الدرس الثالث والثلاثون في الكفاف في الرزق
ذكر هذا العنوان في المقام لأجل أن دوام ذلك يوجب حصول صفة الصبر والرضا فيكون من الملكات ، إلا أنه ينبغي أن يعد من شعب الصبر أو الرضا والتسليم. وقد ورد في النصوص : أن الله تعالى قال : « إن أغبط أوليائي عندي رجل خفيف الحال جعل رزقه كفافاً فصبر عليه » (1). ( والكفاف بالفتح هو الذي لا يفضل عن الشيء ، ويكون بقدر الحاجة إليه ، يقال : قوته كفاف أي : غير زائد ولا ناقص سمي بذلك لأنه يكف عن سؤال الناس ويغني عنهم ). وورد : أنه : طوبى لمن أسلم وكان عيشه كفافاً (2).
1 ـ الكافي : ج2 ، ص140 ـ وسائل الشيعة : ج1 ، ص57 ـ بحار الأنوار : ج69 ، ص316 وج72 ، ص57 وج77 ، ص141 وج84 ، ص267. 2 ـ الكافي : ج2 ، ص140 ـ الوافي : ج4 ، ص412 ـ وسائل الشيعة : ج15 ، ص242 ـ
(186)
وأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال : اللهم من أحبني فارزقه الكفاف والعفاف (1). وأنه صلى الله عليه وآله وسلم مر براعي غنم فبعث إليه يستسقيه فحلب له ما في ضروعها ، وبعث إليه بشاة ، فقال : هذا ما عندنا ، وإن أحببت أن نزيدك زدناك ، فقال صلى الله عليه وآله وسلم : اللهم ارزقه الكففاف (2). وأنه قال صلى الله عليه وآله وسلم : من رضي من الله بالقليل من الرزق رضي الله منه بالقليل من العمل (3) ( والقليل من العمل : أن يقتصر على الواجبات أو يطيعه في بعض الأحكام ويعصيه في بعضها ). وأن قيّم أبي ذر في غنمه أخبره بأنه قد ولدت الأغنام وكثرت ، فقال : تبشرني بكثرتها ، ما قل وكفى خير مما كثر وألهى (4).
بحار الأنوار : ج72 ، ص59. 1 ـ الأمالي : ج1 ، ص132 ـ بحار الأنوار : ج72 ، ص64. 2 ـ الكافي : ج2 ، ص141 ـ بحار الأنوار : ج72 ، ص61. 3 ـ الأمالي : ج2 ، ص19 ـ المحجة البيضاء : ج8 ، ص87 ـ بحار الأنوار : ج52 ، ص122 وج72 ، ص64 وج78 ، ص262. 4 ـ بحار الأنوار : ج72 ، ص66.
(187)
|