الفصل السابع ( في حسن القيام على الدواب وحقها على صاحبها )
روي عن أبي ذر رضي الله عنه أنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول : إن الدابة تقول : اللهم ارزقني مليك صدق يشبعني ويسقيني ولا يحملني ما لا أطيق. عن الصادق ( عليه السلام ) قال : ما اشترى أحد دابة إلا قالت : اللهم اجعله بي رحيما. وعنه ( عليه السلام ) قال : اتخذوا الدابة فإنها زين وتقضي عليها الحوائج ورزقها على الله عزوجل. روى السكوني بإسناده قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : إن الله تبارك وتعالى يحب الرفق ويعين عليه ، فإذا ركبتم الدواب العجاف (1) فانزلوا منازلها ، فإن كانت الارض مجدبة فانجوا عليها وإن كانت مخصبة فانزلوا منازلها. قال علي ( عليه السلام ) : من سافر منكم بدابة فليبدأ حين نزل بعلفها وسقيها. قال أبوجعفر ( عليه السلام ) [ إذا سافرت في أرض خصبة فارفق بالسير. و ] إذا سرت في أرض مجدبة فعجل بالسير. عن الصادق ( عليه السلام ) قال : من اشترى دابة كان له ظهرها وعلى الله رزقها. وعن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) قال : إن للدابة على صاحبها خصال : يبدأ بعلفها إذا نزل ، ويعرض عليها الماء إذا مر به ، ولا يضرب وجهها فإنها تسبح بحمد ربها ، ولا يقف على ظهرها إلا في سبيل الله ، ولا يحملها فوق طاقتها ولا يكلفها من المشي إلا ما تطيق. عن الصادق ( عليه السلام ) قال : من سعادة المرء دابة يركبها في حوائجه ويقضي عليها حوائج إخوانه.
1 ـ العجاف ـ بالكسر : جمع عجف ، ككتف وعجفاء : التي ضعفت وذهب سمنها أي المهزولة.
(263)
وقال ( عليه السلام ) : السرج مركب ملعون للنساء. وقال ( عليه السلام ) : من شقاء العيش مركب السوء. وقال ( عليه السلام ) : الركوب نشرة. سأل رجل عن الصادق ( عليه السلام ) : متى أضرب دابتي تحتي ؟ قال : إذا لم تمش تحتك كمشيها إلى مذودها (1). عنه ( عليه السلام ) قال : أضربوها على العثار ولا تضربوها على النفار ، فإنها ترى ما لا ترون (2). عن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) قال : إذا عثرت الدابة تحت الرجل فقال لها : تعست ، تقول : تعس إعصانا للرب (3). قال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : ما عثرت دابتي قط ، قيل : ولم ذلك ؟ قال : لاني لم أطأ بها زرعا قط. وعن علي ( عليه السلام ) في الدواب : ولا تضربوا الوجوه ولا تلعنوها ، فإن الله عز وجل لعن لاعنها. وقال النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : إذا لعنت الدواب لزمتها اللعنة [ على صاحبها ]. وقال ( عليه السلام ) أيضا : لا تتوركوا على الدواب (4). ولا تتخذوا ظهورها مجالس. وقال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) لعلي ( عليه السلام ) : يا علي لا تردف ثلاثة فإن أحدهم ملعون وهو المقدم. وقال ( عليه السلام ) : لكل شيء حرمة وحرمة البهائم في وجوهها. عن السكوني بإسناده : أن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أبصر ناقة معقولة وعليها جهازها ، فقال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : أين صاحبها ، لا مروة له فليستعد غدا للخصومة. حج علي بن الحسين عليهما السلام على ناقة له أربعين حجة فما قرعها بسوط قط.
1 ـ المذود ـ كمنبر ـ معتلف الدابة. 2 ـ العثار ـ بالسكر ـ : السقطة والزلة ، يقال : عثرت الدابة ـ من بابي ضرب ونصر ـ : زلت وسقطت. ونفرت الدابة من كذا نفارا ـ من بابي ضرب ونصر ـ : جزعت وتباعدت. 3 ـ تعست الدابة ـ من بابي علم ومنع ـ : عثرت وأكبت على وجهها ـ وأيضا بمعنى هلكت. 4 ـ تورك : اعتمد على وركه. ـ الشيء : حمله على وركه. ـ الراكب. ـ : ثنى رجله ليركب أو يستريح.
(264)
عن أم سلمة قالت : سمعت رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) يقول : لا تصحب الملائكة رفقة فيها جرس.
( فيما جاء في الابل )
قال الصادق ( عليه السلام ) : إياكم والابل الحمر ، فإنها أقصر الابل أعمارا (1). وقال ( عليه السلام ) أيضا : اشتروا السود القباح فإنها أطول الابل أعمارا (2). ونهى النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : أن يتخطى القطار ، قيل : يا رسول الله ولم ؟ قال : لانه ليس من قطار إلا وما بين البعير إلى البعير شيطان. ونهى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن إبل الجلالة (3) أن تؤكل لحومها وأن يشرب لبنها ، ولا يحمل عليها الادم ، ولا يركبها الناس حتى تعلف أربعين ليلة.
( في الخيل وغيرها )
قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : الخيل معقود بنواصيها الخير إلى يوم القيامة ، والمنفق عليها في سبيل الله كالباسط يده بالصدقة لا يقبضها. روي عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أنه قال : لا تجزوا نواصي الخيل ولا أعرافها ولا أذنابها ، فإن الخير في نواصيها وإن أعرافها دفؤها وإن أذنابها مذابها (4). وقال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : يمن الخيل في كل أحوى أحمر وفي كل أدهم أغر مطلق اليمين (5). عن الرضا ( عليه السلام ) قال : على كل منخر من الدواب شيطان ، فإذا أراد أحدكم أن يلجمها فليسم الله عزوجل.
1 ـ الحمر ـ بضم فسكون ـ : جمع أحمر. وحمر الفرس ـ من باب علم ـ : سنق واتخم أو فسدت رائحة فمه فهو حمر ككتف. والحمر ـ بالتحريك ـ : داء يعتري الدابة من أكل الشعير. 2 ـ والقباح ـ بالفتح ـ : طرف العضد مما يلي المرفق ، أو ملتقى الساق والفخذ. 3 ـ الجلالة : التي تكون غذاؤه عذرة وهي نجس فتحرم لحمها وشرب لبنها إلا أن تعلف أربعين يوما حتى تطهر ويحل لحمها ولبنها. والجلة ـ بالتثليث فالتشديد ـ : البعرة وتطلق على العذرة أيضا. 4 ـ العرف ـ بالضم ـ من الدابة : الشعر النابت في محدب رقبتها والجمع أعراف. الدف ء ـ بالكسر ـ : نقيض حدة البرد. وأيضا ما استدفأ به. 5 ـ أحوى : أسود ليس بشديد السواد أي الذي سواده إلى الخضرة أو جمرة إلى السواد. والادهم : الاسود ، والذي يشتد سواده. والاغر : الابيض ، والذي في جبهته بياض.
(265)
وعن أبي عبيدة ، عن أحدهما عليهما السلام قال : أيما دابة استصعبت على صاحبها من لجام ونفار فليقرأ في أذنها أو عليها أفغير دين الله يبغون وله أسلم من في السموات والارض طوعا وكرها وإليه ترجعون وليقل : اللهم سخرها لي وبارك لي فيها بحق محمد وآل محمد. وليقرأ إنا أنزلناه. عن الباقر ( عليه السلام ) قال : إن أحب المطايا إلي الحمر. وكان رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) يركب حمارا أسمه يعفور.
|