حرف الواو
[370] وأتعبُ من ناداك من لا تُجيبه وأغــــيظُ من عاداك من لا تشاكلُ
شكله: مثله.
قال علي (ع): (إنّ من السكوت ما هو أبلغ من الجواب)(1).
[371] وأجرأ من رأيت بظهر غيـبٍ عـــلى عيب الرجال أُولو العيوبِ
قال علي (ع): في وصيّته لمالك (رضي الله عنه): (وليكن أبعد رعيتك منك وأشنأهم عندك أطلبهم لمعايب الناس) (2).
[372] وأحلم عن خلّي وأعلم أنّه متى أجزه حلماً على الجهل يندمِ
قال علي (ع): (الحليم من احتمل إخوانه)(3).
[373] وإذا لم يكن من الموت بدٌّ فـــمن العجز أن تكونَ جباناً
قال علي (ع): (إذا هبت أمراً فقع فيه, فإنّ شدّة توقّيه أعظم ممّا تخاف منه)(4).
[374] وإذا قصدت لحاجةٍ فاقـصد لمعترفٍ بقدرك
قال علي (ع): (من استعان بعدوّه على حاجته ازداد بعداً منها)(5).
ــــــــــــــــ
(1) زهر الآداب للحصري: 1 / 408.
(2) شرح نهج البلاغة:17 / 36.
(3) الغرر: 1 / 280.
(4) نهج البلاغة, ح: 175.
(5) الغرر: 5 / 414.
الصفحة 74
[375] وإذا طلـبت إلى كريمٍ حاجةً فلــقاؤه يكفـــيك والتـسليمُ
قال علي (ع): (الكريم إذا احتاج إليك أعفاك وإذا احتجت إليه كفاك)(1).
[376] وإذا الحليم رمى بسرِّ صديقه عــــمداً فأولى بالوداد الأحمقُ
قال علي (ع): (من أفشا سرّك ضيّع أمرك)(2).
[377] وإذا هممت بأمر سوءٍ فاتّئد وإذا همــمت بأمر خـيرٍ فاعجلِ
قال علي (ع): (تعجيل البرِّ زيادة في البرِّ)(3).
[378] وإذا الدرُّ زان حسن وجـوهٍ كان للــــدرّ حسن وجهك زينا
قال علي (ع): في عهده لمالك (رض):
(ثمَّ رضّهم على ألاّ يطروك ولا يبجّحوك بباطل لم تفعله, فإنّ كثرة الإطراء تحدث الزهو, وتدني من العزّة)(4).
[379] وإذا الحلمُ لم يكنْ عن طباعٍ لــم يكنْ عن تقــدّمِ الميلاد
قال علي (ع): (إن لم تكن حليماً فتحلّم, فإنّه قلّ من تشبّه بقومٍ إلاّ أوشك أن يصير منهم)(5).
[380] وإذا كانت النفوسُ كباراً تعـبتْ في مرادِها الأجسامُ
قال علي (ع): (على قدر الهمم تكون الهموم)(6).
[381] وإذا يخاطبك اللّئـيمُ فصمَّ سمعَكَ عن خطابه
قال علي (ع): (فرّوا كلّ الفرار من اللّئيم الأحمق)(7).
[382] وإذا ظفرتَ بذي الوفـاء(م) فــــحطَّ رحلَكَ في رحابـه
قال علي (ع): (من أحسن الوفاء استحقّ الاصطفاء)(8).
[383] وأستكبِرُ الأخبارَ قبل لــقائِهِ فــلمّا التقينا صدّقَ الخَبرَ الخُبرُ
قال علي (ع): (كلّ شيءٍ من الدنيا سماعه أعظم من عيانه, وكلّ شيءٍ من الآخرة عيانه أعظم من سماعه, فليكفكم من العيان السّماع, ومن الغيب الخبر)(9).
ـــــــــــــــــ
(1) نفسه: 2 / 152.
(2) نفسه: 5 / 216.
(3) نفسه: 3 / 513.
(4) شرح نهج البلاغة: 17 / 44.
(5) الغرر: 3 / 11.
(6) نفسه: 4 / 314.
(7) نفسه: 4 / 426.
(8) نفسه: 5 / 348.
(9) نهج البلاغة, ط: 132.
الصفحة 75
[384] واستغنِ عن كلِّ ذي قربى وذي رحمٍ إنّ الـــغنيَّ الذي اســـتغنى عن الناسِ
قال علي (ع): (أزرى بنفسه مَن استشعر الطمع, ورضي بالذلّ مَن كشف عن ضرّه)(1).
385] واصمت فإنّ كلام المرءِ يهـلكه وإن نطـــقتَ فإفصـــاح وإيجازُ
قال علي (ع): (أحسن الكلام ما زانه حسن النظام, وفهمه الخاصّ والعام)(2).
[386] وأظلمُ أهل الظلمِ من باتَ حاسـداً لمــــن باتَ في نعــمائِهِ يتــقلّبُ
قال علي (ع): (من حسدك لا يشكرك على إحسانك إليه)(3).
[387] وآفةُ العَقلِ الهوى فمن عـلا عـــلى هواه عـــقلُهُ فقد نجا
قال عليّ (ع): (العاقل من قمع هواه بعقله)(4).
[388] وأكبِرُ نفسي عن جزاءٍ بغيبةٍ وكلُّ اغتــياب جهد من ماله جهدُ
قال علي (ع): (الغيبة جهد العاجز)(5).
[389] والرزقُ يأتي ولم تبسطْ إليه يدي ســــيّانَ في ذاك إدنائي وإقصائي
قال علي (ع): (المعونة تنزل من الله على قدر المؤنة)(6).
[390] والصبرُ يُحمد في المواطن كلّها إلاّ عـــليك فـــإنّه مــذمومُ
قال علي (ع): مؤبّناً رسول الله (ص):
(إنّ الصَّبر لجميل إلاّ عنك, وإنّ الجزع لقبيح إلاّ عليك, وإنّ المصاب لجليل, وإنّه بعدك لقليل)(7).
[391] والظلمُ من شيمِ النفوسِ فإن تجدْ ذا عــفّـةٍ فلـعلّةٍ لا يـــظلـمُ
قال ابن أبي الحديد في شرح قوله (ع): (مَن ملكَ استأثر).
المعنى: أنّ الأغلب في كلّ ملك يستأثر على الرعية بالمال والعزّ والجاه ونحو هذا المعنى, قولهم من غلب سلب ومن عزّ بزّ, ونحوه قول أبي الطيّب: والظلم من شيم النفوس...(8)
ـــــــــــــــــ
(1) شرح نهج البلاغة: 17 / 84.
(2) الغرر: 2 / 463.
(3) شرح نهج البلاغة: 4 / 566.
(4) الغرر: 2 / 162.
(5) شرح نهج البلاغة: 2 / 415.
(6) الغرر: 2 / 43.
(7) شرح نهج البلاغة: 19 / 195.
(8) شرح نهج البلاغة: 4 / 320.
الصفحة 76
[392] والنقلُ غيّر أنباءً سمعت بها وآفـةُ القــــولِ تقليلٌ وتكثيرُ
قال علي (ع): (لن يصدق الخبر حتّى يتحقّق العيان)(1).
[393] والنار إن قرّبتَ كفَّكَ مرّةً منـها ثَنَتْ عن قبضها لذعاتها
قال علي (ع): (من أحكم التجارب سلم من المعاطب)(2).
[394] والنّفس راغبة إذا رغّبتها وإذا تــردُّ إلى قلــيلٍ تـقنع
قال علي (ع): (المرء حيث وضع نفسه برياضته وطاعته فإن نزّهها تنزّهت, وإن دنّسها تدنّست)(3).
[395] وإن مُدّت الأيدي إلى الزاد لم أكن بأعـــجلهم إذ أجشــع القوم أعجلُ
قال علي (ع): في عهده لمالك (رضي الله عنه): (وإيّاك والعجلة بالأُمور قبل أوانها)(4).
[396] وإن شئت أن تحيا سليماً من الأذى فـــكنْ لـشرارِ الناسِ ما عشت ترّاكا
قال علي (ع): (إيّاك ومعاشرة الأشرار فإنّهم كالنار مباشرتها تحرق..)(5).
[397] وإنّ صغيرَ القومِ إن كان عالماً كـــبيرٌ إذا رُدّت إلــيه المحافلُ
قال علي (ع): (العلماء حكّام على الناس)(6).
[398] وإنّ كبيرّ القوم لا علمَ عنده صــغيرٌ إذا التفّتْ عليه الجحافلُ
قال علي (ع): (لا هداية لمن لا علم له)(7).
[399] وإنّك إن أهديتَ لي عيبَ واحدٍ جـــديرٌ إلى غـيري بنقل عيوبي
قال علي (ع): (إيّاك ومعاشرة متتبّعي عيوب الناس، فإنّه لم يسلم مصاحبهم منهم)(8).
[400] وإنّك مهما تعط نفسَكَ سؤلَها وفـــرجَك نالا منتهى الذَّمِّ أجمعا
قال علي (ع): (إنكم إن أطعتم أنفسكم نزعت بكم إلى شرّ غاية)(9).
ــــــــــــــــ
(1) الغرر: 5 / 64.
(2) نفسه: 5 / 215.
(3) نفسه: 2 / 77.
(4) شرح نهج البلاغة: 17 / 113.
(5) الغرر: 2 / 289.
(6) نفسه: 1 / 137.
(7) نفسه: 6 / 403.
(8) نفسه: 2 / 291.
(9) نفسه: 3 / 68.
الصفحة 77
[401] وإنّي لأُقصي المرءَ من غيرِ بغضه وأُدنـي أخا البـــغضاء منّي على عمدِ
قال علي (ع): (خالطوا الناس مخالطةً إن متّم معها بكوا عليكم, وإن عشتم حنّوا إليكم)(1).
[402] وجائزةٌ دعوى المحبَّةِ والهوى وإن كــان لا يــخفى كلامُ المنافقِ
قال علي (ع): (ما أضمر أحدٌ شيئاً إلاّ ظهر في فلتات لسانه وصفحات وجهه)(2).
[403] وجودُك في المقامِ ولو قـليلاً فـــما فيــما تجودُ به قــليلُ
قال علي (ع): (لا يقل عملٌ مع تقوى وكيف يقلّ ما يتقبّل)(3).
[404] وحالاتُ الزَّمانِ عليك شتّى وحــــالُكَ واحدٌ في كلِّ حالِ
قال علي (ع) كما في دعائه الذي علّمه تلميذه كميل بن زياد: (اللّهمّ اجعل أعمالي وأورادي كلّها ورداً واحداً).
وقال (ع): (إنّ المؤمن يستحلّ العام ما استحلّ عاماً أوّلاً ويحرّم العام ما حرّم عاماً أوّلاً)(4).
[405] وخلّةٍ في جليسٍ أَتقيه بــها كيـــما يرى أنّنا مِثلانِ في الوَهنِ
قال ابن أبي الحديد في شرح قوله (ع): (مقاربة الناس في أخلاقهم أمن من غوائلهم)، إلى هذا نظر المتنبي فقال: وخلّة من جليس...(5)
[406] وسالَمَتْكَ اللّيالي فاغتررتَ بها وعـــند صفو اللَّيالي يحدثُ الكَدَرُ
قال علي (ع): (ما قال الناس لشيءٍ طوبى له إلاّ وقد خبّأ له الدهر يوم سوء)(6).
[407] وشبه الشيء منجذبٌ إليه وأشــــبهنا بدنــيانا الطّغامُ
الطغام: السفلة من الناس.
قال علي (ع): (الناس بزمانهم أشبه منهم بآبائهم)(7).
[408] وعليّ أن أسعى وليس(م) عـــلـيَّ إدراك النـــجـاح
ـــــــــــــــ
(1) شرح نهج البلاغة: 18 / 107.
(2) نهج البلاغة, ح: 26.
(3) نهج البلاغة, ح: 91.
(4) نهج البلاغة, ط: 174.
(5) شرح نهج البلاغة: م 4 / 451.
(6) الغرر: 6 / 84.
(7) شرح ابن ميثم: 94 والناسخ: 5 / 330.
الصفحة 78
قال علي (ع): (عليك بالسعي وليس عليك بالنجح)(1).
[409] وعينُ الرِّضا عن كلِّ عيب كليلةٌ ولـــكنَّ عين السُّخط تبدي المساويا
قال علي (ع): (ازهد في الدنيا يبصرّك الله عوراتها, ولا تغفل فلست بمغفولٍ عنك)(2).
وقال (ع): (عين المحبّ عَميّةٌ عن معايب المحبوب, وأُذنه صمّاء عن قبح مساويه)(3).
[410] وعذرتهم وعرفتُ ذنبي أنّني عَيـــّرتُهم فلقيتُ فــيه ما لقوا
قال علي (ع): (من هتك حجاب غيره انكشفت عورات بيته)(4).
[411] وقد كان حسنُ الظنِّ بعضَ مذاهبي فـــأدّبني هــذا الــزمان وأهـلُهُ
قال علي (ع): (وإذا استولى الفساد على الزمان وأهله فأحسن رجل الظنّ برجل فقد غرّر)(5).
[412] وقد نقلوا عنّي الذي لم أَفُهْ بــهِ ومــــا آفةُ الأخـــبار إلاّ رواتُها
قال علي (ع): (اعقلوا الخبر إذا سمعتموه عقل رعاية لا عقل رواية؛ فإنّ رواة العلم كثير, ورعاته قليل)(6).
[413] وكلُّ امرئٍ يولي الجميلَ محبّبٌ وكـــلُّ مكــانٍ يُنبتُ العِزَّ طيّبُ
قال علي (ع): (السخاء يكسب المحبّة)(7).
وقال (ع): (خير البلاد ما حملك)(8).
[414] وكلُّ طريقٍ أتاه الفـتى علـى قَدَر الرِجل فيه الخطا
قال علي (ع):
(قدر الرجل على قدر همّته, وصدقه على قدر مروءته, وشجاعته على قدر أَنَفَته, وعفّته على قدر غيرته)(9).
[415] وكلُّ اُناسٍ يتبعون إمامـهم وأنـــت لأهلِ المكرماتِ إمامُ
ـــــــــــــــــ
(1) الغرر: 4 / 298.
(2) شرح نهج البلاغة: 19 / 339.
(3) الغرر: 4 / 356.
(4) القانون: ص 20.
(5) شرح نهج البلاغة:18/ 78.
(6) نفس المصدر: 18/ 254.
(7) غرر الحكم: ص 54.
(8) نهج البلاغة، ح:442.
(9) نهج البلاغة، ح:47.
الصفحة 79
قال علي (ع): في كتابه لعثمان بن حنيف (رض): (ألا وإنّ لكلّ مأمومٍ إماماً يقتدي به ويستضئ بنور علمه)(1).
[416] وكيف يتمُّ بأسُك في اُناسٍ تصــيبهم فيؤلمك المـصابُ؟
هذا نظير قول عليّ (ع) لمّا مرّ على طلحة وعبد الرحمان بن عتاب وهما قتيلان يوم معركة الجمل:
(أَمَا والله لقد كنت أكره أن تكون قريش قتلى تحت بطون الكواكب)(2).
[417] ولا خيرَ في ودِّ امرئٍ متلوّنٍ إذا الريــحُ مالَتْ مالَ حيث تميلُ
قال علي (ع): (شرُّ الأصحاب السَّريع الانقلاب)(3).
[418] ولذيذُ الحياةِ أنفسُ في النفس(م) وأشـــهى من أن يـملَّ, وأحلى
قال علي (ع): (واعلموا أنّه ليس من شيء إلاّ ويكاد صاحبه يشبع منه ويملّه إلاّ الحياة)(4).
[419] ولربَّ نازلةٍ يَضيقُ بها الفتى ذرعاً, وعـند الله منها المخرجُ
قال علي (ع): (ما اشتدّ ضيق إلاّ قرّب الله فرجه)(5).
[420] ولربَّ مزحةُ ناطقٍ برزت مـــن لفظةٍ وكأنّها أفعى
قال علي (ع): (المزاح فرقة تتبعها ضغينة)(6).
[421] ولربّ شهوة ساعةٍ قد أورثت حزناً طويلاً
قال علي (ع): (لا تقوم حلاوة اللّذة بمرارة الآفات)(7).
[422] ولربّما ابتسمَ الفتى وفؤادُه شــَرِقُ الجنانِ برنّةٍ وعويلِ
الشرق: الممتلئ.
قال علي (ع): (إنّ بشر المؤمن في وجهه وقوّته في دينه وحزنه في قلبه)(8).
[423] وَلَحتفٍ في العزّ بدنو محبٌّ ولعــمرٍ يطولُ في الذلّ قالي
الحتف: الموت, والقالي: المبغوض.
ـــــــــــــــــ
(1) نهج البلاغة, ك: 45.
(2) نهج البلاغة, ط: 217.
(3) الغرر: 4 / 177.
(4) نهج البلاغة, ط: 131.
(5) الغرر: 6 / 72.
(6) نفسه: 2 / 43.
(7) نفسه: 6 / 423.
(8) نفسه: 2 / 505.
الصفحة 80
قال علي (ع): (فالموت في حياتكم مقهورين, والحياة في موتكم قاهرين)(1).
[424] ولو فَلَقَ القلبَ المعلّمُ في الصِّب لاُلفــي فيه العـلم كالنقش في الحجر
قال علي (ع): (العلم من الصغر كالنقش في الحجر)(2).
[425] وما التّيه طبّي فيهم غير أنّني بغــيضٌ إليّ الجــاهل المتـعاقلُ
التيه: الكبر, والطبّ: العادة.
قال علي (ع): (قصم ظهري رجلان: جاهل متنسّك, وعالم متهتّك)(3).
[426] وما الحسنُ في وجهِ الفتى شرف له إذا لـــم يكن في طـــبعِهِ والخـلائقِ
قال علي (ع): (لا يهوننّ عليك من قبح منظره, ورثّ لباسه, فإنّ الله تعالى ينظر إلى القلوب, ويجازي بالأفعال)(4).
[427] وما الخصبُ للأضيافِ أن يكثر القِرى ولكــنّما وجـــه الكـــريم خصـيبُ
قال علي (ع): (بالبشر وبسط الوجه يحسن موقع البذل)(5).
[428] وما المرء إلاّ بإخوانِهِ إذا الكونُ بالحادثاتِ اضطرب
قال علي (ع): (الإخوان جلاء الهموم والأحزان)(6).
[429] وما ماضي الشباب بمُسـتَردٍّ ولا يـــوم يَمُرُّ بمـــستعــادِ
قال علي (ع): (لا جاء يرد, ولا ماض يرتد)(7).
[430] وما نحن إلاّ مثلهم غير أنّنا أقمــــنا قليلاً بعدهم ثمَّ نرحلُ
قال علي (ع) في رسالته إلى الحارث الهمداني:
(واعتبر بما مضى من الدنيا لما بقي منها, فإنّ بعضها يشبه بعضاً, وآخرها لاحقٌ بأوّلها)(8).
[431] ومن العجائب, والعجائبُ جمّةٌ شـــــكرٌ بطئٌ عن ندىً متسرّعِ
ــــــــــــــــ
(1) نهج البلاغة, ط: 51.
(2) بحار الأنوار: 1 / 224.
(3) شرح نهج البلاغة: م 4 / 544.
(4) شرح نهج البلاغة: 4 / 562.
(5) الغرر: 3 / 232.
(6) نفسه: 2 / 143.
(7) نهج البلاغة, ط: 112.
(8) شرح نهج البلاغة: 17 / 41.
الصفحة 81
قال علي (ع): (السخاء ما كان ابتداءً, فإذا كان عن مسألة فحياء وتذمّم)(1).
[432] ومن يحتفرْ في الشرِّ بئراً لغيره يَبِــتْ وهو فيها ـ لا محالةـ واقعُ
قال علي (ع): (من حفر لأخيه بئراً أوقعه الله في بئره)(2).
[433] ومن أعتاضُ عنك إذا افترقنا وكلُّ النــــاس زورٌ ما خلاكا؟!
قال علي (ع) في عهده لمحمّد بن أبي بكر (رض):
(لا تُسخط الله برضى أحدٍ من خلقه, فإنّ في الله خلفاً من غيره, وليس من الله خلف في غيره)(3).
[434] ومن جهلت نفسُه قـدره رأى غيـــره منه ما لا يَرى
قال علي (ع): (من اقتصر على قدره كان أبقى له)(4).
[435] ومن لا يصانعْ في أُمورٍ كثيرةٍ يُـــــضرّسْ بأنيابٍ ويوطأ بمنسمِ
ضرس الشيء: عضّه بأضراسه.
المنسم: طرف البعير.
قال علي (ع): (دارِ الناس تأمن غوائلهم, وتسلم من مكائدهم)(5).
[436] ومن دعا الناسَ إلى ذمِّهِ ذمّوه بالحـقّ وبالـــباطـلِ
قال علي (ع): في رسالته إلى الحارث الهمداني: (ولا تجعل عرضك غرضاً لنبال القوم)(6).
[437] ومن طرقته الغادياتُ بويله فـــلابدَّ ما يأتيه فيها الصواعقُ
الغاديات: السُّحُب تنشأ غدوة.
قال علي (ع): (اِنّ هذا الموت لطالبٌ حثيث لا يفوتُهُ المقيم ولا يعجزه من هرب)(7).
[438] ومن لا يغمّض عينَه عن صديقِهِ وعن بــعضِ ما فيه يَمُتْ وهو عاتبُ
قال علي (ع): (أغضِ على القذى والألم ترضَ أبداً)(8).
[439] ومن يكُ ذا فضلٍ فيبخلْ بفضلِهِ عــــلى قومِهِ يُستغن عنه ويُذممِ
قال علي (ع): (البخل يذلّ مصاحبه, ويُعزّ مجانبه)(9).
ـــــــــــــــــ
(1) نفس المصدر: 18 / 184.
(2) الغرر: 5 / 265.
(3) نهج البلاغة, ك: 27.
(4) نهج البلاغة, ك: 31.
(5) الغرر: 4 / 15.
(6) شرح نهج البلاغة: 17 / 45.
(7) الغرر: 2 / 569.
(8) شرح نهج البلاغة: 19 / 34.
(9) الغرر: 1 / 370.
الصفحة 82
[440] ومن لم يذقْ مرَّ التعلّمِ ساعةً تــــجرَّعَ ذلَّ الجهلِ طولَ حياتِه
قال علي (ع): (من لم يصبر على مضض التعليم بقي في ذل الجهل)(1).
[441] ومن فاته التعليمُ وقتَ شبـابِهِ فــــكبّرْ عليـــه أربعاً لوفـاته
أشار الشاعر إلى التكبير في صلاة الميت.
قال علي (ع): (من لم يتعلّم في الصِّغر, لم يتقدّم في الكبر)(2).
[442] ومهما تكنْ عند امرئ من خليقـةٍ وإن خالـــها تخفى عـلى الناسِ تُعْلَمِ
قال علي (ع): (ما أضمر أحدٌ شيئاً إلاّ ظهر في فلتات لسانه, وصفحات وجهه)(3).
[443] وهبني قلت هذا الصبحُ ليلٌ أيعـــمى العالِمون عن الضياءِ
قال علي (ع): (ما أوضح الحقّ لذي عينين)(4).
[444] ووضعُ النَّدى في موضعِ السَّيفِ بالعلى مـــضرٌّ كوضعِ السَّيفِ في موضع النَّدى
قال علي (ع): (المعروف كنزٌ فانظر عند من تودعه)(5).
ــــــــــــــــ
(1) نفسه: 5 / 411.
(2) نفسه: 5 / 401.
(3) شرح نهج البلاغة: 18 / 137.
(4) القانون: ص 29.
(5) شرح نهج البلاغة: 20 / 286.
الصفحة 83
|