الفصل الثالث في الخضاب بالحناء والكتم والصفرة وخضاب اليد للنساء
من كتاب اللباس ، عن الحلبي قال : سألت أبا عبد الله ( عليه السلام ) عن خضاب الشعر ؟ فقال : خضب رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) والحسين وأبوجعفر بالكتم (2). عن معاوية بن عمار قال : رأيت أبا جعفر ( عليه السلام ) مخضوبا بالحناء. عن أبي الصباح قال : رأيت اثر الحناء في يدي أبي جعفر ( عليه السلام ). عن أبي محمد المؤذن قال : كان ابو عبد الله ( عليه السلام ) يصفر لحيته بالخطمي والحناء. وعنه ( عليه السلام ) قال : الحناء يكسر الشيب ويزيد في ماء الوجه. عن عبد الله بن مسكان ، عن الحسن بن الزيات قال : كان يجلس إلي رجل من اهل البصرة ، فلم ازل به حتى دخل في هذا الامر ، قال : وكنت اصف له ابا جعفر ( عليه السلام ) ، فخرجنا إلى مكة ، فلما قضينا النسك اخذنا إلى المدينة ، فاستأذنا على أبي جعفر ( عليه السلام ) فأذن لنا ، فدخلنا عليه في بيت منجد وعليه ملحفة وردية وقد اختضب واكتحل وحف لحيته (3) فجعل صاحبي ينظر إليه وينظر إلى البيت
2 ـ الكتم ـ بفتحتين ـ والكتمان ـ بالضم : نبت يخضب به الشعر ويصنع منه مداد للكتابة إذا طبخ بالماء ويسود إذا نضج قيل : من شجر الجبال ورقه كورق الآس يختضب به وله ثمر كقدر الفلفل. 3 ـ المنجد : المزين. الملحفة بالكسر : اللباس فوق ماسواه. وكل ما يلتحف به. الوردية : نوع من الرداء أي ما كان بلون الورد. وحف اللحية : أحفاها أو أخذ منها.
(81)
ويعرض عميه بقلبه ، فلما قمنا قال : يا حسن إذا كان الغد إن شاء الله فعد أنت وصاحبك إلي ، فلما كان من الغد قلت لصاحبي : إذهب بنا إلى أبي جعفر ( عليه السلام ) ، فقال : إذهب ودعني ، قلت : سبحان الله أليس قد قال : [ غدا ] عد أنت وصاحبك ؟ قال : إذهب أنت ودعني ، فوالله ما زلت به حتى مضيت به ، فدخلنا عليه ، فإذا هو في بيت ليس فيه إلا حصى ، فبرز وعليه قميص غليظ وهو شعث (1) ، فمال علينا ، فقال : دخلتم علي أمس في البيت الذي رأيتم وهو بيت المرأة وليس هو بيتي وكان أمس يومها ، فتزينت لها وكان علي أن أتزين لها كما تزينت لي وهذا بيتي فلا يعرض في قلبك ـ يا أخا البصرة ـ ، فقال ، ـ جعلت فداك ـ قد كان عرض ، فأما الان فقد أذهبه الله. من كتاب المحاسن ، عن إسماعيل بن يوشع قال : قلت للرضا ( عليه السلام ) : إن فتاة قد ارتفعت علتها ؟ قال : اخضب رأسها بالحناء ، فإن الحيض سيعود إليها ، قال : ففعلت ذلك ، فعاد إليها الحيض. عن أبي الحسن ( عليه السلام ) قال : في الخضاب ثلاث خصال : هيبة في الحرب ومحبة إلى النساء ويزيد في الباه. عن الحسن بن جهم قال : قلت لعلي بن موسى ( عليه السلام ) خضبت ؟ قال : نعم بالحناء والكتم ، أما علمت أن في ذلك لاجرا ، إنها تحب أن ترى منك مثل الذي تحب أن ترى منها ( يعني المرأة في التهيئة ) ولقد خرجن نساء من العفاف إلى الفجور ما أخرجهن إلا قلة تهئ أزواجهن. عن علي بن موسى ( عليه السلام ) قال : أخبرني أبي ، عن أبيه عن آبائه عليهم السلام أن نساء بني إسرائيل خرجن من العفاف إلى الفجور ، ما أخرجهن إلا قلة تهيئة أزواجهن وقال : إنها تشتهي منك مثل الذي تشتهي منها. عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : خضاب الرأس واللحية من السنة.
1 ـ الشعث ـ بفتح الشين وكسر العين ـ : الاشعث. وهو الذي شعره مغبرا متلبدا.
(82)
عن عبد الله بن عثمان ، عن الحسن بن الزيات قال : دخلت على أبي الحسن ( عليه السلام ) وهو في بيت منجد ، ثم عدت إليه من الغد وهو في بيت ليس فيه إلا حصى ، فبرز وعليه قميص غليظ ، فقال : البيت الذي رأيتم أمس ليس هو بيتي ، إنما هو بيت المرأة وكان أمس يومها. عن محمد بن مسلم ، عن أحدهما عليهما السلام قال : لا ينبغي للمرأة أن تدع يدها من الخضاب ولو تمسحها بالحناء مسحا ولو كانت مسنة. من الفردوس ، قال رسول الله ( صلى الله وعليه وآله وسلم ) : الحناء سيد ريحان [ أهل ] الجنة ، النائم في الحناء كالمتشحط في سبيل الله. وقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : الحناء خضاب الاسلام ، يزين المؤمن ويذهب بالصداع ويحد البصر ويزيد في الجماع والحسنة بعشرة والدرهم بسبعمائة. عن مولى النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أنه قال : عليكم بسيد الخضاب ، فإنه يزيد في الجماع ويطيب البشرة. وقال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : أفضل ما غيرتم به الشيب الحناء والكتم. عن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : اختضبوا بالحناء ، فإنه يزيد في شبابكم وجمالكم ونكاحكم وحسن وجوهكم ويباهى الله بكم الملائكة. والدرهم في سبيل الله بسبعمائة والدرهم في الخضاب بسبعة آلاف ، فإذا مات أحدكم وأدخل قبره دخل عليه ملكاه ، فإذا نظر إلى خضابه قال أحدهما لصاحبه : أخرج عنه ، فما لنا عليه من سبيل. عن جعفر بن محمد ، [ عن آبائه ] عليهم السلام قال : رخص رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) للمرأة أن تخضب رأسها بالسواد. قال : وأمر رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) النساء بالخضاب ـ ذات البعل وغير ذات البعل ـ ، أما ذات البعل فتتزين لزوجها وأما غير ذات البعل فلا تشبه يدها يد الرجال. عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : تختضب النفساء. وعن أبي عبد الله عن أبيه ، عن علي عليهم السلام : أنه نهى عن القنازع والقصص ونقش الخضاب (1).
1 ـ القنازع ـ جمع القنزعة ـ وهي الشعر حول الرأس. والخصلة من الشعر تترك على الرأس. والقصص جمع القاصة ـ بالضم ـ : شعر الناصية تقص حذاء الجبهة. وقيل : كل خصلة من الشعر.
(83)
|