الفصل الثامن ( في الختان وما يتعلق به )
عن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : الختان سنة للرجال ، مكرمة للنساء. وكتب عبد الله بن جعفر الحميري إلى أبي محمد الحسن بن علي عليهما السلام أنه روي عن الصالحين : أن اختنوا أولادكم يوم السابع يطهروا ، فإن الارض تضج إلى الله من بول الاغلف وليس ـ جعلني الله فداك ـ في حجامي بلدنا حذق بذلك ولا يختنونه يوم السابع وعندنا حجام من اليهود فهل يجوز لليهود أن يختنوا أولاد المسلمين أم لا ؟ قال : فوقع ( عليه السلام ) يوم السابع. فلا تخالفوا السنن إن شاء الله. عن الصادق ( عليه السلام ) في الصبي إذا ختن قال : يقول : اللهم هذه سنتك وسنة نبيك صلواتك عليه وآله واتباع لمثالك وكتبك ولنبيك بمشيتك وإرادتك وقضائك ، لامر أردته وقضاء حتمته وأمر أنفذته ، فأذقته حر الحديد في ختانه وحجامته لامر أنت أعرف به منا ، اللهم فطهره من الذنوب وزد في عمره وادفع الافات عن بدنه والاوجاع عن جسمه وزده من الغنى وادفع عنه الفقر فإنك تعلم ولا نعلم. وعنه ( عليه السلام ) قال : أي رجل لم يقلها على ختان ولده فليقلها عليه من قبل أن يحتلم ، فإن قالها كفى حر الحديد من قتل أو غيره.
(230)
عن موسى بن جعفر عليهما السلام قال لما ولد ابنه الرضا ( عليه السلام ) : إن ابني هذا ولد مختونا طاهرا مطهرا ولكنا سنمر الموسى عليه لاصابة السنة وابتاع الحنيفية. من طب الائمة ، عن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) قال : اختنوا أولادكم في السابع ، فإنه أطهر وأسرع لنبات اللحم ، فقال : إن الارض تنجس ببول الاغلف أربعين يوما. عن الصادق ( عليه السلام ) قال : ثقب أذن الغلام من السنة ، وختانه لسبعة أيام من السنة ، وخفض النساء مكرمة وليست من السنة ، وأي شيء أكرم من المكرمة. ومن تهذيب الاحكام ، عن الصادق ( عليه السلام ) قال : لما هاجرت النساء إلى رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) هاجرت فيهن امرأة يقال لها : أم حبيبة ، وكانت خافضة تخفض الجواري ، فلما رآها رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) قال لها : يا أم حبيبة العمل الذي كان في يدك هو في يدك اليوم ؟ قالت : نعم يا رسول الله إلا أن يكون حراما فتنهاني عنه ، قال : لا ، بل هو حلال فادني مني حتى أعلمك ، فدنت منه فقال : يا أم حبيبة إذا أنت فعلت فلا تنهكي أي لا تستأصلي وأشمي (1) ، فإنه أشرق للوجه وأحظى عند الزوج. قال : فكانت لام حبيبة أخت يقال لها : ام عطية ، وكانت مقينة يعني ماشطة ، فلما انصرفت ام حبيبة إلى اختها أخبرتها بما قال لها رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، فأقبلت أم عطية إلي النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) فأخبرته بما قالت لها اختها. فقال لها : ادني مني يا ام عطية إذا أنت قينت الجارية (2) فلا تغسلي وجهها بالخرقة ، فإن الخرقة تذهب بماء الوجه.
1 ـ النهك : المبالغة في كل شيء. وأشمت الخافضة البظر أي أخذت منها قليلا. 2 ـ أي زينت الجارية ، يقال : قينه أي زينه.
|