الباب الثالث في الحث على الصلوات الخمس وصفة صلاة الجنائز
22 ـ وباسناده قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : لا يزال الشيطان
(238)
ذاعرا (1) من ابن آدم ما حافظ على الصلوات الخمس ، فإذا ضيعهن تجرأ عليه ، وأوقعه في العظائم ... ان الله تعالى شرف الانسان وكرمه ، بالصلاة والمثول بين يديه في الصلوات الخمس ، وان الشيطان الرجيم ليعبث بالانسان ، ويجهد على أن يحرمه من هذه الفضيلة والمنزلة الكريمة.
23 ـ وباسناده قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : من أدى فريضة فله عند الله دعوة مستجابة .... ان أداء الفريضة سواء أكانت صلاة أم صوما أم حجا أم غيرها ، فان لها من الاجر عند الله تعالى أن يستجيب له دعوة.
24 ـ وباسناده قال ( عليه السلام ) : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : لا تزال أمتي بخير ما تحابوا ، وأدوا الأمانة واجتنبوا الحرام ، وأقروا الضيف ، وأقاموا الصلاة ، وآتوا الزكاة ، فان لم يفعلوا ذلك ابتلوا بالسنين والقحط ..... دعا النبي ( صلى الله عليه وآله ) أمته إلى المحافظة على هذه الخصال الكريمة ، ووعدهم أن يكونوا بخير ما داموا يؤدونها ، فإذا أهملوها فان الله تعالى يصيبهم ببلاء عظيم.
25 ـ وباسناده قال ( عليه السلام ) : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : إذا لم يستطع الرجل أن يصلي قائما صلى جالسا ، فان لم يستطع أن يصلي جالسا فليصل مستلقيا على قفاه رجليه حيال القبلة يومي ايماء .... من أهم الفرائض الاسلامية الصلاة ، ولا تسقط عن المكلف بحال من الأحوال ، فإذا كان قادرا صلى من قيام ، وإذا كان عاجزا صلى من جلوس ، وهكذا حيث ما ذكر في الرواية.
26 ـ وباسناده قال ( عليه السلام ) : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : حافظوا على الصلوات الخمس ، فان الله عزوجل إذا كان يوم القيامة يدعو العبد فأول شئ يسأل عنه الصلاة ، فإذا جاء بها تامة ، وإلا زج في النار .... إن أول ما يسأل عنه المكلف في حشره ونشره هي الصلاة فإذا جاء بها تامة فقد
(1) ذاعرا : اي فزعا.
(239)
سلم من عقاب الله تعالى ، وإذا لم يأت بها أو كانت فاقدة لبعض شروطها فإنه يزج في النار.
27 ـ وباسناده قال ( عليه السلام ) قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) لأصحابه : لا تضيعوا صلاتكم فان من ضيع صلاته حشر مع قارون وفرعون وهامان ، وكان حقا على الله أن يدخله النار مع المنافقين والويل لمن لم يحافظ على صلاته وأداء سنة نبيه .... لقد اهتم الاسلام بالصلاة اهتماما بالغا ، وميزها على بقية العبادات فمن أداها كان مسلما ، ومن أنكرها مات ميتة جاهلية ، وحشر مع الظالمين والكافرين.
27 ـ وباسناده قال : قال علي صلوات الله عليه : صلى بنا رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) صلاة السفر فقرأ في الأولى الحمد ، وقل يا أيها الكافرون ، وفي الأخرى الحمد ، وقل هو الله أحد ، ثم قال : قرأت لكم ثلث القرآن وربعه ... وتقصر الصلاة الرباعية في السفر ، وقد قرأ النبي ( صلى الله عليه وآله ) في الركعة الأولى بعد الفاتحة سورة ( قل يا أيها الكافرون ) وفي الركعة الثانية قرأ بعد الفاتحة سورة التوحيد ، وبين ( صلى الله عليه وآله ) ثواب ذلك بأنه قد قرأ ثلث القرآن في الركعة الأولى ، وربع القرآن الكريم في الركعة الثانية.
28 ـ وباسناده قال : سئل محمد بن علي ( عليه السلام ) عن الصلاة فزعم أن أباه كان يقصر الصلاة في السفر .... أما تقصير الصلاة في السفر فإنها من ضروريات مذهب أهل البيت ( عليهم السلام ) ، وقد دل على ذلك الكتاب والسنة.
29 ـ وباسناده قال : رأيت النبي ( صلى الله عليه وآله ) كبر على عمه حمزة ( عليه السلام ) خمس تكبيرات ، وكبر على الشهداء بعده خمس تكبيرات ، فلحق بحمزة سبعون تكبيرة .... أما الصلاة على الأموات فهي من الواجبات الكفائية فإذا قام بها البعض سقطت عن الباقين ، أما كيفيتها فهي : أن يأتي بخمس تكبيرات يأتي بالشهادتين بعد الأولى ، والصلاة على النبي ( صلى الله عليه وآله ) بعد الثانية ، والدعاء للمؤمنين
(240)
والمؤمنات بعد الثالثة ، والدعاء للميت بعد الرابعة ، ثم يكبر الخامسة وينصرف (1) وقد تضافرت بذلك الاخبار عن أئمة الهدى ( عليهم السلام ) (2) أما أهل السنة فإنهم ذهبوا إلى أن التكبيرات أربع ، وينصرف المصلي بعد الرابعة (3).
30 ـ وباسناده قال ( عليه السلام ) : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : يا علي إذا صليت على جنازة فقل : اللهم إن هذا عبدك ، وابن أمتك ماض في حكمك ، ولم يكن شيئا مذكورا ، زارك ، وأنت خير مزور ، اللهم لقنه حجته ، وألحقه بنبيك ، ونور له في قبره ، ووسع عليه في مدخله ، وثبته في القول الثابت ، فإنه افتقر إليك ، واستغنيت عنه ، وكان يشهد أن لا إله إلا أنت فاغفر له ، اللهم لا تحرمنا أجره ولا تفتنا بعده. يا علي إذا صليت على امرأة فقل : اللهم أنت خلقتها ، وأنت أحييتها ، وأنت أمتها ، وأنت أعلم بسرها وعلانيتها جئناك شفعاء لها ، فاغفر لها ، اللهم لا تحرمنا أجرها ، ولا تفتنا بعدها. يا علي إذا صليت على طفل ، فقل اللهم اجعله لأبويه سلفا وذخرا واجعله فرطا ، واجعله لهما نورا ورشدا ، وأعقب والديه الجنة ، انك على كل شئ قدير .... أما كيفية الصلاة على الأموات فقد ذكرناها. وأما هذا الدعاء فهو بعد التكبيرة الرابعة ، واما الصلاة على الطفل فان كان قد توفي وسنه ست سنين فيصلى عليه صلاة الجنائز ، وجوبا وإذا لم يبلغ هذه السن فيستحب عليه الصلاة.
1 ـ العروة الوثقى 1 / 170 2 ـ وسائل الشيعة أبواب صلاة الجنازة. 3 ـ الفقه على المذاهب الأربعة 1 / 519.
|