في ان الذات غني ليس بمحتاج
لا معنى لان يكون محتاجا باي جهة من الجهات, كونه غني, والا لو كان في اي جهة من الجهات محتاجا الى الغير لما كان هوغني. بل هو الغني لانه ليس بمحتاج, لانه وجوب الوجود هو دون غيره , لانه لا يوجد واجب للوجود غير الله سبحانه , لما تبين انه لا شريك له في وجوب الوجود فهو ليس بمحتاج لان وجوب وجوده دون غيره يقتضي استغنائه عن الغير مطلقا, ويقتضي افتقار غيره اليه مطلقا ( أيها الناس أنتم الفقراء الى الله والله هو الغني الحميد )15 فاطر.
اذن لا غني بالاستقلال الا هو, وان وجد غني فبعطاءه واذنه وجوده والا فالغني المطلق المستقل لا مصداق له في عالم الوجود الا الله جلت أسمائه. ليس بمحتاج الى غيره مطلقا لانه كل من احتاج اليه فهو يكون معولا له واذا احتاج الواجب اليه يكون ممكنا .
وقلنا الاحتياج مطلقا لانه لا في ذاته ولا في صفاته, لا في ذاته محتاج الى شئ, ولا في صفاته التي يتصف بها محتاج الى غيره . لان وجوب الواجب الثابت له يقتضي استغناءه مطلقا (اي بذاته وصفاته) عن مجموع ما عداه, الذي هو عالم الامكان فلو كان محتاجا, للزم ان يكون ممكنا, ولزم افتقاره ولكان ممكنا. وتعالى الله عن الامكان لان الباري عز وجل مستغني عن مجموع ما عداه. والكل رشحة من رشحات وجوده, وذرة من ذرات فيض وجوده.
|