الفصل الرابع في لبس الخز والحلة وغير ذلك
( في لبس الخز )
عن عبد الله بن سليمان قال : سمعت أبا عبد الله ( عليه السلام ) يقول : إن علي بن الحسين ( عليه السلام ) كان رجلا صردا (3) وكان يشتري الثوب الخز بألف درهم أو خمسمائة درهم ، فإذا
3 ـ صرد ، ككتف : الذي كان قويا على الصرد وضعيف عنه ( ضد ). والصرد : البرد.
(107)
خرج الشتاء باعه وتصدق بثمنه ولم يكن يصنع ذلك بشيء من ثيابه غير الخز. عن قتيبة بن محمد قال : قلت لابي عبد الله ( عليه السلام ) : إنا نلبس الثوب الخز وسداه أبريسم ، قال : لا بأس بالابريسم إذا كان معه غيره ، قد أصيب الحسين ( عليه السلام ) وعليه جبة خز سداها أبريسم. قلت : إنا نلبس هذه الطيالسة البربرية وصوفها ميت ، قال : ليس في الصوف روح ، ألا ترى أنه يجز ويباع وهو حي ؟ عن الحسن بن علي ، عنه قال : كان علي بن الحسين ( عليه السلام ) يلبس ثوبين في الصيف يشتريان له بخمسمائة دينار ، ويلبس في الشتاء المطرف الخز ويباع في الصيف بخمسين دينارا ويتصدق بثمنه. عن محمد بن مسعدة ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : كان أبي يلبس الثوب الخز بخمسمائة درهم فإذا حال عليه الحول تصدق به ، فقيل له : لو بعته وتصدقت بثمنه ، قال : أبيع ثوبا قد صليت فيه ؟! عن عبد الرحمن بن الحجاج قال : سأل رجل أبا عبد الله ( عليه السلام ) عن جلود الخز ؟ وأنا حاضر ، فقال أبو عبد الله ( عليه السلام ) : ليس به بأس ، فقال له الرجل : جعلت فداك هي من بلادي وإنما هي كلاب تخرج من الماء ، فقال أبو عبد الله ( عليه السلام ) : فإذا خرجت من الماء تعيش وهي خارج في البر ؟ قال : لا ، قال : ليس به بأس. من كتاب زهد أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، عن علي بن أبي عمران قال : خرج الحسين ابن علي ( عليه السلام ) ـ وعلي ( عليه السلام ) في الرحبة ـ وعليه قميص خز وطوق من ذهب ، فقال : هذا إبني ؟ قالوا : نعم ، فدعاه فشقه عليه وأخذ الطوق فقطعه قطعا.
( في لبس الحلة )
عن المعلى بن خنيس ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : أتى أمير المؤمنين ( عليه السلام ) بحلل فيها حلة (1) جيدة ، فقال الحسين ( عليه السلام ) : أعطني هذه ، فأبى وقال : اعطيك مكانها حلتين ، فأبى وقال : هي خير من ذلك ، فقال : اعطيك مكانها ثلاث حلل ،
1 ـ الحلة ـ بالضم ـ : كل ثوب جديد ، والجمع حلل. وقيل : إزار ورداء من برد او غيره.
(108)
قال : هي خير من ذلك ، فقال : أربعا ، حتى بلغ خمسا فأعطاه إياها ، ثم قال : أما انك تلبسها فيقال : ابن أمير المؤمنين ، ثم تلبسها فتوسخ فتفسدها وأكسو بهذه الخمس حلل خمسة من المسلمين.
( في لبس الحرير والديباج )
عن جعفر ، عن أبيه عليهما السلام قال : أتى أسامة بن زيد رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ومعه ثوب حرير ، فقال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : هذا لباس من لا خلاق (1) له ، ثم أمره فشقه خمرا بين نسائه. عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : لا يصلح لبس الحرير والديباج للرجال ، فأما بيعه فلا بأس به. عن أبي عبد الله أو أبي الحسن عليهما السلام أنه سئل عن لبس الحرير والديباج ؟ فقال : أما في الحرب فلا بأس وإن كان فيه تماثيل. من كتاب زهد أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، عن علي بن عمران قال : خرج الحسين ابن علي ( عليه السلام ) وعلي ( عليه السلام ) في الرحبة إلى آخر الحديث. عن عمرو أو عمر بن نعجة السكوني قال : أتى علي ( عليه السلام ) بدابة دهقان ليركبها ، فلما وضع رجله في الركاب قال : بسم الله ، فلما وضع يده على القربوس (2) زلت يده [ عن الصفة ] فقال : أديباج هي ؟ قالوا : نعم ، فلم يركب حين أنبئ أنه ديباج.
( في لبس القسي وغيره )
عن داود بن سرحان ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : إن عليا ( عليه السلام ) قال : نهاني رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ـ ولا أقول نهاكم ـ عن لبس القسي (3) والتختم بالذهب وأن أركب على مثيرة حمراء وأن أقرأ وأنا راكع.
1 ـ الخلاق : النصيب. 2 ـ القربوس : قسمة المقوس المرتفع من قدام السرج ومن مؤخره أي حنو السرج. 3 ـ القسي منسوب إلى قس ـ بالفتح وقد يكسر ـ : موضع بمصر.
(109)
|