الفصل الثالث في تسريح الرأس واللحية
من كتاب من لا يحضره الفقيه ، سئل الرضا عن قول الله عزوجل : خذوا زينتكم عند كل مسجد قال : من ذلك التمشط عند كل صلاة.
(70)
وقال الصادق ( عليه السلام ) في قوله عزوجل : ( خذوا زينتكم عند كل مسجد ) قال : المشط ، فإن المشط يحسن الشعر وينجز الحاجة ويزيد في الصلب ويقطع البلغم. وقال الصادق ( عليه السلام ) : مشط الرأس يذهب بالوباء ومشط اللحية يشد الاضراس. وقال أبوالحسن موسى بن جعفر ( عليه السلام ) : إذا سرحت لحيتك ورأسك فأمر المشط على صدرك ، فإنه يذهب بالهم والوباء. وقال الصادق ( عليه السلام ) : من سرح لحيته سبعين مرة وعدها مرة مرة لم يقربه الشيطان اربعين يوما. من روضة الواعظين : وكان رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) يسرح تحت لحيته اربعين مرة ومن فوقها سبع مرات ويقول : إنه يزيد في الذهن ويقطع البلغم. وفي رواية عن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أنه قال : من أمر المشط على رأسه ولحيته وصدره سبع مرات لم يقاربه داء ابدا. وقال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : من امتشط قائما ركبه الدين. عن الكاظم ( عليه السلام ) : تمشطوا بالعاج فإنه يذهب الوباء. وقال الصادق ( عليه السلام ) : المشط يذهب بالوباء وهو الحمى. وقال ( عليه السلام ). لا بأس بأمشاط العاج والمكاحل والمداهن منه (1). عنه ( عليه السلام ) قال : قال النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : الشعر الحسن من كسوة الله فأكرموه. وعن الصادق ( عليه السلام ) قال : من اتخذ شعرا فليحسن ولايته او ليجزه. وعنه ( عليه السلام ) قال : من اتخذ شعرا فلم يفرقه فرقه الله بمنشار من نار. وكان شعر رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وفرة لم يبلغ الفرق (2). وعن الكاظم ( عليه السلام ) قال : ألقوا الشعر عنكم فإنه يحسن. ومن كتاب اللباس ، عن أيوب بن هارون قال : سألت أبا عبد الله ( عليه السلام ) كان رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) يفرق شعرة ؟ قال : لا. وكان شعر رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) إذا طال
1 ـ المكاحل : جمع مكحلة ـ بالضم ـ ومكحل ـ بالكسر ـ. والمداهن : جمع مدهن ـ بالضم ـ آلة الدهن وما يجعل فيه الدهن. 2 ـ يقال : فرق الشعر تفريقا أي سرحه تسريحا. والوفرة : ما سال من الشعر إلى شحم الاذن.
(71)
عن عمرو بن ثابت عن الصادق ( عليه السلام ) قال : إنهم يروون أن الفرق من السنة وما هو من السنة قلت : يزعمون ان النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) فرق قال : وما فرق النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وما كانت الانبياء تمسك الشعر. عن الصادق ( عليه السلام ) : لا تتسرح في الحمام فإنه يرق الشعر. عن يزيد بن مسلم قال : قال أبو عبد الله : المشط ينفي الفقر ويذهب بالداء. وعنه ( عليه السلام ) قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : المشط يذهب بالوباء ، والدهن يذهب بالبؤس. وعن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : إمرار المشط على الصدر يذهب بالهم. عن أبي عبد الله بن سليمان قال : سألت أبا جعفر ( عليه السلام ) عن العاج فقال : لا بأس به وإن لي منه لمشطا. عن القاسم بن الوليد قال : سألت أبا عبد الله ( عليه السلام ) عن عظام الفيل ـ مداهنها وأمشاطها ؟ فقال ( عليه السلام ) : لا بأس بها. وعنه ( عليه السلام ) : إنه كره أن يدهن في مدهنة فضة او مدهن مفضض والمشط كذلك. عن محمد بن عيسى ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) قال : سألته عن آنية الذهب والفضة ؟ فكرهها ، فقلت : روى بعض أصحابنا أنه كان لابي الحسن ( عليه السلام ) مرآة ملبسة فضة ، فقال ، لا والحمد لله ، إنما كانت لها حلقة فضة ، وقال : إن العباس لما عذر جعل له عود ملبس فضة نحو من عشرة دراهم فأمر به فكسره. وعنه ( عليه السلام ) قال : لا بأس أن يشرب الرجل من القدح المفضض ، واعزل فمك عن موضع الفضة. وعن الصادق ( عليه السلام ) من كتاب النجاة قال : إذا أراد أحدكم الامتشاط فليأخذ المشط بيده اليمنى وهو جالس وليضعه على أم رأسه ، ثم يسرح مقدم رأسه ويقول : اللهم حسن شعري وبشري وطيبهما واصرف عني الوباء ، ثم يسرح مؤخر رأسه ويقول : اللهم لا تردني على عقبي واصرف عني كيد الشيطان ولا تمكنه من قيادي فتردني على عقبي ، ثم يسرح على حاجبيه ويقول : اللهم زيني بزينة الهدى ، ثم يسرح الشعر من فوق ، ثم يمر المشط على صدره ويقول في الحالين معا : اللهم سرح
(72)
عني الهموم والغموم ووحشة الصدر ووسوسة الشيطان ، ثم يشتغل بتسريح الشعر ويبتدئ به من أسفل ويقرأ : إنا أنزلناه في ليلة القدر. عن يحيى بن حماد ، عن سليمان بن يحيى قال : تهيأ الرضا ( عليه السلام ) يوما للركوب إلى باب المأمون وكنت في حرسه ، فدعا بالمشط وجعل يمشط ، ثم قال : يا سليمان أخبرني أبي عن آبائه عليهم السلام ، عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أنه قال : من أمر المشط على رأسه ولحيته وصدره سبع مرات لم يقاربه داء أبدا. من طب الائمة روي عن أبي الحسن العسكري ( عليه السلام ) أنه قال : التسريح بمشط العاج ينبت الشعر في الرأس ويطرد الدود من الدماغ ويطفئ المرار وينقي اللثة والعمور (1). عن أبي الحسن موسى ( عليه السلام ) قال : لا تمتشط من قيام فإنه يورث الضعف في القلب ، وامتشط وأنت جالس فإنه يقوي القلب ويمخج (2) الجلدة. عن الصادق ( عليه السلام ) قال : تسريح الرأس يقطع البلغم ، وتسريح الحاجبين أمان من الجذام ، وتسريح العارضين يشد الاضراس. وسئل عن حلق الرأس ؟ قال : حسن. عن ابن عباس قال : قال النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : تسريح الرأس واللحية يسل الداء من الجسد سلا (3). وقال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : تسريح اللحى عقيب كل وضوء ينفي الفقر. وعن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) قال : التمشط من قيام يورث الفقر. وروي أنه قال : إذا سرحت لحيتك فاضرب بالمشط من تحت إلى فوق أربعين مرة واقرأ إنا أنزلناه في ليلة القدر ومن فوق إلى تحت سبع مرات واقرأ والعاديات ضبحا ، ثم قل : اللهم فرج عني الهموم ووحشة الصدور ووسوسة الشيطان.
1 ـ الدودة : دويبة صغيرة مستطيلة. والعمور كفلوس : اللحم الذي بين الاسنان. 2 ـ مخج بالخاء بعدها جيم كمنع : جذب الدلو ونهزها حتى تمتلئ. 3 ـ السل : انتزاع الشيء وخروجه في رفق.
(73)
|