الفصل الرابع في حلق الرأس والعانة والابط
من كتاب من لا يحضره الفقيه قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) لرجل : احلق فإنه يزيد في جمالك. قال الصادق ( عليه السلام ) : حلق الرأس في غير [ ال ] حج و [ الع ] مرة مثله لاعدائكم وجمال لكم ، ثم قال إنهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية ، وعلامتهم التسبيد وهو الحق وترك التدهن. ومن كتاب نوادر الحكمة عن الصادق عن آبائه عن علي عليهم السلام قال : لا تحلقوا الصبيان القزع (2). ومن تهذيب الاحكام عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : أتى النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) بصبي [ ل ] يدعو له وله قنازع (3) فأبى أن يدعو له وأمر بحلق رأسه. وأمر رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) بحلق شعر البطن. قال النوفلي : القزع أن تحلق موضعا وتترك موضعا. وعن الباقر ( عليه السلام ) قال : ختن رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) الحسن والحسين عليهما السلام
2 ـ القزع محركة : أخذ بعض الشعر وترك بعضه غير محلوقة تشبيها بقزع السحاب. 3 ـ القنازع : جمع قنزعة وهي الشعر حول الرأس. والفضلة من الشعر تترك على رأس الصبي أيضا.
(59)
لسبعة أيام ، وحلق رؤسهما وتصدق بزنة الشعر فضة ، وعق عنهما وأعطى القابلة طرائف. وروي إذا أراد أن يحلق رأسه فليبدأ من الناصية إلى العظمين وليقل : بسم الله وبالله وعلى ملة رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أللهم أعطني بكل شعرة نورا يوم القيامة فإذا فرغ فليقل : أللهم زيني بالتقوى وجنبني الردى. ومن كتاب طب الائمة عن الصادق ( عليه السلام ) : التنظف بالموسى في كل سبع ، وبالنورة في كل خمسة عشر يوما. ومن كتاب اللباس قال الرضا ( عليه السلام ) : ثلاث من عرفهن لم يدعهن : إحفاء الشعر ونكاح الاماء ، وتشمير الثوب. وعنه ( عليه السلام ) قال : ثلاث من سنن المرسلين : التعطر ، وإحفاء الشعر ، وكثرة الطروقة يعني الجماع. وعن عمرو بن عثمان ، عمن حدثه عن الرضا ( عليه السلام ) قال : قلنا له : إن الناس يزعمون أن كل حلق في غير منى مثلة ، فقال : سبحان الله كان أبوالحسن ـ يعني أباه ـ يرجع من الحج فيأتي بعض ضياعه فلا يدخل المدينة حتى يحلق رأسه. وسئل الصادق ( عليه السلام ) عن إطالة الشعر ، [ ف ] قال : كان أصحاب رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) مقصرين ـ يعني الطم (1) ـ. وعنه ( عليه السلام ) قال : أخذ الشعر من الانف يحسن الوجه. عن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) قال : من كان يؤمن بالله واليوم الاخر فلا يترك عانته فوق أربعين يوما ولا يحل لامرأة تؤمن بالله واليوم الاخر أن تدع ذلك منها فوق عشرين يوما. وفي رواية عن الصادق ( عليه السلام ) قال : من كان يؤمن بالله واليوم الاخر فلا يترك عانته أكثر من اسبوع ولا يترك النورة أكثر من شهر من ترك أكثر منه فلا صلاة له (2) وقال النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : احلقوا شعر البطن ـ الذكر والانثى ـ. عن الصادق ( عليه السلام ) قال : إن الله تبارك وتعالى قال لابراهيم ( عليه السلام ) تطهر ،
1 ـ طم الشعر : جزه أو عقصه. 2 ـ المراد به : الصلاة التام.
(60)
فحلق عانته. وكان ( عليه السلام ) : يطلي إبطيه في الحمام ويقول : نتف الابط يضعف المنكبين ويوهي ويضعف البصر (1). وقال : حلقه أفضل من نتفه وطليه أفضل من حلقه. وفي رواية زرارة عن ( عليه السلام ) قال : نتفه أفضل من حلقه وطليه أفضل منهما. وقال علي ( عليه السلام ) : نتف الابط ينفي الرائحة المكروهة وهو طهور وسنة مما أمر به الطيب أبوالقاسم عليه وعلى آله السلام. وقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : لا يطولن أحدكم شعر إبطه ، فإن الشيطان يتخذه مخبأ يستتر به والجنب لا بأس أن يطلي ، لان النورة تزيد نظافة. عن الصادق ( عليه السلام ) قال : كان بين نوح وإبراهيم عليهما السلام ألف سنة وكانت شريعة إبراهيم بالتوحيد والاخلاص وخلع الانداد وهي الفطرة التي فطر الناس عليها وهي الحنيفية وأخذ عليه ميثاقه [ و ] أن لا يعبد إلا الله ولا يشرك به شيئا قال : وأمره بالصلاة والامر والنهي ولم يحكم عليه أحكام فرض المواريث وزاده في الحنيفية الختان وقص الشارب ونتف الابط وتقليم الاظفار وحلق العانة. وأمره ببناء البيت والحج والمناسك فهذه كلها شريعته ( عليه السلام ). وعنه ( عليه السلام ) قال : قال الله لابراهيم ( عليه السلام ) : تطهر فأخذ شاربه ، ثم قال : تطهر فنتف إبطه ، ثم قال : تطهر فقلم أظفاره ، ثم قال : تطهر فحلق عانته ، ثم قال : تطهر فاختتن.
1 ـ النتف : النزع. والوهي : الشق والكسر والضعف ، يقال : وهي الثوب أي بلي وانشق واسترخى رباطه. وكذلك الحائط والقربة والحبل ويتعدى بالهمزة.
|