شخصيَّات ومواقف
جعفر البيَّاتي
مُفتتَح الحديث
الحمد لله الواحد الأحد ، الفرد الصمد ، وأزكى الصلاة وأتمُّ السلام على الرسول المؤيَّد ، المُصطفى أحمد ، أبي القاسم محمد ، وعلى آله أُولي النـُهى والحِجى والسُّؤدد .
هذه بين أيدينا صورٌ مِن التاريخ .. تعالوا نتأمَّلْ في ملامحها ، في ألوانِها ومعانيها وآفاقها .
و التاريخ عِبَرٌ ومواقف .. وقد أحببنا أنْ نستخلص منها بعض الدروس ، مِن خلال شخصيّات موفـَّقة ، وأُخرى خائبة . هذه سلكت إلى الله ( تبارك وتعالى ) ، وصبرت وصابرت واتَّقت حتَّى أفلحت . وتلك انحرفت وغوت وتمادت حتَّى خسرت .
كما أحببنا أنْ نتعرَّف على السرِّ الذي يقف وراء ذلك ، مع أنَّ هنالك مَن ضلَّ ، بلْ وأضلَّ ، وهو في أجواء الإيمان والهُدى ، وهنالك مَن اهتدى ، بلْ وهدى ، وهو في أجواء الكفر والضلال والفساد . فكان ذا موفـَّقاً ربح ، وكان الآخرُ خائباً خسِر .
والتوفيق له قصصٌ في حياة الإنسان .. تتلخَّص في أنَّ العبد إذا
الصفحة 8
واجه هداية َ الله بالقبول والتسليم والإخلاص والسعي ؛ نال الخير والسعادة . أمَّا إذا واجه هداية الله بالصدِّ والتعالي والعناد والتعصُّب الأعمى والمُكابرة ؛ فإنَّ مآله إلى الشرُّ والشقاء .
ومصاديق ذلك كثيرة .. وضعنا بين يدي القارئ الكريم بعضاً منها ، يُطالعها في رحلةٍ مؤنسة ، لا ينسى خلالها أنْ يذكرنا بدعواته المُخلِصة.
مشهد المُقدَّسة / 7 ذي الحجة 1418
الصفحة 9
|