحيح مسلم ـ 4 ـ ص 1920 ب 28 ـ فضائل الصحابة . 3 ـ الخصال ص 42 . 4 ـ الغدير 8 / 308 .
(32)
|