متون الكتب :  
الفهارس :  
أسماء الكتب والمؤلفين :  
بيان سبب صبر بلال على التعذيب وعدم رجوعه عن اسلامه
الكتاب : فلسفة الحج في الإسلام    |    القسم : مكتبة الفقه

بيان سبب صبر بلال على التعذيب
وعدم رجوعه عن إسلامه

وبمناسبة ذكر بلال الحبشي كمثال للمؤمن الصابر على الأذى والتعذيب في سبيل الله يناسب ذلك الإتيان على ذكر من كان السبب في إسلامه والصبر على الأذى في سبيله ألا وهو الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم ـ حيث استطاع أن يُدخل نور الإسلام في عقله وقلبه بالحكمة والموعظة الحسنة المؤيدة من قبل الله سبحانه بالمعاجز الخارقة وأهمها القرآن الكريم الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ـ ورغم ذلك فإن الكثيرين من المشركين ظلوا مصرين على عنادهم ومواجهين له ولمن أمن به بكل أنواع التعذيب الجسدي والنفسي وقد أخبر عن ذلك بقوله صلى الله عليه وآله وسلم :
( ما أوذي نبي بمثل ما أوذيت ) ومع ذلك كله ظل مستمراً على دعوته صابراً على الأذى في سبيل انتشارها وانتصارها ومقدماً لغيره من المؤمنين القدوة المثلى والأسوة الحسنة الفُضلى في الصبر والاحتساب .
كما كان قدوةً رائدةً بالتجمل بكل الصفات الكمالية قال سبحانه مبيناً هذه الحقيقة ومادحاً له بالاستقامة في سبيل الحق ولأصحابه التابعين له بإحسان :
( لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَان يَرْجُوا اللَّهَ وَاليَوْمَ


( 185 )

الأَخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً )(1) .
وقد ترجم صلى الله عليه وآله وسلم صبره على الأذى في سبيل مرضاة الله تعالى وتبليغ رسالته بقوله عندما قوبل بالقوة والعنف من قبل أهل الطائف على أثر توجهه إليهم لاحتماله قبولهم الدعوة ومدهم له بالنصرة :
إن لم يكن بك غضب علي فلا أبالي .
كما قابل الإمام علي عليه السلام الأذى الذي حصل له بعد وفاة النبي صلى الله عليه وآله وسلم بالجلد والصبر قائلاً : لأسلمن ما سلمت أمور المسلمين) .
واقتدى السبطان العظيمان بجدهما الأعظم ووالدهما الأكرم ـ بالصبر على الأذى في سبيل مصلحة الإسلام والمسلمين حيث تجرع الحسن سُم الصلح مع خصمه معاوية ـ في هذا السبيل وقدم الحسين كل أنواع التضحية والفداء وصبر على كل أنواع الظلم والبلاء من أجل الغاية نفسها مردداً بلسان المقال أو الحال مخاطباً الله تعالى :
تركتُ الخلقَ طراً في هواكا * وأَيتمتُ العيال لكي أراكا
فلو قطعتَني في الحب إرْباً * لما مال الفؤادُ إلى سواكا

وقوله أيضاً بلسان الواقع والحقيقة الإيمانية :
إن كان دين محمّد لم يستقم * إلا بقتلي يا سيوف خذيني


>>>>>>


 شبكة البتول عليها السلام  @ 11-2006  -  www.albatoul.net

إنتاج : الأنوار الخمسة للإستضافة والتصميم @ Anwar5.Net