متون الكتب :  
الفهارس :  
أسماء الكتب والمؤلفين :  
المعرفة الجائزة على الذات
الكتاب : الآلوهية عند الفرق الإسلامية    |    القسم : مكتبة العقائد الإسلامية

المعرفة الجائزة على الذات

إن الإنسان لا يستطيع الإحاطة بحقيقة الله والوقوف على كنهه، لأن تصوره مستحيل كون الذات الإلهية لا يحاط بها ولا يعرف كنهها، لا في الذهن ولا في الخارج، لأنه مطلق وما يرد في ذهن الإنسان محدود، حيث لا يمكن لللامتناهي أن يحيط به محدود أو محاط، لقوله تعالى: "يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ولا يحيطون به علما" (طه: 011).

وقال أيضاً "ويحذركم الله نفسه" (آل عمران : 03).

إذ لا يمكن لأحد بلوغ تلك المعرفة لاكتناه الذات، لأنها مغلقة أمام الإنسان. قال أمير المؤمنين علي عليه السلام: "لم يطلع العقول على تحديد صفته، ولم يحجبها عن واجب معرفته" (الخطبة 49).

لكن ذهب المعطلة إلى عدم معرفة ذات الله والتوصل إلى كنهه بواسطة العقل، وربما نجد بعض الأحاديث تقارب ما يدعون إليه، إذا لم نفهم المراد منها كقول الإمام محمد بن علي الباقر عليه السلام: قال: "إياكم والتفكر في الله ولكن إذا أردتم أن تنظروا إلى عظمة الله فانظروا إلى عظم خلقه" (1).

وعن الإمام محمد بن علي الباقر عليه السلام: قال: "تكلموا في خلق الله ولا تكلموا في الله فإن الكلام في الله لا يزيد إلا تحيراً" (2).

وعن الإمام جعفر بن محمد الصادق عليه السلام: "إن الله يقول "وإلى ربك المنتهى" (النجم: 42) قال: إذا انتهى الكلام إلى الله عز وجل، فامسكوا" (3).

وعن أبو عبد الله عليه السلام "من نظر في الله كيف هو هلك" (4).
___________________________________

(1) الكافي كتاب التوحيد – في النهي عن الكلام عن الكيفية.
(2) توحيد الصدوق ص 454، 67 – باب النهي في الكلام والمراء في الله عز وجل.
(3) توحيد الصدوق ص 456 – 9 – باب.
(4) حق اليقين ص 46.
وقول الإمام علي عليه السلام: "الذي لا يدركه بعد الهمم ولا يناله غوص الفطن" الخطبه الأولى. وقوله أيضا "وإنك أنت الله الذي لم يتناه في العقول فتكون في مهب فكرها مكيفاً ولا في رويات خواطرها فتكون محدوداً مصرفاً" الخطبة 89.

وبذات الوقت يقول الإمام علي عليه السلام بما يسد الطريق على المعطلة قوله الآنف الذكر "لم يطلع العقول على تحديد صفته، ولم يحجبها عن واجب معرفته" الخطبة 49. فإذا كانت عقولنا قاصرة عن كنه ذات الله فهناك مقدار واجب من المعرفة الممكنة لابد منه. أما تصورنا لله المطلق فمن الواضح أنه لا يتم حسب إدراكنا العادي، لأننا محاطون بظواهر جسمانية وقيود زمانية ومكانية وأفكارنا محصورة بنوع من التفكير، يستحيل علينا إدراك موجود خال من قيد أو شرط.

فالمعرفة ممكنة والإكتناه محال.كما لا يخفى ان من شروط البحث" امكانية البحث" أي ان لا يكون البحث في موضوع تستحيل معالجته, لعدم القدرة على ذلك كمعرفة حقيقة الذات الالهية لانها من الامور التي يمتنع اخضاعها للبحث, لاستحالة الوصول الى نتيجة مطلوبة كونها فوق مستوى الادراك العقلي, رغم ذلك فباب المعرفة مفتوح أي معرفة الله بوجه، لا من جميع الوجوه، لأنها إذا كانت من جميع الوجوه صارت إكتناهية، وهي ممتنعة، فلا يمكن أن نقف على ذاته وكنهه وحقيقته "يا من لا يعرف ما هو إلا هو" كما نذكر لكم ما ينسب إلى أفلاطون قوله:

فيك يا أعجوبة الكون غدا الفكر كليلا
أنت حيرت ذوي اللب وبلبلت العقولا
كلما قدم  فكري  فيك شبراً  فر ميلا
ناكصاُ يخبط في عمياء لا يهدي سبيلا



 شبكة البتول عليها السلام  @ 11-2006  -  www.albatoul.net

إنتاج : الأنوار الخمسة للإستضافة والتصميم @ Anwar5.Net