الفصل الثاني في أصناف النساء وأخلاقهن
( في أخلاقهن المحمودة )
عن الصادق ، عن أبيه عليهما السلام قال : النساء أربعة أصناف : فمنهن ربيع مربع ، ومنهن جامع مجمع ، ومنهن كرب مقمع ، ومنهن غل قمل. فأما الربيع المربع : فالتي في حجرها ولد وفي بطنها آخر. والجامع المجمع : الكثيرة الخير المحصنة. والكرب المقمع : السيئة الخلق مع زوجها. وغل قمل : هي التي عند زوجها كالغل القمل وهو غل من جلد يقع فيه القمل فيأكله فلا يتهيأ أن يحل منه شيئا. وهو مثل للعرب.
(199)
عن داود الكرخي قال : قلت لابي عبد الله ( عليه السلام ) : إن صاحبتي هلكت وكانت لي موافقة وقد هممت أن أتزوج ، فقال : انظر أين تضع نفسك ومن تشركه في مالك وتطلعه على دينك وسرك وأمانتك ، فإن كنت لابد فاعلا فبكرا تنسب إلى الخير وإلى حسن الخلق.
ألا إن النساء خلقن شتى ومنهن الهلال إذا تجلى فمن يظفر بصالحتهن يسعد |
|
فمنهن الغنيمة والغرام لصاحبه ومنهن الظلام ومن يغبن فليس له انتظام |
وهن ثلاث : فأمرأة ولود ، ودود ، تعين زوجها على دهره وتساعده على دنياه وآخرته ولا تعين الدهر عليه. وامرأة عقيم لا ذات جمال ولا خلق ولا تعين زوجها على خير. وامرأة صخابة (1) ، ولاجة ، خراجة ، همازة ، تستقل الكثير ولا تقبل اليسير. قال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : تزوج عيناء سمراء عجزاء مربوعة (2) ، فإن كرهتها فعلي الصداق. من أمالي الشيخ أبي جعفر بن بابويه ، عنه ( عليه السلام ) قال : عقول النساء في جمالهن ، وجمال الرجال في عقولهم. وكان رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) إذا أراد أن يتزوج امرأة بعث إليها من ينظر إليها ، وقال : شم ليتها فإن طاب ليتها طاب عرفها وإن درم كعبها عظم كعثبها ( الليت : صفحة العنق. والعرف : الريح الطيبة. ودرم كعبها أي كثير لحم كعبها. يقال : امرأة درماء إذا كانت كثيرة لحم القدم والكعب. والكعثب : الفرج ). وقال علي بن الحسين عليهما السلام : خمس خصال من فقد منهن واحدة لم يزل ناقص العيش ، زائل العقل ، مشغول القلب : فأولهن صحة البدن. والثانية والثالثة السعة في الرزق والدار. والرابعة الانيس الموافق ، فقيل له : وما الانيس الموافق ؟
1 ـ الصخب والسخب ، بالتحريك : شدة الصوت والصيحة للخصام. وفي بعض نسخ الحديث : صخابة. والوجه : كثيرة الولوج أي الدخول والخروج. والهمازة : العيابة والغيابة. 2 ـ العيناء : الحسنة العين والتي عظم سواد عينها في سعة. والسمراء : التي لونها بين السواد والبياض. والعجزاء : التي عظيمة العجيزة. والمربوعة : وسيطة القامة لا طويلة ولا قصيرة.
(200) قال : الزوجة الصالحة والولد الصالح والخليط الصالح. والخامسة وهي تجمع هذه الخصال الدعة. وقال ( عليه السلام ) إذا أراد أحدكم أن يتزوج فليسأل عن شعرها كما يسأل عن وجهها ، فان الشعر أحد الجمالين. وقال ( عليه السلام ) : خير نسائكم الطيبة الريح ، الطيبة الطعام ، التي إن أنفقت أنفقت بمعروف وإن أمسكت أمسكت بمعروف ، فتلك من عمال الله وعامل الله لا يخيب [ ولا يندم ]. عن الصادق ( عليه السلام ) قال : خير نسائكم التي إن غضبت أو أغضبت قالت لزوجها : يدي في يدك لا أكتحل بغمض حتى ترضى عني. قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : ألا أخبركم بخير نسائكم ؟ قالوا بلى. قال : إن خير نسائكم الولود الودود الستيرة (1) العفيفة ، العزيزة في أهلها ، الذليلة مع بعلها ، المتبرجة مع زوجها الحصان عن غيره ، التي تسمع قوله وتطيع أمره وإذا خلا بها بذلت له ما أراد منها ولم تتبذل (2) له تبذل الرجل. وقال ( عليه السلام ) : ما استفاد امرؤ فائدة بعد الاسلام أفضل من زوجة مسلمة ، تسره إذا نظر إليها وتطيعه إذا أمرها وتحفظه إذا غاب عنها في نفسها وماله. وجاء رجل إلى رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) فقال : إن لي زوجة إذا دخلت تلقتني وإذا خرجت شيعتني وإذا رأتني مهموما قالت : ما يهمك ، إن كنت تهتم لرزقك فقد تكفل به غيرك وإن كنت تهتم بأمر آخرتك فزادك الله هما ، فقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : بشرها بالجنة وقل لها : إنك عاملة من عمال الله ولك في كل يوم أجر سبعين شهيدا. وفي رواية أن الله عزوجل عمالا وهذه من عماله ، لها نصف أجر الشهيد. عن الصادق ( عليه السلام ) قال : الخيرات الحسان من نساء أهل الدنيا ، هن أجمل من الحور العين. وعنه ( عليه السلام ) قال : الشجاعة لاهل خراسان ، والباءة في أهل البربر ، والسخاء والحسد في العرب ، فتخيروا لنطفكم.
1 ـ الستيرة : العفيفة والمستورة. 2 ـ التبذل : ترك الزينة.
(201)
وعنه ( عليه السلام ) قال : الحياء عشرة أجزاء : تسعة في النساء وواحد في الرجال ، فإذا خفضت (1) المرأة ذهب جزء من حيائها. وإذا تزوجت ذهب جزء. وإذا افترعت (2) ذهب جزء. وإذا ولدت ذهب جزء. وبقي لها خمسة أجزاء ، فإن فجرت ذهب حياؤها كله ، وإن عفت بقي لها خمسة أجزاء. من كتاب نوادر الحكمة ، عن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) قال : من أراد الباءة فليتزوج بامرأة قريبة من الارض ، بعيدة ما بين المنكبين ، سمراء اللون ، فإن لم يحظ بها فعلي مهرها. عن جابر قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : إذا صلت المرأة خمسها وصامت شهرها وأحصنت فرجها وأطاعت بعلها فلتدخل من أي أبواب الجنة شاءت. وقال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : أيما امرأة أعانت زوجها على الحج والجهاد أو طلب العلم أعطاها الله من الثواب ما يعطي امرأة أيوب ( عليه السلام ). عن الصادق ( عليه السلام ) قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : أفضل نساء أمتي أصبحهن وجها وأقلهن مهرا.
( في أخلاقهن المذمومة )
عن الصادق ( عليه السلام ) قال : أغلب الاعداء للمؤمن زوجة السوء. وقال النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : ما رأيت ضعيفات الدين ، ناقصات العقول أسلب لذي لب منكن. وقال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : إن النساء غي وعورة ، فاستروا العورة بالبيوت واستروا الغي بالسكوت. وقال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : لولا النساء لعبدالله حقا [ حقا ]. عن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) قال : يظهر في آخر الزمان واقتراب القيامة ، وهو شر الازمنة ، نسوة متبرجات ، كاشفات ، عاريات من الدين ، داخلات في الفتن ، مائلات إلى الشهوات ، مسرعات إلى اللذات ، مستحلات للمحرمات ، في جهنم خالدات.
1 ـ خفضت الجارية : ختنها ، والخافظة : الخاتنة ، ولا يطلق الخفض إلا على الجارية دون الغلام. 2 ـ افترع البكر : أزال بكارتها.
(202) من كتاب الرياض قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : شوهاء ولود خير من حسناء عقيم. وقال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : ذروا الحسناء العقيم ، وعليكم بالسوداء الولود ، فإني مكاثر بكم الامم حتى بالسقط. وقال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : أيما امرأة أدخلت على زوجها في أمر الفقه وكلفته ما لا يطيق لا يقبل الله منها صرفا ولا عدلا إلا أن تتوب وترجع وتطلب منه طاقته. وقال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : لو أن جميع ما في الارض من ذهب وفضة حملته المرأة إلى بيت زوجها ثم ضربت على رأس زوجها يوما من الايام ، تقول : من أنت ؟ إنما المال مالي حبط عملها ولو كانت من أعبد الناس إلا أن تتوب وترجع وتعتذر إلى زوجها. وقال سلمان الفارسي رضي الله عنه : سمعت رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) يقول : أيما امرأة منت على زوجها بمالها ، فتقول : إنما تأكل أنت من مالي ، لو أنها تصدقت بذلك المال في سبيل الله لا يقبل الله منها إلا أن يرضى عنها زوجها. وعن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) قال : سمعت رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) يقول : أيما امرأة هجرت زوجها وهي ظالمة حشرت يوم القيامة مع فرعون وهامان وقارون في الدرك الاسفل من النار إلا أن تتوب وترجع. ومر رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) على نسوة فوقف عليهن ، ثم قال : يا معشر النساء ما رأيت نواقص عقول ودين أذهب بعقول ذوي الالباب منكن ، إني قد رأيت إنكن أكثر أهل النار يوم القيامة ، فتقربن إلى الله ما استطعتن ، فقالت امرأة منهن : يا رسول الله ما نقصان ديننا وعقولنا ؟ فقال : أما نقصان دينكن فبالحيض الذي يصيبكن فتمكث إحداكن ما شاء الله لا تصلي ولا تصوم. وأما نقصان عقولكن فبشهادتكن ، فإن شهادة المرأة نصف شهادة الرجل. وقال النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : ألا أخبركم بشر نسائكم ؟ قالوا : بلى يا رسول الله [ أخبرنا ] قال : من شر نسائكم الذليلة في أهلها ، العزيزة مع بعلها ، العقيم الحقود ، التي لا تتورع عن قبيح ، المتبرجة إذا غاب عنها زوجها ، الحصان معه إذا حضر ، التي لا تسمع قوله ولا تطيع أمره ، فإذا خلا بها تمنعت تمنع الصعبة عند ركوبها ولا تقبل له عذرا ولا تغفر له ذنبا.
(203) وقام رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) خطيبا فقال : أيها الناس إياكم وخضراء الدمن ، قيل : يا رسول الله وما خضراء الدمن ؟ قال : المرأة الحسناء في منبت السوء. وقال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : اعلموا أن المرأة السوداء إذا كانت ولودا أحب إلي من الحسناء العاقر. عن الصادق ( عليه السلام ) قال : إذا تزوج الرجل المرأة لمالها أو جمالها لم يرزق ذلك ، فإن تزوجها لدينها رزقه الله عزوجل مالها وجمالها. وكان النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) يقول في دعائه : اللهم إني أعوذ بك من ولد يكون علي ربا ومن مال يكون علي ضياعا ومن زوجة تشيبني قبل أوان مشيبي. من نوادر الحكمة ، عن الحسين بن بشار قال : كتبت إلى أبي الحسن ( عليه السلام ) : أن لي ذا قربة قد خطب إلي وفي خلقه سوء ، قال : لا تزوجه إن كان سئ الخلق. من كتاب روضة الواعظين قال الصادق ( عليه السلام ) : شكا رجل إلى أمير المؤمنين ( عليه السلام ) نساءه ، فقام خطيبا ، فقال : معاشر الناس لا تطيعوا النساء على كل حال ولا تأمنوهن على مال ولا تذروهن يدبرن أمر العيال ، فإنهن إن تركن وما أردن أوردن المهالك وعدون أمر المالك ، فإنا وجدناهن لا ورع لهن عند حاجتهن ولا صبر لهن عند شهوتهن ، البذخ (1) لهن لازم وإن كبرن ، والعجب بهن لاحق وإن عجزن ، لا يشكرن الكثير إذا منعن القليل ، ينسين الخير ويحفظن الشر ، يتهافتن بالبهتان (2) ويتمادين بالطغيان ويتصدين (3) للشيطان ، فداروهن على كل حال وأحسنوا لهن المقال لعلهن يحسن الفعال.
1 ـ البذخ ـ بالتحريك ـ : الكبر 2 ـ التهافت : التساقط وأكثر استعماله في الشر. 3 ـ تصدى له : تعرض وتقبل عليه بوجهه ورفع رأسه إليه. وأيضا : الاستشراف إلى الشيء النظر إليه.
(204)
|