الباب الثاني في الاذان
21 ـ وباسناده قال : قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) : لما بدأ رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) بتعليم الاذان أتى جبريل بالبراق فاستصعب عليه ، ثم أتاه بدابة يقال لها براقة فاستصعبت عليه فقال لها جبريل اسكني فما ركبك أحد أكرم على الله منه فسكنت فقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فركبتها حتى انتهت إلى الحجاب الذي يلي الرحمن تبارك وتعالى فخرج ملك من وراء الحجاب فقال : الله أكبر ، الله أكبر ، قال : فقلت : يا جبريل من هذا الملك. قال : والله الذي أكرمك بالنبوة ما رأيت هذا الملك قبل ساعتي هذه. فقال : الله أكبر ، الله أكبر. فنودي من وراء الحجاب صدق عبدي أنا أكبر ، أنا أكبر قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : فقال الملك أشهد أن لا إله إلا الله ، اشهد أن لا إله إلا الله ، فنودي من وراء الحجاب صدق عبدي أنا الله لا إله إلا أنا. قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : فقال الملك : أشهد أن محمدا رسول الله ، أشهد أن محمدا رسول الله فنودي من وراء الحجاب
(237)
صدق عبدي أنا أرسلت محمدا رسولا. قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : فقال الملك : حي على الصلاة ، حي على الصلاة ، فنودي من وراء الحجاب صدق عبدي ، ودعا إلى عبادتي. قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فقال الملك : حي على الفلاح ، حي على الفلاح ، فنودي من وراء الحجاب صدق عبدي ، ودعا إلى عبادتي ، وقد أفلح من واظب عليها (1). قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) أكمل الله لي الشرف على الأولين والآخرين .... لقد أجمعت الشيعة على أن النبي ( صلى الله عليه وآله ) هو الذي شرع الاذان بهذه الكيفية التي ذكرت في هذا الحديث أو بما يقرب منها في حين أن أبناء السنة والجماعة ذكروا أن النبي ( صلى الله عليه وآله ) لما قدم المدينة صعب على الناس معرفة أوقات صلاته فتشاوروا في أن ينصبوا علامة يعرفون وقت صلاة النبي ( صلى الله عليه وآله ) كيلا تفوتهم الجماعة فأشار بعضهم بالناقوس فقال النبي ( صلى الله عليه وآله ) : هو للنصارى ، وأشار بعضهم بالبوق فقال : هو لليهود ، وأشار بعضهم بالدف فقال : هو للروم. وأشار بعضهم بايقاد النار ، فقال : ذلك للمجوس ، وأشار بعضهم بنصب راية ، فإذا رآها الناس أعلم بعضهم بعضا فلم يعجبه ( صلى الله عليه وآله ) ذلك ، فقام ( صلى الله عليه وآله ) مهتما ، فبات عبد الله بن زيد مهتما باهتمام رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فرأى في نومه ملكا علمه الأذان والإقامة ، فأخبر النبي ( صلى الله عليه وآله ) بذلك. وقد وافقت الرؤيا الوحي ، فامر بهما النبي ( صلى الله عليه وآله ) (2) وهذا بعيد جدا لان الأذان والإقامة من مقدمات الصلاة ، شأنهما شأن بقية المقدمات من الطهارة واستقبال القبلة وإباحة المكان ، وجميع هذه المقدمات ، مع بيان الصلاة قد نزل بها الوحي ، ثم لماذا رأى عبد الله بن زيد الملك ، ولم يره بقية الصحابة ممن هم أجل شأنا منه.
1 ـ أورد الحديث في تأريخ الخميس بلفظه مع زيادة ( حي على خير العمل ) ونصت مصادر الحديث والفقه عند الشيعة على ذلك. 2 ـ الفقه على المذاهب الأربعة 1 / 311.
|