حرف الألف
[1] أَبَتْ هممي تسيغُ الماءَ صفواً إذا ما الذّلُّ حـامَ على الزُّلالِ
يذكّرنا الشاعر بقولٍ لعليٍّ (ع): (ما دفع أمرأً كهمّته, ولا وضعه كشهوته)(1).
[2] ابدأ بنفسِك فانْهَها عن غيِّها فإذا انتـهتْ عنهُ فأنتَ حكيمُ
هذا المعنى ناظرٌ إلى قول عليٍّ (ع):
(من نصب نفسه للناس إماماً فعليه أن يبدأ بتعليم نفسه قبل تعليم غيره, وليكن تأديبه بسيرته قبل تأديبه بلسانه, ومعلّم نفسه ومؤدّبها أحقّ بالإجلال من معلّم النّاس ومؤدّبهم)(2).
[3] أُبدي التجلُّد للعدوِّ ولو دَرَى بتململي لقد اشتفى أعدائي
قال علي (ع): (الصبر يرغم الأعداء)(3).
[4] أبقى الضغائنَ آباءٌ لنا سَلفوا فلن تبيـدَ وللآبـاءِ أبنـاء
قال علي (ع): (مودّة الآباء قرابةٌ بين الأبناء, والقرابة أحوج إلى المودّة من المودّة في القرابة, فالقربى محتاجةٌ إلى المودّة, والمودّة مستغنيةٌ عن القرابة)(4).
ـــــــــــــــــــ
(1) الغرر: 6 / 114.
(2) شرح نهج البلاغة: 18 / 220.
(3) الغرر: 1 / 196.
(4) شرح نهج البلاغة: 19 / 214.
الصفحة 12
وفي البيت دلالة على المعنى الآخر الذي يقابل المودّة وهي الغلّ والضغائن.
[5] أترجو الخُلدَ في دارِ التفاني وأمنَ السِّرب في خُطَطِ الأماني
قال علي (ع): (إنّما خُلقتم للبقاء لا للفناء, وإنّكم في دار بُلغة, ومنزل قلعة)(1).
[6] أجدُ الجفاءَ على سواكَ مروءةً والصَّبرَ إلاّ في نـواكَ جميلا
قال علي (عليه السّلام): مؤبّناً رسول الله (ص) حين وقف على قبره الشريف:
(إنّ الصبر لجميلٌ إلاّ عنك, وإنّ الجزع لقبيحٌ إلاّ عليك, وإنّ المصاب بك لجليل, وإنّه قبلَك وبعدك لجلل)(2).
[7] أَجْملْ إذا حاولتَ في طلـبٍ فالجـَدُّ يغني عنكَ لا الجِدُّ
الجدّ, بالفتح: الحَظّ. وبالكسر: السعي والنشاط.
قال علي (ع): (ما أدرك المجد من فاته الجَدّ)(3).
وقال (ع): (التشمّر للجِدّ من سعادة الجَدّ)(4).
[8] أُحبُّ الفتى ينفي الفواحشَ سمعُهُ كأنَّ بــه عن كلِّ فاحشةٍ وقرا
قال علي (ع): (ما أفحش كريم قطّ)(5).
[9] اُحبُّ من الإخوانِ كلَّ مُواتــــي وكلَّ غضيضِ الطَّرفِ عن عثراتي
قال عليّ (ع): (خير الإخوان من لم يكن على إخوانه مستقصياً)(6).
[10] احذرْ مودّةَ ماذقٍ شابَ المرارةَ بالحلاوة
قال علي (ع): (شرُّ إخوانك الغاشُّ المداهن)(7).
[11] احذرْ عدوَّك مـرّةً واحذرْ صديقَكَ ألفَ مرّة
قال علي (ع): (إن استنمت إلى ودودك فأحرز له من أمرك، واستبق له من سرّك ما لعلّك أن تندم عليه وقتاً ما)(8).
[12] أحسنْ إلى الناس تستعبدْ قلوبَهمْ فطـالما اسـتعبدَ الإنسانَ إحسانُ
الصفحة 13
قال علي (ع): (عجبت لمن يشتري العبيد بماله فيعتقهم كيف لا يشتري الأحرار بإحسانه فيسترقّهم)(1).
[13] احفظْ لسانَكَ أيُّها الإنسانُ لا يلدغَنّك إنّه ثعبـــانُ
قال علي (ع): (زلّة اللّسان أنكى من إصابة السِّنان)(2).
[14] أخاكَ أخاكَ إنّ من لا أخاً له كساعٍ إلى الهيجا بغير سلاحِ
قال عليّ (ع): (أعجز الناس من عجز عن اكتساب الإخوان)(3).
[15] أخاكَ أخاكَ فهو أجلُّ ذخرٍ إذا نابَتْكَ نـائبةُ الزمـانِ
قال علي (ع): (جمال الإخوّة إحسان العشرة, والمواساة مع العسرة)(4).
[16] أخلِقْ بذي الصَّبرِ أن يحظى بحاجته ومُدْمِنُ القَرعِ للأبوابِ أن يلــجا
قال علي (ع): (بشّر نفسك إذا صبرت بالنجح والظفر)(5).
[17] أَدَبُ الكبيرِ من التَّعبْ كَبُرَ الكبيرُ عن الأَدَبْ
قال عليّ (ع): (من لم يتعلّم في الصغر, لم يتقدّم في الكبر)(6).
[18] إذا استغنيتَ عن شيءٍ فَدَعْه وخُذْ ما أنتَ محــتاجٌ إليـه
قال علي (ع): (ما استغنيت عنه خير ممّا استغنيت به)(7).
[19] إذا الضيفُ جاءَكَ فابسمْ له وقرِّبْ إلــيه وشيكَ القِرى
نلمس هذا المعنى في قول عليٍّ (ع): (بالبِشر وبسط الوجه يحسن موقع البذل)(8).
[20] إذا العضو لم يؤلمك إلاّ قَطعتَه على مضضٍ لم تبقِِ لحماً ولا دما
قال علي (عليه السّلام): (نصف العاقل احتمال ونصفه تغافل)(9).
[21] إذا العودُ لم يُثمرْ وإن كان شعبةً من المثمراتِ اعتدَّهُ الناسُ في الحَطبْ
قال علي (عليه السّلام): (ولد السوء يَعُرُّ السَّلَفَ, ويُفسد الخَلَفَ)(10).
يَعُرُّ: يلطّخ.
ــــــــــــــــ
(1) نفسه: 4 / 343.
(2) نفسه: 4 / 105.
(3) شرح نهج البلاغة: 18 / 112.
(4) الغرر: 3 / 375.
(5) نفسه: 3 / 267.
(6) نفسه: 5 / 401.
(7) نفسه: 6 / 78.
(8) نفسه: 3 / 232.
(9) نفسه: 6 / 173.
(10) نفسه: 6 / 222.
الصفحة 14
[22] إذا المرءُ لم يخزنْ عليه لسانَهُ فليس على شـيء سواه بخَزّانِ
قال علي (ع): (اختزن لسانك كما تخزن ذهبك وورقك)(1).
[23] إذا المرءُ لم يَدْنَسُ من اللّؤمِ عرضُه فكــــــلُّ رداءٍ يرتـديه جميـلُ
قال علي (ع): (من اللّؤم أن يصون الرجل ماله ويبذل عرضه)(2).
[24] إذا المرءُ لم يحفظْ ذِماماً لقومِهِ فأحْجِ بــه أن لا يفـي بضمانِ
الحَجْو: الظنّ احجُ به: ظُنّ.
قال علي (ع): (لم يتّصف بالمروءة من لم يرع ذمّة أوليائه)(3).
[25] إذا المرءُ أفشى سرَّه بلسانِهِ ولامَ علـيه غيرَه فهو أحمقُ
قال علي (ع): (سرّك سرورك إن كتمته, وإن أذعته كان ثبورك)(4).
[26] إذا المرءُ أولاكَ الهوانَ فأوْلِهِ هواناً, وإن كانت قريباً أواصِرُهْ
قال علي (ع): (تكبّر الدنيء يدعو إلى إهانته)(5).
[27] إذا ما المرءُ لم يَقنعْ بعيشٍ تَقنَّعَ بالمذلّـــةِ والصَّغـارِ
قال علي (ع): (من لم يقنع بما قُدّر له تعنّى)(6).
[28] إذا المرءُ لم يمدحْهُ حسنُ فعالِهِ فمدّاحُهُ يهذي وإن كان مفصِحا
قال علي (ع): (جميل الفعل ينبئ عن طيب الأصل)(7).
[29] إذا امتحنَ الدُّنيا لبيبٌ تكشفّتْ له عن عدوٍّ في ثيابِ صديقِ
قال علي (ع): (إنّما الدنيا شَرَك وقع فيه من لا يعرفه)(8).
[30] إذا أنا لم أنفعْ خليــلي بودِّه فإنّ عدوّي لا يضرّهم بُغضي
نظير ذلك ما قاله علي (ع): (إذا نَبَت الودّ وَجَب الترافد والتعاضد)(9).
[31] إذا أنت لم تشربْ مراراً على القـَذى ظمئتَ, وأيّ الناسِ تَصفو مشاربُهْ؟!
قال علي (ع): (ينبغي لمن عرف الزمان أن لا يأمن الصروف والغِيَر)(10).
ــــــــــــــــــ
(1) نفسه: 2 / 180.
(2) نفسه: 6 / 27.
(3) نفسه: 5 / 95.
(4) نفسه: 4 / 141.
(5) نفسه: 4 / 319.
(6) نفسه: 5 / 219.
(7) نفسه: 3 / 369.
(8) نفسه: 3 / 76.
(9) نفسه: 3 / 173.
(10) نفسه: 6 / 443.
الصفحة 15
[32] إذا أنتَ لم تزرعْ وأبصرتَ حاصداً ندمتَ على التفريطِ في زمنِ البذرِ
قال علي (ع): (من أطاع التواني أحاطت به الندامة)(1).
[33] إذا أنت عِبتَ الأمرَ ثمَّ أتيتَه فأنتَ ومَن تزري عليه سواءُ
قال علي (ع): (أكبر العيب أن تعيب ما فيك مثله)(2).
[34] إذا أنتَ أكرمتَ الكريمَ مَلَكـْتَهُ وإن أنـتَ أكرمتَ اللّئيمَ تمرّدا
قال علي (ع): (احذروا صولة الكريم إذا جاع, واللّئيم إذا شبع)(3).
قال ابن أبي الحديد عند شرحه لهذا القول الشريف:
ليس يعني بالجوع والشبع ما تعارفه الناس, وإنّما المراد احذروا صولة الكريم إذا ضِيمَ وامتهن, واحذروا صولة اللّئيم إذا أُكرم, ومثل المعنى الأوّل قول الشاعر:
لا يصبر الحرُّ تحت ضــيمٍ وإنّمـا يصبر الحمـار
ومثل المعنى الثاني قول أبي الطيّب: إذا أنتَ أكرمتَ الكريمَ ملكْتَه(4).
[35] إذا بلغ الرأي النصيحةَ فاستعِنْ بعزمِ نصـيحٍ أو مشورةِ حازمِ
قال علي (ع): (من استبدّ برأيه هلك, ومن شاور الرجال شاركها في عقولها)(5).
[36] إذا تاه الصّديقُ عليك كِبْراً فِتِهْ كِبْراً على ذاكَ الصديقِ
قال علي (ع): (من تكبَّر حُقِّر)(6).
[37] إذا تضايقِ أمرٌ فانتظرْ فرجاً فأضيقُ الأَمْرِ أدناه إلى الفَرَجِ
قال علي (ع): (أقرب ما يكون الفرج عند تضايق الأمر)(7).
[38] إذا تمَّ أمرٌ بدا نقصُهُ توقّعْ زوالاً إذا قيل: تَمّ!
قال علي (ع): (لكلّ شيءٍ من الدنيا انقضاءٌ وفناء)(8).
[39] إذا جازيتَ بالإحسانِ قوماً زجرتَ المذنبين عن الذُّنوبِ
قال علي (ع): (افعل المعروف ما أمكن وازجر المسيء بفعل المحسن)(9).
ـــــــــــــــــ
(1) نفسه: 5 / 445.
(2) شرح نهج البلاغة: 19 / 269.
(3) نهج البلاغة: ح : 49.
(4) شرح نهج البلاغة: م 4 / 265.
(5) شرح نهج البلاغة: 18 / 382.
(6) الغرر: 5 / 140.
(7) نفسه: 2 / 460.
(8) نفسه: 5 / 17.
(9) نفسه: 2 / 183.
الصفحة 16
[40] إذا حدّثتك النفـسُ أنـَّكَ قادرٌ على ما حوت أيدي الرِّجال فكذّبِ
قال علي (ع): (أكثر مصارع العقول تحت بروق المطامع)(1).
[41] إذا خنتم بالغيب عهدي فما لكم تدلّون إدلال المقيم على العهد؟!
قال علي (ع): (إيّاك أن تهمل حقّ أخيك اتّكالاً على ما بينك وبينه فإنّه ليس لك بأخ من أضعت حقّه)(2).
[42] إذا رأيت نُيوبَ اللّيثِ بارزةً فلا تظننّ أنّ اللّيـثَ مبتسمُ
قال علي (ع): (لا تغترنّ بمجاملة العدوّ فإنّه كالماء وإن اُطيل إسخانه بالنار لا يمتنع من إطفائها)(3).
[43] إذا ساء فعلُ المرءِ ساءتْ ظنونُهُ وصدَّقَ ما يعتـــادُهُ مِنْ تَوَهُّمِ
قال علي (ع): (شرُّ الناس من لا يثق بأحد لسوء ظنّه, ولا يثق به أحد لسوء فعله)(4).
[44] إذا سَكَتَ الإنسانُ قلّتْ خصومُهُ وإن أضجعته الحـادثاتُ لجنبهِ
قال علي (ع): (من لزم الصمت أمن المقت)(5).
[45] إذا شئتَ ان تبلو امرأً كيف طبعُهُ فدعـْهُ وسائلْ قبلها كيف أصلُهُ
قال علي (ع): (إذا كرم أصل الرجل كرم مغيبه ومحضره)(6).
[46] إذا شئت يوماً أن تسودَ عشيرةً فبالحلمِ سُدْ لا بالتـسرّعِ والشَّتمِ
قال علي (ع): (بالاحتمال والحلم يكون لك الناس أنصاراً وأعواناً)(7).
[47] إذا صافى صديقُكَ من تعادي فقد عــادكَ وانقطعَ الكلامُ
قال علي (ع): (لا تتّخذنَ عدوّ صديقك صديقاً فتُعاديَ صديقك)(8).
[48] إذا ضاقَ صدرُ المرءِ لم يصفُ عيشُهُ وما يســـتطيبُ العيشَ إلاّ المسامحُ
قال علي (ع): (من عامل الناس بالمسامحة استمتع بصحبتهم)(9).
[49] إذا ضاقَ صدرُ المرءِ عن كتمِ سرِّهِ فصـدرُ الذي يستودعُ السِّرَّ أضيقُ
ـــــــــــــــــ
(1) شرح نهج البلاغة: 19 / 41.
(2) الغرر: 2 / 302.
(3) نفسه: 6 / 292.
(4) نفسه: 4 / 178.
(5) نفسه: 5 / 288.
(6) نفسه: 3 / 188.
(7) نفسه: 3 / 231.
(8) نفسه: 6 / 306.
(9) نفسه: 5 / 384.
الصفحة 17
قال علي (ع): (لا حرز لمن لا يسع سرَّه صدرُه)(1).
[50] إذا ظلمتَ امرأً فاحذرْ عداوتَه من يزرعِ الشوكَ لا يحصدْ به عَنَبا
قال علي (ع): (مَن عامَل بالغيّ كوفي به)(2).
[51] إذا ضيّعتَ أوّلَ كلَّ أمرٍ أبــَتْ أعجازُهُ إلاّ التواءا
قال علي (ع): (من ضيّع أمره ضيّع كلّ أمر)(3).
[52] إذا عربيٌّ لم يكنْ مثلَ سيفِهِ مضاءً على الأعداءِ أنكرَهُ الجَدُّ
قال علي (ع): (الداعي بلا عمل كالرّامي بلا وتر)(4).
وشبّهه (عليه السّلام) ـ أي الداعي ـ بالرّامي بلا وتر بأنّ سهمه لا ينفذ, وكذلك المرء إذا لم يماثل سيفه قوّةً ومضاءً فإنّه سيندحر.
[53] إذا فعل الفتى ما عنه ينهى فمن جـهتين لا جهةٍ أساءا
قال علي (ع): (لا تقولنّ ما لا تفعله فإنّك لن تخلو في ذلك من عَجْزٍ يلزمك وذمٍّ تكسبه)(5).
[54] إذا قلَّ مالُ المرءٍ قلَّ صديقُهُ وضـاقَتْ به عمّا يريدُ طريقُهُ
قال علي (ع): (المقلُّ غريب في بلدته)(6).
[55] إذا قلت كان الفعلُ ثاني عطفِهِ وخيرُ مقـــالٍ ما تلاه فَعَالُ
ثاني عطفه: أي عادلاً جانبه.
قال علي (ع): (أحسن المقال ما صدّقه حسن الفعال)(7).
[56] إذا قلت قولاً فاْخشَ ردَّ جوابِهِ لكــلِّ مقالٍ في الكلامِ جوابُ
قال علي (ع): (مَن قال ما لا ينبغي سمع ما لا يشتهي)(8).
[57] إذا قيلَ: رفقاً! قال: للحلمِ موضعٌ وحلمُ الفتى في غيرِ موضعِهِ جهلُ
قال علي (ع): (إذا كان الرفق خرقاً كان الخرق رفقاً)(9).
قال ابن أبي الحديد: يقول إذا كان الرفق مفسدة وزيادة في الشرّ فلا تستعمله، فإنّه
ــــــــــــــــــ
(1) نفسه: 6 / 386.
(2) نفسه: 5 / 301.
(3) نفسه: 5 / 387.
(4) شرح نهج البلاغة: 19 / 252.
(5) الغرر 6 / 305.
(6) نفسه: 1 / 377.
(7) نفسه: 2 / 463.
(8) نفسه: 5 / 291.
(9) نهج البلاغة ك: 31.
الصفحة 18
حينئذٍ ليس برفق، بل هو خرق(1).
[58] إذا كان الأسى داءً مقيماً ففي حسـنِ العزاءِ لنا شفاءُ
قال علي (ع): (الزم الصبر فإنّ الصبر حلو العاقبة, ميمون المغبّة)(2).
[59] إذا كان الغرابُ دليلَ قومٍ فناووسُ المجوسِ لها مقيلُ
النواوويس: المقابر.
قال علي (ع): (ضلال الدليل هلاك المستدلّ)(3).
[60] إذا كان وجهُ العذرِ ليس بواضحٍ فإنَّ اطــّراحَ العذرِ خيرٌ من العذر
قال علي (ع): (الاستغناء عن العذر أعزّ من الصدق به)(4).
والمعنى: لا تفعل شيئاً تعتذر عنه وإن كنت صادقاً في العذر، فألاّ تفعل خير لك وأعزّ لك من أن تفعل، ثمَّ تعتذر وإن كنت صادقاً.
[61] إذا كَسَبَ الناسُ المعالي بالنَّدى فإنّك تعــطي في نداك المعاليا
قال علي (ع): (إذا كان في الرجل خلّة رائقة فانتظر منه أخواتها)(5).
[62] إذا كنت ذا مالٍ ولم تكُ ذا ندى فأنـــت إذاً والمقترون سواء
الندى: الكرم.
الإقتار: هو البخل والحرص.
قال عليّ (ع): (الحريص فقير ولو ملك الدنيا بحذافيرها)(6).
[63] إذا كنت ذا رأيٍ فكن ذا عزيمةٍ فـــإنّ فساد الرأي أن تتردّدا
قال علي (ع): (إذا عقدتم على عزائم خيرٍ فأمضوها)(7).
[64] إذا كنت ترضى أن تعيش بذلةٍ فـــلا تستعدّنّ الحسام اليمانيا
قال علي (ع): (من هانت عليه نفسه فلا ترج خيره)(8).
[65] إذا وجهُ العذرِ ليس بواضحٍ فإنَّ اطّراحَ العذرِ خيرٌ من العذر
ـــــــــــــــــــــ
(1) شرح نهج البلاغة: م4 / 38.
(2) الغرر: 2 / 202.
(3) نفسه: 4 / 228.
(4) شرح نهج البلاغة: 19 / 241.
(5) الغرر: 3 / 677.
(6) نفسه: 3 / 39.
(7) نفسه: 3 / 124.
(8) نفسه: 5 / 443.
الصفحة 19
قال علي (ع): (احذروا نفار النعم فما كلّ شاردٍ بمردود)(1).
[66] إذا لم أُنِلْ بالمالِ حاجةَ معسرٍ حصورٍ عن الشكوى فما ليَ مالُ
الحصور: من الحصر وهو الضيق.
قال علي (ع): (لا تعدّن غنياً من لم يرزق من ماله)(2).
[67] إذا ليلُ النوائبِ مَدَّ باعاً ثنــاه عن عزيمتِهِ بصبحِ
قال علي (ع): (عند انسداد الفرج تبدو مطالع الفرج)(3).
[68] إذا ما أَتَتْ من صاحبٍ لك زلّةٌ فكـــنْ أنتَ محتالاً لزلّتِهِ عُذْرا
قال علي (ع): (لا تظنّنّ بكلمةٍ خرجت من أحدٍ سوءً وأنت تجد لها في الخير محتملاً)(4).
[69] إذا ما أرادَ اللهُ إهلاكَ نمـلةٍ أطالَ جناحيها فسِيقت إلى العَطْبِ
قال علي (ع): (ربّما دهيت من نفسك)(5).
[70] إذا ما الأصلُ أُلفيَ غيرَ زاكٍ فــما تزكو مدى الدَّهرِ الفروعُ
قال علي (ع): (من خبث عنصره ساء محضره)(6).
[71] إذا ما الحرُّ أجَدَبَ في زمانٍ فعــــفّتُهُ له مــاءٌ وزادُ
قال علي (ع): (لا فاقة مع عفاف)(7).
[72] إذا ما الحيُّ عاشَ بعظمِ مَيتٍ فذاك العَــظمُ حيٌّ وهو ميتُ
قال علي (ع): (من وضعه دناءة أدبه لم يرفعه شرف حسبه)(8).
[73] إذا ما المرءُ صامَ من الدَّنايا فكلُّ شــهورِهِ شهرُ الصِّيام
قال علي (ع): (لن تدرك الكمال حتّى ترقى عن النقص)(9).
[74] إذا ما تبيّنا الأُمورَ تكشـفّتْ لنا.. وأمير القـوم للقوم خادمُ
ـــــــــــــــــ
(1) شرح نهج البلاغة: 19 / 18.
(2) الغرر: 6 / 287.
(3) نفسه: 4 / 319.
(4) شرح نهج البلاغة: 19 / 277.
(5) الغرر: 4 / 83.
(6) نفسه: 5 / 474.
(7) نفسه: 6 / 363.
(8) نفسه: 5 / 236.
(9) نفسه: 5 / 66.
الصفحة 20
قال علي (ع): (وجيه الناس من تواضع مع رفعة, وذلّ مع مَنَعة)(1).
[75] إذا ما خَبَتْ نارُ الشبيبةِ ساءني ولو نُصَّ لي بين النجوم ضياءُ
خبت. همدت, ونُصّ: رفع, والضياء: الخيمة.
قال علي (ع): (هل ينتظر أهل غضاضة الشباب إلاّ حواني الهرم)(2).
وحواني الهرم: أي قرب أوآن ميعاده.
[76] إذا ما سألتَ المرءَ هِنْتَ عليه يراك حقــــيراً من رغبتَ إليه
قال علي (ع): (المسألة طوق المذلّة تسلب العزيز عزّه, والحسيب حسبه)(3).
[77] إذا ما ضاقَ بابٌ من أميرٍ فإنَّ اللهَ أوســـعُ مـنه بابا
قال علي (ع): (ما اشتدّ ضيق إلاّ قرّب الله فرجه)(4).
[78] إذا ما نَبَتْ بي أرضُ قومٍ تركتُها وســرتُ ولي منها ومن أهلها بُدُّ
قال علي (ع): (ليس بلد أحقّ بك من بلد, خير البلاد ما حملك)(5).
[79] إذا متُّ كان الناسُ صنفين: شامتٌ وآخــــرُ مُثْنٍ بالذي كنتُ أصنعُ
قال علي (ع): (إنّ مالك لحامدك في حياتك ولذامّك بعد وفاتك)(6).
[80] إذا نحن فضـــــّلنا عليّاً فإنّنا روافضُ بالتفضيل عند ذوي الجهلِ
قال علي (ع): (أسعد الناس من عرف فضلنا وتقرّب إلى الله بنا)(7).
[81] إذا نطقَ السَّفيه فلا تُجبْه فخيرٌ من إجابتِهِ السكوتُ
قال علي (ع): (لا ينتصف من سفيه قطّ إلاّ بالحلم عنه)(8) .
[82] إذا هبَّتْ رياحُك فاغتنمْها فإنَّ لــكلِّ خافقةٍ سكونُ
قال علي (ع): (بادر شبابك قبل هرمك, وصحّتك قبل سقمك)(9) .
[83] أرى دنياك خالَطَها قذاها وأَعيتْ أن يهذِّبَها مصفّي
ـــــــــــــــ
(1) نفسه: 6 / 227.
(2) نفسه: 6 / 200.
(3) نفسه: 2 / 145.
(4) نفسه: 6 / 72.
(5) نفسه: 5 / 83.
(6) نفسه: 2 / 298.
(7) نفسه: 2 / 261.
(8) نفسه: 6 / 426.
(9) نفسه: 3 / 249.
الصفحة 21
قال علي (ع): (الدنيا لا تصفو لشارب, ولا تفي لصاحب)(1).
[84] أرى عِلَلَ الدّنيا عليَّ كثيرةً وصــاحبها حتّى المماتِ عليلُ
قال علي (ع): (إنّ للدنيا مع كلّ شربة شرقاً, ومع كلّ أكلة غصصاً)(2).
[85] أرى فضلَ مالِ المرءِ داءً لعرضِهِ كمـــا أنّ فضلَ الزادِ داءٌ لجسمِهِ
قال علي (ع): (شرُّ الأموال ما أكسب المذام)(3).
[86] أرى كلَّ ريحٍ سوفَ تسكنُ مرّةً وكلَّ سمـــــاءٍ عن قليلٍ تَقَشّعُ
قال علي (ع): (عند تضايق حلَق البلاء يكون الرّخاء)(4).
[87] أرى ماءَ وجهِ المرءِ من ماءِ عرضِهِ فحــــذركَ لا يَقطْر على العارِ قاطِرُهُ
قال علي (ع): (من صان نفسه عن المسائل جَلَّ)(5).
[88] أراقوا من وجوهِهمُ حياءً ومــــا أخذوا به إلاّ ترابا
قال علي (ع): (ماء وجهك جامد يقطره السؤال فانظُرْ عند مَنْ تُقْطِره)(6).
[89] أراني أنسى ما تعلّمتُ في الكِبَرْ ولستُ بناسٍ مـا تعلّمتُ في الصِّغَرْ
قال علي (ع): (العلم من الصِّغر كالنقش في الحجر)(7).
[90] اِسمع مخاطبةَ الجليسِ ولا تكنْ عَجِــــــلاً بنطقِكَ قبلَما تتفهّمُ
قال علي (ع): (العجلة تمنع الإصابة)(8).
[91] اِسمع مقالةَ ذي لبٍّ وتجربةٍ يُفِدْك في اليوم ما في دهرِهِ عَلِما
قال علي (ع): (التجارب علمٌ مستفاد)(9).
[92] أُشْدُدْ يداً بحبِّ آلِ أحمدٍ فإنــّه عُقدةُ فوزٍ لا تُحَل
قال علي (ع):
(عليكم بحبّ آل نبيّكم فإنّه حقّ الله عليكم والموجب على الله حقّكم، ألا ترون إلى قول الله تعالى: قل لا أسألكم عليه أجراً إلاّ المودّة في القربى)(10).
ــــــــــــــــ
(1) نفسه: 2 / 33.
(2) نفسه: 2 / 651.
(3) نفسه: 4 / 163.
(4) نفسه: 4 / 319.
(5) نفسه: 5 / 239.
(6) شرح نهج البلاغة: 19 / 261.
(7) بحار الأنوار: 1 / 224.
(8) الغرر: 1 / 231.
(9) نفسه: 1 / 260.
(10) نفسه: 4 / 307.
الصفحة 22
[93] أُصادق نفسَ المرءِ من قبلِ جسمِهِ وأعرفُــــــــها في فعلِهِ والتكلّمِ
قال علي (ع): (يستدلّ على خير كلِّ امرئٍ وشرّه وطهارة أصله وخبثه بما يظهر من أفعاله)(1).
[94] أصالةُ الرأي صانتني عن الخَطَلِ وحـــليةُ الفَضْلِ زانتني عن العَطَلِ
قال علي (ع): (امخضوا الرأي مخض السِّقاء ينتج سديد الآراء)(2).
[95] اِصبرْ على مضض الحسودِ(م) فــــإنّ صبـرَك قاتلـــــه
قال علي (ع): (الصَّبر عونٌ على كلِّ أمر)(3).
[96] اصمتْ لأمرٍ أنت حقّاً جاهلُهْ فالصَّمــت حكمٌ وقليلٌ فاعلُهْ
قال علي (ع): (إنّما يستحقّ اسم الصّمت المضطلع بالإجابة وإلاّ فالعيّ به أولى)(4).
[97] أصونُ عرضي بمالي لا أُدنّسُهُ لا بارَكَ اللهُ بعد العِرضِ في المالِ!
قال علي (ع): (وفور الأموال بانتقاص الأعراض لؤم)(5).
[98] أُعلّلُ النفسَ بالآمالِ أرقبُهـــا ما أضيقَ العيش لولا فُسحةُ الأَمَلِ!
قال علي (ع): (الأمل رفيقٌ مؤنس)(6).
[99] أعمى يقودُ بصيراً لا أباً لكـم قد ضلَّ من كانت العميانُ تهديه
قال علي (عليه السّلام): (نظر البصر لا يجدي إذا عميت البصيرة)(7).
[100] اعمل بعلمي وإن قصّرتُ في عملي ينفــعك علمي ولا يضررك تقصيري
قال علي (ع): (لا تنظر إلى من قال وانظر إلى ما قال)(8).
[101] أفِدْ طبعَكَ المكدودَ بالجدِّ راحةً تجـــمّ وعلّله بشيءٍ من المزح
قال علي (ع): (إنّ هذه القلوب تملّ كما تملّ الأبدان فابتغوا لها طرائف الحكم)(9).
[102] أفسدتَ بالمنِّ ما أوليتَ من مِنَنٍ ليــــس الكريمُ إذا أعطى بمنّانِ
قال علي (ع): (المنّ يفسد الصنيعة)(10).
ـــــــــــــــــــ
(1) نفسه: 6 / 452.
(2) نفسه: 2 / 267.
(3) نفسه: 1 / 196.
(4) نفسه: 3 / 91.
(5) نفسه: 6 / 224.
(6) نفسه: 1 / 260.
(7) نفسه: 6 / 174.
(8) نفسه: 6 / 276.
(9) نفسه: 2 / 544.
(10) نفسه: 1 / 193.
الصفحة 23
[103] أفعالُ من تلدُ الكرامُ كريمةٌ وفِعـــالُ من تَلِدُ الأعاجم أعجمُ
قال علي (ع): (منزع الكريم أبداً إلى شيم آبائه)(1).
[104] أفْلَحَ من أبْصَرَ روضَ المُنى يرعـــــى فلم يرعَ ولم يَرتَع
قال علي (ع): (إيّاك والاتّكال على المنى فإنّها بضائع النوكى)(2).
[105] افهمْ عن الأيّامِ فهي نواطقٌ مــا زال يَضربُ صرفُها الأمثالا
قال علي (ع): (ضروب الأمثال تضرب لأُولي النهى والألباب)(3).
[106] أقبلْ على النفسِ واستكملْ فضائِلَها فـــــأنتَ بالنَّفسِ لا بالجسمِ إنسانُ
قال علي (ع): (ذروة الغايات لا ينالها إلاّ ذوو التهذيب والمجاهدات)(4).
[107] أكلُ عرضي إن غِبتُ ذمّاً فإن أُبْتُ فمــــدحٌ ورهبةٌ وسجودُ
قال علي (ع): (ما أقبح بالإنسان أن يكون ذا وجهين)(5).
[108] اِكره لغيرك ما لنفسِكَ تـكرهُ وافـــعلْ بنفسِكَ فعلَ من يتنزّهُ
قال علي (ع): (اجعل نفسك ميزاناً بينك وبين غيرك، وأحبب له ما تحبّ لنفسك, واكره له ما تكره لها, وأحسن كما تحبّ أن يُحسن إليك, ولا تظلم كما تحبّ أن لا تُظلم)(6).
[109] ألا إنّما الدارُ دارُ البَلاء ففــي شهدِها أبداً حنظلُ
قال علي (ع): (لا تدوم حيرة الدنيا ولا يبقى سرورها ولا تؤمن فجعتها)(7).
[110] ألا إنّما الإنسانُ ضيفٌ لأهله يقيمُ قليلاً بينـــهم ثمَّ يرحلُ
قال علي (ع): (لكلِّ ناجمٍ أُفول)(8).
[111] ألا ربّما ضاقَ الفضاءُ بأهلِهِ وأمكنَ من بين الأسنّةِ مخرجُ
قال علي (ع): (عند تناهي الشدائد يكون توقّع الفرج)(9).
[112] ألا لا تَرُم أن تستمر مسـرّةٌ عليـــك فأيّامُ السرورِ قلائلُ
ـــــــــــــــــ
(1) نفسه: 6 / 128.
(2) نفسه: 2 / 300.
(3) نفسه: 4 / 229.
(4) نفسه: 4 / 34.
(5) نفسه: 6 / 97 وصدر البيت فيه زحاف وخلل.
(6) نفسه: 2 / 218.
(7) نفسه: 6 / 418.
(8) نفسه: 5 / 10.
(9) نفسه: 4 / 319.
الصفحة 24
قال علي (ع): (أوقات السرور خلسة)(1).
[113] ألا من يشتري داراً برخْصٍ كــــــراهةَ بعض جيرتِها تباعُ
قال علي (ع): (سل عن الجار قبل الدار)(2).
[114] الاقتصادُ في الأُمورِ مملكهْ والخـــــرقُ لا يعقبُ إلاّ الهلكهْ
قال علي (ع): (إذا أراد الله بعبد خيراً ألهمه الاقتصاد وحسن التدبير)(3).
[115] الجدُّ لا يقتضي إسماعَ ملهيةٍ والـــهزلُ يكمنُ في الأوتارِ والنَّغَمِ
قال علي (ع): (لم يعقل من وله باللعب, واستهتر باللّهو والطرب)(4).
[116] الحلمُ ذلٌّ بعضُهُ والعَفو ذا يكــــونُ ضعفاً بعضُهُ فلتنبذا
قال علي (ع): (إذا كان الحلم مفسدة كان العفو مَعْجزَة)(5).
[117] الرأيُ قبلَ شجاعةِ الشجــعانِ هو أوّلٌ وهــــي المحلُّ الثــاني
قال علي (ع): (رأي الشيخ أحبُّ إليّ من جَلَد الغلام)(6).
[118] الرزق يبغي كلَّ من يبــغيه وكـــــلّ ذي رزقٍ سيـستوفيه
قال علي (ع): (رزق كلّ امرئ مقدّر كتقدير أجله)(7).
[119] العلمُ ينهضُ بالخسيسِ إلى العُلى والجهـــــلُ يقعدُ بالفتى المنسوب
قال علي (ع): (يتفاضل الناس بالعلوم والعقول لا بالأموال والأُصول)(8).
[120] العلمُ كالقُفلِ إن اَلفيته عَسِراً فخــــــلِّه ثمَّ عاوده لينفتحا
قال علي (ع): (من لم يدئب نفسه في اكتساب العلم لم يحرز قَصَبات السَّبق)(9).
[121] الفقرُ في أوطانِنا غـربةٌ والمالُ في الغـــربةِ أوطانُ
قال علي (ع): (الفقر في الوطن غربة)(10).
[122] الفقرُ يزري بأقوامٍ ذوي حَسَبٍ وقـــــد يُسوّدُ غيرَ السيّدِ المالُ
ـــــــــــــــــــ
(1) نفسه: 1 / 273.
(2) نفسه: 4 / 137.
(3) نفسه: 3 / 175.
(4) نفسه: 5 / 106.
(5) نفسه: 3 / 195.
(6) نفسه: 4 / 93.
(7) نفسه: 4 / 95.
(8) نفسه: 6 / 472.
(9) نفسه: 5 / 475.
(10) نفسه: 1 / 374.
الصفحة 25
قال علي (ع): (الغنى سوّد غير السيّد).(1)
[123] القلبُ كالماءِ, والأهواءُ طافيةٌ عليه مثلَ حَبـــابِ الماءِ في الماءِ
قال علي (ع): (يسير الهوى يفسد العقل).(2)
[124] المرءُ كالبدرِ بينا لاحَ كاملةً أنـــوارُه عادَ للنقصانِ فامتحقا
قال علي (ع): (إنّما أنت عدد أيّامٍ فكلّ يوم يمضي عليك يمضي ببعضك).(3)
[125] المستغيثُ بعمرو عند شِدّته كالمســـتغيثِ من الرَّمضاء بالنارِ
قال علي (ع): (فوت الحاجة خير من طلبها من غير أهلها).(4)
[126] الناسُ أكيسُ من أن يمدحوا رجلاً حتـــــــّى يروا عنده آثارَ إحسانِ
قال علي (ع): (إيّاك أن تثني على أحدٍ بما ليس فيه, فإنّ فعله يصدُق عن وصفه ويكذّبك).(5)
[127] أمّا الطَّعامُ فكلْ لنفسك ما اشـتهتْ واجـــــعلْ لنفسِكَ ما اشتهاه الناسُ
قال علي (ع): (البس ما لا تُشتهر به ولا يُزرى بك).(6)
[128] إن أنتمي منكم إلى أحدٍ فـــــإنّني منتمٍ إلى أدبي
قال علي (ع): (الأدب أفضل حسب).(7)
[129] إن أنت كافيتَ من أساءَ فقد صــرتَ إلى مِثلِ سوءِ ما فعلا
قال علي (ع): (من كمال الإيمان مكافأة المسيء بالإحسان).(8)
[130] إن شئتَ عزّاً بلا ذلٍّ يُطـيف به فاقطعْ من الحرصِ حبلاً كان ممدودا
قال علي (ع): (الحرص ذلٌّ ومهانةٌ لمن يستشعره).(9)
[131] إن يحسدوك على علاك فإنّما متسـافلُ الدَّرجاتِ يحسدُ من علا
ـــــــــــــــــــ
(1) نفسه: 1 / 126.
(2) نفسه: 6 / 456.
(3) نفسه: 3 / 77.
(4) نفسه: 4 / 429.
(5) نفسه: 2 / 310.
(6) نفسه: 2 / 185.
(7) نفسه: 1 / 76.
(8) نفسه: 6 / 40.
(9) نفسه: 2 / 3.
الصفحة 26
قال علي (ع): (كلّ ذي رتبةٍ سنيّةٍ محسود)(1).
[132] أنا الجارُ لا زادي بطيءٌ عليهُمُ ولا دونَ مــــالي في الحوادثِ بابُ
قال علي (ع): (من المروءة تعهّد الجيران)(2).
[133] إنجد أخاك على خير يهمُّ به فالمـــؤمنون لدى الخيراتِ أنجادُ
قال علي (ع): (خير الإخوان أعونهم على الخير, وأعملهم بالبر, وأرفقهم بالمصاحب)(3).
[134] إنّما البرُّ روضةٌ فإذا مـا كــــان بِشرٌ فروضةٌ وغديرُ
قال علي (ع): (البِشر أوّل البرّ)(4).
[135] إنّما الدَّهر أرقمٌ ليّنُ المسِّ(م) وفـــــــي نابِهِ السَقامُ العَقامُ
قال علي (ع): (إنّ الدنيا كالحيّة ليّن مسّها, قاتل سمّها, فأعرض عمّا يعجبك فيها لقلّة ما يصحبك منها, وكن آنس ما تكون بها أحذر ما تكون منها)(5).
[136] إنّما المرءُ طائرٌ سَكَنَ الوَكْرَ(م) قـــــــــليلاً مهجّراً ثمَّ طارا
قال علي (ع): (إنّما مثل من خبر الدنيا كمثل قومٍ سَفْر نبا بهم منزل جديب فأقاموا منزلاً خصيباً وجناباً مريعاً) (6).
[137] إنّما أنفسُنا عـاريةٌ والعواري حكمُها أن تُستَرد
قال علي (ع): (ما يعطى من أحبّه)(7).*
[138] إنّما تنجحُ المقالةُ في المرء(م) إذا وافــــــقت هوىً في الفؤادِ
قال علي (ع): (فيا لها مواعظ شافية لو صادفت قلوباً زاكية, وأسماعاً واعية, وآراءً عازمة)(8).
[139] إنّ الحسودَ هو العدوّ وإنّما ســــتروا قبائِحهَ فقيلَ حسودُ
قال علي (ع): (الحاسد يظهر ودّه في أقواله, ويخفي بغضه في أفعاله, فله اسم
ـــــــــــــــــــ
(1) نفسه: 4 / 531.
(2) نفسه: 6 / 16.
(3) نفسه: 3 / 464.
(4) نفسه: 1 / 127.
(5) نفسه: 2 / 626.
(6) نفسه: 3 / 88.
(7) نفسه: 6 / 61.
* [لم أعثر على هكذا حديث بهذه الصيغة . الشبكة.]
(8) نفسه: 4 / 432.
الصفحة 27
الصديق, وصفة العدوّ).(1)
[140] إنّ الرِّجالَ صناديقٌ مقفّلةٌ ومـــا مفاتيحها غيرُ التجاريبِ
قال علي (ع): (لا تثق بالصديق قبل الخبرة)(2).
[141] إنّ العيونَ لتُبدي في تقلّبها ما في الضمائرِ من ودٍّ ومن حَنَق
قال علي (ع): (إنّ المودّة يعبّر عنها اللّسان, وعن المحبّة العينان)(3).
[142] إنّ الفتى ما إن تطيبُ فروعه لمــــجرّب حتّى تطيبَ اُصولُهُ
قال علي (ع): (جميل الفعل ينبئ عن طيب الأصل)(4).
[143] إنّ الفتى من يقولُ ها أنـذا ليـس الفتى من يقول: كان أبي!
قال علي (ع): (فخر المرء بفضله لا بأصله)(5).
[144] إنّ القلوبَ إذا تـنافَر ودُّها مـثلُ الزّجاجةِ كسرُها لا يُجبرُ
قال علي (ع): (أبعد البعد تنائي القلوب)(6).
[145] إنّا لقومٌ أبَتْ أخلاقُنا شــرفاً أن نبتدي بالأذى من ليس يؤذين
قال علي (ع): (أفضل الشرف كفّ الأذى)(7).
[146] إنّي الصديقُ لمن كنتَ الصديقَ له ومــــن تعادي له منّي معاداتي
قال علي (ع): (لا تتخذنّ عدوّ صديقك صديقاً فتعادي صديقك)(8).
[147] إنّي كثرتُ عليه في زيــارتِهِ فمــلَّ والشيءُ مملولٌ إذا كثرا
قال علي (ع): (إغباب الزيارة أمان من الملالة)(9).
ـــــــــــــــــ
(1) نفسه: 2 / 139.
(2) نفسه: 6 / 282.
(3) نفسه: 2 / 511.
(4) نفسه: 3 / 369.
(5) نفسه: 4 / 414.
(6) نفسه: 2 / 405.
(7) نفسه: 2 / 458.
(8) نفسه: 6 / 306.
(9) نفسه: 2 / 427.
الصفحة 28
|