حرف الفاء
[250] فاسمح بفعلِك بعد قولِك إنّه لا يُحــمدُ الوَســميّ إلاّ بالوليّ
الوسميّ: أوّل مطر الربيع, والوليّ: المطر الذي يليه.
قال علي (ع): (حسن الأفعال مصداق حسن الأقوال)(1).
[251] فاكفُفْ لسانَك إن تعيّر واعْلَـمَنْ أن ليــس يأمـنُ ما يعــيبُ مُعيِّرُ
قال علي (ع): (من عيَّر بشيءٍ بلي به)(2).
[252] فالخيرُ خيرٌ وخيرٌ منه فاعلُهُ والــشرُّ شرٌّ وشرٌّ منه صانعُه
قال علي (ع): (فاعل الخير خير منه, وفاعل الشرّ شرّ منه)(3).
[253] فالرِّفقُ يُمنٌ والأناةُ سعادةٌ فتــأنَّ في رفقٍ تنالَ نجاحا
قال علي (ع): (الرفق لقاح الصلاح, وعنوان النجاح)(4).
[254] فإن قدرت فلا تفعل سوى حَسَنٍ بيــن الأنامِ وجـانبْ كلَّ ما قبحا
قال علي (ع): (تجاوز مع القدرة وأحسن مع الدولة تكمل لك السِّيادة)(5).
[255] فإنّك إن أعطيتَ بطنَكَ سؤلَه وفـرجك نالا منتهى الذمِّ أجمعا
ـــــــــــــــــ
(1) الغرر: 3 / 406.
(2) نفسه: 5 / 178.
(3) شرح نهج البلاغة: 18 / 149.
(4) الغرر: 2 / 160.
(5) نفسه: 3 / 297.
الصفحة 54
قال ابن أبي الحديد: أكل عليّ (ع) قليلاً من تمر دقل ـ وهو أردأ التمر ـ وشرب عليه ماءاً، وأمرّ يده على بطنه وقال:
(من أدخله بطنه النار فأبعده الله) (1).
[256] فتىً لا تسلبُ القتلى يداه ويسـلبُ عفوُه الأسرى الوثاقا
يحدّثنا التاريخ يوم برز عليّ (ع)؛ في حرب الخندق فجندل عمرو بن عبد ودّ العامري ولم يبزّهُ أثوابه.
فقال:
(وعففتُ عن أثوابه ولو انّنــي كنت المقطّرَ بزّني أثوابي)(2).
[257] فخرُ الفتى بجمالِ الخَلق منقصةٌ وإنّمــا بجــمالِ الخُـلق مفخرهُ
قال علي (ع): (ينبغي أن يكون التفاخر بعليّ الهمم, والوفاء بالذِّمم)(3).
[258] فَخَفْ دعوةَ المظلومِ إنّ دعاءَه ملمٌّ بنـــوريّ الحجاب وخارقُهْ
قال علي (ع): (اتّقوا دعوة المظلوم فإنّه يسأل حقّه, والله سبحانه أكرم من أن يسأل حقّاً إلاّ أجاب)(4).
[259] فربَّ قائلةٍ بالمزحِ قــاتلةٍ مشؤومةٍ لم يُرد إنماؤُها نَمَتِ
قال علي (ع): (لكلّ شيء بذر, وبذر العداوة المزاح)(5).
[260] فربَّ أخٍ خليقٍ بالتقالي ومغـتربٍ جديرٍ بالصَّفاءِ
قال علي (ع): (ربّ عشيرٍ غير حبيب)(6)
[261] فسادٌ كبير: عالمٌ متهتّكُ وأكـبرُ منه جاهلٌ متنسّكُ
قال علي (ع): (ما قصم ظهري إلاّ رجلان: عالم متهتّك, وجاهل متنسّك)(7).
[262] فشاور العقلَ واتركْ غيرَه هدراً فالـعقلُ خيرُ مشيرٍ ضمّه الوادي
قال علي (ع): (استرشد العقل وخالف الهوى تنجح)(8).
[263] فصبراً يا بني الأحرار صبرًا فإنّ الدَّهـرَ ذو سعةٍ وضيقِ
قال علي (ع): (لنا حقّ فإن أُعطيناه وإلاّ ركبنا أعجاز الإبل وإن طال السُّرى).
ـــــــــــــــ
(1) شرح نهج البلاغة: 19 / 187.
(2) اُنظر وقعة صفين لنصر بن مزاحم المنقري.
(3) الغرر: 6 / 447.
(4) الغرر: 2 / 160.
(5) نفسه: 5 / 24.
(6) نفسه: 4 / 71.
(7) نفسه: 6 / 98.
(8) نفسه: 2 / 246.
الصفحة 55
قال ابن أبي الحديد: وصورته أنّ لنا حقّاً إنْ نُعْطَه نأخذه, وإن نُمْنَعه نركب أعجاز الإبل؛ لأنّ راكب أعجاز الإبل يلحقه مشقّة وضرر(1).
[264] فَفزْ بعلمٍ تعشْ حيّاً به أبداً النـاسُ موتى وأهلُ العلم أحياءُ
قال علي (ع): (العالم حيٌّ بين الموتى)(2).
[265] فلا تغررك ألسنةٌ قوالٌ تــقلّبهنّ أفئـدةٌ أعــادي
الألسنة القوال: الحسنة القول.
قال علي (ع) في وصف المنافق: (المنافق لسانه يسرّ وقلبه يضرّ)(3).
[266] فلستُ بمفراحٍ إذا الدَّهر سرّني ولا جــازعٌ من صــرفه المـتقلّبِ
المفراح: الكثير الفرح للمذكّر والمؤنّث.
قال علي (ع): (ولا تكن عند النعماء بطراً, ولا عند البأساء فشلاً)(4).
[267] فليتك تحلو والحياةٌ مريرةٌ وليــتك ترضى والأنامُ غضابُ
قال علي (ع): (في رضى الله غاية المطلوب)(5).
[268] فما كلّ فعّال يجازى بفعله ولا كــلّ قــوّال لديّ يُجابُ
قال علي (ع): (ما كلّ مفتون يُعاتب)(6).
قال علي (ع) هذا الكلام لسعد بن أبي وقّاص ومحمّد بن مسلمة وعبدالله بن عمر لمّا امتنعوا من الخروج معه لحرب أصحاب الجمل.
[269] فما كلُّ من تهواه يهواك قلبـُهُ ولا كلُّ مـــن صافيته لكَ قد صفا
قال علي (ع): (أبعد البعد تنائي القلوب)(7).
[270] لسانُ الفتى نصفٌ ونصفٌ فـؤادُه فلم يبقَ إلاّ صــورةُ اللَّحــم والدّمِ
قال علي (ع): (المرء بأصغريه: بقلبه ولسانه, إن قاتل قاتل بجنان, وإن نطق نطق ببيان)(8).
ـــــــــــــــــ
(1) شرح نهج البلاغة: 18 / 132.
(2) الغرر: 2 / 143.
(3) نهج البلاغة, ح: 83.
(4) نهج البلاغة لصالح: ص 407.
(5) الغرر: 4 / 394.
(6) شرح نهج البلاغة: 18 / 119.
(7) الغرر: 2 / 405.
(8) نفسه: 2 / 133.
الصفحة 56
[271] فيا ليت الشبابَ يعودُ يوماً فـــأُخبره بما فـعلَ المشيبُ
قال علي (ع): (شيئان لا يعرف فضلهما إلاّ من فقدهما: الشباب والعافية)(1).
[272] في كلِّ شيءٍ عبرةٌ لمن عَقَلْ قد يسـعدُ المرءُ إذا المرءُ اعتدلْ
قال علي (ع): (إنّ في كلّ شيءٍ موعظة وعبرة لذوي الألباب والاعتبار)(2).
[273] فيومٌ علينا ويومٌ لنـا ويـومٌ نُساءُ ويومٌ نُسَر
قال عليّ (ع) مخاطباً ابن عبّاس: (واعلم بأنّ الدهر يومان: يوم لك ويوم عليك)(3).
ـــــــــــــــــ
(1) نفسه: 4 / 183.
(2) نفسه: 2 / 507.
(3) شرح نهج البلاغة: 18 / 60.
الصفحة 57
|