(3) النفس وتأثيرها المصيري على الانسان
حياة الانسان الدنيوية ومستقبله الاخروي ، كلاهما رهين وخاضع لتأثير حالته النفسية ، فاذا ماصفت النفس وانقادت لتوجيه العقل ضمن الانسان سعادته في الدارين ، واذا ما حصل العكس من ذلك بسيطرة اهواء النفس وشهواتها على قرار الانسان ، فان الشقاء سيلف حياته في الدنيا الاخرة. والنصوص الدينية تؤكد هذه الحقيقة وتسلط الاضواء على براهينها وابعادها كما يأتي : 1 ـ يقول تعالى : ( ونفس وما سواها. فالهما فجورها وتقواها. قد افلح من زكاها وقد خاب من دساها ) (1). ففلاح الانسان ونجاحه يرتبط بتزكيته لنفسه ، والخيبة والدمار نتيجة حتمية لتمركز الانحرافات وتلويثها للنفس ، وكما ان النفس تتقبل التزكية بالتقوى ، فانها مهيأة للانحراف والفجور. 2 ـ يقول الامام علي ( علي السلام ) : « ولا يلم لائم الا نفسه » (2) فالنفس هي التي تصنع مستقبل الانسان ، واذا ما لاحظ الانسان سوءاً في مصيره ومستقبله ، فلا يتحمل مسؤولية ذلك الا نفسه.
1 ـ سورة الشمس : 7 ـ 10. 2 ـ نهج البلاغة خطبة : 16.
(44)
(45)
|