الفصل الثالث في لبس أنواع اللباس مع اختلاف ألوانها
( في لبس الثياب البيض )
عن أبي عبد الله ، عن أمير المؤمنين عليهما السلام قال : البسوا من القطن فإنه لباس رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ولباسنا ، ولم يكن يلبس الصوف والشعر إلا من علة. وقال ( عليه السلام ) : إن الله جميل يحب الجمال ويحب أن يرى أثر نعمته على عبده.
(104)
وعنه ( عليه السلام ) قال : الكتان من لباس الانبياء. عن جابر ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : ليس من ثيابكم شيء أحسن من البياض فالبسوه وكفنوا فيه موتاكم.
( في لبس الاسود )
عن سليمان بن رشيد ، عن أبيه قال : رأيت على أبي الحسن ( عليه السلام ) دراعة سوداء وطيلسانا أزرق (1). عن أبي ظبيان الجنبي قال : خرج علينا أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ونحن في الرحبة وعليه خميصة سوداء (2). عن الحسين بن المختار قال : قلت لابي عبد الله ( عليه السلام ) : يحرم الرجل في الثوب الاسود ، فقال : لا يجوز في الثوب الاسود ولا يكفن به الميت.
( في لبس الاصفر والمزعفر )
عن أبي ظبيان الجنبي قال : خرج علينا أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ونحن في الرحبة وعليه إزار أصفر وخميصة سوداء وبرجليه نعلان وبيده عنزة (3). عن زرارة قال : خرج أبوجعفر ( عليه السلام ) يصلي على بعض أطفالهم وعليه جبة خز صفراء وعمامة خز صفراء ومطرف (4) خز أصفر. عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : ما من شيء أحسن على الكعبة من الرياط (5) السابري المصبوغ بالزعفران.
1 ـ دراعة ، بالضم فالتشديد ، جبة مشقوقة المقدم ولا يكون إلا من صوف كالمدرعة. 2 ـ الخميصة ، مؤنث الخميص : كساء أسود مربع له علمان فان لم يكن معلما فليس بخميصة. وأبوظبيان الجنبي ، منسوب إلى جنب بطن من العرب وقيل : حي من اليمن ، كان من أصحاب علي ( عليه السلام ). 3 ـ العنزة ـ بالتحريك ـ : رميح بين العصا والرمح ، أطول من العصا وأقصر من الرمح. 4 ـ المطرف : رداء من خز ذو أعلام. 5 ـ الرياط ، جمع ريطة : الملاءة إذا كانت قطعته واحدة ونسجا واحدا ولم تكن لفقين أي قطعتين وإذا كانت لفقين فهي ملاءة. ويطلق أيضا على كل ثوب يشبه الملحفة وكل ثوب لين. والسابري : درع دقيقة النسج محكمة وثوب رقيق جيد.
(105)
( في لبس المعصفر )
عن عبد الله بن عطا قال : رأيت على أبي جعفر ( عليه السلام ) ملحفة حمراء مشبعة قد أثرت في جلده ، فقلت : ما هذا ؟ فقال : ملحفة المرأة. عن الحكم بن عيينه قال : دخلت على أبي جعفر ( عليه السلام ) وعليه ملحفة مصبوغة بعصفر قد نفض صبغها على عاتقه ، قال : فنظرت إليها ، فقال : يا حكم ما تقول في هذا ؟ قلت : إنا لنعيب الشاب [ المراهق ] عندنا مثل هذا ، فأي شيء أقول وهي عليك ؟ فقال : يا حكم ( من حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق ) يا حكم إني حديث عهد بعرس. وعنه ( عليه السلام ) قال : ما زال لبس الاحمر المفدم (1) يكره إلا بعرس. عن مالك قال : دخلت على أبي جعفر ( عليه السلام ) وعليه ملحفة حمراء شديدة الحمرة فتبسمت حين دخلت ، فقال : إني أعلم لم ضحكت ؟ ضحكت من هذا الثوب علي إن الثقفية أكرهتني على لبسها ، ثم قال : إنا لانصلي في هذا ، فلا تصلوا في المصبغ المضرج (2). ثم دخلت عليه بعد فسألته عن الثقفية ؟ قال : طلقتها ، إني خلوت بها فإذا هي تتبرأ من علي ( عليه السلام ) ، فلم يسعني أن امسكها وهي تتبرأ من علي ( عليه السلام ). عن الحكم بن عيينه قال : رأيت أبا جعفر ( عليه السلام ) وعليه إزار أحمر ، قال : فأحددت النظر إليه ، فقال : يا أبا محمد إن هذا ليس به بأس ، ثم تلا « قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق ) (3).
( في لبس الوردي والعدسي والازرق والاخضر )
عن الحسن الزيات قال : رأيت على أبي جعفر ( عليه السلام ) ملحفة وردية. عن محمد بن علي قال : رأيت على أبي الحسن ( عليه السلام ) ثوبا عدسيا (4).
1 ـ المفدم : المشبع حمرة ، كأنه لتناهي حمرته كالممتنع من قبول زيادة الصبغ. 2 ـ المضرج : المصبوغ بالحمرة والمتلطخ بها. 3 ـ سورة الاعراف : آية 30 4 ـ كان يشبه لون العدس.
(106)
عن سليمان بن رشيد ، عن أبيه قال : رأيت على أبي الحسن ( عليه السلام ) طيلسانا أزرق. عن أبي العلاء قال : رأيت على أبي عبد الله ( عليه السلام ) بردا أخضر وهو محرم. عن أبان بن تغلب قال : دخلت على أبي عبد الله ( عليه السلام ) في آخر يوم من شهر رمضان بعد العصر ، فقال لي : يا أبان إن جبريل ( عليه السلام ) نزل على رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) في آخر يوم من شهر رمضان بعد العصر ، فلما صعد إلى السماء دعا رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) فاطمة عليها السلام ـ وكانت إذا سمعته أجابته ـ فأجابته في عباءة محتجزة (1) بنصفها والنصف الاخر على رأسها ، فقال لها رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ادع زوجك عليا ، فدعته فاطمة فأجلسه رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) عن يمينه ، ثم أخذ كفه فوضعها في حجره ، وأجلس رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) فاطمة عليها السلام عن يساره وأخذ كفها فوضعها في حجره ، ثم قال لهما : ألا أخبر كما بما أخبرني به جبريل ( عليه السلام ) ؟ قالا : بلى يا رسول الله ، قال : أخبرني أني عن يمين العرش يوم القيامة وأن الله كساني ثوبين أحدهما أخضر والاخر وردي ، وأنك يا علي عن يمين العرش وأن الله كساك ثوبين أحدهما أخضر والاخر وردي ، وأنك يا فاطمة عن يمين العرش وأن الله كساك ثوبين أحدهما أخضر والاخر وردي ، قال : فقلت : جعلت فداك فإن الناس يكرهون الوردي ، قال : يا أبان إن الله لما رفع المسيح ( عليه السلام ) إلى السماء رفعه إلى جنبه فيها سبعون غرفة وأنه كساه ثوبين أحدهما أخضر والاخر وردي ، قال : قلت : جعلت فداك أخبرني بنظيره من القران ؟ قال : يا أبان إن الله يقول : ( فإذا انشقت السماء فكانت وردة كالدهان ) (2).
1 ـ إحتجز بالازار : شده على وسطه. 2 ـ سورة الرحمن : آية 37.
|