صاحبة السفر : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : « إنَّ الله يحب الرفق ويعين عليه ، فإذا ركبتم الدواب العجف فأنزلوها منازلها ، فإن كانت الارض مجدبة فانجوا عنها ، وإن كانت مخصبة فأنزلوها منازلها » (1).
1 ـ الكافي 2 : 120 | 12 باب الرفق.
(41)
إنّها تحملكم وتحمل أثقالكم ، وكلّ عزائها أن تمرّ بأرض مخصبة تنهش منها أو ترتع فيها فتقوى على أمرها وتخفّف العناء عن نفسها ، فلاتصنعوا معها صنع الحانق الناقم ، أو الغافل الذي همّه نفسه وقد هيّأ لها الماء والزاد والراحلة دون أن يشعر بأن راحلته لها روح مثله ، فهي تضمأ وتجوع وتجهد مثله.. وفي المعنى ذاته قال أبو جعفر الباقر عليه السلام : « إذا سرت في أرض خصبة فارفق بالسير ، واذا سرت في أرض مجدبة فعجّل بالسير » (1). وذاك الذي همّه نفسه ، سيهرع إذا بلغ مقصده إلى أدنى فراش طلباً للاسترخاء ، ويدعو عاجلاً بالماء والطعام فلقد أضناه السفر.. تاركاً وراءه ظهراً حمله الطريق كلّه ، لاَنّه لا يملك نطقاً يفصح فيه عن عنائه وحاجته ، وربما لو نطقت أيضاً لما كان حظّها أحسن عند هؤلاء !! ولهؤلاء يقول رسول الاِسلام صلى الله عليه وآله وسلم : « من سافر منكم بدابةٍ فليبدأ حين ينزل بعلفها وسقيها » (2) قبل ان ينشغل بطعام نفسه وسقيها..
1 ـ من لا يحضره الفقيه 2 : 190 | 6 باب 91. 2 ـ من لا يحضره الفقيه 2 : 189 | 5 باب 91.
|