متون الكتب :  
الفهارس :  
أسماء الكتب والمؤلفين :  
الفصل السابع: إيمانه بالله وانقطاعه إليه وتوكله عليه وتوحيده له
الكتاب : قبسات من سيرة الإمام الخميني الحالات العبادية والمعنوية    |    القسم : مكتبة التاريخ و السيرة

إيمانه بالله وانقطاعه إليه وتوكله عليه وتوحيده له


يدقق في نزاهة من يختاره لمنصب
كان الإمام يأنس ويفرح أكثر بمحادثة من يحس بأنهم أتقى من غيرهم، وهو ينظر في البداية بنظرة حسن الظن إلى الآخرين ويراهم صالحين ومؤمنين ما لم يثبت خلاف ذلك، لكنه كان شديد التدقيق في أوضاع ونزاهة من يريد تكليفه بمهمة أو تعيينه في منصب معين، فكان يسأل عنه ويحقق في ذلك حتى تثبت له نزاهة مثل هذا الشخص[1].

يستسهل العسير بالتوكل على الله
تميز الإمام بأنه كان قوياً وحازماً في مواجهة المشاكل، ولم أره ولا مرة واحدة ينظر إلى مشكلة ما بأنها مستعصية لا يمكن حلها، كان يرى جميع المشاكل يسيرة، لم أسمعه أبداً يصف مشكلة ما بأنها مستعصية أو صعبة، كان يتوكل على الله في مواجهة المشاكل ويكرر القول عند ذكر أي مشكلة: ( ليست هذه بمشكلة مهمة، ستحل إن شاء الله[2]).

لا حاجة للمظلة، هذه نعمة من الله
خرج الإمام يوماً من محل إقامته في باريس والثلوج تهطل بغزارة، فأسرع أحد أفراد الشرطة الفرنسية إلى الاقتراب من الإمام لكي يقيه من الثلوج بالمظلة التي كان يحتمي بها هو من الثلوج الهاطلة، فقال له الإمام: ( لا حاجة للمظلة، هذه الثلوج نعمة من الله، فلا حاجة للفرار منها)[3].

شدة التزامه بالمراقبة
كان الإمام ملتزماً بمراقبة نفسه لكي لا يغفل عن ربه ولا لحظة واحدة، ولكي لا تؤثر عليه المقامات الظاهرية وكثرة الزيارات له، وما يلاحظه الإنسان أحياناً عليه من ملامح الحدة والشدة ليست من الحدة في شيء فالإمام تميز بحالة عميقة من اللطافة وحسن الخلق، أما تلك الحلات فهي من حالات المراقبة حسب تعبير أهل العرفان وهذه أيضاً من خصوصياته[4].

حبه وبغضه في الله
كانت مودة الإمام لأي إنسان تتناسب مع درجة قربه من الله تعالى، ولذلك كان ـ مثلاً ـ يحب الأطفال كثيراً، وكان يقول ـ عندما يقبل حفيده علياً ـ: ( هذا الطفل جديد العهد( بعالم الملكوت) وهو ملكوتي، هذا الطفل أقرب للمبدأ وأطهر من الآخرين). كان يحب الأطفال لأنهم أقرب إلى الله، ولم يكن بحاجة لتوضيح مشاعره، فحبه وكرهه كانا يظهران بانسياب معبر عن تلك الحقيقة[5].

ذاكرٌ لله على كل حال
رأيت مرةٌ طريقة الإمام في ممارسته رياضة المشي في منزله، كان يمشي بسرعة ولكن المسبحة بيده وهو يذكر الله[6].

يحب الدعاء والصلاة وتلاوة القرآن ويصبر عليها
كان الإمام يسافر في أيام الصيف ـ بعد عام 1321هـ.ش، (1942م) ـ إلى مدينة مشهد المقدسة، وكان يرافقه يومذاك واحداً أو اثنان من كبار طلبة مدرستنا ويرتبون ـ بهذه المناسبة ـ مجلساً لتبادل الزيارات، فكان يأتي لزيارته ـ في محل صغير خاص بالتدريس في مدرستنا ـ عددٌ من مجموعة خاصة من العلماء قد لا يتجاوز عددهم ما بين (10ـ15)وكانوا يعرفون شخصيته، ثم أخذت الزيارات تزداد، وكان متولي المدرسة من العلماء الكبار وكانت تربطه بالإمام علاقة وطيدة.

وفي إحدى السنين صادف شهر رمضان أيام الصيف، وكان مسجد (كوهرشاد) يغص بالزائرين في الليالي إلى السحر، فلم يكن الناس ينامون في الليالي بل ينتفعون بإحيائها وينامون في النهار بدلاً من الليل، كنت أذهب إلى هذا المسجد حيث كان يخطب عدد من كبار الخطباء بينهم والدي، وكان يجلس داخل المسجد وفي صحنه أشخاص لتلاوة الدعاء، وقد رأيت بنفسي الإمام وقد فرش عباءته وسط الناس، ولم يكن يومها يعرفه منهم سوى عدة خاصة.

كنت أمر على المسجد في الساعة التاسعة مساءً لكي أدخل الحرم الرضوي، فكنت أرى الإمام جالساً يدعو، فأدخل الحرم وأصلي ثم أعمد إلى المباحثة العلمية مع الطلبة في إحدى زوايا المسجد وأخرج من الحرم بعد ثلاث ساعات، وأمر على المسجد ثانية فأرى الإمام لا زال هنا يدعو ويصلي ويتلو القرآن. كنت أتعجب من شدة صبره ومن شدة اهتمامه بالدعاء والعبادة[7]!!

شديد الالتزام بخصوصيات الأدعية وشروطها
لعلَ البعض لا يصدق أن الإمام ـ وهو القائد الثوري والسياسي الكبيرـ قد قرأ جميع الأدعية المنقولة في كتاب مفاتيح الجنان! أتذكر أنه طلب مني يوماً نسخة من هذا الكتاب مكتوبة بحروف كبيرة، فأحضرتها له، وقد طلبت مني إحدى السيدات ( من أهل بيته) أن أقرأ الدعاء عند رأسه الشريف فحضرت وتلوت دعاء (العديلة). وقد انتبهت أنه وضع علامة على صحفة من كتاب مفاتيح الجنان، فلما نظرت اليها وجدت فيها (دعاء العهد) للإمام المهدي ـ عجل الله فرجه ـ وقد كتب على الورقة التي جعلها علامة على الصحفة الدعاء بتأريخ (8شوال) أي أنه بدأ بالتلاوة اليومية لهذا الدعاء من التأريخ المذكور لأن المستحب تلاوته في دورة أربعين يوماً، وقد استمر في تلاوته إلى ذلك اليوم (أي اليوم الذي سبق يوم وفاته) ـ كان الإمام يهتم إلى هذه الدرجة بتلاوة الأدعية مع الالتزام بخصوصياتها وشروطها[8].

متبتل إلى الله
كان الإمام شديد الاهتمام بالدعاء خاصة بالمناجاة الشعبانية وقد كرر القول مراراً في أحاديثه وفي مناسبات متعددة بأن(المناجاة الشعبانية من الأدعية التي كان يقرأها جميع الأئمة المعصومين)، وكانت طلعته تتغير بوضوح عندما يصل إلى هذه الفقرة من المناجاة الشعبانية: (إلهي هب لي كمال الإنقطاع إليك..)[9].

يتلو المناجاة الشعبانية في الأسحار
كنت أنام في بعض ليالي شهر شعبان خلف باب غرفة الإمام، فكان يستيقظ قبل أذان الفجر بساعة ويتوضأ ويقيم صلاة الليل ثم يتلو المناجاة الشعبانية ويبكي أثناء تلاوتها بحرقة، وكنت أستيقظ من نومي وأنا خارج الغرفة على صوت بكائه أثناء تلاوتها رغم أنه كان يقوم بأعمال تهجده السحري بهدوء لكي لا يوقظ أحداً[10].

الاهتمام بأوقات الدعاء الخاصة
كان الإمام يتلو جميع الأدعية المستحب تلاوتها ليلة الجمعة وكذلك أدعية أيام عاشوراء[11].

يرى الله في كل أمرٍ
اضطر نظام الشاه إلى التراجع عن موقفه فيما يرتبط بلائحة جمعيات المدن والقرى بسبب شدة الهجوم الذي شنه الإمام ضدها، فكتبت صحف النظام الملكي أن قانون هذه اللائحة لا يمكن تطبيقه، وقد فرح طلبة الحوزة كثيراً بهذا التراجع، وعندما زاروا الإمام وجرى الحديث عن هذا التراجع قال ضمن خطاب قصير: (إن الله هو الذي حقق هذا الإنجاز ولسنا نحن الذين حققناه)[12].

البشاشة تظهر عليه كلما تحدث عن الله
في (نوروز)سنة 1342هـ.ش، (1963م) تحولت قم إلى (كربلاء) جديدة، وتحولت المدرسة الفيضية إلى (المقتل)، وقد طلب جماعة من الإمام أن يترك البيت في منزله لعدة ليالِ يقضيها في مكان آخر فأجابهم: ( توكلوا على الله، اذهبوا فإن الخميني لن يغادر منزله إلى أي مكان آخر )!!

لقد قال عبارة( توكلوا على الله ) بنبرة قوية جعلت الحاضرين يبكون، لقد قالها بهيئة خاصة، إن حالة عميقة من البشاشة تغطي وجه الإمام كلما تحدث عن الله[13].

الله هو الحافظ
قال الإمام بنفسه فيما يرتبط بمسؤولية حراسته أن الله هو حافظه، ولذلك كان لا يرى من حاجة لوجود حرسٍ لحمايته[14]!

الله معنا
قال الإمام في باريس: ( أريد الذهاب إلى أبناء شعبي لكي أكون بينهم)، وقد عارض المحيطون به هذا القرار بسبب الأخطار التي تحف به والتي تطال حياته مباشرة فأجابهم: (الله معنا)[15].

كأنه لا يرى سوى الله
ليس بمقدوري أن أوصف تعبد الإمام لله عز وجل وشدة ارتباطه به، لقد سألت أصدقاء والدي، كما سألت والدتي أسئلة عدة عن هذا الموضوع، فاتفقت كلمتهم جميعاً على أن للإمام علاقة خاصة بربه، لقد ذاب الإمام في الله إلى درجة تجعل الإنسان يصاب بالذهول عندما يسمعه وهو يتحدث عنه جل جلاله!

ومن الطريف أن تعرفوا أن يتحدث عن الله ـ أثناء زيارة المسؤولين لسماحته في خضم وقوع المصائب والمشاكل ـ بطريقة يبدو معها وكأنه لا يرى سوى الله! والذكريات والأحاديث كثيرة بشأن علاقة الإمام بالله. ولكن لا يمكن للقلم والبيان تصويرها بما يؤدي حقها، لقد ذاب الإمام حقاً في حبيبه الحق جل وعلا، فلم يكن يفكر في غيره كما لم يكن يخشى أحداً سواه[16].

يبتغي رضا الله وقربه
كانت السياسة والكفاح تحتل مرتبة ثانية من الأهمية بالنسبة للإمام، فالمرتبة الأولى لاهتمامه هو رضا الله وقربه، فهو كان يطالع التقارير الخبرية وغيرها إذا بقت له عدة دقائق إضافية بعد إقامته لصلاة الليل !! وهذا الأمر يكشف عن أن لذكر الله أهمية خاصة عنده وأن الاهتمام بالقضايا السياسية والجهادية يأتي في درجة لاحقة[17].

الثورة بحاجة للدعاء
بعث الإمام من باريس ـ أيام إقامته فيها وهو يقود انتفاضة الشعب ـ رسالة إلى عدة من أساتذة قم جاء فيها: ( إن ثورتنا الإسلامية بحاجة للدعاء فأدعو الله من أجل انتصارها)[18].

راسخ الإيمان بالدعاء
أصيبت ابنة الإمام يوماً بمرض، وأعربت لجنة طبية شكلت في قم عما يكاد يكون يأساً من إمكانية شفائها وقالوا للإمام: يجب التضحية إما بالسيدة وإما بجنينها، فقال: (لا أعرب الآن عن رأي بشأن الذي يكون ضحية للآخر، اصبروا ساعة أو ساعتين أجيب بعدها عن قراري بشأن إجراء العملية الجراحية أو عدم إجرائها).

وقد استدعى أخي فور ذلك وقال له: (أجمع عدداً من السادة الطلبة الليلة في منزلكم وأقيموا ختم: أمن يجيب، وليحضره السيد القاضي حتماً ـ وكان من أهل الذكر ـ ويدعو الله).

وفور انتهاء إقامة هذا الاجتماع للدعاء اتصلوا ببيت الإمام من مستشفى( نكوئي) وقالوا: لقد تحسنت صحة السيدة بصورة إعجازية فلم تبق ثمة حاجة لإجراء العملية الجراحية[19]!!

لا يغفل عن ذكر الله
لم يكن يغفل عن ذكر الله أبداً، كان ذكر الله يجري على لسانه وقلبه في كل حين، كان يتلو كل يوم الدعاء الخاص به، ويلتزم بالدعاء أثناء الوضوء، وكان يتوضأ مستقبلاً القبلة حتى وهو راقد في المستشفى[20].

التوكل على الله طريق الفلاح
زار ياسر عرفات ـ بعد انتصار الثورة ـ الإمام وكنت حاضراً عنده مع عدد من الإخوة، وقد قال الإمام له يومها: ( إذا أردتم إنقاذ الشعب الفلسطيني، فلن تحققوه من خلال اللجوء إلى الإتحاد السوفيتي أو أمريكا أو هذا البلاط أو ذاك، فالطريق لتحقيق ذلك هو التوكل على الله وحمل السيف، وعندها سيكون الله ناصركم وستدعمكم الشعوب أيضاً ).

ولو كانوا قد عملوا بنصيحة الإمام لما أمسى الفلسطينيون مشردين في مختلف البلدان العربية[21].

راضياً بقضاء الله
لم أشاهد على الإمام ما يمكن أن نسميه فرحاً عندما عاد إلى إيران بعد أن رحل عنها الشاه، أو عن تحقق الانتصارات المهمة مثل فتح خرمشهر، وبصورة عامة يمكن القول أنه لم يكن يفرح أو يحزن بدرجة عميقة، كان راضياً بقضاء الله بكل معنى الكلمة)[22].

صاحب نفس مطمئنة
لقد شهدت أيام الحرب الكثيرة من الفترات الحرجة والخطرة للغاية وكانت المنطقة التي يقع فيها بيت الإمام تعرض أيضاً للهجمات الصاروخية ولكن لم تكن تظهر على الإمام حتى أبسط ملامح الأذى أو القلق[23].!

كأنك لا ترين الله قادراً على كل شيء
سألت الإمام يوماً عن معراج الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم فلما بين لي كيفية ذهابه إلى المعراج، سألته متعجبة ودون اختيار: هل كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم قد ذهب بنفسه ـ حقاً ـ إلى المعراج؟ وقد عرف الإمام أن سؤالي هو أن العروج كان بروحه صلى الله عليه وآله وسلم أم بجسده ؟ قال فوراً: ( كأنك لا ترين الله قادراً على كل شيء؟!) فآذاني أن أسأل مثل هذا السؤال، فيما تابع الإمام قوله: ( إن كنت ترين الله قادراً على كل شيء، فلا قيمة لمثل هذه الأمور قبال قدرته تبارك وتعالى)[24].

لن يصيبنا إلاّ ما كتب الله لنا
قال لي الإمام إثر فاجعة المدرسة الفيضية: (سأكتب شيئاً في جواب رسالة السادة الطهرانيين، فتعالوا لأخذه). وقد تأخرت قليلاً عن الموعد فبعث الإمام ما كتبه بهذا الشأن، ثم قمت بطبعه بمساعدة الأصدقاء، وكان ما كتبه البيان المشهور الذي عرف ببيان( حب الشاه يعني الإغارة على الناس)! وقد خاطب به السيد على أصغر الخوئي، وكانت هذه هي المرة الأولى التي يتعرض فيها الإمام للشاه مباشرة.

وعلى أي حال فعندما وصلت بعد الموعد المذكور، قال لي الإمام: ( لقد تأخرتم فأعطيت ما كتبته لمن حمله إلى طهران)، فسألته عن مضمون ما كتبه فقال: ( فيه تعريض بالشاه)! فدخلني الخوف من ذلك وقلت: لعل المصلحة في غير ذلك، فضحك وقال: ( كل ما كتبه الله لنا سيصلنا)[25]!

ألا تحتملون أن النفي بسب هذا القول؟!
بعد وفاة آية الله السيد البروجردي، وفي بدايات تسلم الإمام لمهام المرجعية، ظهرت حالة جديدة بين أبناء الشعب، فسعى النظام البهلوي المكروه إلى جذب بعض الأفراد من هنا وهناك لكي يستقطبهم إلى جانبه ويعملوا لضرب مرجعية الإمام لأنه كان يشعر بأنها مصدر الخطر المحدق به. يقول سماحة الشيخ الصانعي: لقد لاحظنا يومها سلسلة من التحركات المعادية للإمام من بعض البيوتات، فقلت للإمام: تقوم الجهة الفلانية بنشر دعايات والقيام بتحركات ضد مرجعيتكم وزعامتكم، فأجابني: ( إنني لا أخشى مثل هذه التحركات، إنها لن تضرني، اتركوهم وشأنهم أنتم أيضاً، إن الشعب معنا، هذا ما ينبغي لكم أن تتذكروه).

ثم قضى الإمام (15)عاماً في السجن وفي المنفى، ثم عاد إلى إيران، يقول الشيخ الصانعي: قال لي الإمام في اليوم الأول لعودته إلى منزله السابق: ( هل تتذكر أيها السيد الصانعي ما قلته لي وما أجبتك به بشأن قضية المرجعية؟ )، قلت: نعم، قال: ( ألا تحتملون أن هذا النفي الذي عشت فيه عدة سنين كان بسبب أنني قلت: إن الشعب معنا، ولم أقل: الله معنا؟!)[26].

يبدو أنني غفلت عن الله عندما قلت..
قيل للإمام في ليلة عودته إلى قم من طهران بعد إطلاق سراحه: لقد قام النظام الحاكم بعدة أعمال بهدف إضعاف مرجعيتكم في الأيام التي قضيتموها في طهران، بل وسعوا لعزلكم عن مقام المرجعية ـ قال: ( لقد رأى هؤلاء المتآمرون انتفاضة (15)خرداد! ثم سمعت أنه أستغفر من هذا القول! وقد قال بعد نفيه: ( يبدو أنني غفلت عن الله عندما قلت: إن انتفاضة (15)خرداد والشعب حماتنا)[27].

أشعر بيد الله فيها
قال الإمام في اجتماع خاص: ( يا فلان! لسنا نحن الذي نقوم بهذه النشاطات، إنني أشعر بيد الله فيها بكل وضوح)[28].

يد الله هي التي تحفظ الثورة
قال لي الإمام في لقاء خاص: ( إنني أعتقد أن يد القدرة الإلهية ـ وهي فوق كل يد ـ هي التي أخذت بيد الثورة منذ البداية إلى اليوم وأوصلتها إلى هذه المرحلة، ويد الله هذه هي التي تحفظ هذه الثورة العظيمة)[29].

ثمة يد غيبية تهدينا
كنا مع عدد من السادة في زيارة للإمام قبل بدء السنة الجديدة، وقد طلبنا منه أن يخصص أحد أيام العيد، للقاء بأبناء الشعب، لكنه رفض، وبعد يومين أو ثلاثة من العيد أصابته أزمة قلبية عولجت فوراً وزال الخطر، ثم زرته وقلت له: كم كان حسنا رفضكم اقتراح اللقاء بأبناء الشعب، إذ أن دخولكم المستشفى كان سيمنع عقد هذا اللقاء الأمر الذي كان سيؤدي إلى آثار مضادة لنا على الصعيد العالمي، فأجابني: (طبق ما فهمته أنا، فإن ثمة يد غيبية تهدينا في جميع الأعمال منذ بداية الثورة والى اليوم).

وهذا هو نص عبارة الإمام التي سجلتها فيما بعد[30].

كان ذلك من فضل الله
كان عدد من الأشخاص جالسين في إحدى الليالي عند الإمام وهو يروي لهم مجريات توجهه إلى الكويت، وقد قال أثناء حديثه: ( لقد قمت بهذا العمل..) ثم تدارك فوراً وقال: ( وبالطبع فقد كان ذلك من فضل الله )[31]!

لنا الله
في أيام اغتيال الشهيد المفتح ـ رحمه الله ـ بدأوا بفرض الحصار الإقتصادي على إيران أيضاً، فقال الإمام: ( لقد حاصرونا اقتصادياً، ولكننا لنا الله)، أي أنهم لو استطاعوا فرض الحصار الاقتصادي علينا فلن يستطيعوا فرضه على الله عز وجل! فهذا ما ليس يستطيعه أحد لأننا جميعاً في قبضته عز وجل[32]!

الله معكم فهو خير معين
رفعت للإمام تقريراً عن الصواريخ البعيدة المدى والمتوسطة المدى، فقال: (أبلغوا سلامي للإخوة، وانقلوا لهم قولي هذا: تولوا بأنفسكم مهمة تصنيع كل شيء والله معكم فهو خير معين)[33].

إنما هو عطية من الله
اجتمع جميع الإخوة ـ إثر وصول خبر استشهاد سماحة السيد مصطفى ـ للتفكير في الأسلوب المناسب لإخبار الإمام بذلك، فلم يكن أي منهم يتجرأ على القيام بهذه المهمة لشد الحزن الذي غلب عليهم جميعاً، كان السيد أحمد يتحرك دون أن يقر له قرار وقد وقع ظله على زجاجة النافذة، فانتبه الإمام الذي كان جالساً في الغرفة إلى اضطرابه فناداه وسأله: (ما بالك؟! وما الذي حدث؟ ) فأجهش السيد أحمد بالبكاء، وكان السيطرة على البكاء في مثل هذه الحالة صعب للغاية كما هو معروف، ولكن الإمام الذي تميز بصلابة خاصة اكتفى بالإسترجاع ثلاث مرات ثم قال: (إنما هو عطية من أعطاها الله وقد استرجعها اليوم، قوموا الآن وهيأوا المقدمات اللازمة، واسألوا إلى أين يجب نقله وأين ينبغي أن يكون محل الدفن)[34].

لله تبارك وتعالى ألطافٌ خفية
لم تظهر على طلعة الإمام النوارنية أبسط مظاهر الإنكسار في مصيبة استشهاد نصيره في المنفى وأنيسه في مجالس البحث العلمي وأمله لإدارة شؤون المسلمين في المستقبل الفقيد السعيد سماحة آية الله الحاج السيد مصطفى الخميني، والجملة الوحيدة التي قالها يومئذ هي: (كان مصطفى أمل مستقبل الإسلام )، كما قال في اليوم الحادي عشر لوفاة السيد مصطفى في بداية إلقائه الدرس: ( لله تبارك وتعالى ألطافٌ خفية) ثم اعتبر وفاة السيد مصطفى ـ رحمه الله ـ أحد هذه الألطاف الإلهية الخفية[35].

وفاة مصطفى من هذه الألطاف
لم يعرف أحدٌ في بدايات الثورة معنى أن وفاة سماحة السيد مصطفى من الألطاف الخفية، ولكن معنى مقولة الإمام هذه قد اتضح لاحقاً مع ظهور الآثار والبركات التي أثمرتها هذه الحادثة لأمة الإسلام، فقد أقامت الحوزة العلمية في قم، مجالس تأبين إثر وفاة السيد مصطفى، فقد أخذ الخطباء يتحدثون فيها بصراحة عن الإمام ويذكرون اسمه بعد أربعة عشر عاماً من الإرهاب الذي سعى من خلاله الشاه إلى محو أي ذكر للإمام، وقد استمرت هذه المجالس إلى أربعينية السيد مصطفى وقد هاجم الخطباء الشاه بصراحة، ثم بدأت سلسلة مراسم أربعينيات شهداء قم وتبريز والمدن الأخرى، ثم اتسعت أبعاد النهضة الإسلامية وتصاعد أوار الثورة[36].

أنا بنفسي مبطلٌ السحر
في أحد أيام إقامة الإمام في مدرسة علوي، جاء سيد يرافقه شخص غير معمم يرتدي معطفاً وغطاء للرأس، كانت تظهر على وجه السيد آثار الأذى الشديد والرعب والتي أدت إلى طغيان الإصفرار على لون وجهه، كنت يومها مسؤولاً عن الحفاظ على النظام والأمن في المدرسة فسألت السيد: ما الخبر؟ وما الذي تريدونه؟ أجاب: لدينا أمرٌ خاصٌ، نحن قلقون لأن الإمام مسحور! من المحتمل أن يصيبه بسبب ذلك مرضٌ يذيبه مثلما تذيب النار الشمع، هذا ما نراه ونحن قلقون عليه بسببه، وقد جئنا لإعطائه دعاء يبطل أثر هذا السحر! قلنا لهم باستنكار: ما هذه الأقوال؟! فقالوا: نحن قلقون ! فاضطررنا ـ بحكم شدة حبنا للإمام الذي يجعلنا نقلق من أي خطر محتمل يوجه إليه ولو كان بنسبة واحد بالمليون ـ إلى أن نعرض عليه هذا الأمر فابتسم وقال: (قولوا لهم: أنا بنفسي مبطل السحر)[37]!!

كانت عندنا وديعة لله قد استرجعها اليوم
سألت أحد الأصدقاء العائليين للإمام الخميني عن أبرز صفاته المميزة له فروى لي حادثة وقعت قبل (35)سنة، وهي أن أصغر أفراد عائلته ـ وهي ابنته الصغيرة ـ قد غرقت في حوض المنزل وتوفيت. وعندما دخل الإمام كان مجتهداً يصلي على جنازة هذه الطفلة الصغيرة فيما كانت أمها تبكي بحرقة، الإمام كان يحب طفلته هذه بعمق، ومع ذلك لم يظهر على وجهه أي تغير، لقد قال يومها وبعد لحظات من السكوت: ( كانت وديعة لله عندنا وقد استرجعها اليوم)، ثم أخذ يصلي ! كان الخميني يعتقد أن الله معه دائماً[38].

الخير فيما يقدره الله لنا
رفض موظفو الحكومة الكويتية في النقطة الحدودية السماح للإمام بدخول الكويت عندما عرفوا هويته، وقد آذاني هذا التصرف كثيراً فقلت للإمام: لماذا غادرتم النجف؟! أجاب: (لقد أخرجونا منها كرهاً، لكننا اخترنا الكويت بأنفسنا، قلت للإمام: اسمحوا لي بأن أكلم هذا الموظف الكويتي، فأبى بحزم وقال: ( كلا، أليس من الظلم أن تبذل ماء وجهك لهذا التافه؟ بل نرجع ولنا الله ).

لقد شعر الإمام بشدة أذانا مما جرى فوعظني ونحن في طريق العودة للعراق ـ بكلمتين أو ثلاث وقال): (لا مسوغ لأن يصيبكم الأذى، إن أمرنا ليس بأيدينا، لقد فوضنا أمورنا لله تبارك وتعالى، والخير هو في كل ما يقدره لنا). ثم تحرك عائداً وأنا قلق عليه لا أدري ما سيفعلونه تجاهه، ثم أمر الشيخ فردوسي بور ـ فور وصوله إلى باريس ـ أن يتصل بي هاتفياً لكي يزول عني القلق![39]

إن للبيت رباً يحفظه
حاصر البعثيون بيت الإمام في النجف ومنعوا التردد عليه سوى لبعض المقربين، ثم خففوا الحصار قليلاً بعد أيام، وشددوه أياماً اخرى، وكرروا ذلك عدة مراتٍ بهدف أجباره على السكوت. وقد اتصل والدي ـ رحمه الله ـ أثناء إحدى الفترات التي صعدوا فيها الضغوط على الإمام ـ بعددٍ من العلماء والشخصيات داخل العراق وخارجه وطلب منهم إرسال برقيات تأييد للإمام لكي تدرك الحكومة العراقية أن الإمام ليس وحيداً فلا يكون بإمكانها الضغط عليه كيفما شاءت، ثم قام الوالد بنفسه واثنان من العلماء كانا قد وصلا إلى الكويت حديثاً بإرسال برقية إلى الإمام في النجف الاشرف أدانوا فيها فرض أي مضايقات على سماحته وأعلنوا فيها استعدادهم لتنفيذ كل ما يأمر به وأنهم في انتظار أوامره.

ومما لا شك فيه أن إرسال هذه البرقيات كان مفيداً، ولكن لم يكن من الصالح أن يجيب عليها الإمام في تلك الفترة وبصورة برقيات علنية، لقد كان هدف العلماء هو إعلان الدعم للإمام وتحذير الحكومة العراقية من مغبة إيذائه بأي شكل. وقد بعث الإمام برسالة إلى المرحوم والدي ـ وكان وكيله في الكويت ـ رداً على برقيته المشار اليها، وجاء في هذه الرسالة:

بسمه تعالى
حضرة سيد الأعلام وحجة الإسلام سماحة السيد المهري دامت إفاضاته.

بعد تقديم السلام والتحيات، وصلتنا البرقية الموقعة من سماحتكم وسماحة السيد القائمي وبرقية شخص آخر لم يكن بالإمكان قراءة توقيعه، ولم أرّ من الصالح الإجابة عليها برقياً، وقد أوقفوا الآن إجراءاتهم السابقة بعد مفاوضات أجريت، ولكنني أظن أن هذا الموقف مؤقت، وقد اعترضت على ذلك بطلب تأشيرة الخروج، لكنهم جاؤوا ووعدوا بعدم التدخل. لا أعلم ما الذي سيحدث مستقبلاً، الأمر لله تعالى: (إن للبيت رباً يحفظه..)[40].

الأمر بيد غيرنا
أصاب القلق الاستكبار العالمي من قوة النفوذ المعنوي للإمام في العراق، ولذلك لم يستطيعوا تحمل بقاءه في النجف، وقد قال الإمام: (الأمور بيد غيرنا "الله جلت حكمته"، إني لم أفكر بالذهاب إلى فرنسا أبداً)[41].

يطلب الخير من الله
سألت السيدة (زوجة الإمام) يوماً: هل كان الإمام يستخير بشأن اختيار أصهاره؟ فقالت: كلا لم يكن يفعل ذلك بمعنى أنه يقبل الخاطب إذا خرجت الاستخارة جيدة ويرفض إذا كان الأمر بالعكس، فلم يكن يعتقد بالاتسخارة في هذا المعنى، وأتذكر جيداً ـ فيما يرتبط بخطبة إحدى بناته ـ أنه توضأ وذهب إلى سجادة الصلاة وصلى ركعتين وطلب الخير من الله[42].

شهادتك بالتوحيد ليست صادقة
في سنة 40أو 1341هـ.ش، (61، 1962م) عزم الإمام على السفر إلى منطقة (إمام زاده قاسم) للإقامة في منزل أعدّ لسماحته هناك لكي يقضي فيه أيام الصيف بسبب شدة الحر في قم، وفي الأيام نفسها كان من المقرر أن أسافر للتبليغ الديني بمناسبة أيام محرم في طهران ومناطق (شميرانات، سلطنةآباد ورستم آباد)( القريبة من منطقة إمام زادة قاسم)، وعندما عرف الإمام بذلك ـ عن طريق أخي ـ قال: (نذهب سوية إلى طهران).

ثم استأجر سيارة صغيرة من نوع( بنز)، وقد قال لي بعد أن تحركت بنا السيارة وقد سيطر عليّ الشعور بهيبته: (تحدث بشيء عسى أن يقطع به الطريق)، فوجدت نفسي في حيرة، فما عساي أن أقول، إن التكلم في حضرته ـ مع ما تتميز به شخصيته من جلالة وعظمة ـ لا يتأتي من أي كان، وقد لمت نفسي من قبل على مرافقتي له لأنني كنت أتصور صعوبتها، لكن الإمام كرر طلبه ثانية: ( قولوا شيئاً)، قلت: وما الذي يمكنني قوله؟!

لكنّ سماحته أصرّ على أن أتحدث بشيء، فخطرت على ذهني فجأة الأحاديث التي كانت تتداول بين طلبة الحوزة يومذاك، وملخصها هو أن حكومة النظام الملكي قد قررت في تلك الأيام عدم منح أي شخص جواز سفر إلى العراق بسبب الاختلافات التي نشبت يومها بينها وبين الحكومة العراقية، وقد تزامن ذلك مع الأيام التي أعقبت وفاة السيد البروجردي، وقد سيطرت حالة من التفاؤل بين طلبة الحوزة تجاه هذا القرار الحكومي، وذلك لأنهم كانوا يتصورون أن ذهاب الطلبة إلى العراق وبالتالي إلى الحوزة العلمية في النجف سيؤدي إلى انهيار الحوزة العلمية في قم، ومع استذكار هذه الأحاديث قلت للإمام: الحمد لله يا سيدي على عدم منح طلبة حوزة قم جوازات سفر للنجف، فإن ذلك يحول دون انهيار حوزة قم ).

وإثر هذه الكلمة بدأ الإمام حديثاً طويلاً استمر إلى مخفر (حسن آباد)خاطبني به بما محوره الأصلي هو: ( أنك لست عابداً لله ولا موحداً له، لم تشهد بكلمة(لا إله إلاّ الله) بصدق، والدليل هو أنك لو كنت موحداً حقاً لما كنت ترى ثمة فرق بين قم والنجف، إن الهدف هو ترويج ونشر الإسلام وفقه الإمام الصادق عليه السلام فلماذا ترى أن قم غير النجف؟! لم تكن شهادتك بلا إله إلاّ الله صادقة..).

وبعد مقدار من حديث الإمام خطر في ذهني أن أدفع شبهة عدم التوحيد فتجرأت على أن أقول: هذا هو رأي الجميع يا سيدي، ولست وحدي الذي أقول به، هذا ما يقول به الآخرون أيضاً، لم أقصد أن النجف غير قم، بل أردت أن أقول من الضروري أن تبقى حوزة قم وتحفظ فهي حوزة مهمةٍ فردّ قولي بلهجة عنيفة: ( ليست هذه جلسة دراسية لكي تعترض، الحديث عن قضية أخلاقية، فالتزم الصمت حتى أتم كلامي)!!

وكان مقصوده هو أن المقام ليس حلقة دراسية لكي يكون مناسباً لإثارة الإشكالات، بل هو مقام موعظة ونصيحة لا ينبغي فيه إثارة مثل هذه الإشكالات.

وعلى أي حال، فقد أكد الإمام على حقيقة أن ظهور النزاعات يكون حيثما تكون النزعات المادية والمصالح الدنيوية، ولو حكم العالم (124) ألف نبي في وقت واحدٍ لما وقع بينهم أي نزاع ثم قال: ( هل اختلفت مع أحدٍ بشأن صلاة الصبح؟! هل ثمة فرق بين قم والنجف فيما يرتبط بصلاة الصبح، كأن تكون هذه الصلاة مقامة في حوزة قم وغيرها مقامة في النجف؟! ) أجبت: لا إختلاف في ذلك، فقال: ( إذن، فقولك لا ينبغي لطلبة حوزة قم أن يذهبوا إلى النجف يعني وكأنك لست موحداً ولا عابداً لله)[43]!!

ينقطع إلى الله
أمر الإمام في الأيام الأخيرة من حياته بأخراج ولدي علي ـ وكان عمره ثلاث سنين وكان الإمام يحبه كثيراً ـ من غرفته، لكي لا يكون توجهه لغير الله[44].

 

__________________________

[1] السيدة فاطمة الطباطبائي.

[2] السيدة فريدة المصطفوي.

[3] السيدة مرضية الحديدجي.

[4] آية الله يوسف الصانعي، كتابخطوات في أثر الشمس، ج3، ص281.

[5] السيدة فاطمة الطباطبائي.

[6] حجة الإسلام والمسلمين محسن القرائتي.

[7] حجة الإسلام والمسلمين واعظ زاده الخراساني، كتابخطوات في أثر الشمس، ج4، ص301.

[8] حجة الإسلام والمسلمين محمد رضا التوسلي.

[9] السيدة فاطمة الطباطبائي.

[10] السيد رحيم ميريان.

[11] السيدة فريدة المصطفوي.

[12] حجة الإسلام والمسلمين القرهي.

[13] حجة الإسلام والمسلمين السيد أحمد الخميني، مجلةباسدار إسلام، العدد:6.

[14] الناطق بأسم لجنة تنظيم مراسم استقبال الإمام، صحيفة اطلاعات، 20/11/1357هـ.ش.

[15] آية الله الشهيد المحلاتي، صحيفة اطلاعات12/11/1360هـ.ش.

[16] حجة الإسلام والمسلمين السيد أحمد الخميني، مجلةباسدار إسلام، العدد: 6.

[17] حجة الإسلام والمسلمين السيد أحمد الخميني، مجلة أبرار 12/3/1372هـ.ش.

[18] حجة الإسلام والمسلمين رضا الاستادي، كتابسيماي فرزانكان =سيماء الصالحين، ج:3، ص:182.

[19] آية الله يوسف الصانعي، مجلةحوزه، العدد:32.

[20] أحد حرس بيت الإمام، كتابفي رثاء النور، ص63.

[21] آية الله الشهيد المحلاتي، مجلةأميد انقلاب، العدد:113.

[22] حجة الإسلام والمسلمين السيد أحمد الخميني، صحيفة أبرار12/3/1372هـ.ش.

[23] حجة الإسلام والمسلمين مهدي أمام الجمراني، صحيفة جمهوري إسلامي، العدد الخاص بمناسبة مرور أربعين يوماً على وفاة الإمام.

[24] السيدة زهراء المصطفوي.

[25] آية الله الشهيد المحلاتي، مجلةباسدار إسلام، العدد:103.

[26] حجة الإسلام والمسلمين الرحماني، مجلةأميد إنقلاب، العدد:80.

[27] آية الله المحمدي الجيلاني، صلاة الجمعة طهران بتأريخ13/3/1372هـ.ش.

[28] آية الله الشهيد المطهري، كتابحول الثورة الإسلامية، ص21.

[29] آية الله حسين المظاهري، مجلةحوزة، العدد:49.

[30] آية الله الخامنئي، صحيفة اطلاعات، 19/3/1368هـ.ش.

[31] حجة الإسلام والمسلمين الكروبي، مجلةأميد انقلاب، العدد: 103.

[32] حجة الإسلام والمسلمين الهاشمي الرفسنجاني، مجلةجهاد، العدد:26.

[33] اللواء حرس الثورة محسن رفيق دوست، مجلةبيام إنقلاب، العدد:135.

[34] السيدة فاطمة الطباطبائي، مجلةندا، العدد الأول.

[35] حجة الإسلام والمسلمين السيد الكريمي، مجلةباسدار إسلام، العدد:8.

[36] آية الله المؤمن، كتابحوادث خاصة من حياة الإمام الخميني، ج3.

[37] حجة الإسلام والمسلمين علي أكبر ناطق الثوري.

[38] مراسل مجلة التايم الأمريكية، صحيفة كيهان4/5/1358هـ.ش.

[39] حجة الإسلام والمسلمين السيد عباس المهري، كتابحوادث خاصة من حياة الإمام الخميني ، ج6.

[40] حجة الإسلام والمسلمين السيد جواد المهدي، كتابخطوات في أثر الشمس، ج4، ص250.

[41] حجة الإسلام والمسلمين محمد رضا التوسلي.

[42] السيدة فاطمة الطباطبائي، صحيفة اطلاعات14/3/1369هـ.ش.

[43] آية الله يوسف الصانعي، كتابخطوات في أثر الشمس، ج3، ص297.

[44] حجة الإسلام والمسلمين السيد أحمد الخميني، صحيفة أبرار12/3/1372هـ.ش.


 شبكة البتول عليها السلام  @ 11-2006  -  www.albatoul.net

إنتاج : الأنوار الخمسة للإستضافة والتصميم @ Anwar5.Net