متون الكتب :  
الفهارس :  
أسماء الكتب والمؤلفين :  
الفصل الرابع: التزامه بالمستحبات وورعه عن المكروهات
الكتاب : قبسات من سيرة الإمام الخميني الحالات العبادية والمعنوية    |    القسم : مكتبة التاريخ و السيرة

التزامه بالمستحبات وورعه عن المكروهات


يصوم أيام الصيف الطويلة
أقام الإمام أربعة عشر عاماً في مدينة النجف الأشرف بعيداً عن ارحامه، متحملاً حرّ الهواء فيها، صائماً أيامها الطويلة، كانت خادمة بيته تقول شاكية: عندما أذهب ـ ياسيدتي ـ لكي أرجع بطبق الطعام الذي حملته للسيد لا أكاد أرى أنه قد تناول منه شيئاً، انه لا يتناول إلاّ مقداراً قليلاً منه.

أجل، كان الإمام يصوم أيام النجف الطويلة في ظل هذه الأوضاع الصعبة[1].

الاجتهاد في التعبد لله
كان سبب التزام الإمام بإلغاء لقاءاته في شهر رمضان هو ميله للتفرغ اكثر للدعاء وتلاوة القرآن والاجتهاد في العمل عموماً وإصلاح النفس، وكان يقول:" إن شهر رمضان بحدّ ذاته هو عملُ"[2].!

تكثيف العبادات في الشهور الخاصة
كانت للإمام ـ طبق ما ينقله المقربون منه ـ برامج خاصة للعمل في الشهور المتميزة مثل شهر رمضان، فمثلاً كان يمتنع في هذا الشهر عن قراءة الشعر ونظمه والإستماع له، كان يوجد في طريقة حياته تغييراً شاملاً بما يتناسب مع خصوصيات شهر رمضان فكان يقضي أوقاته فيه بتلاوة القرآن والدعاء والأعمال المستحبة الخاصة بهذا الشهر[3].

الالتزام بالمستحبات رغم المشقة
كان الإمام يقوم بجميع أفعال الوضوء وهو مستقبل القبلة حتى لو لم تكن المغسلة باتجاه القبلة، ففي هذه الحالة كان يأخذ الماء بكفه من المغسلة ثم يغلق الحنفية ويستقبل القبلة ثم يغسل وجهه أو يديه[4].

ورغم الحوادث المفجعة
لم نرّ من الإمام في أيام استشهاد ولده السيد مصطفى سوى الصبر والصلاة المعنوية، ففي يوم الوفاة نفسه قام ببرنامجه المعتاد في المشي بين الساعة" 10، 10الى 30, 11" دقيقة، ومع اقتراب أذان الظهر وقف ـ طبق سنته المعتادة ـ مستقبلاً القبلة وأسبغ الوضوء ومشط لحيته وتطيب ثم أقام صلاته[5].

اهتمامه بمستحبات الوضوء
أمعنت النظر يوماً إلى الإمام وهو يتوضأ لمعرفة طريقته في الوضوء، فرأيته يضع أولاً إحدى يديه تحت صنبور الماء ثم يفتحه باليد الأخرى، بمقدار قليل ثم يغلقه بعد امتلاء كفه بالماء ويصبه على وجهه، ثم يكرر العملية ويغسل وجهه مرتين، ثم يصب ـ بالطريقة نفسها كفاً من الماء على يده اليمنى ويغسلها، وهكذا يفعل مع يده اليسرى وهو يتلو في غضون ذلك الأدعية المتسحبة أثناء أفعال الوضوء ويقوم بكل فعل منها وهو يستقبل القبلة في كل مرة[6].

يستقبل القبلة أثناء الوضوء
كان محل المغسلة في بيت الإمام في النجف صغيراً للغاية، فكان يضطر إلى الوقوف في زاوية ضيقة منه ويتحمل مشقة بالغة من اجل أداء أفعال الوضوء وهو مستقبل القبلة[7].

الإعراض عن مستحبات حرمان للنفس
منذ شبابه، كان الإمام يولي القيام ببعض المستحبات ـ مثل غسل الجمعة وصلاة الجماعة ـ أهمية خاصة، كان يشارك ـ في عهد مرجعية السيد البروجردي ـ رحمه الله ـ في الكثير من صلوات الجماعة رغم انه كان يومها من الشخصيات الحوزوية البارزة، لكنه كان يرى إقامة الصلاة فرادي مع إمكانية إقامتها جماعة نوعاً من حرمان النفس من الفيض الإلهي[8].

التطيب للصلاة
كان الإمام ملتزماً باستعمال الطيب دائماً عند إقامة الصلاة ولعله لم يصل أبداً بدون التعطر بالطيب، حتى عندما كان يصلي فوق سطح منزله في النجف كان يصطحب معه قنينة العطر[9].

لم يترك أي عمل مستحب
واظب الإمام على الاجتهاد في العبادة في أيامه الأخيرة مثلما كان يجتهد فيها أيام شبابه، والتزم بذلك حتى في أيام رقوده في المستشفى، فلم يترك أي مستحب وهو على سرير المرض، كان يؤدي تعقيبات الصلاة وتلاوة القرآن واستعمال الطيب والتحنك بعمامته وجميع مستحبات الصلاة[10].

ولم يكن يفعل أي عمل مكروه
كان الإمام شديد الاهتمام بأداء المستحبات واجتناب المكروهات، فلم يترك أي عمل مستحب ولم يفعل أي عمل مكروه، كان يحرص على القيام بالأعمال المستحبة الواردة قبل الصلاة والتي تضاعف ثوابها مثل التطيب، كما كان يصلي على تربة كربلاء الحسينية، ورغم انها كانت له أسناناً صناعية إلاّ انه كان يخرجها ويستعمل المسواك قبل الصلاة، كما كان يتختم قبلها أيضاً بخاتم من عقيق يستحب التختم به للصلاة[11].

الالتزام بالاستعاذة
كان الإمام يتلو ذكر الاستعاذة "أعوذ بالله من الشيطان الرجيم" قبل سورة الحمد في صلوات النوافل إضافة إلى الفرائض[12].

وتسبيحات الصديقة الزهراء(ع)
كان الإمام يتلو ذكر تسبيحات الصديقة الزهراء عليها السلام بعد كل صلاة، وكان يعدها بيده لا بالمسبحة[13].

وتعقيبات الصلوات
كان الإمام يؤدي بعد التسليم والتكبير ثلاث مرات التعقيبات المشتركة للصلوات، فيبدأ اولا بتسبيحات الزهراء ـ سلام الله عليهاـ وهي: ( الله أكبر) 34مرة، (الحمد لله) 33مرة، (سبحان الله) 33مرة، وعادة ما يحسب أعدادها بأصابع يده، ثم يمهد لقراءة سورة الحمد بذكر الاستعاذة (أعوذ بالله من الشيطان الرجيم) وكانت تلاوته دعاء الاستعاذة واضحة بالكامل قبل تلاوة سورة الحمد المباركة سواء في صلوات الفرائض أو النوافل ـ في الركعة الاولى بالطبع ـ أو في تعقيبات الصلاة.

ثم يتلو في تعقيباته بعد سورة الحمد آية الكرسي وعدة آيات اخرى أذكرها هنا على الترتيب:

{اللّهُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاء وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَلاَ يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ}(البقرة: 255).

{شَهِدَ اللّهُ أَنَّهُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ وَالْمَلاَئِكَةُ وَأُوْلُواْ الْعِلْمِ قَآئِمَاً بِالْقِسْطِ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ}(آل عمران: 18).

{قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاء وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاء وَتُعِزُّ مَن تَشَاء وَتُذِلُّ مَن تَشَاء بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}(آل عمران:26).

{تُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَتُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَتُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَتُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَتَرْزُقُ مَنْ تَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ} (آل عمران:27)

ثم يقول:( أستغفر الله الذي لا إله إلاّ هو ذو الجلال والإكرام وأتوب إليه).

كانت هذه تعقيباته المشتركة للصلاة، وكان يتلو بعدها في تعقيبات صلاة المغرب الذكر التالي سبع مرات: (بسم الله الرحمن الرحيم لا حول ولا قوة إلاّ بالله العلي العظيم)[14].

مداومته على المستحبات
قال أحد أرحامنا وكان ـ من كبار علماء الحوزة العلمية: (ثمة دعاء يشتمل على السلام على الأنبياء والملائكة يستحب تلاوته بعد صلاة الصبح، وأنا ألتزم به منذ حدود (24)عاماً، أي منذ إن قال لي سماحة السيد روح الله الخميني: داوم على تلاوة هذا الدعاء، فأنا أداوم على تلاوته منذ سنين طويلة)[15].

دعائه في التحصن بالدار الإلهية
كان الإمام يقف بعد إقامته صلاتي المغرب والعشاء في ساحة البيت مستقبلاً القبلة وهو يشير بإصابعه باتجاهها ويتلو على مدى حدود خمس دقائق دعاء بصوت خافت، وقد سمعت من أحد الثقات إن الذكر الذي يردده في هذه الفترة هو: (تحصنت بدار سقفها لا إله إلاّ الله، وسورها محمد رسول الله، وبابها علي ولي الله، وأركانها لا حول ولا قوة إلاّ بالله)[16].

لا يمكن إقامة الصلاة في منزلكم!!
بعد إطلاق سراح الإمام من أسر الإقامة الجبرية في منطقة قيطرية في طهران، عاد إلى قم وأقام حدود الشهرين في منزلنا الذي يقع مقابل منزله لأن منزله كان خاصاً تقريباً بزواره. وكان في إحدى غرف منزلنا تماثيل صغيرة سوداء، وفي الغرفة الأخرى صورة، فقال لي: لايمكن إقامة الصلاة في منزلكم! قال ذلك لأن من المكروه الصلاة في غرفة فيها تماثيل أو صورة. اكتفى الإمام بهذا القول فذهبت وهيأت غرفة مناسبة تخلو من ذلك لكي يصلي فيها[17].

العمل بمستحبات الزيارة
كان الإمام يمسح حذاءه بقطعة قماش كلما أراد التوجه لزيارة حرم أمير المؤمنين عليه السلام أيام إقامته في النجف الإشرف، وتنقل السيدة زوجته انه كان يمسح حذاءه باستمرار، كما كان يصلح وضعه ويمشط لحيته أمام مرآة معلقة في ساحة البيت يتطيب قبل الخروج من المنزل، كان ملتزماً بأداء مستحبات الزيارة.[18]

إذهب للصلاة في مكان آخر
عندما وصلنا إلى الحدود برفقة الإمام يهاجر من العراق إلى الكويت، ذهب الإخوة بجوازات السفر إلى المركز الحدودي بهدف الحصول على تأشيرة الخروج، وفي غضون ذلك أراد الإمام إقامة الصلاة وكنا جالسين في غرفة مدير (الكمرك) الحدودي العراقي فرأى صورة كبيرة لصدام معلقة على جدار الغرفة، فخرج منها فوراً وقال: ( إذهب إلى مكان آخر لإقامة الصلاة)، فخرجنا ورأينا بناية حديثة بنيت كمحل لاستراحة المسافرين فدخلناها وأقمنا صلاة الجماعة بإمامة الإمام[19].

يعمل بالآداب الشرعية

قال الإمام يوماً: (ارفعوا هذا البساط من هنا)، وكان في البساط نقوش بصور حيوانات فأمر برفعه لكي يصلي لأن من المكروه الصلاة في غرفة فيها صور لإنسان أو حيوان، لقد كان يهتم إلى هذه الدرجة برعاية الآداب الشرعية[20].

يقيم النوافل بحضور القلب
كانت للإمام ـ أيام إقامته في قم في بدايات انتصار الثورة ـ لقاءات عامة بأبناء الشعب تستمر كل يوم من الساعة (5، 8) صباحاً إلى قبيل الظهر، وكان يلقي عدة خطابات مطولة ويصعد عدة مرات السلالم لكي يقف على سطح المنزل ويشكر جماهير حزب الله على عواطفهم الجياشة.

ثم كان يدخل قبيل أذان الظهرغرفته لكي يستريح دقائقق قليلة كانت آثار التعب المفرط تظهر واضحة على محياه، وكنت أقول في نفسي: سيسقط الإمام الان من شدة التعب! لكنني عندما كنت أدخل الغرفة بعيد ذلك أجده قائماً يصلي نافلة الظهر بتوجه قلبي[21].

أداء النوافل في مساء يوم فاجعة الفيضية
قبل غروب الشمس اليوم الذي شهد وقوع تلك الحادثة في المدرسة الفيضية جاءونا ـ وكنا في بيت الإمام ـ بخبرها وبقيام جلاوزة الشاه بضرب طلبة الحوزة في المدرسة وبأنهم يعزمون على المجيء إلى منزل الإمام، ولذلك قام المرحوم السيد محمد صادق اللواساني وأغلق باب البيت، فلما عرف الإمام بذلك قام فوراً وفتح الباب وهو يقول: (( اللهم يضربون أولادي الطلبة وأنا أغلق على نفسي باب منزلي؟!)).

ثم قام الإمام للصلاة وأقام ـ طبق برنامجه المعتاد في الليالي السابقةـ صلوات النوافل أيضاً رغم انه كان من المحتمل مهاجمة بيته في كل لحظة[22].

اهتمامه بالنوافل اليومية
كان الإمام ملتزماً ـ على ما أتذكر وطبق ما سمعته أيضاً من المقربين منه ـ بعدم ترك النوافل اليومية قدر المستطاع إضافة إلى الالتزام بإقامة الفرائض في أول وقتها[23].

يتفرغ في الجمعات للطاعات
كان الإمام يخلي برنامجه العملي في يوم الجمعة من الأعمال الأخرى لكي يتفرغ للأعمال العبادية المستحبة في يوم الجمعة، لأن وقت نوافل نهار الجمعة تبدأ من الصباح، فيستحب أداء (14) ركعة بصورة تدريجية تبدأ ست ركعات، كل ركعتين بتسليم بعد طلوع الشمس، ومثلها وسط النهار، ومثلها قبيل الظهر، وركعتين مع صلاة الظهر، وكان الإمام ملتزماً ـ أيام الجمعة ـ بأداء النوافل من الصباح إلى الظهر بصورة متتابعة.[24]

التزامه بالاستعاذة في الفرائض والنوافل
كان الإمام يلتزم بأداء بعض مستحبات الصلاة في صلوات النوافل أيضاً، فمثلاً كان شديد الالتزام بتلاوة الاستعاذة(( أعوذ بالله من الشيطان الرجيم)) بعد تكبيرة الاحرام في الفرائض والنوافل، أو انه كان ملتزماً بتلاوة سورة التوحيد في النوافل مع انها ليست شرطاً في صحة النوافل وبالأمكان حذفها[25].

يصلي النوافل وهو يسير
عندما كنت ألازم الإمام ـ أحياناً ـ كنت أراه يقوم في وقت معين في كل ليلة وبدون استثناء لأداء صلاة الليل، فكان يقيم نافلة الليل أولاً ثم نافلة الصبح، فقد كان شديد الالتزام بأداء النوافل، كنا نراه ـ عندما ندخل عليه ظهراً ـ يصلي نافلة الظهر وهي ثمان ركعات كل ركعتين بتسليم، واذا لم يستطع ـ قبل الظهر ـ أداء النوافل واقفاً أقامها عن جلوس، أو أقامها وهو يسير ( إلى المسجد) فمن الجائز أداء النوافل أثناء الحركة. كما كان ملتزماً بأداء نافلة صلاة العصر وهي ثمان ركعات أيضاً، فكان يقيمها وهو واقف أيام الصحة، لكنه الأن يصليها وهو يسير[26].

يؤدي النوافل ويراعي حال المأمومين
كان الإمام ملتزماً بأداء صلوات النافلة يعد الفريضة ولم يكن يغير هذا البرنامج، لكنه كان احياناً يقول للذين يصلون خلفه: ((هل أصلي النافلة؟))، أي انه يستأذنهم في ذلك، وقد سمعت ذلك منه عدة مرات، فقد كان يقول ـ بهلجة المستأذن ـ: (( أصلي عدة ركعات نافلة))، وكان أحياناً يصلي نافلتي الظهر والعصر ـ اللتين يستحب أداءهما قبل فريضتي الظهر والعصر ـ إلى ما بعد إقامة هاتين الفريضتين وذلك لكي لا يؤخرنا نحن المأتمين به، وللسبب نفسه كان يؤخر جميع النوافل إلى ما بعد أقامة الفرائض[27].

يجتهد في العبادات الشاقة
عندما كان الإمام يأتي إلى مدرسة المرحوم آية الله البروجردي في النجف لإقامة صلاتي الظهر والعصر جماعة في شهر رمضان المبارك، كان يصلي أولاً ـ وهو صائم ورغم شدة الحر في تلك الأيام في النجف ـ ثمان ركعات نافلة الظهر، ثم يقيم فريضة الظهر مع تلاوة الأذان والإقامة وبصورة طويلة نسبياً. ثم يصلي بعد أداء تعقيبات صلاة الظهر ـ ثمان ركعات هن نافلة العصر، ثم يصلي فريضة العصر مع الأذان والإقامة مثل صلاة الظهر، ثم يؤدي تعقيباتها، ثم يخرج من المدرسة.

ولم يكن الالتزام بهذا البرنامج أمراً يسيراً لمن في عمره وخاصة في حال الصيام وفي الجو الحار للنجف، فحتى الشباب لم يكن يتيسر لهم التوفيق للقيام بذلك، ورغم ذلك كان الإمام يقوم بهذه العبادات بجد واجتهاد وإقبال قلبي كامل[28].

كنا نستحي من التنقل عن جلوس
كان الإمام يؤدي عن قيام النوافل التي يصليها اكثر المصلين عن جلوس، ولذا كنا نحن ـ الذين تقل أعمارنا عن عمره الشريف بأربعين أو خمسين عاماًـ نستحي من أداء النوافل عن جلوس في حضوره[29].

إقامة نوافل المغرب والعشاء قبل الإفطار
كنت أصلي صلاتي الظهر والعصر في شهر رمضان المبارك ـ كسائر الشهور الأخرى ـ جماعة خلف الإمام في مسجد الشيخ الطوسي في سوق النجف، لكنني كنت أصلي صلاتي المغرب والعشاء خلف آية الله السيد عبد الأعلى السبزواري لأن الإمام كان ملتزماً بأداء النوافل صلاتي المغرب والعشاء حتى في شهر رمضان ورغم كبر سنه وضعفه ورغم أن شهر رمضان كان يصادف أيام الحر الشديد الطويلة في الصيف، في حين كنا نحن الشباب الذين نتمتع بقدرة اكبر على المقاومة نرغب في أداء صلاتي المغرب والعشاء بأسرع ما يمكن وبدون نوافلهما لكي نتناول إفطارنا[30].

يصلي النوافل في جميع الحالات
كان الإمام يتفرغ للصلاة من الساعة (30، 11) إلى الساعة الواحدة ظهراً، وكلما كنت أفتح الباب من اجل طلب الاستخارة منه أو أحمل اليه مقداراً من الماء أو القطع السكرية التي كانوا يأتوني بها من مكتبه لكي أحملها اليه لكي يباركها؛ كنت أجده في حال الصلاة، كان دائماً في حال أداء صلوات النوافل، وهو قائم أو وهو واقف أو وهو مضطجع[31].

تعالي لإيقاظي من القيلولة
استيقظ الإمام يوماً قبيل الظهر من النوم (القيلولة) وقال لي: (لقد تأخرت في الاستيقاظ اليوم، فانتبهي أنت لحالي وتعالي لإيقاظي في الساعة الحادية عشرة والنصف). فكنت أذهب اليه كل يوم في هذه الساعة، وأترك كل عمل في يدي من اجل ذلك لكنني كنت أجده يتوضأ في كل مرة قبل أن أصل إلى غرفته!! وعندما كان يلتفت إليّ كنت أقول بخجل: أنتم أمرتم ياسيدي بأن آتي لإيقاظكم! فكان يقول: ( لقد أحسنت الفعل إذ جئت لإيقاظي)[32].

لم يترك غسل الجمعة أبداً
كان الإمام ملتزماً بغسل الجمعة قبل أذان الظهر ولم يتركه أبداً[33].

المقابلة بعد القيام بالمستحبات
قال أحد السادة ـ أيام إقامة الإمام في باريس ـ إن بعض الأمريكان جاؤوا إلى هنا لإجراء مقابلة مع الإمام تبث بصورة مباشرة وهذا الأمر مؤثر للغاية في تبليغ مواقف الثورة وحركتها لأن أجهزة الإعلام الأوروبية ستقتدي بالأمريكان في إجراء مقابلات مماثلة.

كان ذلك في يوم الجمعة، فدخلت على الإمام وأطلعته على الأمر فقال: ( الان وقت القيام بالمستحبات وليس وقت إجراء المقابلات)! وقد أدى الأعمال المستحبة وبعد إتمامها قال: ( أنا مستعد الآن لإجراء المقابلة)[34].

شديد التورع عن المكروهات
كان الإمام يولي أهتماماً للعمل بالمستحبات واجتناب المكروهات، فمثلاً رغم شدة حرارة الجو في صيف النجف، كان الإمام يصعد إلى غرفة الطابق العلوي من المنزل لكي يأتي بغطاء الرأس ( الكلاة) ويضعه على رأسه قبل أن يذهب إلى بيت الخلاء، ثم عرفت فيما بعد أنه يقوم بذلك لأن دخول بيت الخلاء برأس حاسر مكروه شرعاً، فكان يصعد عشرين أو ثلاثين درجة من اجل اجتناب إرتكاب هذا العمل المكروه[35].

الاهتمام بتعقيبات الصلاة
زرت الإمام قبل وفاته بشهرين أو ثلاثة، فدخلنا غرفته التي يستريح فيها ويتعبد، فوجدناه لا زال يصلي رغم أن الساعة قد أشارت إلى الواحدة بعد الظهر، فسألت السيد أحمد مستغرباً عن تأخر صلاة الإمام إلى هذا الوقت مع حرصه على إقامة الصلاة في أول وقتها، فأجابني: انه يقوم بمستحبات الصلاة[36].

يتلو الدعاء قبل كل لقمة
كنت أحمل طعام العشاء للإمام، فأضعه في غرفته ثم أخرج لكنني كنت أنظر أحياناً من خارج الغرفة إلى الطعام خشية من أن أكون قد نسيت شيئاً لم أحمله له من طعامه، فكنت أراه وهو يتناول الطعام، فكان يأخذ اللقمة بيده ولا يتناولها إلاّ بعد أن يتلو الدعاء، ثم يتناولها ويأخذ لقمة أخرى.[37]

يذكر الله أثناء المشي
لم يكن الإمام يغفل عن الأذكار والنوافل والمستحبات في أي حال، فكان يمسك بالمسبحة ويتلو الأذكار والزيارات حتى أثناء المشي[38].

ويعمل بآداب النوم
كان الإمام يطفئ المصباح قبل أن ينام ويتلو الأذكار الواردة قبل النوم يبدأها بالبسملة[39].

يختار الأفضل من المستحبات ويداوم عليه
لم يقتصر التزام الإمام في شؤونه الحياتية على العمل بالواجبات واجتناب المحرمات بل اشتمل على العمل بالمستحبات أيضاً، والأهم انه كان يختار من بين المناجات والمستحبات الأحسن والأصلح ويلتزم بالعمل به. فمثلاً كان ملتزماً باستخدام عبارة( بسم الله) لإعطاء الإذن بالدخول عليه أو للقيام بعمل آخر بعد الاستئذان لذلك بدق الباب أو غير ذلك وكان هذا العمل يتكرر بكثرة، والامام يأذن باستخدام هذه العبارة المباركة بدلاً من كلمة( تفضلوا) المألوفة، وفي هذا الاستخدام استعارة لطيفة تشتمل على ذكر الله من جهة ومن جهة اخرى على التذكير بأن يقترن اللقاء بالإمام أو العمل بسم الله تبارك وتعالى[40].

الصلاة على النبي وآله (ع) كلما ذكروا
كان زوار الإمام يتوافدون تدريجياً على حسينية جمران وعلى مدى ما يقارب الساعتين في أيام اللقاءات العامة، وكانت أصواتهم ترتفع بالصلاة على محمد وآله ـ صلوات الله عليهم ـ بين الحين والآخر وتطرق سمع الإمام في غرفته فكان في كل مرة يسمعها يصلي على النبي وآله، وقد دققت في ملاحظة ذلك فلم أراه ولا مرة واحدة يسمع تلك الأصوات دون أن يصلي على النبي وآله ـ صلوات الله عليهم ـ[41].

يصلي ركعتي التحية في كل مسجد يدخله
كان الإمام شديد الالتزام بأداء الشعائر والآداب الدينية، فمثلاً ورد في آداب المسجد استحباب أن يصلي من يدخل المسجد ركعتين تعرفان بصلاة تحية المسجد، وقد انتبهت بدقة إلى عمل الإمام بهذا الاستحباب فوجدته يصلي اولاً ركعتي التحية في كل مسجد يدخله، كان يشارك في صلاة الجماعة في مسجد يعرف بمسجد (كذر قلعة) مأموماً إذا كان السيد الخوانساري حاضراً وإماماً للجماعة في حال غيابه، وكلما دققت في عمل الإمام عند دخوله المسجد وجدت يصلي ركعتين تحية المسجد إضافة إلى النوافل الأخرى[42].

اختار الطريق الأطول تجنباً للمكروه
في أيام حضورنا دروس الإمام في قم في عهد مرجعية آية الله السيد البروجردي ـ رحمه الله ـ جاء أحد أصدقاء الإمام من كربلاء، فأعرب الإمام عن رغبته في زيارته، وكان أبن هذا السيد من زملائي في الدراسة فأخذ لنا وقتاً من والده لزيارته. وقد صادف موعد الزيارة هطول الأمطار وكانت الأزقة مغطاة بالطين فلم يكن وضع قم في تلك السنين (36 ـ 1337هـ.ش/57ـ 1958م) كوضعها اليوم، فالتنقل يومها كان بالعربات التي تجرها الخيول، وقد ذهبنا بإحدى هذه العربات إلى رأس الزقاق الرئيسي الذي يقع فيه منزل السيد المذكور، وكان ابنه يعرف الأزقة الفرعية الموصلة للمنزل جيداً لذلك اختار طريقاً مختصراً لكي يجنب الإمام المزيد من المشقة بالسير في تلك الأزقة المغطاة بالطين، فسار بنا عبر مسجد كانت له بابان تقع باب الثانية على زقاق فرعي قريب جداً من بيت والده، فدخلنا من الباب مروراً بساحة المسجد وخرج بنا من الباب الثانية إلى منزل والده.

وبعد انتهاء خرجنا للعودة ولما وصلنا إلى باب المسجد ولما أردنا الدخول اليه عبرها والخروج من الباب بالاولى لاختصار الطريق رعاية لحال الإمام رفض الإمام ذلك وقال: ( لا ينبغي اتخاذ المسجد طريقاً، فذهب عبر الزقاق الطويل)، قلنا: إن الزقاق مليء بالطين والسير في يؤذيك، فقال: ( لا بأس بذلك )، وسار في طريقه دون أن يلتفت الينا فاضطررنا لمتابعته.

لقد ترك هذا الموقف العملي عبرة لا تنسى في ذهني تكشف شدة اهتمام الإمام باجتناب أي عمل مكروه شرعاً[43].

لا أقرأ الان هذا الشعر
كان الإمام يجتنب المكروهات، فمثلاً كان إذا أراد أن يستشهد ولو بشطر بيت من الشعر أثناء كلامه في ليلة الجمعة، اجتنب ذلك وقال: ( لا أقرأ الان هذا الشعر)! وذلك لأن إنشاد الشعر مكروه ليلة الجمعة[44].

المبادرة إلى إفشاء السلام
أستطيع القول بكل جرأة أنني لم ألتق الإمام ولا مرة واحدة في الطريق وقد سبقته في السلام! كنت أحتمل إذا كانت الفاصلة بيننا(10ـ 15) متراً أنني لو سلمت عليه فلن يسمع سلامي لذلك كنت أقول لنفسي: سأبادره بالسلام عندما أقترب منه، لكنه كان يبتدأني بالسلام عندما اقترب وقبل أن أهم بالسلام عليه[45].

عجزت عن أن أسبقه بالسلام
طوال المدة التي كنت ألازم فيها الإمام؛ لم أستطع أن أسبقه بالسلام ولا لمرة واحدة، لأنه كان سباقاً في البدء بالسلام[46].

يجتنب الضحك بقهقهة
نادراً ما كان الإمام يضحك، وكان يبتسم بدلاً من ذلك دائماً لأن الضحك مع القهقهة مكروه شرعاً[47].

وينهي عن المكروهات
كان الإمام ينهانا عن المكروهات، فمثلاً إذا ضحكنا بصوت عالٍ قال: (لا تضحكوا بهذه الصورة، فالضحك بصوت عالٍ مكروه شرعاً)[48].

التزامه بأعمال الشهور والأيام
دخلت على الإمام في أحد الأيام الأخيرة من سنة 67هـ.ش، (1989م) وهو في غرفته فلاحظته في أذى، ولذلك جلست عنده ساكتاً. ثم قال لي: (أعطني كتاب المفاتيح)، فقمت وجئته بالكتاب، فأخذ يقلب أوراقه رغم صعوبة ذلك عليه، واستمر في ذلك وهو غير مرتاح دون أن يعثر على ما يريده، وكانت قد بقيت ساعة لغروب الشمس، فقال لي: ( كنت أتصور إلى الان إن اليوم هو اليوم الاخير من شهر رجب، ولذلك كنت أقوم إلى الان بأعمال شهر رجبا، وقد عرفت قبل قليل أن اليوم هو اليوم الاول من شهر شعبان ولا أدري ما الذي ينبغي أن أفعله)!

وهنا عرفت سر آذاه، فقد كان يؤدي من الصباح إلى الآن أعمال وأدعية شهر رجب، وعندما جاءت الصحف الان انتبه إلى إن اليوم هو اليوم الأول من شهر شعبان وأن شهر رجب كان (29)يوماً وليس (30) يوماً. لقد استمر يقلب أوراق كتاب مفاتيح الجنان إلى أن عثر على ما يريد، قال لي: (أقرأوا هذه المناجاة الشعبانية، ففيها الكثير من المطالب العالية). ثم استعد لتلاوة الدعاء[49].

يتلو دعاء كميل وسط الضجيج
كان الإمام شديد الاجتهاد في العمل بالمستحبات وتلاوة الأدعية الخاصة بكل شهر في أوقاتها. دخلت عليه مرة وكانت السيدة (زوجته) قد عادت من سفر لها قريباً، ولذلك لم ير من المناسب أن يطلب منا التزام الصمت لكي يتلو دعاء كميل، وقد اجتمعنا حول السيدة نحادثها، وقد لاحظت إن الإمام قد وضع كتاب الدعاء أمامه وهو يتلو دعاء كميل وسط الضجيج دون إن يلتفت لما يجرى حوله أو يترك الدعاء بسببه[50].

اهتمامه بصلاة أول الشهر
كنت يوماً في خدمة الإمام فقال لي: (أخرج إلى الشرفة ودقق النظر ولاحظ هل ترى الهلال). وكانت رؤية هلال الشهر في جمران صعبة بسبب كثر الاشجار العالية في المنطقة، فخرجت ودققت النظر في الأفق لكنني لم أستطع رؤية الهلال، فرجعت إلى الإمام الذي سألني فور دخولي: (هل رأيت الهلال؟)، فأجبت بالنفي، وكان السيد ـ على ما بد لي ـ يريد أداء صلاة أول الشهر فقد كان شديد الالتزام بأداء مثل هذه الأعمال المستحبة[51].

يأمر بالاستهلال
قال لي الإمام في الليلة الاولى لشهر شعبان: (أذهب إلى المكتب وقل للسيد الأنصاري أن يبعث عدداً من الأشخاص إلى نقطة مرتفعة بهدف رؤية الهلال، واسع انت أيضاً لرؤيته). فذهبت وكانت السماء صافية وقد شاهد الهلال بيسر فعدت للإمام لإخباره بذلك فرأيته واقفاً في الشرفة، ولما أخبرته قال: (أجل لقد رأيته أنا أيضاً )[52].

اجتهدوا في المستحبات من اجله
لقد تعامل الإمام مع قضية استشهاد السيد مصطفى بهدوء وسكينة، فعندما نقلنا له هذا الخبر المؤلم حرك إصبعه بهدوء وقال ثلاث مرات: ( إنا لله وإنا اليه راجعون)، ثم اكتفى بأن قال بعد الاسترجاع: (اجتهدوا في القيام بالأعمال المستحبة من أجله)[53].

السياسة لم تبعده عن العبادة
في الرسالة الاولى التي بعثها بعد نفيه إلى تركيا؛ طلب الإمام إرسال كتابي مفاتيح الجنان والصحيفة السجادية له الأمر الذي يكشف عن قوة روحه التعبدية السامية، فقد كان يجتب أن يغفله الاهتمام بالقضايا السياسية والاجتماعية عن العبادة ويوقعه في الانحسار في بعد واحد[54].

شديد الحب لمناجاة الله
من الأمور التي كان يؤكد عليها كثيراً في دروسه الأخلاقية هو ترغيب الطلبة في الالتزام بتلاوة الأدعية والزيارات، وكان هو شديد الحب لمناجاة الله، ولعل من الممكن القول بأنه قرأ جميع أدعية كتاب مفاتيح الجنان[55].

يقضي أوقاته في تركيا بالصلاة والدعاء والزيارة
سألت السيد الشهيد مصطفى الخميني ـ رحمه الله ـ عما يفعله والده الإمام في تركيا ـ وكان ذلك أيام نفيه فيها ـ فأجاب: إن الإمام يقرأ جميع الأدعية كتاب مفاتيح الجنان ويقضي أوقاته بالصلاة والدعاء وزيارة المعصومين عليهم السلام لاسيما تلاوة زيارة عاشوراء[56].

يذكر الله أثناء رياضة المشي العلاجية
شاهدنا الإمام مراراً وهو يتلو الأذكار العبادية ويستعين بالمسبحة في عدها، وذلك أثناء قيامه عصراً بممارسة رياضة المشي الضرورية لحفظ سلامته؛ وكانت هذه الرياضة جزء ثابتاً في برنامجه اليومي يقوم بها بمعدل ( 40ـ 60) دقيقة كل يوم، وكان يقوم أثناء ممارسته لها، بسماع الاخبار من الإذاعة حيناً، وحيناً يقرأ الصحف، ثم منعه الأطباء من القراءة أثناء المشي فكان يكتفي بذكر الله تبارك وتعالى[57].

يذكر الله ويجيب على الأسئلة
كنت أزور الإمام مرة كل شهر أيام إقامته في منطقة (دربند) في طهران، وقد جئت لزيارته مرة فقالوا لي: لا توجد في برنامجه لقاءات هذا اليوم، لكن السيد أحمد لاحظ أنني قد جئت لزيارته من أصفهان ولذلك دخل عليه وأخبره بقدومي، فوافق على استقبالي رغم أنه كان في حالة العبادة وذكر الله، دخلت عليه وسلمت فرد السلام، لاحظت إن سجادة الصلاة مفروشة، وهو يتمشى في الغرفة ويتلو الأذكار أثناء ذلك، فأخذت أعرض عليه أسئلتي باختصار وكان يجيبني بالإشارة ـ باليد ـ تارة وأخرى بعبارات مختصرة مثل: نعم، أو كلا[58].

أذكار خاصة قبل أوقات الصلاة
عندما كان الإمام مقيماً في النجف، كان ملتزماً بأخذ المسبحة بيده قبل نصف ساعة من أذان الظهر، وكذلك قبل نصف ساعة من أذان المغرب، فيتوجه إلى ساحة منزله الصغير لكي يمشي فيها بسرعة وهو يتلو ذكراً معيناً لم أعرف ما هو لأنه كان يتلوه بصوت خافت وقد خجلت من أن أسأله عنه[59].

أوقات مخصصة للأدعية
في الأوقات التي خصصها الإمام لتلاوة الأدعية مثل دعاء كميل كان يقبل على تلاوة دعائه دون إن يلتفت إلى من جاء اليه وأي ضيف حل في المنزل وهل يوجد في غرفته أحد، غاية الأمر أنه كان يقول لنا إذا كنا في غرفته: ( تأذنون لي بتلاوة الدعاء؟) فكنا نقول: تفضلوا رجاءً بتلاوته يا سيدي ونحن نصغي ونستفيد[60].

عمق روح التعبد التسليمي في الإمام
لم تكن بعض صفات الإمام واضحة للجميع، لكن بعضها الآخر كان بإمكان أي شخص إن يتعرف عليه، ومن هذا النوع شدة التزامه بالعبادات والمستحبات، وقد كان السيد مصطفى يقول: رغم إن الإمام مجتهد وعالم ثوري، إلاّ انه يشبه العجائز في الالتزام التعبدي بالأمور العبادية فلا يبدي رأياً اجتهادياً تجاهها، وكان ملتزماً بأداء الأعمال المستحبة[61].

وصيته بالاجتهاد في العبادة أيام الشباب
زرت الإمام في اليوم الاول من شهر شعبان سنة 1367هـ.ش، (1989م)، فوجدت كتاب مفاتيح الجنان في يده وهو يستعد لتلاوة الأدعية الخاصة بشهر شعبان، وعندما أردت تقبيل يده للاستئذان للخروج قال لي: ( قم بما تريد القيام به وأنت شاب، فاذا بلغت سن الشيخوخه فان ما ستقدر على القيام به هو النوم والأنين)[62].

الالتزام بالأدعية والأذكار على وفق المأمور به
كان الإمام ملتزماً بتلاوة الأدعية والأذكار طبق المذكور في كتاب مفاتيح الجنان، وقد رأيته مراراً وهو ممسك بكتاب المفاتيح بيد وبالمسبحة باليد الأخرى وهو يردد الأذكار طبق العدد المذكور في الكتاب[63].

كثير الأنس بكتاب مفاتيح الجنان
كان الإمام شديد الأنس بكتاب مفاتيح الجنان كثير الاستفادة منه، ولذلك كان جلد نسخته من هذا الكتاب يتمزق مرة كل بضعة اشهر, فكنا نضطر لتجليده أو شراء نسخة اخرى له[64].

 

________________________

[1] السيدة صديقة المصطفوي"ابنة الإمام " مجلة" سروش"، العدد 476.

[2] حجة الإسلام والمسلمين التوسلي، مجلة"حوزة"، العدد:45.

[3] حجة الإسلام والمسلمين الآشتياني، مجلة" باسدار إسلام"، العدد:93.

[4] الدكتور محمود البروجردي "صهر الإمام"، كتاب" حوادث خاصة من حياة الإمام "، ج3

[5] السيد فاطمة الطباطبائي، مجلة" ندا"، العدد الاول.

[6] السيدة زهراء المصطفوي "ابنة الإمام".

[7] السيدة فاطمة الطباطبائي، محلق صحيفة اطلاعات بمناسبة الذكرى السنوية الاولى لوفاة الإمام.

[8]حجة الإسلام والمسلمين السيد أحمد المهدي، مجلة"شاهد بانوان"، العدد:167.

[9] الدكتور محمود البروجردي، كتاب" حوادث خاصة من حياة الإمام الخميني"، ج3.

[10] آية الله السيد محمد الموسوي البجنوردي، كتاب" خطوات في أثر الشمس"، ج4، ص208.

[11] السيد خادم " أحد حراس بيت الإمام"، كتاب" في رثاء النور"، ص65.

[12] حجة الإسلام والمسلمين مسيح البروجردي.

[13] حجة الإسلام والمسلمين مسيح البروجردي، كما كان الإمام يحسب أذكار تسبيحات الصديقة الزهراء أحياناً بالمسبحة أيضاً.

[14] السيدة زهراء المصطفوي، مجلة" نداء"، العدد الاول.

 [15] حجة الإسلام والمسلمين أحمد الصابري الهمداني.

[16] حجة الإسلام والمسلمين الآشتياني، مجلة باسدار اسلام، العدد:92.

[17] السيدة زهراء المصطفوي "ابنة الإمام ".

[18] السيدة زهراء الإشراقيحفيدة الإمام ، مجلةسروش، العدد: 476.

[19] حجة الإسلام والمسلمين محمد رضا الناصري، مجلةباسدار إسلام، العدد:58.

[20] حجة الإسلام والمسلمين الإنصاري الكرماني، كتابحوادث خاصة من حياة الإمام الخمينيج، 2.

[21] آية الله بني فضل، نقلاً عن آية الله حسن الصانعي، مجلةباسدار إسلام، العدد: 45.

[22] حجة الإسلام والمسلمين التوسلي، مجلةحوزة، العدد: 45.

[23] حجة الإسلام والمسلمين الرسولي المحلاتي مجلةحوزة، العدد المزدوج:37ـ38.

[24] السيدة زهراء المصطفوي.

[25] حجة الإسلام والمسلمين مسيح البروجردي حفيد الإمام .

[26] حجة الإسلام والمسلمين حسن الثقفي، كتابخطوات في أثر الشمس، ج1، ص142.

[27] حجة الإسلام والمسلمين مسيح البروجردي.

[28] آية الله القديري، ملحق صحيفة جمهوري إسلامي الخاص بالذكرى السنوية الثانية لوفاة الإمام.

[29] آية الله السيد محمد البجنوردي، كتاب خطوات في أثر الشمس، ج4، ص207.

[30] حجة الإسلام والمسلمين السيد مجتبى الرودباري، مجلة 15خرداد، العدد: 7.

[31] السيدة ربابة البافقيخادمة في بيت الإمام مجلةسروش، العدد:476.

[32] المصدر السابق، ونومة القيلولة نومة قصيرة مستحبة قبل الظهر.

[33] الدكتور محمود البروجردي صهر الإمام ، كتاب حوادث خاصة من حياة الإمام الخميني، ج3.

[34] السيدة مرضية الحديدجي، كتاب حوادث خاصة من حياة الإمام الخميني، ج4.

[35] السيدة فاطمة الطباطبائي، ملحق صحيفة إطلاعات الخاص بالذكرى السنوية الاولى لوفاة الإمام.

[36] الفريق حرس الثورة محسن الرضائي، مجلة بيام انقلاب، العدد: 261.

[37] السيدة ربابة البافقي، صحيفة كيهان18/4/1368هـ.ش.

[38] حجة الإسلام والمسلمين الأنصاري الكرماني، مجلةبيام انقلاب، العدد: 48.

[39] حجة الإسلام والمسلمين مسيح البروجردي.

[40] حجة الإسلام والمسلمين رحيميان.

[41] حجة الإسلام والمسلمين رحيميان، كتاب حوادث خاصة من حياة الإمام الخميني، ج4.

[42] آية الله عباس الإيزدي النجف آبادي، كتابخطوات في أثر الشمس، ج2، ص 292.

[43] آية الله محمد اليزدي، مجلةحوزه، العدد:49.

[44] السيدة فريدة المصطفويابنة الإمام .

[45] حجة الإسلام والمسلمين مرتضى الصادقي الطهراني.

[46] آية الله السيد عز الدين الزنجاني.

[47] حجة الإسلام والمسلمين القرهي، مجلة اطلاعات هفتكي، العدد:2442.

[48] السيدة فاطمة الطباطبائي مجلة زن روز، العدد:1267.

[49] حجة الإسلام والمسلمين مسيح البروجردي.

[50] حجة الإسلام والمسلمين مسيح البروجردي.

[51] حجة الإسلام والمسلمين مسيح البروجردي.

[52] السيد رحيم ميريان.

 [53] حجة الإسلام والمسلمين السيد أحمد الخميني.، مجلة "بيام انقلاب "، العدد: 70.

[54] حجة الإسلام والمسلمين حميد الروحاني، صحيفة جمهوري إسلامي، 26/ 4/1368.

[55] آية الله الإمامي الكاشاني.

[56] آية الله الإمامي الكاشاني.

[57] حجة الإسلام والمسلمين الأنصاري، الكرماني، صحيفة رسالت9/3/1372هـ.ش.

[58] حجة الإسلام والمسلمين السيد كمال فقيه الإيماني.

[59] حجة الإسلام والمسلمين الناصري.

[60] السيدة زهراء المصطفوي، مجلة  شاهد بانوان، العدد:149.

[61] آية الله عباس خاتم اليزدي.

[62] حجة الإسلام والمسلمين مسيح البروجردي.

[63] حجة الإسلام والمسلمين مسيح البروجردي.

[64] حجة الإسلام والمسلمين السيد أحمد الخميني.


 شبكة البتول عليها السلام  @ 11-2006  -  www.albatoul.net

إنتاج : الأنوار الخمسة للإستضافة والتصميم @ Anwar5.Net