متون الكتب :  
الفهارس :  
أسماء الكتب والمؤلفين :  
شورى القيادة بين مؤيّديها ومعارضيها
الكتاب : المرجعية والقيادة    |    القسم : مكتبة السياسة و الإقتصاد

شورى القيادة بين مؤيّديها ومعارضيها

 

بقي أمر لابدّ من الإشارة إليه، فيما يخصّ مبدأ شورى القيادة، فقد يتمسّك ببعض الروايات الصادرة عن المعصوم (عليه السلام) والتي تؤكّد على أنّ الولي القائد يجب أ يكون واحداً على الدوام لإبطال هذا المبدأ، منها:

1 ــ عن ابن أبي يعفور أنّه سأل أبا عبد الله (عليه السلام): «هل يترك الأرض بغير إمام؟ قال: لا، قلت: فيكون إمامان؟ قال: لا، إلاً وأحدهما صامت»[10].

2 ــ عن هشام بن سالم قال: قلت للصادق (عليه السلام): «هل يكون إمامان في وقت واحد؟ قال: لا، إلاّ أن يكون أحدهما صامتاً مأموماً لصاحبه، والآخر ناطقاً إماماً لصاحبه، وأمّا أن يكون إمامين ناطقين في وقت واحد فلا»[11].

3 ــ عن ابن أبي يعفور، عن أبي عبد الله (عليه السلام): «قال: لا يكون إمامان إلاّ وأحدهما صامت لا يتكلّم، حتّى يمضي الأول»[12].

4 ــ في العلل عن الرضا (عليه السلام): «فإن قيل: فلم لا يجوز أن يكون في الأرض إمامان في وقت واحد أو أكثر من ذلك؟ قيل: لعلل: منها أنّ الواحد لا يختلف فعله وتدبيره، والاثنين لا يتّفق فعلهما وتدبيرهما، وذلك إنّا لم نجد اثنين إلاّ مختلفي الهمم والإرادة، فإذا كانا اثنين ثم اختلف همّهما وإرادتهما وتدبيرهما وكانا كلاهما مفترضي الطاعة لم يكن أحدهما أولى بالطاعة من صاحبه فكان يكون اختلاف الخلق والتشاجر والفساد، ثم لا يكون أحد مطيعاً لأحدهما إلاّ وهو عاص للآخر فتعمّ المعصيّة أهل الأرض.

ثم لا يكون لهم مع ذك السبيل إلى الطاعة والإيمان ويكونون إنّما أتوا في ذلك من قبل الصانع، الذي وضع لهم باب الاختلاف والتشاجر، إذ أمرهم باتّباع المختلفين»[13].

إلاّ أنّ الصحيح، هو أنّ هذه الروايات قد طرحت فكرة لا علاقة لها بــ(شورى القيادة)، بل هي تشجب (تعدّد القيادة)، وتعدّد القيادة غير شورى القيادة.

فهذه الروايات تقول: لا يصحّ أنّ نعتمد على قادة متعدّدين وكل منهم يقود وعلى انفراد، حتّى ولو كانوا معصومين؛ لأنّ العصمة تعصم عن الخطأ ولا تعني عدم اختلاف هذا المعصوم عن ذاك في الذوق وكلهم على صواب.

فالروايات تشير إلى أنّ القيادة لابدّ وأن تكون واحدة ولا يصحّ تعدّدها الموجب لفساد أمر المجتمع واضطراب أموره.

وشورى القيادة[14] تحقّق مسألة القيادة الواحدة إذ يشكّل الفقهاء المنتخبون فيما بينهم مجلساً للقيادة واحداً، وتكون تمشية الأمور حسب رأي الأكثرية

 


[10]  بحار الأنوار، مصدر سبق ذكره، ج 25، ص 106.

[11]  بحار الأنوار، مصدر سبق ذكره، ج 25، ص 106.

[12]  بحار الأنوار، مصدر سبق ذكره، ج 25، ص 107.

[13]  بحار الأنوار، مصدر سبق ذكره، ج 25، ص 105.

[14]  إنّ تصوّر شورى القيادة بالنسبة للمعصومين (عليهم السلام) أمر مشكل، إذ مع الاعتقاد بعصمتهم وأنّ كل منهم لا يخطأ، لا يكون هناك داع لشورى القيادة والمفروض أن يكون هناك إمام واحد فقط قائماً ; ولهذا تنحصر فكرة شورى القيادة بغير المعصومين.


 شبكة البتول عليها السلام  @ 11-2006  -  www.albatoul.net

إنتاج : الأنوار الخمسة للإستضافة والتصميم @ Anwar5.Net