الباب السادس { في اخلاقها وحجابها وعفتها وهجرتها وزواجها وافراد اسرتها وفضلهم }
نبراس: ما ذكر في اخلاقها عليها السلام...لحظة...امي ...هنالك العديد من التفرعات...مسألة طويلة وتحتاج لبحث مفصـَّل... الأم: ماذا تعنين؟ نبراس: انها متفرِّعة ومتشعـَِّبة...فمسألة الحجاب يا امي...ارتبطت بها مأساة الزهراء عليها السلام...اما المسائل الأخرى فإرتبط بها ماجرى من محاججات بعد بخس حقها عليها السلام...وحتى تتوضح النقاط اكثر ...سأقرأ ما كتب عن هجرتها وزواجها اولاً ثم سأتطرَّق لباقي الفضائل ... الآن...سأدخل نطاق الهجرة ,من ثم بيتها وحياتها الزوجية وابنائها وفضائل زوجها وإبنائها عليهم اجمعين افضل الصلاة والسلام ولو بإختصار , وقضية زواجها الغير طبيعي من الأمير علي بن ابي طالب عليهما السلام والإمامة...الخ ...الخ... الأم: لا مانع لدي مادمت ستقرأين كل ذلك... نبراس: اذن امهليني بضع دقائق كي اجمع لك كل هذه المواضيع فأقوم بقرائتها لك الواحد تلو الآخر... الأم: على بركة الله يا بنية... نبراس: سأبدأ بالخطوة الأولى وهي حين هاجروا الى يثرب...يقول الكاتب (عبد الزهراء عثمان محمد) في كتابه (الزّهَراء فاطمة بنت محمد (ص) )تحت عنوان (في الطريق الى يثرب )ص 39... " واحتضنت يثرب الدعوة ، لتكون مسرحاً ومنطلقاً لها لتشعّ على العالم نور الهداية والفضيلة ، وبهجرة الرسول القائد إلى يثرب دخلت الدعوة مرحلة جديدة من عمرها حيث أقام الرسول دولته الكريمة التي راحت تحمل القرآن في يد والسيف في يد أخرى ، ذوداً عن الرّسالة ونشراً لتعليماتها المنقذة ، وقد آن للرسالة أن تمرّغ قوى الضّلال في الوحل ، وقد آن لهذا الدين أن يظهره الله ولو كره المشركون. مركز القيادة الإسلامية المتمثّلة بالقائد محمد ( صلى الله عليه وآله ) قد حلّ في أرض جديدة هي يثرب ، وهي بدورها قد احتضنت محمداً ( صلى الله عليه وآله ) ، وهو كذلك قد وجد فيها المنطلق الحيويّ لبثّ تعاليم السّماء إلى الآفاق شرقاً وغرباً ، ومكّة ـ الآن ـ قد اختفى فيها صوت محمد ( صلى الله عليه وآله ) ، فهو لم ير في شارع يدعو ، ولا في وادٍ يعدو يبشر ، ولا في سوق يندّد بالأوثان ، ولا في نادٍ يوجّه أتباعه ويدلّهم على معالم رسالته المباركة ، ولا يرى محمد ( صلى الله عليه وآله ) حتى في بيته ، وقريش تأكدت من هجرته إلى يثرب بعد أن فشل المأجورون في قتله. والوحي هو الآخر قد انتقل إلى يثرب ليواصل حلقات الرّسالة الإلهية المتسلسلة ، وقريش امتلأت حقداً يصحبه طابع من الخوف بعد أن رأت أن أحياء مكة قد اختفت عنها نشاطات الصّفوة المؤمنة ، وأنّها قد هاجرت إلى أرض جديدة أكثر قدرة على احتضان الدّعوة المباركة ، بعيدة عن ضغط قريش ومكائدها وسلطانها ولم يبق في مكّة إلا عليُّ بن أبي طالب ( عليه السلام ) ونفر من النساء في طليعتهنّ فاطمة الزهراء بنت محمد ( صلى الله عليه وآله ) وبعض من عجزة المؤمنين وشيوخهم ، وعليٌّ هو الآخر عازم على الرّحيل ليحمل بقايا الدعاة الصابرين إلى مركز قيادتهم ، ولكنّه غير فاعل ذلك ما لم يؤدّ أمانات أخيه محمد ( صلى الله عليه وآله ) الذي اعتاد الناس أن يودعوا حاجاتهم لديه ، وسمّوه بالأمين. ويسرع عليٌّ ( عليه السلام ) بتنفيذ هذه المهمة ، وبعد مضي ثلاثة أيّام على هجرة القائد محمد ( صلى الله عليه وآله ) يعلن عليٌّ ( عليه السلام ) نبأ رحيله إلى يثرب ، ويهيـىء هوادج لحمل النساء الهاشميات. ويحمل : فاطمة الزّهراء ( عليها السلام ) وأُمه فاطمة بنت أسد ، وفاطمة بنت الزبير بن عبد المطلب وفاطمة بنت حمزة ، وغيرهنَّ ، ويودع مكّة المكرمة ، ونفسه ممتلئة عزّة وكبرياء على طواغيت وأوضار الجاهلية ، وهو غير آبهٍ بما وراءه من عصاة الخالق مهما دبّروا ومهما خطّطوا لإيقاف الزّحف المقدس والمسدد بقوة السماء. ولكن قريشاً فزعت لهذا الحدث الجديد ، وحملها حنقها الشديد على مواجهة الموقف بعملية عسكرية لتدرك ثأرها من محمّد وأتباعه بقتلها عليّاً ( عليه السلام ) لأنّها رأت في خروج عليٌّ ( عليه السلام ) والتحاقه بابن عمه في يثرب على مسمع ومرأى منها تأكيداً لاهانتها ، وهي بالأمس قد ذاقت مرارة فشل ذريع بعد أن فشلت المؤامرة الأثيمة التي صمّم أدوارها صناديدها وكبراؤها ، فلا بد ـ والحالة هذه ـ أن تقوم بعملية صارمة لغسل العار الذي لحقها على يد محمد ( صلى الله عليه وآله ) ، ولكن ما هو السبيل الناجع الذي تسلكه قريش لتدرك ثأرها من محمد ... ؟ ها هي قافلة عليّ والزهراء ( عليهما السلام ) ومن معهم تبدو من بعيد ، وهي تحت السير قاصدة يثرب... وما هي إلاّ ساعاتٍ سوف تختفي القافلة المهاجرة ، تاركة خلفها عاراً وشناراً جديداً يلحق صناديد قريش وأسياد العرب ـ يومذاك ـ كلُّ هذه الأوهام راحت تدور في ذهنية الزعماء من قريش ، فحملتهم على وضع حلّ حاسم للحادث الجديد قبل أن يفلت الزّمام من أيديهم كليّاً . واجتمعت الكلمة بعد مناقشات واجتماعات عاجلة فرضتها الحادثة الجديدة ، وانفضّ الجمع بإعلان قرار يقضي بإلقاء القبض على عليّ ( عليه السلام ) وقافلته ومنعها من الهجرة. ويسرع ثمانية فرسان يقودهم مولى لأبي جهل ، وتسرع خيولهم لقافلة المجاهدين ، وبعد أن أدركوها واجه قائدهم عليّاً ( عليه السلام ) بكلمات نابية نابعة من صميم الحضارة الجاهلية العفنة ، ويسرع إلى ضرب عليًّ ( عليه السلام ) ولكنّ عليّاً يميل عن ضربته ويصدُّه بضربة لن يفلت منها فيفارق الحياة بعدها . وما أن يرى الغزاة المتآمرون هذا الحدث إلاّ ويعمهم الجزع والخوف ، فيلوذون بالفرار من الموقف الحاسم يجرّون خلفهم أذيال الهزيمة لقريش لتضيفها إلى سجلّ مخازيها وعارها كما اعتادت. ويستولي على قريش الذُّهول وتعود إلى أصنامها الواهية تسألها النّصر على محمد ، ويقيني أنّ قريشاً ـ فضلاً عن حقدها على محمد وأتباعه ـ أرادت من محاولتها لصدّ عليًّ ( عليه السلام ) عن الهجرة : إخضاع محمد وإجباره على العودة بعد أن يحاط علماً بعمليّة إلقاء القبض على أعزّ الناس لديه ( عليًّ وفاطمة ) ولكن مساعيها أُحبطت بتسديد من الله على يد عليّ ( عليه السلام ) المعروف برباطة الجأش وصلابة اليقين... وتستمر القافلة يحدوها النّصر ، ويهزُّها الشوق إلى قائدها محمد ( صلى الله عليه وآله ) وتتغنى بآيات الله الكريمة. وما هي إلا أيام حتى يستقبل محمد ( صلى الله عليه وآله ) ومعسكره الفتي الوفد المهاجر بابتساماتٍ ملؤها الإكبار والإجلال ، والمودة. ولم تكن الهجرة ـ هجرة عليًّ وفاطمة والوفد المرافق لهما ـ مجرّد هجرة ، وإنّما صحبتها عواطف كريمة ومواقف نبيلة كان في طليعتها اهتمام عليّ ( عليه السلام ) بالنّسوة اللائي رافقنه ، فكان يسير بهنّ سيراً وئيداً خشية تعريضهنّ لنوع من المشقة ، ويتفقدهنّ بين آونة وأُخرى للإطلاع على حاجاتهنّ ومتطلباتهنّ ، وإن شئن سبيلاً للرّاحة بذل لهن من وسائل الراحة من إيقاف للمسير أو تهيئة لطعام أو شراب . وإن دلّت هذه المساعي الحميدة التي يزاولها أمير المؤمنين ( عليه السلام ) مع وفده المهاجر من النّسوة على شيء ، فإنّما تدلُّ على مدى اهتمام الإسلام الحنيف بالعنصر النسائي من المجموعة البشرية ، وكيف يسهر الرجل على راحتهنّ وتوفير السعادة لهنّ ، وعليُّ بن أبي طالب ( عليه السلام ) أولى من غيره بتطبيق معالم الرّسالة الإسلامية المقدسة ، سيّما وهو قد نبت لحمه وشحمه على أساس منهج الله سبحانه ، بل إنّه بمثابة الصورة التجسيدية لكلّ معالم التشريع الإسلامي الرصين ، ولذا فقد دعاه الرّسول ( صلى الله عليه وآله ) بالقرآن الناطق لأنّه ـ لعمر الحق ـ صورة حيّة متحرّكة للقرآن الكريم. وتصل قافلة المجاهدين ، وهي آخر موكب من مواكب النُّور المتّجهة صوب يثرب لتُطلّ على العالم ـ فيما بعد ـ دولة وحضارة تمد يدها لانتشال هذا الكوكب من ظلامات الجاهليّة وأدناسها."....رجل يا عليّ والرجال قليل... الأم: اي والله...صدقت.. نبراس(مبتسمة): لأجل رجل كمواصفاته؟...بصراحة وبلا احراج...اودعك يا امي...ادعي لي ن انال مثله ...فدعوات الأم مستجابة... الأم(ضاحكة): انا التي تودعك قبل ان تلفظي كلمة القبول وإلا سأعاقبك للأبد ان رفضت رجل بهذه المواصفات وسأنعتك بنعوت لا تحبينها لأصف حماقتك إن رفضته... نبراس (مبتسمة): لا تخافي...فلست بهذا الغباء لأرفض شخصاً بهذه المواصفات المشابهة لعلي بن ابي طالب أبو الأُمـَّة...حسنا ً...فلننسى الفكاهة الآن...ولندخل باب الجد لا اللهو...ولنكمل يا امي...هذا ما يخص الهجرة...والآن سأقرأ لك عن زواجها عليها السلام...فأستعدّي... الأم: لننطلق لنهل المعلومات... نبراس: من مواقع العترة الطاهرة...اخترت لك هذا العنوان "لماذا نحب الإمام علي ع" وسأقرأ قصة زواجه ع بالسيدة الزهراء ع....يقول الكاتب السيد محسن الأمين الحسيني العاملي في كتاب(في رحاب أئمة اهل البيت ع) ج1ص160... تحت عنوان (تزوجه بالزهراء عليهما السلام) يقول ... "و قد مر مفصلا في سيرة الزهراء في الجزء الثاني مع ذكر مصادره فليرجع اليها من اراد،و نعيد هنا ما له تعلق بعلي«ع»بشيء من الاختصار و ان لزم بعض التكرار من دون ذكر المصادر لانها تقدمت....وبعدما استقرَّت قدم علي عليه السلام بالمدينة و نزل مع النبي«ص»في دار ابي ايوب الانصاري ..فكان من اللازم ان يقترن بزوجة و كان على النبي«ص»ان يزوجه فهو شاب قد بلغ العشرين او تجاوزها...و التزوج من السنة و من احق من النبي و علي صلوات الله عليهما باتباع السنة!! ومن هي هذه الزوجة التي يخطبها علي و يقترن بها،ومن هي هذه الزوجة التي يختارها له النبي«ص»و يقضي بذلك حقه و حق ابيه ابي طالب؟ليست الا ابنة عمه فاطمة،فلا أكمل و لا افضل منها في النساء،و لا أكمل و لا افضل من علي في الرجال،اذاً فتحتم على علي ان يختارها زوجة و على الرسول«ص»ان يختارها له،و لذلك قال النبي«ص»لو لا علي لم يكن لفاطمة كفؤ...ولكن النبي«ص»عند دخوله المدينة كان قد نزل في دار ابي ايوب الانصاري و كان علي معه فيها كما مر،و لم يكن قد بنى لنفسه بيتا ولا لعلي ولذلك لم يزوج عليا اول وروده المدينة وانتظر بناء بيت له،ومع ذلك ففي بعض الروايات الآتية في آخر الكلام انه زوجه بها بعد مقدمه المدينة بخمسة أشهر وبنى بها مرجعه من بدر فيكون قد عقد له عليها وهو في دار ابي ايوب ودخل بها بعد خروجه من دار ابي ايوب بشهرين كما ستعرف،وخطبها ابو بكر ثم عمر الى النبي«ص»مرة بعد اخرى فردهما فمرة يقول انها صغيرة ومرة يقول انتظر بها القضاء. وما كانت خطبتهما لها الا لشدة الرغبة في نيل الشرف مع انهما لا يحتملان الاجابة الا احتمالا في غاية الضعف،والا فكيف يظنان انه يزوجها احدهما مع وجود اخيه وناصره وابن عمه الذي ليس عنده زوجة وأفضل اهل بيته و اصحابه،وهو بعد لم ينس فضل ابى طالب العظيم عليه،فلم يكن يتصور متصور انه يزوجها غيره او يرى لها كفؤا سواه،لكن شدة الرغبة والتهالك في شيء قد يدعو الى التشبث في ليله بالاوهام،فقال نفر من الانصار لعلي عندك فاطمة فأتى النبي«ص»فسلم عليه فقال ما حاجتك قال ذكرت فاطمة قالمرحبا وأهلا فأخبر النفر بذلك قالوا يكفيك احدهما اعطاك الاهل اعطاك المرحب:ثم ان رسول الله«ص»قال لفاطمة ان عليا يذكرك وهو ممن عرفت قرابته وفضله في الاسلام و اني سألت ربي ان يزوجك خير خلقه واحبهم اليه،فسكتت فقال الله اكبر سكوتها اقرارها.وفي الشريعة الاسلامية انه يكفي في رضا البكر السكوت ولا يكفي في الثيب الا الكلام،وكيف لا تسكت فاطمة ولا ترضى وهي قد عرفت عليا في صغره وشبابه ودرست اخلاقه واحواله درسا كافيا فانه تربى معها وفي بيت ابيها مع ذكائها وفطنتها وكونها ابنة رسول الله«ص»قد تربت في حجره و اقتبست من خلقه وعلمه وابنة خديجة عاقلة النساء وفضلاهن وقد صاحبت فاطمة عليا عليهما السلام في هجرتها من مكة الى المدينة ورأت بعينها شجاعته الخارقة حين لحقه الفوارس الثمانية وكيف قتل جناحهم فقده من كتفه الى قربوس فرسه وهرب اصحابه أذلاء صاغرين،وعرفت كيف كانت محافظته عليها وعلى رفيقاتها الفواطم الهاشميات في ذلك السفر وحنوه عليها وعليهن ورفقه بها وبهن،وانه لو كان معها ابوها لم يزد عليه في ذلك حتى انه لم يرض ان يسوق بهن ابو واقد سوقا حثيثا في ساعة الخطر وامره بالرفق ولم يبال بذلك الخطر واستهانه ولم يحفل به اعتمادا على شجاعته وبطشه وتأييد الله له فهل يمكن ان تتردد في الرضا بان يكون لها بعلا وتكون له زوجة،وتحقق بذلك صدق ابيها في انه لولا علي لم يكن لفاطمة كفؤ على وجه الارض،وانما اراد الرسول«ص»باستشارتها الجري على السنة وتعليم امته ان تستأمر المرأة عند ارادة تزويجها وان لا يستبدوا بها واظهار كرامة المرأة في استشارتها حتى لو كان ابوها سيد الأنبياء وخاطبها علي بن ابي طالب سيد الامة بعد ابيها وبيانا لخطأ اهل الجاهلية في استبدادهم بالمرأة"....فعلا يستحقها وتستحقة... الأم: بالتأكيد...طبعا ً يستحقـَّان بعضهما...لكن ما اثار استغرابي ...هاذان الحاقدان ...يطمعان ببنت رسول الله وهما على علم مسبق بأنها لعلي ...يال السخرية... نبراس: لنكمل الموضوع...وفي تكملة لموضوع خطبة الزهراء عليها السلام الفصول المائة ج 1 ص 288 , تأليف السيد اصغر ناظم زاده قمى ...المحاورات والتفاصيل هنا اوضح ...المهم...يقول السيد..." فلما استنارت في السماء الدنيا له شمس جمالها،و تم في افق الجلالة بدر كمالها امتدت اليها مطالع الأفكار، تمنت النظر إلى حسنها أبصار الأخيار،خطبها سادات المهاجرين و الأنصار،ردهم المخصوص من الله بالرضى،و قال:إني انتظر بها القضاء: من مثل فاطمة الزهراء في نسب و في فخار و في فضل و في حسب و الله شرفها حقا و فضلها إذ كـــــانت ابـنـة خــــــير العـجـــم والـعـرب ولقد خطبها( أي فاطمة )أبو بكر و عمر،فقال لهما رسول الله (صلى الله عليه و آله) :إن أمرها إلى الله تعالى،ثم إن أبا بكر و عمر و سعد بن معاذ كانوا جلوسا في مسجد رسول الله (صلى الله عليه و آله) فتذاكروا أمر فاطمة (عليها السلام) ،فقال أبو بكر قد خطبها الأشراف فردهم رسول الله (صلى الله عليه و آله) ،و قال:أمرها إلى الله تعالى،و إنه عليا لم يخطبها و لم يذكرها،و لا أرى ما يمنعه من ذلك إلا قلة ذات اليد،إنه ليقع في نفسي أن الله تعالى و رسوله إنما يحبسانها من أجله. ثم أقبل أبو بكر على عمر،و على سعد،و قال:هل لكما في القيام إلى علي بن أبي طالب (عليه السلام) ،فنذكر له أمرها؟فإن منعه من ذلك قلة ذات اليد واسيناه. فقال سعد:وفقك الله يا أبا بكرفخرجوا من المسجد و التمسوا عليا فيالمسجد،فلم يجدوا عليا،وكان ينضح الماء على نخلة لرجل من الأنصار باُجرة،فانطلقوا معه نحوه،فلما رآهم،قال :ما وراءكم؟ قال أبو بكر:يا أبا الحسن،إنه لم يبق خصلة من خصال الخير إلا ولك فيها سابقة وفضل،وأنت من رسول الله (صلى الله عليه و آله) بالمكان الذي عرفت من القرابة،وقد خطب الأشراف من قريش إلى رسول الله (صلى الله عليه و آله) ابنته فاطمة فردهم،وقال:إن أمرها إلى الله تعالى،فما يمنعك أن تذكرها أو تخطبها،فإني أرجو أن يكون الله عز و جل ورسوله يحبسانها عليك. قال:فتغرغرت عينا علي بالدموع،وقال:«يا أبا بكر،لقد هيجت علي ساكنا،و ايقظتني لأمر كنت عنه غافلا،و الله إن لي في السيدة فاطمة لرغبة،وما مثلي من يقعد عن مثلها،ولكن أعز أن يمنعني من ذلك قلة ذات اليد». فقال أبو بكر:لا تقل كذا يا أبا الحسن فإن الدنيا وما فيها عند الله ورسوله لهباء منثور. ثم إن عليا (عليه السلام) حل عن ناضحه وقاده إلى منزلة فشيده فيه وأخذه ليطله وأقبل إلى منزل رسول الله (صلى الله عليه و آله) عند ام سلمة فطرق الباب،فقالت:من بالباب؟،فقال رسول الله (صلى الله عليه و آله) :«قومي و افتحي الباب له،هذا رجل يحبه الله رسوله و يحبهما». فقالت:فداك أبي و امي،من هذا؟ فقال:«هذا أخي،و أحب الخلق إلي». قالت ام سلمة:ففتحت مبادرة،اكاد أعثر في مرطي،ففتحت الباب فإذا أنا بعلي بن ابي طالب (عليه السلام) :فو الله ما دخل علي حتى علم أني قد رجعت إلى خدري،فدخل فسلم فرد عليه النبي (صلى الله عليه و آله) السلام،ثم قال له:اجلس،فجلس بين يدي النبي (صلى الله عليه و آله) و جعل يطرق إلى الأرض كأنه قاصد حاجة يستحي منه،فقال له النبي (صلى الله عليه و آله) :يا علي،كأنك قاصد حاجة فابدأ بما في نفسك فكل حاجتك عندي مقضية. فقال علي (عليه السلام) :«فداك أبي و أمي يا رسول الله،إنك لتعلم أنك أخذتني من عمك أبي طالب و من فاطمة بنت أسد،و أنا صبي لا عقل لي،فهديتني و أدبتني،فكنت لي أفضل من أبي طالب و من فاطمة بنت أسد،في البر و الشفقة،و إن الله عز و جل هداني بك،و استنقذني عما كان عليه آبائي (1) ،و أعمامي من الشرك. و إنك يا رسول الله ذخري و وسيلتي في الدنيا و الآخرة،و قد أحببت مع ما شد الله عز و جل بك عضدي أن يكون لي بيت و زوجة اسكن إليها،و قد أتيت خاطبا ابنتك فاطمة،فهل تزوجني،يا رسول الله؟». قالت ام سلمة:فرأيت وجه رسول الله (صلى الله عليه و آله) قد تهلل فرحا و سرورا،ثم تبسم في وجه علي،و قال:«يا علي،هل معك شيء تصدقها إياها؟ قال:و الله،ما يخفى عليك حالي،و لا من أمري شيء ما أملك غير درعي و سيفي و ناضحي». فقال رسول الله (صلى الله عليه و آله) :«يا علي،أما سيفك فلا غنى لك عنه،تجاهد به في سبيل الله،و أما ناضحك فتنضح على أهلك،و تحمل عليه رحلك في سفرك،و لكن ازوجك على درعك،و رضيت به منك،و ابشر يا أبا الحسن فإن الله قد زوجك بها في السماء قبل أن ازوجك بها في الأرض،و لقد هبط علي ملك من السماء قبل أن تاتيني لم أر قبله في الملائكة مثله بوجوه شتى و اجنحة شتى،فقال لي:السلام عليك يا رسول الله أبشر باجتماع الشمل و طهارة النسل . فقلت:و ما ذاك،أيها الملك؟ فقال:يا محمد،أنا الملك الموكل بإحدى قوائم العرش سألت الله أن يأذنلي ببشارتك،و هذا جبرئيل (عليه السلام) على أثري يخبرك عن ربك بكرامة الله عز و جل لك. قال النبي (صلى الله عليه و آله) :فما استتم الملك كلامه حتى هبط جبرئيل (عليه السلام) ،فقال:السلام عليك يا رسول اللهـو رحمة الله و بركاته،ثم وضع في يدي حريرة بيضاء،فيها سطران مكتوبان بالنور. فقلت:حبيبي جبرئيل،ما هذه الخطوط؟ قال:إن الله عز و جل قد اطلع على الأرض إطلاعة فاختارك من خلقه و بعثك برسالته،ثم أختار اليها ثانية و أختار منها لك أخا و وزيرا و صاحبا و حبيبا،فزوجه إبنتك فاطمة. فقلت:حبيبي جبرئيل،و من هذا الرجل؟ فقال:أخوك في الدين،و ابن عمك في النسب علي بن أبي طالب،و ان الله تعالى أوحى إلى الجنان أن تزخرفي، و إلى الحور العين ان تزيني، و إلى شجرة طوبى أن احملي الحلي و الحلل، و أمر الملائكة أن تجتمع في السماء الرابعة عند البيت المعمور،فهبطت ملائكة الصفح الأعلى. و أمر الله تعالى رضوان أن ينصب منبر الكرامة على باب البيت المعمور،و هو المنبر الذي خطب عليه آدم (عليه السلام) حين علمه الأسماء،و أمر الله عز و جل ملكا من الملائكة الحجب يقال له:راحيل فعلا على ذلك المنبر،فحمد الله تعالى بجميع محامده،و اثنى عليه بما هو أهله،فارتجت السماوات فرحا و سرورا. قال جبرئيل (عليه السلام) :و أوحى الله تعالى إلي أن أعقد عقدة النكاح،فإني زوجت عليا وليي بفاطمة أمتي بنت رسولي،و صفوتي من خلقي محمد (صلى الله عليه و آله) ،فعقدت عقدة النكاح،و أشهد ذلك الملائكة و كتب شهادتهم في هذه الحريرة،و قد أمرني ربي أن أعرضها و اختمها بخاتم مسك أبيض و أدفعها إلىرضوان خازن الجنان،إن الله تعالى لما أشهد على تزويج فاطمة ملائكة،أمر شجرة طوبى أن تنثر ما فيها من الحلل فنثرت ذلك،و التقطته الحور العين و الملائكة،و إن الحور العين ليتهادونه إلى يوم القيامة،و قد أمرني أن آمرك بتزويجها عليا في الأرض،و أن ابشرها بغلامين زكيين نجيبين فاضلين جيدين في الدنيا و الآخرة». قال رسول الله (صلى الله عليه و آله) :«فو الله ما عرج الملك يا أبا الحسن حتى طرقت الباب،ألا و إني مستنفذ فيك أمر ربي،فامضـيا أبا الحسن أمامي فإني ذاهب إلى المسجد،و مزوجك على رؤوس الناس،و ذاكر من فضلك ما تقر به عينك». قال علي (عليه السلام) :«فخرجت من عنده مسرعا و أنا لا أعقل من شدة الفرح،فاستقبلني أبو بكر و عمر،فقالا لي:ما وراءك يا أبا الحسن،قلت:زوجني رسول الله (صلى الله عليه و آله) فاطمة،و أخبرني أن الله تعالى زوجني بها في السماء،و هذا رسول الله آت على أثري إلى المسجد،فيقول ذلك في محضر من الناس،ففرحا بذلك و دخلا المسجد،فو الله ما توسطاه حتى لحق بنا رسول الله (صلى الله عليه و آله) و وجهه يتهلل سرورا». فقال رسول الله (صلى الله عليه و آله) :«يا بلال،اجمع المهاجرين و الأنصار»فانطلق بلال لامر رسول الله (صلى الله عليه و آله) و جلس النبي (صلى الله عليه و آله) قريبا من منبره حتى اجتمع الناس ثم قام فوق المنبر،و حمد الله و أثنى عليه،ثم قال:«معاشر المسلمين،إن جبرئيل أتاني آنفا فأخبرني أن الله تعالى استشهد الملائكة عند البيت المعمور،أنه زوج أمته فاطمة ابنتي من علي». ثم قام علي (عليه السلام) ،و حمد الله و أثنى عليه،فقال:«الحمد لله شكرا لأنعمه و أياديه،و أشهد أن لا إله إلا الله،وحده لا شريك له و لا شبيه،و أشهد أن محمدا عبده و رسوله و نبيه النبيه،و حبيبه الوجيه،صلى الله عليه و على آلهو أصحابه،و أزواجه و بنيه،صلاة دائمة ترضيه. و بعد:فإن النكاح سنة أمر الله به و أذن فيه،و قد زوجني رسول الله (صلى الله عليه و آله) ابنته فاطمة،و جعل صداقها درعي هذا،و قد رضي و رضيت،فسألوه و اشهدوا». فقال المسلمون لرسول الله (صلى الله عليه و آله) ؟زوجته،يا رسول الله؟قال:«نعم». فقال المسلمون:بارك الله لهما و عليهما و جمع شملهما. "...وذكر هنالك تعليق حول ابيه ع ...يقول بأن أبوه ليس مشركا بل كان موحدا ...وليس كما يتهمه النواصب لعنهم الله... الأم: يريدون التنكيل به عليه السلام...ليقوضوا الحقائق ويضلوا الأمم ...غيرةً وحسدا ً وحقدا ً عليه روحي فداه... نبراس: اي والله...يعلمون الحق وأين مكمنه ويأتون طريق العـِوَج والتيه لا لأجل شيء , وإنما لبغضهم له عليه السلام ولأجل ما تبقـَّى في قلوبهم من حقد دفين على رسول الله الذي ما استطاعوا ان يصبوه عليه فصبوه على آل البيت بعده عليه افضل الصلاة والسلام... الأم: لعنهم الله...من اولهم الى آخرهم...ومن والاهم... نبراس: لعنهم الله ...وجدت في (كتاب امهات المعصومين للسيد محمد الشيرازي) مايلي..وطبعا ً فيما يخص فضل السيدة وابيها وبعلها وبنيها عليهم افضل الصلاة والسلام..." إن الله تعالى قد منح الصديقة الطاهرة (عليها السلام) تلك الذرية المباركة، حيث جعل منها الأئمة المعصومين الأطهار (عليهم السلام)وهذا مما يدل على شرافتها. فعن سلمان الفارسي ع أنّه قال: دخلت على فاطمة (عليها السلام) والحسن والحسين(عليهما السلام) يلعبان بين يديها، ففرحت بهما فرحاً شديداً، فلم ألبث حتى دخل رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)فقلت: يا رسول الله أخبرني بفضيلة هؤلاء لأزداد لهم حباً. فقال: يا سلمان ليلة اُسري بي إلى السماء أدارني جبرئيل في سماواته وجنّاته، فبينا(فبينما) أنا أدور قصورها وبساتينها ومقاصيرها(14) إذ شممت رائحة طيبة فأعجبتني تلك الرائحة، فقلت: يا حبيبي ما هذه الرائحة التي غلبت على روائح الجنة كلّها؟ فقال: يا محمد تفاحة خلقها الله تبارك وتعالى بيده(15) منذ ثلاثمائة ألف عام ما ندري ما يريد بها. فبينا(فبينما) أنا كذلك إذ رأيت ملائكة ومعهم تلك التفاحة، فقالوا: يا محمد ربنا السلام يقرأ عليك السلام وقد أتحفك بهذه التفاحة. قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): فأخذت تلك التفاحة فوضعتها تحت جناح جبرئيل، فلمّا هبط بي إلى الأرض أكلت تلك التفاحة فجمع الله ماءها في ظهري، فغشيت خديجة بنت خويلد فحملت بفاطمة من ماء تلك التفاحة، فأوحى الله عزّوجلّ إلي أن قد ولد لك حوراء إنسية فزوّج النور من النور، فاطمة من علي، فإني قد زوجتها في السماء وجعلت خمس الأرض مهرها وستخرج فيما بينهما ذرية طيبة وهما سراجا الجنة الحسن والحسين ويخرج من صلب الحسين أئمة يُقتلون ويُخذلون فالويل لقاتلهم وخاذلهم(16). وفي خبر طويل نذكر محل الحاجة منه، قال هارون العباسي للإمام الكاظم(عليه السلام): اُريد أن أسألك عن العباس وعلي، بم صار علي (عليه السلام) أولى بميراث رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)من العباس والعباس عم رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)وصنو أبيه؟ فقال لـه موسى (عليه السلام) : اعفني. قال: والله لا أعفيتك فأجبني. قال: فإن لم تعفني فآمني. قال: آمنتك. قال موسى (عليه السلام): إنّ النبي(صلى الله عليه وآله وسلم)لم يورث من قدر على الهجرة فلم يهاجر، إنّ أباك العباس آمن ولم يهاجر وإنّ علياً (عليه السلام) آمن وهاجر وقال الله: (الذين آمنوا ولم يهاجروا ما لكم من ولايتهم من شيء حتى يهاجروا((17). فالتمع(18) لون هارون وتغيّر وقال: ما لكم لا تنسبون إلى علي وهو أبوكم وتنسبون إلى رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)وهو جدّكم؟ فقال الإمام موسى الكاظم (عليه السلام): «إنّ الله نسب المسيح عيسى ابن مريم (عليه السلام) إلى خليله إبراهيم (عليه السلام) باُمّه مريم البكر البتول التي لم يمسّها بشر في قوله (ومن ذريته داود وسليمان وأيوب ويوسف وموسى وهارون وكذلك نجزي المحسنين وزكريا ويحيى وعيسى وإلياس كل من الصالحين((19) فنسبه باُمّه وحدها إلى خليله إبراهيم (عليه السلام) كما نسب داود وسليمان وأيوب وموسى وهارون (عليهم السلام)بآبائهم واُمهاتهم فضيلة لعيسى (عليه السلام) ومنزلة رفيعة باُمّه وحدها، وذلك قوله في قصة مريم (عليها السلام) (إنّ الله اصطفاك وطهّرك واصطفاك على نساء العالمين((20) بالمسيح من غير بشر، وكذلك اصطفى ربنا فاطمة (عليها السلام) وطهّرها وفضّلها على نساء العالمين بالحسن والحسين سيدي شباب أهل الجنة»(21). ".....لا اله إلا الله....هل ان الحقد وسُمـَّه ُ متوارث بين اعداء آل محمد؟ الله اكبر... الأم: ما من خيـِّر وطيب إلا وله ند شيطاني الطباع يا بنيـَّة...وصفوا بالشهداء...ومن ذا الذي يعاديهم ويقتلهم غير اولاد البغي والزنا؟يا بـُنـَيـَّتي...ال البيت اختاروا الصبر على الآذى ولهم خير الجزاء يوم الحساب ....وسيعلم الظلمة كيف ان الله قد خلق لهم ولأمثالهم جهنم تحترق بلا نهاية ...ويلهم من عذاب الله لظلم آل البيت... نبراس : آمين...امي....سأقرأ عن فضائلها ...حيث ان هنالك قصص كثيرة حول هذه النقطة...وسأبدأ بكرمها عليها السلام....هنالك قصص منشورة في موقع "يا زهراء" تتحدث عن كرمها ...سآخذ منها قصة واحدة...يقول الكاتب" بسم الله الرّحمن الرّحيم قال تعالى في محكم كتابه: " وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا" صدق الله العلي العظيم عن فرات بن ابراهيم الكوفي في تفسيره، عن جعفر بن محمد الفزاري ، معنعنا عن ابن عباس ، في قوله تعالى : ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما واسيرا. قال : نزلت في علي بن أبي طالب عليه السلام ، وزوجته فاطمة بنت محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وجارية لها ، وذلك انهم زاروا رسول الله صلى الله عليه وآله ، فأعطى كل انسان منهم صاعا من طعام ، فلما انصرفوا إلى منازلهم جاءهم سائل يسأل ، فأعطى علي عليه السلام صاعه ، ثم دخل عليهم يتيم من الجيران ، فأعطته فاطمة بنت محمد صلى الله عليه وآله صاعها ، فقال لها علي عليه السلام : " إن رسول الله صلى الله عليه وآله كان يقول : قال الله : وعزتي وجلالي لا يسكت بكاءه اليوم عبد الا أسكنته من الجنة حيث يشاء " . أخبرنا أبو القاسم القرشي والحاكم قالا : أخبرنا أبو القاسم الماسرخسي حدثنا أبو العباس محمد بن يونس الكديمى حدثنا حماد بن عيسى الجهني حدثنا النهاس بن قهم : جاء سائل فقال : يا أهل بيت النبوة ومعدن الرسالة إني مسكين اطعموني مما رزقكم الله أطعمكم الله غدا من موائد الجنة . فقال النبي صلى الله عليه وآله : يا فاطمة قد جاءك المسكين وله حنين قم يا علي فاطعمه قال علي : فأخذت قرصا فأطعمته ورجعت وقد حبس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يده عن تناول الطعام فجاء الثاني فقال : يا أهل بيت النبوة ومعدن الرسالة إني يتيم اطعموني مما رزقكم الله أطعمكم الله غدا على موائد الجنة . فقال النبي لفاطمة : يا فاطمة قد جاءك اليتيم وله حنين قم يا علي فاطعمه . فأخذ علي قرصا فاطعمه قال علي : فرجعت وقد حبس رسول الله صلى الله عليه وآله يده فجاء الثالث فقال : يا أهل بيت النبوة ومعدن الرسالة إني اسير أطعموني مما رزقكم الله اطعمكم الله غدا على موائد الجنة فإن اسير . فقال النبي صلى الله عليه وآله لفاطمة : يا فاطمة ابنة محمد قد جاءك الاسير وله حنين قم يا علي فاطعمه ... فنزلت الآية الكريمة: " وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا" حدثنا سلمة بن خالد عن الصادق جعفر بن محمد عن أبيه في قوله عزوجل : يوفون بالنذر . . قال : مرض . . . * / صفحة 179 / نعم فأعطاه فجاء بالشعير والصوف فأخبر فاطمة فقبلت واطاعت وسلمت ورضيت ثم عمدت فغزلت الصوف ثم أخذت ما جاء به علي من الشعير فطحنته وعجنته وخبزت منه خمسة اقراص لكل واحد منهم قرصا وصلى علي مع النبي صلى الله عليه وآله المغرب ثم أتى منزله بعدما صلى المغرب فوضع الخوان وجلس خمستهم فأول لقمة كسرها علي إذ هو ب مسكين قد وقف بالباب فقال : السلام عليكم يا أهل بيت النبوة أنا مسكين من مساكين المسلمين أطعموني مما تأكلون أطعمكم الله على موائد الجنة . فوضع علي اللقمة من يده ثم قال : فاطم ذات المجد واليقين * يا بنت خير الناس أجمعين أما ترين البائس المسكين * يشكو إلينا جائع حزين كل امرئ بكسبه رهين* من يفعل الخير يقف سمين موعده في جنة رهين * حرمها الله على الضنين وصاحب البخل يقف حزين * تهوي به النيران إلى سجين. ثم أقبلت فاطمة رحمة الله عليها وهي تقول : أمرك سمع يا ابن عمي طاعة * ما بي من اللؤم ولا ضراعة غذيت بالبر وبالبراعة * ارجو إذا اشبعت من مجاعة أن ألحق الاحباب والجماعة * وأدخل الجنة في شفاعة . ثم عمدت إلى ما على الخوان فدفعته إلى المسكين وباتوا جياعا واصبحوا صياما ولم يذوقوا إلا الماء القراح . ثم عمدت إلى الثلث الثاني من الصوف فغزلته ثم أخذت صاعا فطحنته وعجنته وخبزت منه خمسة أقرصة لكل واحد قرص وصلى علي المغرب مع النبي صلى الله عليه وآله ثم أتى منزله فلما وضع الخوان بين يديه وجلس خمستهم فأول لقمة كسرها علي إذا يتيم من يتامى المسلمين فدق الباب فقال : السلام عليكم يا أهل بيت محمد أنا يتيم من يتامى المسلمين أطعموني مما تأكلون أطعمكم الله على موائد الجنة . فوضع علي اللقمة ثم قال : فاطم بنت السيد الكريم * بنت نبي ليس بالزنيم * قد جاءك الله بذا اليتيم * من يرحم اليوم يكن رحيم* موعده في جنة النعيم * حرمها على اللأيم* و صاحب البخل يقف ذميم * تهوي به النيران إلى الجحيم *شرابه الصديد والحميم. فأقبلت فاطمة رحمة الله عليها تقول : أنا سأعطيه ولا أبالي * أمسوا جياعا وهم أشبالي * اصغرهما يقتل في القتال * في كربلا يقتل باغتيال * للقاتل الويل مع الوبال * تهوي به النار إلى سفال * كبوله زادت على الكبال. ثم عمدت فاطمة إلى الاقراص فأعطته جميع ما على الخوان وباتوا جياعا لم يذوقوا إلا الماء القراح واصبحوا صياما . وعمدت فاطمة وغزلت الثلث الباقي وطحنت الصاع الباقي وعجنته وخبزته خمسة اقرصة لكل واحد منهم قرص وصلى علي رضى الله عنه مع النبي صلى الله عليه وآله المغرب ثم أتى منزله فقربت إليه الخوان وجلس خمستهم فأول لقمة كسرها علي إذ هو ب أسير من أسارى المشركين قد وقف بالباب فقال : السلام عليكم يا أهل بيت محمد تأسرونا وتشدونا ولا تطعمونا فوضع علي اللقمة من يده ثم قال : فاطم يا بنت النبي أحمد * بنت نبي سيد مسود* قد جاءك الاسير ليس يهتدي * مكبل في غله مقيد* يشكو إلينا الجوع قد تمرد * * من يطعم اليوم يجده في غد * عند العلي الواحد الموحد * ما يزرع الزارع سوف يحصد* أعطيه كيلا تجعليه أنكد. فأقبلت فاطمة رحمها الله تقول : لم يبق مما كان غير صاع * قد دبرت كفي مع الذراع * شبلاي والله هما جياع * يا رب لا تتركهما ضياع * أبوهما للخير ذو اصطناع * عبل الذراعين طويل الباع* وما على راسي من قناعي * إلا عباء نسجها ضياع. ثم عمدوا إلى ما على الخوان فأعطوه وباتوا جياعا ... فأنزل الله ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما واسيرا وعن علي عليه السلام قال: فهل فيكم من نزلت فيه وفي زوجته وولديه : [ ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا . . ] إلى سائر ما اقتص الله تعالى من ذكرنا في هذه السورة ، غيري ؟ ! . قالوا : لا . روى الواحدي في تفسيره أن عليا عليه السلام آجر نفسه ليلة إلى الصبح يسقي نخلا بشئ من شعير ، فلما قبضه طحن ثلثه واتخذوا منه طعاما ، فلما تم أتى مسكين فأخرجوا إليه الطعام ، وعملوا الثلث الثاني فأتاهم يتيم فأخرجوه إليه ، وعملوا الثلث الثالث فأتاهم أسير فأخرجوا الطعام إليه وطوى علي وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام وعلم الله حسن مقصدهم وصدق نياتهم وأنهم إنما أرادوا بما فعلوه وجهه ، وطلبوا بما أتوا ما عنده والتمسوا الجزاء منه عزوجل ، فأنزل الله فيهم قرآنا ، فقال : ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا إلى آخرها ، وهذه منقبة لها عند الله محل كريم ، وجودهم بالطعام مع شدة الحاجة إليه أمر عظيم ، ولهذا تتابع فيها وعده سبحانه بفنون الالطاف وضروب الانعام والاسعاف ، وقيل : إن الضمير في حبه يعود إلى الله تعالى وهو الظاهر عن محمد بن إبراهيم معنعنا عن زيد بن ربيع قال : كان رسول الله صلى الله عليه واله يشد على بطنه الحجر من الغرث - يعني الجوع - فظل يوما صائما ليس عنده شئ ، فأتى بيت فاطمة والحسن والحسين عليهم السلام فلما أتى رسول الله تسلقا إلى منكبه 1 وهما يقولان يا باباه قل لما ماه تطعمنا ناناه فقال رسول الله صلى الله عليه واله لفاطمة : أطعمي ابني ، قالت : ما في بيتي شئ إلا بركة رسول الله، قال : فشغلهما رسول الله صلى الله عليه واله بريقه حتى شبعا وناما فاقترضنا لرسول الله ثلاثة أقراص من شعير فلما أفطر رسول الله صلى الله عليه واله وضعناه بين يديه فجاء سائل وقال : يا أهل بيت النبوة ومعدن الرسالة أطعموني مما رزقكم الله أطعمكم الله من موائد الجنة فإني مسكين ، فقال رسول الله صلى الله عليه واله : يا فاطمة بنت محمد قد جاءك المسكين فله حنين ، قم يا علي وأعطه ، قال : فأخذت قرصا فقمت فأعطيته ، ورجعت قد حبس رسول الله يده ، ثم جاء ثان فقال : يا أهل بيت النبوة ومعدن الرسالة إني يتيم فأطعموني مما رزقكم الله أطعمكم الله من موائد الجنة ، فقال رسول الله صلى الله عليه واله : يا فاطمة بنت محمد قد جاءك اليتيم وله حنين ، قم يا علي وأعطه ، قال : فأخذت قرصا وأعطيته ثم رجعت وقد حبس رسول الله صلى الله عليه واله يده ، قال : فجاء ثالث وقال : يا أهل بيت النبوة ومعدن الرسالة إني أسير فأطعموني مما رزقكم الله أطعمكم الله من موائد الجنة ، قال : فقال رسول الله صلى الله عليه وآله : يا فاطمة بنت محمد قد جاءك الاسير وله حنين ، قم يا علي فأعطه ، قال : فأخذت قرصا وأعطيته ، وبات رسول الله صلى الله عليه واله طاويا وبتنا طاوين مجهودين ، فنزلت هذه الآية : ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا. عن الحسين بن سعيد ، بإسناده عن عبيدالله بن أبي رافع، عن أبيه ، عن جده قال : صنع حذيفة طعاما ودعا عليا ، فجاء وهو صائم ، فتحدث عنده ثم انصرف فبعث إليه حذيفة بنصف الثريدة، فقسمها على أثلاث: ثلث له وثلث لفاطمة و ثلث لخادمهم، ثم خرج علي بن أبي طالب أمير المؤمنين ، فلقيته امرأة معها يتامى ، فشكت الحاجة وذكرت حال أيتامها ، فدخل وأعطاها ثلثه لايتامها ، ثم فجأه سائل و شكا إليه الحاجة والجوع ، فدخل على فاطمة وقال : هل لك في الطعام - وهو خير لك من هذا الطعام : طعام الجنة - على أن تعطيني حصتك من هذا الطعام ؟ قالت : خذه ، فأخذه ودفعه إلى ذلك المسكين ، ثم مر به أسير يشكوإليه الحاجة وشدة حاله ، فدخل وقال لخادمته مثل الذي قال لفاطمة ، وسألها حصتها من ذلك الطعام ، قالت : خذه ، فاخذه فدفعه إلى ذلك الاسير ، فأنزل الله فيهم هذه الآية ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا إلى قوله : وكان سعيكم مشكورا. *عن جعفر بن محمد معنعنا ، عن ابن عباس رضي الله عنه : قوله تعالى : ويطعمون الطعام قال : نزلت في علي وفاطمة وجارية لها و ذلك أنهم زاروا رسول الله صلى الله عليه واله فأعطى كل إنسان منهم صاعا من الطعام ، فلما انصرفوا إلى منازلهم جاء سائل يسأل ، فأعطى علي صاعه ، ثم دخل عليه يتيم من الجيران فأعطته فاطمة الزهراء عليها السلام صاعها ، فقال لها علي عليه السلام : إن رسول الله صلى الله عليه واله كان يقول : قال الله : وعزتي وجلالي لا يسكن بكاءه اليوم عبد إلا أسكنته من الجنة حيث يشاء ، ثم جاء أسير من أسراء أهل الشرك في أيدي المسلمين يستطعم ، فأمر علي السوداء خادمهم فأعطته صاعها ، فنزلت فيهم الآية : ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا * إنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاء ولا شكورا عن محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن معمر بن خلاد ، عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال : ينبغي للرجل أن يوسع على عياله كيلا يتمنوا موته وتلا هذه الآية : " ويطعمون الطعام علي حبه مسكينا ويتيما وأسيرا " قال : الاسير عيال الرجل ينبغي للرجل إذا زيد في النعمة أن يزيد أسراءه في السعة عليهم ، ثم قال : إن فلانا أنعم الله عليه بنعمة فمنعها اسراءه وجعلها عند فلان : فذهب الله بها ، قال معمر : وكان فلان حاضرا "...انتهى...ماهذا؟وكان فلان حاضرا ً...!!!! الأم: من فلان؟ نبراس: ليتني اعرف....لو كنت من كتب هذا الموضوع لما خفت من قول الحق ...ولذكرت الأسماء...فليس ذكر الأسماء إفتراءاً على الناس...بل هو ذكر للحقائق...وعدم ذكر الإسماء يؤدي الى شيئين...الأول: عدم نصرة آل البيت ,وخذلانهم بخوف الكتـّاب من المجرمين الذين اجرموا بحق آل البيت....الثاني: سيزيد ذلك من طغيان الفئات الأخرى بذكر أحداث ما أنزل الله بها من سلطان مفتراة على الرسول وآله...وحين الإحتجاج سيقولون للشيعة" اين كنتم من ذكر معلوماتكم اذن ان كان ما تدعونه صحيحا ً" حينها سيخسر الشيعة وسيتربى جيل لا يؤمن بالحقيقة .بل سيؤمن بما تريدة الطوائف الأخرى وما سيقرأه هو ما ستكتبه الفرق الأخرى...بذا سينتصر آل امية على ال محمد....اتمنى ان يعي الكتـَّاب هذا الخطر يا امي.... الأم: لا ارى اي داعي للخوف من ذكر الأسماء فهم يعلمون قبل سواهم بأن الحقائق التي يتناقلها الشيعة صحيحة...لذلك يخافون من ان ينتشر التشيع...لعلمهم اننا لو نشرنا ما نعرف سينتصر آل محمد بالحقائق والتواريخ الدقيقة ... نبراس: ليتني استطيع ايصال هذه النقطة لهم ...عسى ان ينصروا آل محمد بدحر خوفهم من السلاطين الطاغية....فخوف الله اولى بأن يـُشعـَرَ به ...لا خوف الطغيان...وإن قـُتـِلوا او حوربوا فهم شهداء عند الله...اذكر معنى حديث لآل البيت ...يقولون فيه ان الشيعي لابد ان يكون مضطهد او مقتول...والميت من الشيعة المؤمنين والمؤمنات يتوفاه الله بمثابة الشهيد... كما قال الإمام علي بن ابي طالب" آفة العلم النسيان" وإلا لذكرت الحديث نصاً الآن يا امي...لكنني نسيت نص الحديث فليس لي إلا ان اذكر معناه .. الأم: حمدا ً لله اننا من شيعة محمد وآل محمد... نبراس: اضافة الى ان المعلومات التي سيتم تناقلها ستكون ناقصة...اي غير مفهومة...الآن مثلا...هل عرفت من هم فلان وفلان ؟ الأم: لا والله... نبراس: أرأيت ِ؟ فلو أنهم قاموا بذكر الأسماء لعلمنا من المقصودين بهذا الحديث...فلا نظن سوء اً بغير المقصودين بهذا الحديث... الأم: اتمنى ان يذكروا كل شيء لنفهم ونتعظ... نبراس: اتمنى ذلك...حسنا ً...لنكمل القراءة...ففي فضلها ...همممم...اتعلمين؟ سأقرأ لك من نفس الموقع هذا الجزء ايضا ً...يقول الكاتب" قال تعالى في محكم كتابه: بسم الله الرحمن الرحيم "فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَةَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ". صدق الله العلي العظيم روى مسلم في صحيحه عن ابي سعيد الخدري قال أمر معاوية سعدا أن يسب عليا فأبى فقال: ما يمنعني من شتمه إلا ما نزل ثم تلا قوله تعالى قل تعالوا ندع ابنائنا وابنائكم ونسائنا ونسائكم وانفسنا وأنفسكم دعا رسول الله صلى الله عليه واله وسلم عليا وفاطمة والحسن والحسين وقال اللهم ان هؤلاء أهل بيتي. لا ريب في نزول آية المباهلة في حق الخمسة عليهم السلام. قال العلامة في نهج الحق : اجمع المفسرون ان ابناءنا اشارة الى الحسن والحسين عليهما السلام ونساءنا اشارة الى فاطمة عليها السلام وانفسنا اشارة الى علي عليه السلام فجعله الله تعالى نفس محمد صلى الله عليه وآله . وقد ذكره الله تعالى في آية المباهلة بلفظ الجمع ايضا، وهو واحد، بقوله تعالى : " وانفسنا وانفسكم "، لانه نفس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وذكر سبحانه : الزهراء عليها السلام، بلفظ الجمع، وهى واحدة، بقوله : " ونسائنا ونسائكم " . وان قوله تعالى : " ابنائنا " : الحسن والحسين عليهما السلام " ونسائنا " : فاطمة عليها السلام، " وانفسنا " : على بن ابى طالب عليهم السلام عن أحمد بن محمد بن سعيد قال : حدثنا محمد بن الفضل بن ربيعة الاشعري قال : حدثنا علي بن حسان قال : حدثنا عبد الرحمن ابن كثير، عن جعفر، عن أبيه، عن علي بن الحسين عليهم السلام قال : لما أجمع الحسن بن علي على صلح معاوية خرج حتى لقيه فلما اجتمعا قام معاوية خطيبا فصعد المنبر وأمر الحسن أن يقوم أسفل منه بدرجة، ثم تكلم معاوية، فقال : هذا الحسن بن علي رآني للخلافة أهلا ولم ير نفسه لها أهلا وقد أتانا ليبايع، ثم قال : قم يا حسن، فقام الحسن عليه السلام فخطب فقال: ...وقال تبارك وتعالى لمحمد صلى الله عليه وآله حيث جحده أهل الكتاب : " قل تعالوا ندع أبنائنا وأبنائكم ونسائنا ونسائكم وأنفسنا وأنفسكم ثم نبتهل فنجعل لعنة الله على الكاذبين " فأخرج رسول الله من الانفس هو وأبي، ومن البنين أنا وأخي ومن النساء أمي فاطمة، فنحن أهله، ونحن منه وهو منا، وقد قال تبارك وتعالى : " إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا " فلما نزلت آية التطهير جمعنا رسول الله صلى الله عليه وآله أنا وأخي وامي وأبي فجللنا وجلل نفسه في كساء لام سلمة خيبري في يومها فقال: " اللهم هؤلاء أهل بيتي وعترتي فاذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا، فقالت ام سلمة : أدخلني معهم يا رسول الله، فقال لها : أنت على خير ولكنها خاصة لي ولهم . ثم مكث رسول الله صلى الله عليه وآله بقية عمره حتى قبضه الله إليه يأتينا في كل يوم عند طلوع الفجر، فيقول : الصلاة يرحمكم الله إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا، وأمر رسول الله صلى الله عليه وآله بسد الابواب التي في مسجد رسول الله صلى الله عليه وآله غير بابنا، فكلموه فقال : أما إني لم اسد بابكم ولم أفتح بابه ولكن الله أمر بسدها وفتح بابه، ولم يكن أحد تصيبه جنابة في مسجد رسول الله صلى الله عليه وآله ويولد له الاولاد غير رسول الله وأبي علي بن أبي طالب تكرمة من الله لنا وفضيلة اختصنا بها على جميع الناس، وقد رأيتم مكان أبي من رسول الله صلى الله عليه وآله ومنزلنا من منازل رسول الله، أمره الله أن يبني المسجد فابتنى فيه عشرة أبيات تسعة لنبيه ولابي العاشر، وهو متوسطها، والبيت هو المسجد وهو البيت الذي قال الله عزوجل : " أهل البيت " فنحن أهل البيت، ونحن [ الذين ] أذهب الله عنا الرجس وطهرنا تطهيرا . وعن جعفر بن محمد بن نصير الخلدى ببغداد ثنا موسى بن هارون ثنا قتيبة بن سعيد ثنا حاتم بن اسمعيل عن بكير بن مسمار عن عامر بن سعد عن ابيه قال لما نزلت هذه الآية ندع انباءنا وابناءكم ونسائنا ونساءكم وانفسنا وانفسكم دعا رسول الله صلى الله عليه وآله عليا وفاطمة وحسنا وحسينا رضى الله عنهم فقال اللهم هؤلاء اهلي . وروى الترمذي بسنده الى عامر بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه سعد ان بعض الامراء قال له : ما منعك ان تسب ابا تراب قال : أما ما ذكرت ثلثة قالهن رسول الله صلّى الله عليه وآله فلن أسبه لتكون لي واحدة منهن احب إلى من حمر النعم سمعت رسول الله صلّى الله عليه وآله يقول : لعلي وخلفه في بعض مغازيه فقال : يارسول الله تخلفني مع النساء والصبيان فقال له رسول الله صلّى الله عليه وآله أما ترضى ان تكون مني بمنزلة هارون من موسى الا انه لانبي بعدي وسمعته يقول : يوم خيبر لأعطين الرايه غدا رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله فتطاولنا لها فقال : أدعو لي عليا فأتاه وهو أرمد فبصق في عينيه ودفع الراية إليه ففتح الله على يديه ونزلت هذه الاية: فقل تعالوا ندع ابنائنا وابنائكم ونسائنا ونسائكم وانفسنا وانفسكم ثم نبتهل فنجعل لعنة الله على الكاذبين فدعا رسول الله صلّى الله عليه وآله عليا وفاطمة والحسن والحسين رضي الله عنهم وقال : اللهم هؤلاء أهلي . وفي عيون الاخبار في باب جمل من أخبار موسى بن جعفر عليه السلام مع هارون الرشيد لما قال له : كيف تكونون ذرية رسول الله صلى الله عليه وآله وانتم أولاد ابنته . حديث طويل يقول فيه عليه السلام لهارون أزيدك يا أمير المؤمنين ؟ قال : هات، قلت قول الله تعالى فمن حاجك فيه من بعد ما جاءك من العلم فقل تعالوا ندع ابناءنا وأبناءكم ونساءنا ونسائكم وأنفسنا وأنفسكم ثم نبتهل فنجعل لعنة الله على الكاذبين ولم يدع أحد انه أدخل النبي صلى الله عليه وآله تحت الكساء عند المباهلة للنصارى الاعلى ابن ابى طالب وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام، فكان تأويل قوله عزوجل ؟ ابناءنا الحسن والحسين ونساءنا فاطمة وانفسنا على بن ابى طالب عليه السلام، على ان العلماء قد اجتمعوا على ان جبرئيل قال يوم احد يا محمد ان هذه لهى المواساة من على قال لانه منى وأنا منه . وفيه في باب ذكر مجلس الرضا عليه السلام مع المأمون في الفرق بين العترة والامة حديث طويل وفيه قالت العلماء فأخبرنا هل فسرالله تعالى الاصطفاء في الكتاب فقال الرضا عليه السلام فسر الاصطفاء في الظاهر سوى الباطن في اثنى عشر موطنا وموضعا، فأول ذلك قوله عزوجل إلى أن قال واما الثالثة حين ميز الله الطاهرين من خلقه، فأمر نبيه صلى الله عليه وآله وسلم بالمباهلة بهم في آية الابتهال، فقال عزوجل : يا محمد فمن حاجك فيه من بعد ما جاءك من العلم فقل تعالوا ندع ابناءنا وابناءكم ونسائنا ونسائكم وانفسنا وانفسكم ثم نبتهل فنجعل لعنة الله على الكاذبين فأبرز النبي صلى الله عليه وآله عليا والحسن والحسين وفاطمة صلوات الله عليهم، وقرن أنفسهم بنفسه فهل تدرون ما معنى قوله : وانفسنا وانفسكم قالت العلماء عنى به نفسه قال أبو الحسن عليه السلام غلطتم انما عنى به على بن ابى طالب عليه السلام ومما يدل على ذلك قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم حين قال لينتهين بنو وليعة اولا بعثن إليهم رجلا كنفسي يعنى على بن ابى طالب عليه السلام، وعنى بالابناء الحسن والحسين، وعنى بالنساء فاطمة عليها السلام فهذه خصوصية لا يتقدمهم فيها احد، وفضل لا يلحقهم فيه بشر، وشرف لا يسبقهم إليه خلق، إذ جعل نفس على كنفسه . وقد أطبق المفسرون واتفقت الرواية وأيده التاريخ أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حضر للمباهلة ولم يحضر معه إلا على وفاطمة والحسنان عليهم السلام فلم يحضر لها إلا نفسان وابنان وامرأة واحدة وقد امتثل أمر الله سبحانه فيها . وفي العيون بإسناده عن الريان بن الصلت عن الرضا عليه السلام في حديثه مع المأمون والعلماء في الفرق بين العترة والامة وفضل العترة على الامة وفيه قالت العلماء : هل فسر الله الاصطفاء في كتابه ؟ فقال الرضا عليه السلام فسر الاصطفاء في الظاهر سوى الباطن في اثني عشر موضعا وذكر المواضع من القرآن وقال فيها وأما الثالثة حين ميز الله الطاهرين من خلقه وأمر نبيه بالمباهلة بهم في آية الابتهال فقال عز وجل فمن حاجك فيه من بعد ما جاءك من العلم - فقل تعالوا ندع أبنائنا وأبنائكم ونسائنا ونسائكم وأنفسنا وأنفسكم قالت العلماء عنى به نفسه قال أبو الحسن - غلطتم إنما عنى به على بن أبي طالب ومما يدل على ذلك قول النبي لينتهين بنوا وليعة أو لابعثن إليهم رجلا كنفسي يعني على بن أبي طالب وعني بالابناء الحسن والحسين وعني بالنساء فاطمة فهذه خصوصية لا يتقدمهم فيها أحد وفضل لا يلحقهم فيه بشر وشرف لا يسبقهم إليه خلق إذ جعل نفس علي كنفسه الحديث . وفي صحيح مسلم عن عامر بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه قال : أمر معاوية بن أبي سفيان سعدا فقال - ما يمنعك أن تسب أبا تراب قال أما ما ذكرت ثلاثا قالهن رسول الله صلى الله عليه وسلم فلن أسبه لان يكون لي واحدة منهن أحب إلى من حمر النعم سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول حين خلفه في بعض مغازيه فقال له علي يا رسول الله خلفتني مع النساء والصبيان ؟ فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هرون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي ؟ وسمعته يقول يوم خيبر : لاعطين الراية غدا رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله قال فتطاولنا لها فقال : أدعوا لي عليا فاتي به أرمد العين فبصق في عينيه ودفع الراية إليه ففتح الله على يده ولما نزلت هذه الآية قل تعالوا ندع أبنائنا وأبنائكم ونسائنا ونسائكم وأنفسنا وأنفسكم ثم نبتهل دعا رسول الله عليا وفاطمة وحسنا وحسينا وقال : اللهم هؤلاء أهل بيتي اقول ورواه الترمذي في صحيحه ورواه أبو المؤيد الموفق بن أحمد في كتاب فضائل علي ورواه أيضا أبو نعيم في الحلية عن عامر بن سعد عن أبيه ورواه الحمويني في كتاب فرائد السمطين . وفي حلية الاولياء لابي نعيم بإسناده عن عامر بن أبي وقاص عن أبيه قال : لما نزلت هذه الآية - دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم عليا وفاطمة وحسنا وحسينا فقال اللهم هؤلاء أهل بيتي . وفيه بإسناده عن الشعبي عن جابر قال : قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم العاقب والطيب فدعاهما إلى الاسلام فقالا أسلمنا يا محمد فقال كذبتما إن شئتما أخبرتكما ما يمنعكما من الاسلام فقالا فهات الينا قال حب الصليب وشرب الخمر وأكل لحم الخنزير - قال جابر فدعاهما إلى الملاعنة فواعداه إلى أن يفداه بالغداة فغدا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأخذ بيد علي والحسن والحسين وفاطمة فأرسل اليهما فأبيا أن يجيباه وأقرا له فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم والذي بعثني بالحق لو فعلا لامطر عليهم الوادي نارا قال جابر فيهم نزلت ندع أبنائنا وأبنائكم قال جابر أنفسنا وأنفسكم رسول الله وعلي وأبنائنا الحسن والحسين ونسائنا فاطمة ... ورواه ابن المغازلي في مناقبه بإسناده عن الشعبي عن جابر ورواه ايضا الحمويني في فرائد السمطين بإسناده عنه ورواه المالكي في الفصول المهمة مرسلا عنه ورواه أيضا عن أبي داود الطيالسي عن شعبة الشعبي مرسلا ورواه في الدر المنثور عن الحاكم وصححه وعن ابن مردويه وأبي نعيم في الدلائل عن جابر . وفي الدر المنثور خرج أبو نعيم في الدلائل من طريق الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس."...الله عليكم يا آل بيت محمد ....كم احبكم!!! الأم: وجدت لك منافسة في عشقهم يا بنية.... نبراس: والله لا اكتفي من القراءة حول هؤلاء الأحبة...اما عن حجابها عليها السلام...فقد ذكر في كتاب (سيدة النساء فاطمة الزهراء عليها السلام) للكاتب علي موسى الكعبي...تحت عنوان ( العفّة والحجاب ) يقول..." لقد أعطى الإسلام للمرأة حقوقها ، وشرّع القوانين لحمايتها ورعاية مصالحها ، ومنحها الحرية ضمن تعاليمه السامية في طلب العلم والحصول على الملكية والارث والعمل ، ولكن بشرط أن لا تكون على نمط الحرية الإباحية التي تعرض فيها المرأة نفسها بالمجان ، وتكون سبباً في إفساد بنية الاُسرة وانحراف المجتمع ، كما هو الحال في المجتمعات الغربية . ولقد ضربت الزهراء عليها السلام أروع الأمثلة في ما يجب أن تكون عليه المرأة المسلمة من حصانة وعفّة مع أدائها لدورها في داخل المنزل وخارجه على أتمّ وجه ، فهي النموذج الأمثل الذي قدّمه الإسلام للمرأة ، فمن الحقّ أن يقتدى بها في كل ما أُثر عنها من مبادئ العفّة والحجاب ، فقد روي عنها عليها السلام أنّها قالت : « خير للمرأة أن لا ترى رجلاً ولا يراها رجل » (3) . فمن حيث خمار رأسها فقد وصف أنّه يصل إلى نصف عضدها ، كما جاء بالاسناد عن الإمام الباقر عليه السلام أنه قال : « فاطمة سيدة نساء أهل الجنة ، وما كان خمارها إلاّ هكذا » وأومأ بيده إلى وسط عضده (4) . ومن عجائب أمرها عليها السلام أنّها كانت تتحرج من رؤية الرجل الأعمى ، فكيف بالبصير حينئذ؟! قال أمير المؤمنين عليه السلام : « إنّ فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم استأذن عليها أعمى فحجبته ، فقال لها النبي صلى الله عليه وآله وسلم : لِمَ حجبتيه وهو لا يراك ، فقالت : يارسول الله إن لم يكن يراني فأنا أراه ، وهو يشمّ الريح . فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم : أشهد أنك بضعة مني » (1) . وروى الشيخ الكليني بالاسناد عن أبي جعفر عليه السلام ، عن جابر بن عبدالله الأنصاري قال : خرج رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يريد فاطمة عليها السلام وأنا معه ، فلمّا انتهيت إلى الباب وضع يده عليه ، ثم قال : « السلام عليكم » . فقالت فاطمة عليها السلام : « عليك السلام يا رسول الله » قال : « أدخل؟ » قالت : « ادخل يا رسول الله » . قال : « أدخل أنا ومن معي؟ » فقالت : « يارسول الله ليس عليَّ قناع » . فقال : « يافاطمة ، خذي فضل ملحفتك ، فقنّعي به رأسك » ففعلت ، ثم قال : « السلام عليكم » . فقالت فاطمة : « وعليك السلام يا رسول الله » ، قال : « أدخل » قالت : « نعم يا رسول الله » قال : « أنا ومن معي؟ » قالت : « أنت ومن معك » الحديث (2) . وروى أبو نعيم بالاسناد عن جابر بن سمرة ، قال : جاء النبي صلى الله عليه وآله وسلم فجلس فقال : « إنّ فاطمة وجعة » فقال القوم : لو عدناها . فقام فمشى حتى انتهى إلى الباب ، والباب عليها مصفق ، قال : فنادى : « شدّي عليك ثيابك ، فإنّ القوم جاءوا يعودونك » فقالت : « يا نبي الله ، ما عليَّ إلاّ عباءة » قال : فأخذ رداءً فرمى به إليها من وراء الباب ، فقال : « شدّي بهذا رأسك » فدخل ودخل القوم ، فقعد ساعة فخرجوا ، فقال القوم : تالله بنت نبينا صلى الله عليه وآله وسلم على هذا الحال! قال : فالتفت فقال صلى الله عليه وآله وسلم : « أما إنّها سيدة النساء يوم القيامة » (1) . والتزام الزهراء عليها السلام بالحجاب الإسلامي لم يمنعها من أداء دورها الرسالي في الدفاع عن عقائد الإسلام وسُنّة أبيها المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم واسترجاع حقّها السليب ، فقد وصفها الرواة حينما جاءت إلى مسجد النبي صلى الله عليه وآله وسلم بقولهم : لمّا بلغ فاطمة عليها السلام إجماع أبي بكر على منعها فدك ، لاثت خمارها على رأسها ، واشتملت بجلبابها ، وأقبلت في لُمّة من حفدتها ونساء قومها ، تطأ ذيولها ، . . . فدخلت عليه وهو في حشدٍ من المهاجرين والأنصار وغيرهم ، فنيطت دونها مُلاءة . . . (2) . ومن مظاهر العفة والحشمة التي سجلتها الزهراء عليها السلام سُنّة تُقتدى إلى اليوم ، هي أنّها عندما اشتكت شكوتها التي قبضت فيها ، قالت لاَسماء بنت عميس : « ألا تجعلي لي شيئاً يسترني ، فإنّي استقبح ما يصنع بالنساء ، يطرح على المرأة الثوب فيصفها » ، فقالت أسماء : إني رأيت شيئاً يصنع بالحبشة ، فصنعت لها هيئة النعش ، فقالت عليها السلام : « اصنعي لي مثله ، استريني سترك الله من النار » . فكان نعشها أول نعش أُحدث في الإسلام ، واتخذ بعد ذلك سُنّة (3) ."
|